سنوات من المطاردة والاعتقال.. جوليان أسانج مؤسس "ويكليكس" في طريقه نحو الحرية.. تعرف على سيرته وظروف إطلاق سراحه
انفوبلس/..
الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، السويد، ودول أخرى، اجتمعوا كلهم لكن ليس على دول أو دولة، بل على رجل واحد، جوليان أسانج، بين المحاكم واللجوء وصولًا إلى السجن، مضت سنوات ثقيلة على أسانج، عرف العالم كله قصته، لكن التفاصيل الدقيقة تغيّب في معمعة الأخبار.
وقد جاء انقلاب إمبراطوريات الإعلام الغربي على الرجل، ليصير التشويه أضخم من الحقيقة، لكنها حقيقة تأبى أن يغطيها غربال التحريف، كانت قنبلة الكشف الأولى التي فجّرها أسانج، جريمة قتل جماعية، متعددة المراحل في العراق، منذ ذلك اليوم، لمع اسم جوليان أسانج، وتوالت بعدها فضائح أخرى لا تقلّ شأنًا، لكن كانت غالبيتها من صنع الولايات المتحدة، الرئاسة، والبنتاغون، ووكالات الأمن المختلفة، وليس أخيرًا وزارة الخارجية.
وُلد جوليان أسانج في عام 1971 في تاونسفيل بولاية كوينزلاند، شمالي أستراليا، وعاش طفولته في ترحال مع والديه اللذين كانا يديران مسرحا جوالا.
يُعد جوليان أسانج أحد الباحثين المناضلين بقوة من أجل الوصول للحقيقة، من خلال نشره كمّاً هائلا من المعلومات الحساسة، ويُوصف أسانج من قبل من عملوا معه على أنه شخص متحمس للغاية وفائق الذكاء، ويتمتع بقدرة استثنائية على فك شيفرات برامج الكمبيوتر.
في عام 2006، أسس أسانج موقع ويكيليكس، الذي يهتم بنشر الوثائق والصور، والذي تصدر عناوين الصحف في أنحاء العالم في أبريل/ نيسان عام 2010 حينما نشر لقطات فيديو تظهر جنودا أمريكيين وهم يطلقون النار من مروحية على مدنيين عراقيين ويقتلون 18 منهم في العاصمة العراقية بغداد.
جوليان أسانج حُر
وأعلن موقع "ويكيليكس" حصول مؤسّسه، جوليان أسانج، على حريته، ومغادرته بريطانيا، بعد سجنه أكثر من خمس سنوات، وذلك بعيد إعلان القضاء الأميركي أنّه أبرم اتّفاقاً معه "يقضي باعترافه بمسؤوليته عن تهم موجّهة إليه مقابل إخلاء سبيله".
ونشرت صفحة "ويكيليكس" الرسمية على منصة "إكس"، تصريحاً، أمس الثلاثاء، يتضمن تفاصيل آخر التطورات التي أدت إلى خروج أسانج من المملكة المتحدة، مبتدئةً البيان بجملة "جوليان أسانج حُر".
وأوضحت، أنّ "أسانج غادر سجن "بلمارش"، صباح الـ24 حزيران الجاري، بعد أن أمضى 1901 يوماً في الاعتقال، واستقل طائرةً في مطار "ستانستد"، ومن المتوقع أن يهبط في أستراليا قريباً".
ومن جهتها، أعلنت زوجة أسانج، ستيلا أسانج، في حديثٍ لها، أنّ زوجها استقل رحلة جوية خارج المملكة المتحدة، مقدمةً شكرها إلى كل الأشخاص والجهات التي دعمته وساهمت في الضغط لإنهاء اعتقاله، حسب قولها.
وأوضحت، أنّ أسانج غادر سجن "بلمارش"، صباح الـ24 حزيران/ يونيو الجاري، بعد أن أمضى 1901 يوماً في الاعتقال، واستقل طائرةً في مطار "ستانستد"، ومن المتوقع أن يهبط في أستراليا قريباً.
إفراج بكفالة وصفقة "إقرارٍ بالذنب"
ومن جهتها، أعلنت زوجة أسانج، ستيلا أسانج، في حديثٍ لها، أنّ زوجها استقل رحلة جوية خارج المملكة المتحدة، مقدمةً شكرها إلى كل الأشخاص والجهات التي دعمته وساهمت في الضغط لإنهاء اعتقاله، حسب قولها.
وقد أفرجت المحكمة العليا البريطانية عن أسانج بكفالة، حسب بيان "ويكيليكس"، كما من المُتوقع أن يضع اللمسات الأخيرة على صفقة "إقرارٍ بالذنب" مع السلطات الأميركية في وقتٍ لاحق.
وأوضح الموقع، أنّ خروج أسانج إلى الحرية كان "نتيجةً لحملة عالمية شملت منظمين، وناشطين في مجال حرية الصحافة، ومشرّعين، وقادة من مختلف ألوان الطيف السياسي، وصولاً إلى الأمم المتحدة".
واختتم قائلاً: "بينما يعود إلى أستراليا، نشكر كل من وقف إلى جانبنا، وقاتل من أجلنا، وظل ملتزماً تماماً في النضال من أجل حريته. حرية جوليان هي حريتنا".
وتناقلت وكالات إعلامٍ غربية أنباءً بشأن إبرام أسانج، "اتفاقاً مع القضاء الأميركي يقضي باعترافه بالمسؤولية عن التهم الموجّهة إليه في قضية فضح أسرار عسكرية"، وذلك مقابل إطلاق سراحه، لينتهي بذلك مسلسل قانوني استمرّ سنوات طويلة، وفقاً لوثائق قضائية، نُشرت مساء الاثنين.
وبموجب الاتفاق، فإنّ أسانج، الذي كان محتجزاً طيلة سنوات اعتقاله في بريطانيا، سيعترف بمسؤوليته عن تهمة "التآمر للحصول على معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني والكشف عنها"، وذلك لدى مثوله أمام محكمة فيدرالية في جزر ماريانا، وهي المنطقة الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ.
يُذكر أنّ الشرطة البريطانية اعتقلت أسانج، في نيسان/ أبريل 2019، من داخل سفارة الإكوادور، وذلك بعدما سحبت الإكوادور منه صفة اللجوء.
وبموجب الإجراءات الأميركية، كان أسانج يواجه 17 تهمةً بالتجسّس، وتهمةً واحدة تتعلّق بالتخطيط للقيام باختراق محوسب لاستهداف جهاز كومبيوتر رسمي، والتي تتعلّق بدوره في الحصول على مواد سرية والكشف عنها.
وصل إلى استراليا
طائرة مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج ، هبطت الأربعاء- في أستراليا بعد الإفراج عنه من سجن بريطاني بموجب اتفاق مع القضاء الأميركي أُقرّ في إطاره بنشر أسرار عسكرية أميركية.
ووصل الأسترالي أسانج في طائرة خاصة إلى "كانبيرا" في ما يشكل الفصل ألأخير من هذه الرحلة التي بدأت بالإفراج عنه من سجن بيلمارش في لندن وقادته إلى جزر ماريانا الشمالية الأميركية حيث مُثّل أمام القضاء، ولن يحق لأسانج العودة إلى الولايات المتحدة من دون إذن، على ما أوضحت وزارة العدل الأميركية في بيان.
وأطلقت محكمة في جزيرة سايبان بالمحيط الهادئ سراح أسانج بعد ملحمة قانونية استمرت 14 عاما، قضى فيها أكثر من 5 سنوات في سجن بريطاني شديد الحراسة، و7 سنوات لاجئا في سفارة الإكوادور في لندن، حيث قاوم تسليمه إلى السويد في اتهامات بالاعتداء الجنسي وإلى الولايات المتحدة حيث يواجه 18 تهمة جنائية.
وثائق عسكرية حول حروب أميركا
وتتعلق هذه الاتهامات بنشر موقع ويكيليكس في عام 2010 مئات الآلاف من الوثائق العسكرية الأميركية السرية حول حربي واشنطن في أفغانستان والعراق، في إحدى كبرى وقائع تسريب المعلومات السرية في تاريخ الولايات المتحدة.
وخلال جلسة المحكمة التي استمرت 3 ساعات في جزيرة سايبان التابعة للولايات المتحدة، أقر أسانج بالذنب في تهمة جنائية واحدة هي التآمر للحصول على وثائق سرية تتعلق بالدفاع الوطني الأميركي والكشف عنها، لكنه قال إنه كان يعتقد أن التعديل الأول للدستور الأميركي، الذي يكفل حرية التعبير، سيحمي أفعاله.
وقبلت كبيرة قضاة المحكمة الجزئية "رامونا في مانجلونا" إقراره بالذنب، وأفرجت عنه، مشيرة إلى أن الحكومة الأميركية أشارت إلى عدم وجود ضحايا لتصرفات أسانج.
وبينما اعتبرت الحكومة الأميركية أسانج شخصا متهورا لأنه يعرّض عملاءها للخطر من خلال نشر أسمائهم، أشاد به أنصاره باعتباره بطلا لترويجه لحرية التعبير وكشفه لجرائم الحرب.