في أول لقاء تجريه وسيلة إعلام عراقية مع قيادي من حركة حماس.. د. إسماعيل رضوان يتحدث لـ"انفوبلس" عن تطور المقاومة وفشل اتفاقات أوسلو و"خيانة" التطبيع
انفوبلس..
في مقابلة صحفية أجرتها شبكة "انفوبلس" مع القيادي في المقاومة الإسلامية حماس د. إسماعيل رضوان، تحدث الضيف بالعديد من المحاور الآنيّة والأزلية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وأبرزها اتفاقيات أوسلو وغاية السلطة الفلسطينية من وراء التشبث بها برغم فشل الاتفاقية المستمر والمتكررة، فضلاً عن موقف المقاومة الإسلامية حماس من اتفاقات التطبيع، وعن طبيعة التغيّر في المواجهة مع الاحتلال، بالإضافة إلى الحديث عن الرؤيا الفلسطينية تجاه محاولات النيل من القرآن الكريم في الغرب، وفهم الغاية من وراء ذلك.
رضوان استهلَّ كلامه بالحديث تحركات المقاومة الجديدة، وقال: بالحديث عن موضوع الإرباك الليلي والشباب الثائر هو جزء من هذه المقاومة الفلسطينية وهذا التحرك إنما جاء في سياق إسناد أهلنا في الضفة الغربية والدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض يوميا للاقتحامات واستفزاز مشاعر شعبنا الفلسطيني من محاولة التقسيم الزماني ومكان العبادة وصولا الى هدم المسجد الأقصى، فالشباب الثائر هو جزء من هذه الحالة الموجودة على أرض قطاع غزة محاوله التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية ومشاركة لأهلنا في الضفة الغربية.
وبشأن الحصار، كشف رضوان بأن موضوع الحصار هو جزء مما يواجه شعبنا الفلسطيني فنحن نحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد خطير في المنطقة سواء على صعيد اقتحامات المسجد الأقصى واستفزاز مشاعر شعبنا الفلسطيني أو على صعيد القتل الممنهج في الضفة الغربية ومصادرة الأراضي أو على صعيد التضييق على أهلنا والسجون في الضفة الغربية من قبل الاحتلال الصهيوني أم على صعيد الحصار الظالم المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم كل أشكال الحصار وكل أشكال الاستفزاز لمشاعر أهلنا وشعبنا في الضفة الغربية خاصة حينما يتم اقتحام المسجد الأقصى.
وأضاف: نحن نقول لهذا الاحتلال الصهيوني إن منع التصدير أو منع العمال أو التضييق على أهلنا عبر منع إدخال أية مواد ومستلزمات لشعبنا في قطاع غزة لن تُثني هذا الشعب عن مواصلة مسيرة النضال والثورة ضد هذا الاحتلال الصهيوني ولن تُكسر شوكتنا وستفشل كل محاولات الاحتلال الصهيوني كما فشلت في السابق وبالتالي الحصار لن يكسر إرادتنا سنواصل مسيرة الثورة والنضال والمقاومة في قطاع غزة إسناداً لأهلنا وقياما بالدور المركزي للدفاع عن القدس والأقصى وأبناء شعبنا الفلسطيني ونحن نقول لهذا الاحتلال الذي يكرر من أزماته ضد أبناء شعبنا الفلسطيني هو مسؤول عن أي تصعيد وتجديد الحصار على قطاع غزة لأن كل الاحتمالات مفتوحة للرد على عدوان الاحتلال الصهيوني وهذا الحصار لن يكسر إرادة شوكه شعبنا الفلسطيني
وفيما يخص وسطاء التهدئة، قال القيادي: كلمتنا واضحة موقفنا واضحة لكل الوسطاء الذين يتدخلون لتهدئة الأوضاع، إننا نطالبهم بشكل واضح، الضغط على الاحتلال لوقف الجرائم بحق أهلنا في الضفة الغربية ووقف اقتحام المسجد الأقصى وتطبيق تلك الأفكار التلمودية على المسجد الأقصى وكذلك إنهاء الحصار المتواصل على قطاع غزة.
وحول التطور الملحوظ بأداء المقاومة الفلسطينية، بيّن رضوان أن المقاومة في الضفة الغربية في صعود مستمر، واليوم تحقق إنجازات على أرض الواقع، والسر في ذلك هو وحدة العمل المقاوم المشترك وكذلك الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأن استمرار جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى بحق القدس بحق أبناء شعبنا الفلسطيني شيء طبيعي بأنك تواجه هذه الجرائم من خلال المقاومة فالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية عنده إيمان عميق بأن المقاومة هي الوسيلة الأكثر نجاحا وأقصر الطرق للرد على جرائم الاحتلال ولتحرير المقدسات وتحرير أرضنا الفلسطينية، وبالتالي فإن السر في نجاح هذه المقاومة وصعودها في الضفة الغربية هي الحاضنة الشعبية وكثرة جرائم الاحتلال لأنها ولّدت طاقة مندفعة تجاه هذا الشباب الثائر المقاوم في الضفة الغربية للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني على طريق معركة التحرير بالإضافة الى النجاح المقاومة على أرض قطاع غزة ونحن نمر في ذكرى اندحار الاحتلال عن أرض قطاع غزة الذكرى 18 تحت الضربات المقاومة أصبحت غزة ملهمةً بمقاومتها ونجاح المقاومة فيها وكونها داعما وسندا لأهلنا في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن نجاح المقاومة على أرض قطاع غزة واندحار الاحتلال تحت ضربات المقاومة قبل 18 عاما هو يبشر باندحار الاحتلال عن أرض الضفة الغربية تحت ضربات المقاومة وهذا العمل المقاوم يتكامل وشعبنا الفلسطيني جرّب أوسلو والاتفاقات المذلة والمهينة مع الاحتلال والتنسيق الأمني الذي يمثل طعنة غادرة لشعبنا الفلسطيني، هذا التنسيق الذي لم يجلب إلا مزيدا من الجرائم على شعبنا الفلسطيني وهوان وذلة لكن شعب فلسطين جرّب المقاومة عن أرض قطاع غزة واليوم يرى المقاومة في الضفة الغربية.
وأضاف: نحن نقول لقد فشل الاحتلال فشلا ذريعا في إجهاض المقاوم في الضفة الغربية وجنين أيقونة المقاومة نموذج لذلك حينما فكّر باجتياح جنين واجتثاث المقاومة خرج مندحرا يجرّ أذيال الهزيمة وخرجت المقاومة أكثر قوة لاستمرارها على نفس المنهج لأن المقاومين يتمتعون بالإيمان العميق بأنهم يدافعون على الأقصى، يدافعون عن الشعب الفلسطيني، ويسعون لتحرير فلسطين، ولأن لديهم حاضنة شعبية ولأنهم جرّبوا كذلك ورأوا نموذج غزة المقاوم الذي انتصر على الاحتلال والذي فشل حينها وأصبحت عنده اليوم هزائم متلاحقة لأنه جرّب أكثر من طريقة ممثلةً بالاغتيال بهدم البيوت والاجتياح وبكل الوسائل، فكان يدخل ويخرج بهزيمة نكراء ويقدم ثمنا لهذه الجرائم من صمود وثبات المقاومة والعمليات النوعية البطولية التي تقوم بها المقاومة، وبالتالي تلحق به هزيمة نفسية ترتبت من خلال الفشل الامني والعسكري للاحتلال الصهيوني بفشل إجهاض هذه المقاومة وبصعود هذه المقاومة أصبحت تمثل تحديا قاسيا للاحتلال الصهيوني.
وتابع: لما فشل الاحتلال في الضفة الغربية لجأ الى حصار مدن مثل جنين والتضييق على شعبنا وأهلنا في نابلس وطولكرم ولما فشل كذلك لجأ الى تهديد قيادات ورموز المقاومة وقاده المقاومة ظناً منه بأن هذا التهديد سيردع المقاومة وقادتها الذين خرجوا بشكل واضح وقالوا بأن هذه تهديدات لن ترهبنا ولن تخيفنا ولن توقف مسيرة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، ونحن نحذر الاحتلال الصهيوني من مغبّة ارتكاب أي حماقة بحق أقصانا او استهداف قيادات المقاومة لأن الرد سيكون غير مسبوق على جرائم الاحتلال الصهيوني والاحتلال يفهم هذه المعادلة، اليوم المقاومة خلقت توازن الردع، وليس الرعب فقط رعب وردع هذا المحتل لأنه يفكر بأن الثمن سيكون كبيرا لو أقدم على استهداف قيادات المقاومة.
وبشأن دور حماس بالمقاومة وعلاقة الفصائل فيما بينها، بيّن الدكتور أن حماس هي رأس حربة المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية وفي فلسطين، ونحن نعتز ونفخر مع قوى المقاومة كلها بأننا نشكل حالة ثورية لمواجهة هذا العدوان ونسعى لتحرير المقدسات والأسرى وتحقيق حق العودة لأبناء الشعب الفلسطيني، وبالتالي حماس هي جزء رئيسي مع كل قوى المقاومة، كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس شهداء الأقصى وكل الفصائل المقاومة هي على قلب رجل واحد، وهناك وحدة الشعب ووحدة الأرض ووحدة البندقية والدم والقرار الواحد وغرفة العمليات المشتركة ووحدة المصير.
أما عن اتفاقات أوسلو فقد كشف رضوان أنها جاءت بسلطة فلسطينية وظيفية مهمتها حماية المستوطنات والكيان الصهيوني مقابل بعض الامتيازات لبعض الشخصيات في السلطة حتى تقوم بهذا الدور، وبالتالي فإن اتفاق أوسلو جرى وبالاً على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وعليهم أن يراجعوا حساباتهم وأن هذه المصالح الشخصية او الفئوية لن تدوم طويلا، الاحتلال الصهيوني نفسه تبرّأ ولم يلتزم باتفاقات أوسلو ولكن للأسف هناك إصرار من قيادة السلطة الفلسطينية على المضي بهذا النفق المظلم الذي أضرَّ بقضية الشعب، واليوم هم يعلمون بأنهم أصبحوا معزولين عن الشعب الفلسطيني وأن أي خلل أو ضعف لهذه السلطة سيؤدي الى انتهائها وانتهاء الامتيازات والمصالح الشخصية والفئوية.
وأكد أن الحل البديل لاتفاقات أوسلو هي الوحدة الوطنية وأن نشكل جبهة وطنية موحدة وأن نعتمد برنامجا مقاوما يعتمد على المواجهة الشاملة مع هذا الاحتلال الصهيوني بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة لأن هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة وكذلك باعتماد استراتيجية وطنية فلسطينية على أساس الثوابت وخيار المقاومة.
وبسؤاله عن اتفاقات "السلام الإبراهيمية" كما تسميها واشنطن والتي أوجدت تطبيعا جديدا بين دول عربية والكيان، قال الضيف: نحن ندعو الأشقاء في السعودية وكل الأشقاء العرب والمسلمين الى عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني لأن التطبيع يُجرّئ الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المقدسات وأبناء شعبنا الفلسطيني، ويمثل خطرا على الشعوب العربية والإسلامية لأن هذا الاحتلال هو عدو للأمة وليس لفلسطينيين فقط، هو عدو لكل عربي ولكل مسلم لأن هذا الاحتلال يستهدف أولى القبلتين وثاني المسجدين، قتل شعبنا وكذلك الشعوب العربية، لذلك فإن التطبيع هو إقرار بشرعية هذا الاحتلال على أرض فلسطين وهذا لا يمكن أن يتصور من أمتنا العربية والإسلامية فنحن ندعو العرب والمسلمين الى ضرورة قطع العلاقات مع هذا الكيان الصهيوني وندين التطبيع بأشكاله كافة.
أما عن محور القدس، فقال القيادي بأن هذا المحور هو محور المقاومة الذي يقف دائما في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ونحن نعتز بهذا المحور ونحن جزء منه لأنه التأَمَ واجتمع على القدس دفاعا عنها، ويعتبر فلسطين هي القضية المركزية للأمة وبالتالي فإن هذا التكامل وهذه الشراكة بين المقاومة على ارض فلسطين وكذلك محور المقاومة في المنطقة إنما يعمل على تعزيز صمود وثبات شعبنا الفلسطيني ويعمل على دعم المقاومة على أرض فلسطين بل إن محور المقاومة بما تمثله طهران من رأس حربة في المنطقة دعمت فلسطين سياسيا وماديا وعسكريا وكل أشكال الدعم وما زال هذا الدعم مستمرا، وهدفها تحرير القدس والأقصى وفلسطين، ولذلك نحن نقول إن هذا المحور بحالة صعود كبير لوقف كل جرائم الاحتلال الصهيوني وأصبح الاحتلال يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أية خطوة.
وتابع: محور غزة مساندا رئيسيا للمقاومة ولأهلنا وللقدس والضفة الغربية 48 فنحن نؤكد على وحدة الخندق والبندقية وعند الشعب وحدة المقاومة وحدة الدم سواء في غزة أو الضفة الغربية أو في القدس، ولأجل ذلك نحن نقول هناك معادله غزة القدس غز الضفة غزة لا انفكاك ولا انفصال بين غزة وبين الضفة الغربية فسنبقى السند والداعم الرئيسي لأهلنا ولمقدساتنا في الضفة الغربية.
وبالحديث عن جريمة الاعتداء على القرآن الكريم: قال رضوان: نحن ندين كل المحاولات الإجرامية للمساس بالقرآن الكريم أقدس المقدسات، وهذا يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع العالم ويمثل انتهاكا لعقيدتنا من بعض الشواذ في الغرب، وهذا دليل على العدائية والعنصرية التي يكنّها الغرب للمسلمين، وهذا لا يسهم في تعزيز الاستقرار العالمي بل يعمل على إثارة النعرات والحرب الدينية وندعو لمحاسبة القائمين على مثل هذه الأفعال، وندعو الحكومات الغربية للحفاظ على المبادئ والأخلاقيات ومشاعر المسلمين، كما ندعو لمقاطعة كل الدول التي تورطت بجريمة الإساءة للقرآن الكريم أو لنبينا الكريم، المقاطعة السياسية والاقتصادية وطرد سفراء تلك الدول من البلدان العربية والإسلامية.