شاركت في الحرب ضد لبنان عام 2006.. تعرّف على التفاصيل الكاملة للصحفية التي تدّعي "إسرائيل" اختطافها في بغداد
انفوبلس..
منذ أمس الأربعاء، انشغلت وسائل الإعلام العربية والعالمية بنبأ اختطاف باحثة "إسرائيلية" من أصل روسي في العاصمة بغداد، الخبر الذي نشرته وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني بناء على تصريح أدلى به رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، حيث أكد في تصريحاته إنها لا تزال على قيد الحياة.
ومع عدم إصدار الحكومة العراقية أي تعليق حول بيان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تكشفت المزيد من التفاصيل حول واقعة اختطاف الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، (36 عامًا)، وسط العاصمة بغداد.
واتهمت حكومة الاحتلال، الأربعاء 5 تموز/يوليو المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله بالوقوف وراء اختطاف تسوركوف قبل أشهر مضت.
مكتب نتنياهو، ذكر إن مواطنة "إسرائيلية" من أصل روسي مفقودة منذ عدة أشهر في العراق، ما زالت محتجزة لدى كتائب حزب الله، محملاً بغداد المسؤولية عن سلامتها.
ولفت المكتب في بيان إلى أن "المواطنة إليزابيث تسوركوف صاحبة الجنسية المزدوجة الإسرائيلية والروسية، ما زالت على قيد الحياة، ونرى العراق مسؤولاً عن مصيرها وسلامتها". وتابع أن الجهات ذات الصلة في "إسرائيل" تتعامل مع الموقف.
وأضاف أن المواطنة التي تعمل في المجال الأكاديمي، زارت العراق مستخدمة جواز سفرها الروسي، موضحاً أنها ذهبت إلى العراق لأغراض بحثية موفدة عن "جامعة برينستون" في الولايات المتحدة. ولم ترد تفاصيل حتى الآن عن حالتها.
ونقلت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن مسؤول كبير قوله، إن تسوركوف لا تتبع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، مؤكداً غياب التواصل بين الحكومة والمواطنة المختطفة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تسوركوف كانت تعمل سابقاً مساعدة لناتان شارانسكي، وهو مؤلف ووزير إسرائيلي سابق من أصل سوفيتي.
وقال شارانسكي لـ"يديعوت أحرونوت" إن تسوركوف اختطفت في أوائل مارس الماضي، أثناء تواجدها في بغداد، مؤكداً إنه قلق على سلامتها، وهو ما أكده مصدر في الاستخبارات العراقية لوكالة "فرانس برس" أيضاً.
فيما قالت عائلة تسوركوف، إنّ الأخيرة اختطفت في مدينة الكرادة، قلب العاصمة، أواخر شهر آذار/مارس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وتحمل تسوركوف جوازي سفر "إسرائيلي" وروسي ودخلت البلاد باستخدام جواز سفرها الروسي، لـ "إجراء بحث أكاديمي"، كما ادعى مكتب نتنياهو، حيث تدرس في جامعة "برينستون"، وهي زميلة في معهد "نيو لاينز" للاستراتيجية والسياسة، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن.
وأكدت عائلة تسوركوف في بيان أنّها اختطفت أثناء إجراء بحث لأطروحة الدكتوراه في برينستون.
وعلقت الخارجية الأمريكية على قضية المختطفة "الإسرائيلية"، وفق نيويورك تايمز، وقالت في بيان الأربعاء "نحن على علم بهذا الخطف وندين خطف المواطنين العاديين. نحيل الأمر إلى السلطات العراقية للتعليق".
وتشير المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأمريكية إلى أنّ تسوركوف قد اختطفت في وقت سابق من هذا العام أثناء عودتها إلى منزلها في بغداد بعد مغادرتها مقهى "رضا علوان" في الكرادة، وهو حي معروف بأجوائه المريحة، على حد تعبير الصحيفة.
ووقع اختطاف تسوركوف بعد أيام من إجرائها "عملية جراحية طارئة في الظهر في بغداد"، حيث كانت تتعافى كما تشير نيويورك تايمز.
وتؤكّد الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عراقيين، أنّ تسوركوف التي تجيد العربية بطلاقة تحدثًا وكتابة، عملت في جميع أنحاء الشرق الأوسط لأكثر من عقد من الزمان وزارت العراق أكثر من 10 مرات، فيما تركز أبحاثها على سوريا والعراق.
ولدت تسوركوف عام 1986 في سانت بطرسبرغ، روسيا، وهي ابنة أحد المعارضين السياسيين الذين سجنتهم السلطات السوفيتية، ثم هاجرت عائلتها في نهاية المطاف إلى "إسرائيل" ووصلت في عام 1990.
خدمت تسوركوف في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وحصلت لاحقًا على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة العبرية في القدس، ودرجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة تل أبيب والعلوم السياسية من جامعة شيكاغو، فيما تعيش في إسطنبول وفقا لموقعها على الإنترنت.
ووفقا لمعهد "فان لير" البحثي في القدس، تركز أبحاثها على سوريا والعراق، وتستند إلى "شبكة واسعة من الاتصالات والرحلات البحثية في الشرق الأوسط".
أمضت تسوركوف 10 سنوات في العمل مع منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل والشرق الأوسط، بحسب ما ورد عنها في الإعلام العبري.
وتعود آخر تغريدة لتسوركوف إلى 21 مارس، وقد شاركت فيها مقالاً أعدّته لـ"معهد نيو لاينز للأبحاث" ومقرّه الولايات المتحدة.
وفي بغداد، ركّزت تسوركوف في بحثها على فصائل المقاومة العراقية وعلى التيار الصدري، وفقاً للعديد من الصحافيين الذين التقوا بها.
وقال مصدر في الاستخبارات العراقية، إنّ تسوركوف خُطفت بينما كانت تغادر مقهى في حيّ الكرّادة بالعاصمة العراقية.
يذكر إنه في عام 2011، ذكرت تسوركوف في تغريدة أنها شاركت في حرب تموز ضد لبنان عام 2006.
وزارة الخارجية الروسية ذكرت لوكالة "فرانس برس"، أواخر أبريل: "للأسف في هذه اللحظة ليس لدى السفارتين الروسيتين في العراق وإيران أيّ معلومات عن مكان إليزابيت تسوركوف". وأضافت أنّها لم تتلقّ أيّ "معلومات عن اختطافها المرجّح في العراق".
وشدد شهود عرفوها على أنها كانت تتنقل بحرية في بغداد.
وكانت الباحثة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى اتصال بالعديد من الصحافيين والباحثين في مختلف أنحاء المنطقة.
وقبل أيام، أوقف جهاز الأمن العام في مطار بيروت الدولي، إسرائيلياً يحمل جواز سفر أوروبياً، كان في رحلة إلى العراق، وأُخضع لتحقيقات دامت أكثر من 48 ساعة قبل إعادة تسفيره، بعدما تبين أنه لم يكن ينوي الدخول إلى لبنان، وأن مطار بيروت كان محطة إلزامية في رحلة تقوده إلى العراق.
ووفق مصادر صحافية فإنّ الإسرائيلي أقرّ خلال التحقيق بأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية، وأنّه عاش في كيان الاحتلال وخدم في "جيشه"، ولديه علاقات بعدد من المسؤولين الكبار في الكيان، كما كان مُكلّفاً بالقيام بأعمال تتعلق بحكومة العدو.