شاركت في معركة طوفان الأقصى وقدمت شهداء ضد الاحتلال.. تعرف على "قوات الفجر" في لبنان وتاريخ تأسيسها
عودة ظهور قوات الفجر
انفوبلس/..
عاد اسم قوات الفجر، الجناح المسلح للجماعة الإسلامية، التي تُعد فرع جماعة الإخوان المسلمين في لبنان، ليبرز من خلال عمليات ضمن معركة طوفان الأقصى، استهدفت مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية.
وتعتبر (قوات الفجر) الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، وقد تشكلت قوات الفجر من بعض الشباب المنتمين إلى الجماعة الإسلامية على خلفية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وفي البداية تم تشكيل المجموعة في مدينة صيدا الساحلية وانتقلت بعد ذلك إلى طرابلس وبيروت.
تصف (قوات الفجر) نفسها عبر موقعها الإلكتروني بـ "المقاومة الإسلامية - قوات الفجر"، وقاد قوات الفجر في لبنان بعد تأسيسها المسؤول العسكري للجماعة الإسلامية جمال الحبال والذي قُتل خلال الحرب عام 1983، لكن ما لبث أن غاب اسم هذه القوات عملياً عن الساحة اللبنانية، خاصة بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، إلا ما كان له من نشاط خجول خلال حرب تموز 2006.
وتشير مصادر مطلعة، إلى وجود علاقة مباشرة بين قوات الفجر في لبنان وجماعة الإخوان المسلمين، حيث أكدت المصادر أنها أمنت لهم "المال والسلاح" فور تأسيسها.
وتعتبر (الجماعة الإسلامية) الفرع اللبناني لجماعة الإخوان المسلمين، إذ تأسست عام 1964على يد الشيخين فيصل مولوي وفتحي يكن الشاب الطرابلسي من أصول تركية، والذي تأثر بمصطفى السباعي، مؤسس جماعة الإخوان في سوريا، وسيد قطب أحد رموزها في مصر.
نال فتحي يكن في 18 حزيران 1964 موافقة وزارة الداخلية على شرعية وجود الجماعة، ليكون أول أمين عام لها، وليصبح للإسلاميين دور في المشهد السياسي، وتلا إعلان الجماعة إصدار مجلة الشهاب الإسلامية عام 1964، ثم تأسيس جامعة الجنان الإسلامية على يد فتحي يكن وزوجته منى حداد عام 1988.
في كُتيب أصدرته "الجماعة الإسلامية في لبنان " في وقت سابق، وثّقت لـ 35 من شهداء جناحها المقاوم (قوات الفجر) استُشهد معظمهم بين العام 1982 والعام 1985.
عودة ظهور الجماعة
عودة اسم "قوات الفجر" عبر عمليات استهدفت مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، يعطي دلالات تبرز أهميتها في سياق المشهد الراهن، وعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وإعلانه أن هدفه يتمثل في ضرب فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
واعتبر مراقبون أن صواريخ "قوات الفجر" رغم محدودية أثرها في المعركة المرشحة لانفجار الجبهة بين لبنان وإسرائيل، إلا أنها حملت رسائل سياسية وعسكرية.
يشير نشاط قوات الفجر مؤخرا إلى التنسيق الميداني بينها وبين حزب الله، وهذا ما صرح به رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان علي أبو ياسين، مما يعني أن الحزب سمح وسهّل لقوات الفجر العمل الميداني في الجنوب اللبناني، حيث يسيطر فعليًا على خطوط التماس مع جيش الاحتلال.
استشهاد قيادات في الفجر
نعت الجماعة الإسلامية في لبنان القيادي محمد حامد جبارة الذي استُشهد صباح اليوم، بغارة نفذتها مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارته في البقاع الغربي جنوب شرق لبنان.
وقالت الجماعة في بيان: "تزفّ الجماعة الإسلامية في لبنان وجناحها العسكري المقاوم "قوات الفجر" الشهيد المجاهد القائد محمد حامد جبارة (أبو محمود)، وقد ارتقى شهيدا صباح الخميس بغارة صهيونية غادرة في منطقة البقاع الغربي في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم العدو".
وأكدت، أن "عملية الاغتيال لن تثنينا عن القيام بدورنا وواجبنا في الدفاع عن أرضنا وأهلنا في الجنوب، ولا عن نصرة شعبنا في فلسطين".
يذكر أن مسيرة إسرائيلية، استهدفت عند السادسة والنصف من صباح اليوم (18 تموز 2024) بصاروخ سيارة جبارة وهي "بيك اب" نوع "دودج"، على طريق بلدة غزة في البقاع الغربي ما أدى إلى تمزيق هيكلها ومقتل جبارة.
وكانت الجماعة الإسلامية، قد شيّعت في 28 نيسان الماضي، جثماني الشهيدَين (مصعب سعيد خلف) و(بلال محمد خلف) في عكار شمالي لبنان، وانطلق موكب التشييع من ساحة النور في طرابلس، إلى بلدة ببنين في عكار.
وشكرت الجماعة الإسلامية "الأهالي في عكار والشمال على وفائهم ومشاركتهم في تشييع القائدين مصعب وبلال"، مشيرةً إلى أنّهما "ارتقيا دفاعاً عن أهلهما في الجنوب، ونصرةً للشعب الفلسطيني".
مشاركة في الطوفان
وأعلنت قوات الفجر لأكثر من مرة خلال معركة طوفان الأقصى، بأنها "قامت اليوم بتوجيه صليات صاروخية مركّزة، استهدفت مواقع العدو الصهيوني في محيط مغتصبة كريات شمونة وداخلها في شمال فلسطين المحتلة".
وأضاف البيان، “إنّنا إذ نؤكّد على أنّ صلياتنا الصاروخية ستستمر وتزداد كلّما أمعن العدو الصهيوني وتمادى في عدوانه على أهلنا في جنوب لبنان وقطاع غزة، ونؤكّد أيضاً على أنّنا قادرون على توسيع دائرة ردّنا لثنيه عن عدوانه، والله أكبر ولله الحمد".