"شالوم من أولاد غزة".. طلائع التحرير المصرية تستهدف "عميلا إسرائيليا" متواجدا في البلاد منذ 2015
انفوبلس..
بعملية جريئة في بلد مُطبّع مع "إسرائيل" منذ 4 عقود ونصف، وضمن ردة الفعل الإسلامية والعربية على العدوان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، تبنّت مجموعة مصرية تطلق على نفسها "طلائع التحرير - مجموعة الشهيد مُحمد صلاح"، مساء الثلاثاء، قتل رجل أعمال إسرائيلي يدعى "زيف كيبر" في مدينة الإسكندرية شمالي البلاد لتجنيده عناصر تجسسية لصالح الموساد.
وجاء هذا الإعلان بعد حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي في الإسكندرية دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وأكدت المجموعة، في بيان نشرته عبر تطبيق "تليغرام" مساء الثلاثاء، "مسؤوليتها عن استهداف العميل الإسرائيلي زيف كيبر، الذي يتخذ من بعض الأعمال التجارية غطاءً لممارسة نشاطه في جمع المعلومات وتجنيد ضعاف النفوس لصالح جهاز الموساد، وذلك بناءً على تقدير معلوماتي دقيق عن نشاط الهدف الذي سننشر تفاصيله تباعاً وفق ما يسمح به الظرف الأمني".
وأضافت، أن "الشعب المصري هو مادة النخوة والمروءة فلم ولن نخون فلسطين أبداً، كما أن شعبنا لن يسمح بأي نشاطٍ للموساد وعناصره على أرض مصرنا الحبيبة وإن خيانة النظام الحاكم وعمالته لإسرائيل لن تمنع المصريين من الوصول إلى العملاء ومحاسبة الخونة". وقال البيان إن "هذه العملية، خطوة على طريق كفاح الشعب المصري ضد العدو الصهيوني منذ حرب الـ48 مروراً بحرب الـ56 والـ67 والـ73 واستمراراً للعمليات الفدائية للشهيد البطل سليمان خاطر وأيمن حسن ومجموعة ثورة مصر بقيادة نور الدين محمود والشهيد البطل محمد صلاح؛ ليثبتوا أن نصرة فلسطين وعداء الصهاينة هو مكوّن أصيل في نفوس المصريين". واعتبرت أن "استمرار حرب الإبادة والتجويع ضد إخواننا في غزة لن يؤدي إلى انفجار الأوضاع في مصر وحدها، بل إن جذوة المقاومة والكفاح ستحرق الصهاينة وداعميهم في كامل الجغرافيا العربية والإسلامية".
وتحدثت حسابات مصرية بمنصة “إكس” عن أن رجل الأعمال هو جنرال إسرائيلي سابق بجيش الاحتلال، وتمكن شاب مصري من الترصد له وقتله في الإسكندرية قبل ساعات قليلة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت، مساء الثلاثاء، عن مقتل إسرائيلي في الإسكندرية الساحلية شماليّ مصر، قائلة إنه رجل أعمال، دون توضيح خلفية القتل قبل إعلان "طلائع التحرير" مسؤوليتها عن مقتله.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنها على علم بالقضية ويجري التعامل معها من قبل السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ووزارة الخارجية في القدس المحتلة.
وقالت "يديعوت أحرنوت" إنه "يبدو أن الرجل الذي يأتي إلى مصر عدة مرات كل عام، دخل البلاد بجواز سفر كندي، وأنه صاحب شركة لتصدير الخضار والفواكه".
ونُشر أيضاً أنه يعمل في مصر منذ أكثر من تسع سنوات، ويقع مقر شركته في الإسكندرية.
وفي حين قالت القناة الـ12 العبرية إن "رجل الأعمال اليهودي قتل على خلفية قومية على ما يبدو"، أكدت وزارة الداخلية المصرية أن الأمر يتعلق بحادث جنائي، وأعلنت تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات القضية.
وكشف موقع "واللا" العبري، أن رجل الأعمال الإسرائيلي زيف كيبر، الذي قتل في الإسكندرية "طعناً"، هو يهودي كندي يحمل جواز سفر إسرائيلي.
وبحسب آخر المعطيات، يقيم كيبر في الإسكندرية منذ 9 سنوات، ولم يكن سائحا أو زائراً، وفق ترجيحات صحيفة "يسرائيل هيوم"، ما يعني أن لديه منظومة علاقات في المدينة الساحلية وفي مصر بوجه عام.
وكشفت مصادر أن "رجل أعمال لديه شركة اسمها O.K Group، أنشئت عام 2008 وتعمل في تصدير الخضروات والفواكه والموالح المجمدة، وأن لدى هذه الشركة فرع في منطقة التجارة الحرة بمدينة الإسكندرية".
وبحسب المصادر، فإن "تسير تحقيقات السلطات المصرية، باتجاه فحص سجلات الاتصالات التي أجرها كيبر قبل مقتله".
وكتب أحد المدونين المصريين على موقع "أكس" إن "هذا ليس رجل أعمال عادي فهو مهم جداً لإسرائيل وخطير "زيف كيفر أو كِيبر" وهو صاحب ثلاث شركات ضخمة في تصدير الفاكهة والخضار والمجمدات والكاجو، ويملك شركتين في أوكرانيا وشركة في فيتنام وشركة في البرازيل وشركة كبيرة في البحيرة كفر الدوّار، وكثير التردد على مصر، وله علاقات ضخمة ببعض الدوائر الإعلامية، وله أسهم في شركة مساهمة في الإمارات وهي "تراكنت" التي تعمل على الجسر البري البديل عن باب المندب لتوريد الفاكهة والخضار وغيره".
وظهر كيبر بملابس المتدينين اليهود في عدة صور، ويحمل الجنسيتين الكندية والأوكرانية، ودخل مصر بجواز سفره الكندي، وولد في مدينة تورنتو الكندية، وانتقل للعيش في إسرائيل خلال عام 2015 مع تسجيل الإقامة في الإسكندرية، بحسب مصادر متعددة.
الأكاديمي المصري المعارض لنظام السيسي والمقيم في الولايات المتحدة، الدكتور حسام يوسف، كتب على صفحته بموقع "أكس": هذه فقط بداية رد فعل الاحرار من الشعب المصري عندما وجدوا قيادتهم وجيشهم يتعاون مع الاسرائيليين ضد اخوانهم الفلسطينيين واتوقع المزيد من هذه العمليات النوعية لمعرفتي بطبيعة الشعب المصري.
وتجنبت وزارة الداخلية المصرية الحديث عن الجنسية الحقيقية لكيبر، حيث أصدرت، فجر اليوم الأربعاء، بياناً للتعليق على حادثة مقتل رجل الأعمال الإسرائيلي زيف كيبر في مدينة الإسكندرية الساحلية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها: "بتاريخ 7 مايو الجارى تعرض رجل أعمال كندي الجنسية يقيم في البلاد بصفة دائمة لحادث إطلاق نار جنائي في الإسكندرية".
وأكدت الوزارة في بيانها أنه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث".
والواقعة هي الثانية من نوعها في مدينة الإسكندرية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ففي الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق أحد أفراد الشرطة المعنيين بخدمة تأمين منطقة المنشية بالإسكندرية، أعيرة نارية من سلاحه الشخصي بشكل عشوائي، في أثناء وجود أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية بمزار عمود السواري، وهو ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين كانا ضمن الفوج.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قتل شرطي مصري يدعى "محمد صلاح" 3 جنود إسرائيليين بالرصاص قبل أن يستشهد، بعد أن عبر الحدود إلى صحراء النقب.
وتستضيف مصر خلال هذه الأيام جهود الوساطة لعقد اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الصهيوني على غزة، وبعد موافقة المقاومة الإسلامية في فلسطين على الاتفاقالمكوّن من 3 مراحل، رفضه الكيان الإسرائيلي وبدأ عملياته العسكرية باجتياح رفح رغم التحذيرات الأممية والأمريكية والمصرية من خطوة كهذه.
ومنذ إعلانها تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي في عام 1979 بعهد الرئيس الأسبق أنور السادات، تواجه الحكومات المصرية المتعاقبة رفض شعبي دائم ومستمر لهذه الخطوة، وسط مطالبات متكررة بإنهاء التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان المحتل.
وتصاعدت موجة الرفض الشعبية بشكل غير مسبوق مع بداية طوفان الأقصى وانطلاق العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، وواجه المئات من المصريين الاعتقال والتهديد على يد الحكومة المصرية برئاسة عبد الفتاح السيسي بسبب موقفهم الداعم لغزة والقضية الفلسطينية.