سيناريو 2014 يطلّ برأسه.. هل يتدخل العرق رسميا في سوريا؟
انفوبلس/ تقارير
بعد تأكيد مصادر عسكرية في الجيش السوري، دخول فصائل عراقية إلى سوريا خلال اليومين الماضيين، نفت وزارة الداخلية الأمر جملةً وتفصيلاً، ثم نفى الحشد الشعبي دخوله أيضاً، لكن ثمة تساؤلات عن إمكانية دخول العراق بشكل رسمي إلى سوريا، وهو ما تناولته انفوبلس في سياق التقرير الآتي والذي تضمن إجابات وافية لجميع التساؤلات لعل أبرزها.. ها نحن مقبلون على تشكل تحالف إقليمي؟
الداخلية تنفي عبور الفصائل
بعد تأكيد مصادر عسكرية في الجيش السوري دخول فصائل عراقية الى سوريا خلال اليومين الماضيين، نفت وزارة الداخلية الأمر جملة وتفصيلاً.
فقد اعتبر المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري في مؤتمر صحافي، أن الأنباء عن عبور فصائل مسلحة الحدود العراقية والدخول إلى سوريا، مجرد "كلام إنشائي".
كما شدد على أن هذا الكلام "يتم تداوله على فيسبوك"، مؤكداً أنه "لا توجد أي حركة مسجلة على الحدود".
"اختراق الحدود غير ممكن"
إلى ذلك، أوضح ميري أن اختراق الحدود غير ممكن إطلاقا بحكم التحصينات والقطعات العسكرية الموجودة.
وأكد أن الحدود مع سوريا مؤمّنة بشكل أكبر من بقية الحدود مع دول الجوار، لافتاً إلى تواجد فرقتين من قيادة قوات الحدود، بالإضافة إلى دعم من الجيش والحشد الشعبي.
الحشد ينفي بشكل قاطع دخوله الى سوريا
بعد نفي وزارة الداخلية العراقية تأكيد مصادر عسكرية في الجيش السوري دخول فصائل عراقية إلى سوريا خلال اليومين الماضيين، علّق الحشد الشعبي على الأمر.
حيث نفى رئيس هيئة الحشد فالح الفياض في بيان، بشكل قاطع دخول الحشد إلى سوريا. مشددا على أن الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق.
فيما أوضح أن توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات.
وختم الفياض قائلاً، إن ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي.
السوداني: أمن سوريا يرتبط بأمن العراق القومي
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أنّ أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق.
وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته شبكة انفوبلس، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أجرى مساء السبت الماضي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد، وشهد الاتصال بحث تطورات الأوضاع الجارية في سوريا، والتحديات الأمنية التي تواجهها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أكد السوداني أنّ أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الاقليمي عموماً، ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط."
وتابع: "كما ناقش الجانبان العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين".
مبادرة عراقية لحل الأزمة السورية
ويوم أمس، أكد ائتلاف إدارة الدولة، أن الاستعدادات المتخذة كفيلة بمنع أي خطر عن البلاد، معلناً مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار، والدول المعنية بالأزمة السورية إلى اجتماع عاجل في بغداد.
وعقد ائتلاف إدارة الدولة اجتماعه الدوري، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب، محمود المشهداني.
وخصص الاجتماع لبحث التطورات الأمنية في سوريا وانعكاساتها على الأمن القومي العراقي، بحسب البيان الصادر عن الاجتماع.
وعبّر الائتلاف عن دعمه وتأييده "لكل الجهود الحكومية الدبلوماسية والأمنية التي تقوم بها منذ بداية الأزمة"، داعياً إلى أن "تكون بغداد مقراً للحوارات المستمرة".
وطمأن المجتمعون، "جميع أبناء الشعب العراقي الحبيب بأن الاستعدادات كفيلة بأن تمنع أي خطر عن العراق".
كما أكد المجتمعون "أهمية توحيد الخطاب الوطني، وبذل مزيد من الجهود باتجاه الانفتاح على جميع الدول المعنية بالأزمة، واتخاذ خطوات تحفظ أمن وسلامة الأراضي السورية من جهة، وتحفظ الأمن القومي العراقي من جهة أخرى".
وأعلن المجتمعون عن "مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار، والدول المعنية بالأزمة السورية الى اجتماع عاجل في بغداد".
هل يتدخل العراق رسميا في سوريا؟
بعد الجدل الكبير بشأن إمكانية تدخل العراق في سوريا، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب ياسر إسكندر وتوت، أن الأمر متروك للقائد العام للقوات المسلحة بشأن ارسال قيادات ميدانية وطيران عراقي إلى سوريا.
وقال وتوت في حديث له يوم أمس تابعته شبكة انفوبلس، إن "الدفاعات الجوية العراقية لديها القدرة على صد اي اعتداء على البلاد، فهي اليوم في افضل حالاتها".
وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن "العراق يمتلك طائرات حديثة تستطيع معالجة الاهداف المطلوبة".
وبشأن إمكانية تدخل الطيران العراقي أو إرسال قيادات ميدانية إلى سوريا، أوضح وتوت أن "الخيار متروك للقائد العام للقوات المسلحة هو من يقرر اذا كان هنالك طلب رسمي من الحكومة السورية".
واستدرك قائلاً: "لا أعتقد أن يتدخل العراق في الشؤون الداخلية لأي بلد آخر".
في المقابل، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن الموقف الرسمي للحكومة يتمثل في إغلاق الحدود ومنع أي عبور غير مشروع للمقاتلين.
وتنذر الأحداث بتكرار سيناريو عام 2014، عندما أدت الأوضاع في سوريا إلى تسلل الجماعات الإرهابية إلى العراق والسيطرة على مناطق واسعة منه، حيث أكد العوادي أن الحكومة تعمل على تأمين الحدود عبر نشر قوات عسكرية وتعزيز المراقبة الأمنية لتجنب تكرار هذه الكارثة.
هل يتشكل تحالف إقليمي؟
ووفق مراقبين، فقد أثرت الأحداث الجارية في سوريا تأثيرا مباشرا وغير مباشر على تشكيل التحالفات الإقليمية.
إذ شهد الجميع منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 تحولات جوهرية في الخارطة السياسية للمنطقة، حيث أدت التداخلات الإقليمية والدولية المعقدة إلى تشكيل تحالفات متغيرة ومتداخلة.
ولعل أبرز الأسباب التي دفعت نحو تشكيل تحالفات إقليمية جديدة في ظل الأحداث السورية هو توزع النفوذ الإقليمي حيث تتنافس العديد من القوى الإقليمية على النفوذ في سوريا، مما يؤدي إلى تشكيل تحالفات متغيرة بهدف تعزيز المصالح الخاصة بكل دولة.
ولعل التقارب الروسي من سوريا، وقرب دول محور المقاومة كالعراق ولبنان واليمن وإيران، سيقود مجددا الى تشكيل تحالف اقليمي للوقوف بوجه الأطماع الأمريكية والإسرائيلية والتركيّة في سوريا والمنطقة، وفق خبراء عسكريين.
وبالعودة قليلا إلى الوراء، فقد تشكلت تحالفات إقليمية في سوريا خلال الأزمة السورية. هذه التحالفات تشمل عدة أطراف محلية ودولية، وتهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية مختلفة.
وأدناه، تضع انفوبلس لكم أبرز التحالفات في المنطقة الخاصة بسوريا منذ اندلاع الأزمة فيها وكما يأتي:
*التحالف الروسي-الإيراني: يعتبر هذا التحالف من أكبر التحالفات في سوريا، حيث تدعم روسيا وإيران النظام السوري بشكل مباشر من خلال الدعم العسكري والمالي. يتمكن هذا التحالف من توفير الدعم العسكري للقوات السورية وتقديم المساعدات الإنسانية والإعانات.
*التحالف الإيراني-الحكومة السورية: يعتبر هذا التحالف من أقدم التحالفات، حيث تعمل إيران بشكل مستمر على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع الحكومة السورية. يتمكن هذا التحالف من توفير الدعم العسكري والمالي للقوات السورية وتقديم المساعدات الإنسانية والإعانات.
*التحالف الروسي-الحكومة السورية: يعتبر هذا التحالف من أقدم التحالفات، حيث تعمل روسيا بشكل مستمر على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع الحكومة السورية. يتمكن هذا التحالف من توفير الدعم العسكري والمالي للقوات السورية وتقديم المساعدات الإنسانية والإعانات.