سلطنة عمان تعلن تفاصيل عن منفذي جريمة مسجد الوادي الكبير في مسقط.. وأسرة القتلة رفضت استلام الجثث
تأثروا بأفكار ضالة في سوريا
انفوبلس/..
كشفت الشرطة العُمانية، أن القتلة الثلاثة المتورطين في إطلاق نار بمحيط مسجد في مسقط هذا الأسبوع خلال تأدية مراسم إحياء عاشوراء، هم إخوة من مواطنيها وقد تمّت تصفيتهم، موضحة أن التحقيقات أظهرت تأثرهم بأفكار ضالة.
وقالت الشرطة في بيان نشرته وكالة الأنباء العمانية، إنه "حرصا من شرطة عُمان السلطانية على إطلاع الجمهور الكريم بمستجدات حادثة إطلاق النار في الوادي الكبير، فقد تأكد أن الجناة الثلاثة المتورطين في الحادث عُمانيون وهم إخوة".
وأضافت، إنهم "قد لقوا حتفهم نتيجة إصرارهم على مقاومة رجال الأمن، وقد دلّت التحريات والتحقيقات على أنهم من المتأثرين بأفكار ضالة، دفعتهم الى الاعتداء المسلح على مجلس عزاء حسيني إحياءً لمناسبة عاشوراء في سلطنة عُمان".
وبينما لم توضح الشرطة ما المقصود بالأفكار الضالة، أعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم الذي وقت يوم الاثنين الماضي.
وتجدر الإشارة إلى التنظيم الإرهابي كان قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي طال مسجد الإمام علي بن أبي طالب بمنطقة الوادي الكبير، مساء الاثنين الماضي، وأودى بحياة ستة من المدنيين ورجال الشرطة، بعضهم من جنسيات أخرى.
وأدانت دول عديدة، الهجوم الذي تبنّاه تنظيم داعش الإرهابي، في العاصمة العمانية مسقط، ومن بينها قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن والعراق ومنظمات عربية.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية، الثلاثاء، أن إطلاق نار في مسقط أسفر عن استشهاد 5 أشخاص بالإضافة الى أحد رجال الشرطة، ومقتل الجناة الثلاثة، إضافة إلى إصابة 28 شخصا من جنسيات مختلفة، بينهم 4 أشخاص في أثناء أداء واجبهم الوطني من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف، جرى نقلهم إلى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، مقتل 4 من مواطنيها وإصابة آخرين في هجوم بمحيط مسجد في منطقة الوادي الكبير بمدينة مسقط، من دون تقديم تفاصيل.
وأدان مجلس التعاون الخليجي الهجوم، مؤكدا دعمه لسلطنة عمان ومثمّنًا جهود رجال الأمن العمانيين في التعامل مع الحادث.
كما أدانت جامعة الدول العربية الهجوم، مؤكدة تضامنها الكامل مع سلطنة عمان في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
أُسرتهم رفضت استلام الجثث
يذكر أن القتلة الثلاثة الذين نفذوا جريمة القتل في باحة مسجد الوادي الكبير في سلطنة عمان، على مجلس عزاء حسيني إحياءً لمناسبة عاشوراء في سلطنة عُمان، هم أشقاء المطرب المشهور سلطان العماني، واسمه الحقيقي سلطان حمود الحسني، هو مغني وممثل عماني مشهور، من مواليد ولاية صلالة في سلطنة عمان عام 1976، اشتهر بأغاني خليجية والعراقية التي لاقت شهرة واسعة.
القتلة الأشقاء الثلاثة بحسب المعلومات المتوفرة، يعملون في وظائف مرموقة، من بينهم واحد يحمل شهادة الدكتوراه ويعمل موظفاً في إحدى الوزارات المهمة في البلاد، وقدم برامج تلفزيونية تم بثها عبر التلفزيون المحلي تتحدث عن التطور الذي تشهده السلطنة، كما يعمل الثاني في البنك المركزي، ويعمل الثالث في البلدية.
وأظهر تسجيل مصور لشقيقهم الرابع سلطان الحسني، وهو فنان سابق اعتزل الغناء، براءته من إخوته، مندداً بسفكهم دماء معصومة وتهديد الأمن والاستقرار في البلاد.
وإخوة سلطان العماني الذين نفذوا الجريمة، هم كل (حمد الحسني) ويعمل موظف في وزارة الخارجية العُمانية، و(محمد الحسني) يعمل موظف في البنك المركزي، و(حسام الحسني) يعمل موظف في بلدية مسقط، وتعود أصولهم الى قرية يتي بمحافظة مسقط.
أبناء (حمود بن محمد بن سعود الحسني) الذي كان سابقا قنصلا عاما في كراتشي، كانوا اباضيه المذهب، وأصولهم من يتي او من القرى المجاورة، جدهم حمود بن محمد بن سعود الحسني كان في وزارة الخارجية، تدرج ووصل إلى درجة قنصل وعين في كراتشي، ولده سلطان بن حمود أب القتلة الثلاثة يعمل في وزارة الخارجية بدرجة سكرتير أول.
ورفضت أسرة القتلة استلام الجثث، وطلبت من الشرطة رميها في المزابل، بسبب تحولهم الى الأفكار الوهابية بعد أن عاشوا فترة من الزمان في سوريا، بذروة الأفكار الداعشية هناك، وتأثروا بهم ورجعوا البلد يحملون هذه الأفكار.
المرجعية تعزي ذوي الشهداء
وعزّى مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، ذوي الشهداء الذين استُشهدوا بحادثة الوادي الكبير في سلطنة عمان.
وذكر مكتب المرجع الاعلى، في بيان موجه الى العلامة الجليل الشيخ احسان اللواتي، "تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ الاعتداء الآثم الذي استهدف تجمعا لإخواننا المؤمنين المشاركين في عزاء سيد شباب اهل الجنة (عليه السلام) في بلدكم العزيز".
وأضاف، "ندين هذا الحادث الإرهابي، ونعزيكم وذوي الشهداء الكرام والمؤمنين عامة بالمصاب الجلل، نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ورضوانه ويَمُنَّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، ويُديم على بلدكم الكريم الأمن والاستقرار إنه سميع مجيب".