عملية استثنائية تسقط قرابة 10 جنود إسرائيليين في رفح.. ماذا تعرف عن مدرعة النمر التي دمرتها القسام؟
انفوبلس/ تقرير
أعلن الاحتلال الاسرائيلي بشكل رسمي، مساء السبت 15 يونيو/حزيران 2024، مقتل 8 جنود فجر السبت في انفجار مركبة مدرعة "النمر" في رفح جنوب قطاع غزة، وهو ما سبق وأن أعلنت عنه كتائب القسام، ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ"الحدث الصعب"، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على التفاصيل الكاملة للحادثة وتداعياتها.
تعتبر مدرعة "النمر" واحدة من أبرز الآليات العسكرية الإسرائيلية، ووصفها الجيش بأنها "ثورة" في عالم ناقلات الجند بميدان المعركة عندما أعلنها لأول مرة عام 2008.
*تفاصيل الحادثة
بحسب إعلان جيش الاحتلال فإن 8 جنود من كتيبة المهندسين القتالية 601 قد قتلوا داخل مدرعة النمر بعد استهدافهم بقذيفة في حي تل السلطان غرب رفح. وأشار بيان جيش الاحتلال إلى أن من بين القتلى نائب قائد سرية برتبة نقيب.
وقد سبق أن أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، السبت 15 يونيو/حزيران 2024، تنفيذها لكمين مركب ضد آليات العدو المتوغلة في منطقة الحي السعودي بتل السلطان غرب مدينة رفح.
وفي بيان على تطبيق تليغرام، قالت القسام: "مع صبيحة يوم عرفة نفذ مجاهدونا كميناً مركباً ضد آليات العدو المتوغلة في منطقة الحي السعودي بتل السلطان غرب مدينة رفح، حيث تم استهداف برج جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105″، ما أدى إلى اشتعاله وإيقاع طاقم الجرافة بين قتيل وجريح".
وتابعت القسام: "وفور وصول قوة الإنقاذ تم استهداف ناقلة جند من نوع "نمر" بقذيفة "الياسين 105″، ما أدى إلى تدميرها ومقتل جميع أفرادها".
وتكشف اللقطات التي أطلعت عليها شبكة "انفوبلس"، عن دمار كبير تعرضت له الناقلة، التي تعد من أهم ناقلات الجنود بجيش الاحتلال، حيث اختفت الدروع الجانبية لها، إضافة إلى اختفاء جنزيرها من مكانه، وعمد الاحتلال إلى تغطية بدنها، لإخفاء حجم الإصابة التي تعرضت لها نتيجة استهدافها، في حين قامت جرافتان عسكريتان بجرها إلى خارج القطا.
وهذا ليس أول حادث تواجهه مدرعة "النمر"؛ فقد وقعت حادثتان مماثلتان منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ووفقاً لموقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي، فقد وقعت الحادثة الأولى في بداية الحرب، عندما أُصيبت مدرعة من هذا الطراز بصاروخ مضاد للدبابات بالقرب من مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل 11 جندياً إسرائيلياً. أما الحادث الثاني فقد حدث في ديسمبر (كانون الأول) في خان يونس، عندما أصاب صاروخ مضاد للدبابات مدرعة أخرى من طراز "النمر"، مما أسفر عن مقتل 4 جنود.
وفي كل الحوادث التي تعرضت لها المدرعة، قُتل جنود كانوا يستقلونها جراء انفجار قوي لعشرات أو مئات الكيلوغرامات من المتفجرات أو غيرها من المواد القابلة للانفجار التي كانت تحملها، مما حوَّل مدرعة "النمر" إلى "فخ للموت".
وقد ذكر موقع "واي نت" أنه بالنظر إلى كل هذه الحوادث الماضية التي وصفها بـ"الكارثية"، فقد يلجأ الجيش الإسرائيلي فيما بعد إلى استراتيجيات لمنع تكرارها، مثل نقل المواد المتفجرة في مركبات يتم التحكم بها عن بُعد، أو التقليل من عدد الجنود في المركبات المدرعة التي تحمل هذه المواد على الخطوط الأمامية.
وسبق أن وصفت مجلة "فوربس" مدرعة النمر بأنها أثقل ناقلة أفراد، حيث يبلغ وزنها 70 طناً، وبأنها "أفضلها حماية في العالم".
"حدث صعب"
من جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع "حدث أمني صعب في الجنوب"، تمثل في مقتل عدد من جنود الاحتلال في استهداف آليتهم في رفح، جنوبي قطاع غزة.
وذكر موقع "حدشوت بزمان" الإسرائيلية عبر تليغرام "أنه تم حوالي الساعة الخامسة من فجر السبت، إطلاق صاروخ مضاد للدروع على عربة مدرعة فيها 8 جنود، ما أسفر عن انفجارها على الفور، واشتعال النيران بشكل كامل بمن فيها".
وأضاف الموقع: "المدرعة الإسرائيلية من نوع (نمر) كان يستريح بداخلها 6 عناصر من وحدات الهندسة التابعة لجيش الاحتلال، قبل أن ينضم إليهم جنديان إضافيان للراحة والنوم، وتم استهدافها بصاروخ مضاد للدروع".
كما أوضح الموقع أن مروحيات عسكرية نقلت جثث الجنود -وجميعهم من سلاح الهندسة- في حادث رفح إلى مستشفييْ بيلنسون وشعاري تسيديك، مؤكداً أنه تم إبلاغ 8 عائلات بمقتل أولادهم.
وكانت القناة الـ12 العبرية قالت إن هناك الكثير من الأسئلة حول ما جرى السبت لناقلة الجند "النمر" في رفح التي دمرتها صواريخ المقاومة، وقتل على متنها ثمانية من جنود الاحتلال.
وأضافت القناة، أن لدى الجيش الكثير من الوقت ليستعد لمنع وقوع حوادث مثل استهداف ناقلة الجند في رفح، مؤكدا أن "الجيش الإسرائيلي سيحقق في الحادث". وبينت القناة "أنه لا تزال هناك قوات تخوض حرب عصابات في غزة، وقادرة على إلحاق الأذى بالجيش".
وأشار تقرير لموقع "والا" الإسرائيلي، إلى أن عدداً كبيراً من ضباط الاحتياط في الجيش وجّهوا انتقادات لاذعة للقيادة السياسية الإسرائيلية، في أعقاب مقتل الجنود الثمانية الإسرائيليين في قطاع غزة.
وحسبما نقل الموقع عن أحد الضباط، فإن «نمط القتال في رفح معيب، وكان ينبغي أن تسير العمليات العسكرية بطريقة أسرع وأكثر حسماً. وذكر ضابط آخر للموقع الإسرائيلي "أن هناك شعوراً بين كبار ضباط الاحتياط في الجيش بأنه لا يوجد هدف واضح للعديد من المهام في قطاع غزة".
وشدد الضابط على أن مثل هذه الأمور تؤثر بشكل سلبي و"تؤذي معنويات القادة العسكريين والمقاتلين على الأرض".
من جهته، أقرّ جيش الاحتلال، الجمعة، بإصابة 10 من جنوده خلال 24 ساعة، اثنان منهم بالمعارك البرية في قطاع غزة. وذكر جيش الاحتلال على موقعه الإلكتروني، أن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وصل إلى 3832، ارتفاعاً من 3822 الخميس.
*كلفت إسرائيل 3 ملايين دولار ودمرتها المقاومة بقذيفة "زهيدة الثمن"
تعتبر مدرعة "النمر" واحدة من أبرز الآليات العسكرية الإسرائيلية، وقد وصفها جيش الاحتلال بأنها ثورة في عالم ناقلات الجند بميدان المعركة عندما أعلن عنها لأول مرة عام 2008.
وتبلغ كلفة المدرعة أكثر من 3 ملايين دولار، وهي مصممة على غرار هيكل دبابة "ميركافا"، ويمكنها حمل 12 جنديا، بالإضافة إلى 3 آخرين في المقصورة الأمامية.
ووفقا لتقرير، فإن هذه المدرعة مزودة بمدافع رشاشة ومدفع هاون وقاذفة قنابل يدوية وقنابل دخانية، وهي قادرة على إطلاق صاروخين. وتشير التقديرات إلى امتلاك جيش الاحتلال أكثر من 290 مدرعة من هذا النوع تستخدمها ألوية المشاة.
ورغم كلفتها الهائلة وقدراتها النوعية، فقد نجحت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في تدميرها تماما بقذيفة "الياسين 105"، غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن "إسرائيل" حرباً على غزة خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.