عملية "معبر اللنبي" تصعق حكومتي "إسرائيل" والأردن.. هل بدأ يتحقق ما تحدث عنه أبو علي العسكري؟
انفوبلس/ تقرير
قُتل 3 إسرائيليين بإطلاق نار قرب معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الأردن والضفة الغربية، في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتصاعد الاعتداءات في الضفة المحتلة، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل الهجوم بالكامل وتداعياته والردود حول الواقعة.
وللمعبر أكثر من تسمية، حيث يطلق عليه في الجانب الفلسطيني "معبر الكرامة"، ومن الجانب الأردني "جسر الملك حسين"، ومن الإسرائيليين "اللنبي". كما يرتبط الأردن مع "إسرائيل" بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (اللنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين).
*تفاصيل الحادثة
قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية ومسؤولون بالقطاع الطبي إن 3 أشخاص إسرائيليين قُتلوا في هجوم بالرصاص في معبر اللنبي (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني) بين الأردن والضفة الغربية. فيما أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى "تحييد المنفذ"، وهو سائق شاحنة أردني.
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن سائق الشاحنة الأردني، جاء من الأراضي الأردنية إلى المعبر الذي يقع قرب مدينة أريحا بمنطقة الأغوار على الحدود بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، وقام بوضع سلاح في الشاحنة ثم أخرجه وأطلق النار على المتواجدين في صالة الشحن، من مسدسه من مسافة قصيرة.
منفذ عملية إطلاق النار في المعبر مواطن أردني يدعى ماهر دياب حسين الجازي (39 عاما)، وهو أردني الجنسية من بلدة أذرح شرقي مدينة البتراء جنوبي المملكة.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن العملية جرت بعد تفتيش الشاحنة، والانتقال إلى المكان المخصص لتفريغها، والقتلى الثلاثة هم ضباط تفتيش، وهم في الخمسينيات من العمر، مشيرة إلى أن منفذ عملية إطلاق النار في المعبر مواطن أردني يدعى ماهر دياب حسين الجازي (39 عاما)، وهو أردني الجنسية من بلدة أذرح شرقي مدينة البتراء جنوبي المملكة.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل منفذ عملية إطلاق النار، قائلا إنه جاء من الأردن على متن شاحنة وأطلق النار على القوات التي تحرس المعبر. بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بعمليات تمشيط واسعة النطاق في المنطقة بحثا عن مسلحين آخرين.
يذكر أن جسر الملك حسين يستعمل بشكل أساسي لنقل البضائع، وتمر عبره الشاحنات من الأردن إلى غور الأردن والضفة الغربية و"إسرائيل"، ويقع المعبر بالقرب من قرى الأغوار ومدينة أريحا. كما مرت شاحنات المساعدات من الأردن إلى قطاع غزة عبر هذا المعبر خلال الحرب على غزة، وفي أبريل/نيسان الماضي، قام عناصر من حركة "الأمر 9" وأفراد من عائلات محتجزين بإغلاق المعبر، بهدف منع شاحنات المساعدات من مغادرة الأردن إلى غزة.
ماذا فعلت "إسرائيل"؟
بعد عملية إطلاق النار، أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق المعابر البرية مع الأردن إلى أجل غير مسمى، فيما توجه قائد المنطقة الوسطى وقائد لواء غور الأردن إلى المعبر لتقييم الوضع.
واحتجز رجال الأمن الإسرائيلي جميع العاملين العرب في المعبر للتحقيق معهم. وأكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال سائقين كانوا في المعبر وقت الهجوم للاشتباه في علاقتهم بالحادث.
كما أغلق الاحتلال معابر مدينة أريحا ونصب الحواجز فيها، والتي تعد المحطة الثانية للمسافرين بعد دخولهم من المعبر ومحطتهم لركوب الحافلات نحو مدنهم.
ما الردود السياسية؟
وتعليقا على العملية، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم بـ"الصعب"، مضيفا "نحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني"، وفق تعبيره.
وقال رئيس المجلس الإقليمي لغور الأردن، إن عملية معبر اللنبي "ليست حادثا بسيطا ولها تداعيات قاسية"، داعيا إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة، حسب قوله.
من جانبها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالعملية، قائلة إنها "أصدق تعبير عن نبض الشعب الأردني والشعوب العربية والمسلمة تجاه مجازر الاحتلال". كما باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية، مشيرة إلى أنها رد على جرائم الاحتلال وتأكيد على وقوف الأمة العربية والإسلامية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
بدورها، ذكرت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، إن عملية اللنبي تؤكد أن دعم الشعوب الحرة للشعب الفلسطيني لا ينقطع مهما بلغت التحديات وطغيان الأنظمة المستبدة، مضيفة، "الرحمة والخلود للشهيد الذي ارتقى في هذه العملية، ولجميع شهداء الإسلام الذين ارتقوا في معركة الحق ضد الباطل".
والهجوم أثار ردود فعل واسعة في الأوساط الإسرائيلية، إذ دعت منظمة "ريغافيم" الاستيطانية إلى وقف إدخال البضائع والمساعدات من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية، كما طالب مسؤولون إسرائيليون آخرون بتشديد إجراءات التفتيش على المعبر، وتقليل الاعتماد على الجانب الأردني.
وبحسب مراقبين، فإن الحدود الأردنية الإسرائيلية كانت تشهد هدوءاً نسبيا منذ نحو 30 عاما، مما يجعل هذا التصعيد حدثا لافتا قد ينعكس على العلاقات بين الجانبين، مبينين ان عملية إطلاق النار، التي أدت لمقتل 3 من أفراد الأمن الإسرائيليين في معبر اللنبي، ستكون لها تداعيات أمنية وسياسية على الداخل الإسرائيلي، وكذلك على المعبر الواصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية الأردنية في بيان "مقتضب": "الجهات الامنية الرسمية باشرت التحقيق في حادثة إطلاق النار التي وقعت في الجانب الآخر من جسر الملك حسين صباح اليوم الأحد الموافق 2024/9/8".
*حديث أبو العسكري يعود الى الواجهة
مراقبون وخبراء، ربطوا هذه العملية البطولية – كما وصفها الكثيرون – بحديث المسؤول الامني لكتائب حزب الله الحاج ابو علي العسكري في الأول من ابريل/ نيسان الماضي 2024، عندما قال إن المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز الأشقاء من مجاهدي المقاومة الإسلامية في الأردن بما يسد حاجة 12,000 مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات، مضيفا، "جاهزون للشروع في التجهيز ويكفي في ذلك من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لنبدأ أولا بقطع الطريق البري الذي يصل إلى الكيان الصهيوني".
كما تساءلوا عن "هل بدأ يتحقق ما تحدث عنه أبو علي العسكري سابقاً"، متأملين أن "تكون قد انطلقت اولى شرارة بمشاركة نشامى الاردن لدحر الإرهاب الصهيوني ونصرة غزة وتحرير فلسطين".
أما شيخ عشيرة منفذ عملية الكرامة، سلطان الجازي فقد ذكر، "نحن مع المقاومة ونحييها على صمودها وبطولتها وبسالتها، وما تقوم به دفاعًا عن الأمة جميعًا، وشهيدنا هو شهيد الوطن، وعلى الاحتلال تسليم جثمانه فورًا".
هل هناك عمليات مشابهة؟
شهدت الشهور الماضية محاولات تسلل من الجانب الأردني نحو "إسرائيل"، ففي أبريل/نيسان الماضي أكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مسلحا جاء من الأراضي الأردنية وأطلق النار على دورية تابعة للجيش دون وقوع إصابات، ودون أن يجتاز السياج الحدودي.
وفي عام 2010، استهدفت سيارة السفير الإسرائيلي وطاقمه الدبلوماسي في منطقة العدسية القريبة من جسر الملك حسين بعبوة ناسفة كانت بالقرب من السيارة الإسرائيلية عندما انفجرت. بينما عام 1990، اقتحم المواطن الأردني سلطان العجلوني موقعا إسرائيليا، بعد أن اجتاز الحدود الأردنية، وأطلق النار مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي.
ما أهمية المعبر؟
يُعد المعبر نقطة العبور الوحيدة للفلسطينيين بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية نحو الأردن، وبالتالي نحو بلدان العالم، غير أن "إسرائيل" تتحكم بالجانب الذي يجب أن يكون تحت سيطرة الجانب الفلسطيني. كما يستعمل المعبر بشكل أساسي لنقل البضائع، وتمر عبره الشاحنات من الأردن إلى غور الأردن والضفة الغربية وإسرائيل، ويقع بالقرب من قرى الأغوار ومدينة أريحا.
يذكر أن شاحنات المساعدات القادمة من الأردن إلى قطاع غزة مرت عبر هذا المعبر خلال الحرب على غزة. وفي أبريل/نيسان الماضي، قام عناصر من حركة إسرائيلية تسمى "الأمر 9" وأفراد من عائلات المحتجزين في غزة بإغلاق المعبر، بهدف منع شاحنات المساعدات من مغادرة الأردن إلى غزة.