ضاحية بيروت الجنوبية ومحاولات التجسس.. ما قصة القوات الهولندية والدبلوماسي الإسباني اللذَين حاولوا اختراقها أمنيا؟
انفوبلس/ تقارير
لم تهدأ الضاحية الجنوبية لبيروت منذ اغتيال الكيان الصهيوني للقيادي في حركة حماس الشهيد صالح العاروري، حيث جرت بعدها عدة محاولات للتجسس عليها كان آخرها محاولة اختراقها أمنياً من قبل قوة هولندية مسلحة ودبلوماسي إسباني قبل أن يتم اعتقالهم. فما تفاصيل تلك المحاولات؟ ولماذا باتت الضاحية هدفاً للجميع؟
*توقيف دبلوماسي إسباني
يوم أمس، ألقى جهاز الأمن التابع لحزب الله، القبض على شخص إسباني كان يقوم بعمليات تصوير بهاتفه الخلوي في الضاحية الجنوبية ببيروت، وتسليمه للأجهزة الأمنية الرسمية، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وبحسب الصحيفة المقربة من حزب الله فإن الشخص "ادّعى خلال التحقيق معه أنه ضلّ الطريق ودخل المنطقة عن طريق الخطأ، فاضطر لاستخدام هاتفه الخلوي لتصوير عدة لقطات من الشارع المتواجد فيه، بقصد إرسالها إلى أصدقاء له في السفارة الإسبانية في بيروت لإرسال سيارة تقلّه من المكان".
"لكنّ التحقيق أظهر أن الهاتف يحتوي على برنامج متطور يمنع الوصول إلى الداتا"، وفق الصحيفة.
وتضيف الصحيفة أن تدخلات من قبل السفارة الإسبانية أدت إلى إطلاق سراحه "بعد استصدار قرار قضائي وأمني وسياسي بالإفراج عنه"، وتم تسليمه في اليوم نفسه إلى السفارة الإسبانية ليتبيّن فيما بعد أنه يحمل جواز سفر دبلوماسي".
واتهمت الصحيفة الحكومة اللبنانية بالمسارعة بتسليم الموقوف لسفارة بلاده "من دون التوسّع في التحقيق لمعرفة ما إذا كان لديه نشاط لا يتعلق بمهمته الأصلية".
*حادثة المجموعة الهولندية المسلحة
وحول حادثة المجموعة الهولندية المسلحة، أوضحت صحيفة "الأخبار"، أنّ "عناصر من أمن حزب الله أوقفوا ستة مسلحين هولنديين في بئر العبد في الضاحية الجنوبية الأربعاء الماضي.
وعُثِر في حوزة هؤلاء على أسلحة فردية وذخائر وعتاد. وتبيّن أنّ الستّة من عداد مجموعة خاصة أوفدتها الحكومة الهولندية لإجلاء رعاياها في حال توسع الحرب.
وسلّم الحزب أفراد المجموعة، الخميس الماضي، إلى مكتب أمن الضاحية في مديرية المخابرات، وجرى استجوابهم في فرع التحقيق في المديرية، والإبقاء عليهم موقوفين حتى الواحدة والنصف من فجر الجمعة"، فيما حضر السفير الهولندي إلى مديرية المخابرات أثناء التحقيق مع أفراد المجموعة.
وقالت مصادر الصحيفة، إنّ "الهولنديين الستة كانوا يقومون بمحاكاة لمحاولة إخلاء من داخل الضاحية الجنوبية"، وأوضحت أنّ هؤلاء انطلقوا من محلة الكسليك بعد تحديد المكان المراد إخلاؤه عبر تطبيق "Google map"، وفُقد الاتصال بهم بعد دخولهم الضاحية الجنوبية بعدما أوقفهم عناصر أمن الحزب، وتبيّن أنّ اثنين من العاملين في السفارة الهولندية يقيمان في الضاحية الجنوبية شاركا في المحاكاة الفاشلة".
*مهمة استطلاع للطرق
رواية الإخلاء لم تكن منطقية وفق وسائل الإعلام الهولندية، حيث إن المجموعة المسلحة حاولت التجسس أمنيا على الضاحية وهذا ما أكده الناطق باسم وزارة الدفاع الهولندية الذي تحدث عن توقيف "جنود هولنديين" في الضاحية الجنوبية لبيروت، قائلاً إنهم كانوا في مهمة "استطلاع للطرق"، وأنهم موجودون في لبنان "لتقديم الدعم للسفارة" الهولندية.
وقالت وسائل إعلام لبنانية، وزارة الدفاع الهولندية كشفت أن الجنود كانوا في مهمة "استطلاع طرق" عند توقيفهم، لكن بعض اللبنانيين الأذكياء يصرّون على نفي القصة من أصلها، وبعض وسائل الإعلام زعمت (كذباً) أن الجنود الهولنديين كانوا "في زيارة لصديق في الضاحية"!.
*حادثة اليونيفيل
وعلى وقع التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، و"اهتزاز" العلاقة بين قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) وحزب الله، سُجّلت حادثة لافتة في الأسبوع الماضي، بين مجموعة من عناصر حزب الله وعناصر من اليونيفيل، في منطقة حي السلم، بالضاحية الجنوبية لبيروت، وهو إشكالٌ قد يكون الأول في هذا الموقع.
وتردّدت معلومات عن أنّ سيارة تابعة لليونيفيل دخلت الضاحية بينما كانت متوجّهة من الجنوب إلى بيروت، فكان أن اعترض طريقها عناصر من حزب الله، وأوقفوا العناصر الذين كانوا بداخلها، وعمدوا إلى مصادرة أجهزة وكاميرات عثروا عليها في الآلية بعد تفتيشها، كما عمدت اللجنة الأمنية في الحزب إلى التحقيق معهم، ومعرفة أسباب دخولهم المنطقة، وقد عزوا ذلك إلى خللٍ في جهاز التتبع.
وسائل إعلام لبنانية لم تستبعد نوايا "التجسس" لاسيما بعد حادثة الدبلوماسي الإسباني والمجموعة الهولندية المسلحة، مؤكدة أن الضاحية باتت مستهدفة من قبل الاحتلال منذ اغتيال القائد صالح العاروري.