في ظل الهجوم الوحشي للكيان على غزة.. ظاهرات في عدد واسع من دول العالم بـ”يوم الأرض” الفلسطيني دعما لغزة وصمودها.. تعرف على تاريخ المناسبة
انفوبلس/..
في ظل حرب شرسة، يقوم بيها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، توشك على دخول شهرها السابع، تأتي ذكرى "يوم الأرض" الفلسطيني 30 آذار من كل عام، والتي يحتفي بها الغزّيون هذا العام بدمائهم وإصرارهم على التمسك بأراضيهم وممتلكاتهم ورفض مخططات التهجير.
وتشهد العديد من المدن في العالم، مظاهرات بمناسبة ذكرى يوم الأرض، ومن أبرزها لندن وأمستردام وباريس وبرلين، حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، مظاهرة حاشدة بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة والامتثال إلى قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف إطلاق النار.
وسارت حشود المتظاهرين في مسيرة من ميدان راسل سكوير إلى ميدان ترافالغار في العاصمة الإنجليزية، حيث هتفوا ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وشعارات معارضة للحرب، وطالبوا الحكومة البريطانية بالضغط من أجل وقف شامل ودائم لإطلاق النار.
وأكد المشاركون في المظاهرات، أن إسرائيل لم تتمكن من مواصلة هذه الحرب، إلا بسبب الدعم المالي والسياسي والتسليح الكبير الذي تلقته من الحكومات الغربية، ويشمل ذلك المملكة المتحدة.
عواصم عربية تشارك بمسيرات
وانطلقت كذلك عدة مسيرات احتجاجية أمس الجمعة واليوم السبت، للتضامن مع الفلسطينيين وللتنديد بالحرب التي تشنها سلطات إسرائيل على قطاع غزة، وذلك في عدد من العواصم العربية، من بينها الرباط وبغداد وبيروت والجزائر، وفي مدينة نابلس الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع الذكرى 48 ليوم الأرض.
ففي الرباط لم تمنع أجواء المطر والجو البارد المتظاهرين من الخروج في مسيرة ليلية بعد الصلاة بشارع محمد الخامس بالعاصمة المغربية.
هذه المسيرة الليلية شهدت مشاركة العديد من النساء والأطفال والشيوخ والشباب حاملين العلمين المغربي والفلسطيني.
المسيرة تأتي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال على القطاع، فمنذ 5 أشهر يشهد الشارع المغربي مسيرات واحتجاجات تضامنا مع الشعب.
وفي بغداد، لأجل غزة يعلو صوت في العراق، يقول إن فلسطين قضية الجميع، فتجمعت حشود في العاصمة العراقية حيث علَت أعلام فلسطين، كما ارتفعت الهتافات التي تندد بسياسة القتل والحصار الذي يُفرض على غزة ونصرةً لأهلها.
ويقول المتظاهرون: "نحن أيضا أصحاب قضية" ويختصرون الحكاية بحمل مفاتيح رمزية للقدس، مؤكدين أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية العراقيين أيضا والعالم أجمع.
قصة يوم الأرض
يصادف اليوم 30 آذار، الذكرى الـ 45 لـ "يوم الأرض"، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجته "إسرائيل"، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سُميت بيوم الأرض.
وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عمَّ إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
ففي عام 1975، أعلنت الحكومة الإسرائيلية خطة لتهويد منطقة الجليل، لبناء تجمّعات سكنية على أراض تعود لفلسطينيين، يمثلون أغلبية في المنطقة. جاءت تلك الخطة، ضمن مشروع أطلقت عليه السلطات الإسرائيلية اسم تطوير الجليل.
وصادقت الحكومة، في 29 فبراير/ شباط 1976، على قرار لمصادرة 21 ألف دونم، من أراض تعود ملكيتها لفلسطينيين في بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد. وخصصت السلطات الإسرائيلية تلك المساحات المُصادَرة لبناء المزيد من المستوطنات.
واستباقا لأي مواجهة فلسطينية، أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر التجوال في القرى التي شهدت مصادرة للأراضي منذ الساعة الـ5 مساء من يوم 29 مارس/ آذار من ذلك العام. واعتبرت أي مظاهرة ستخرج احتجاجا على المصادرة، غير قانونية. كما هددت بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين لمنع تنفيذ الإضراب.
وفي إطار مواجهة هذا القرار، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي، التي انبثقت عن لجان محلية فلسطينية، وأقرّت إعلان الإضراب الشامل اليوم التالي الذي وافق 30 مارس/ آذار، ولمدة يوم واحد فقط.
وبدأت شرارة المظاهرات الاحتجاجية، في 29 مارس/ آذار من ذلك العام، بانطلاق مسيرة شعبية في بلدة دير حنا، تعرضت للقمع الشديد من قوات الاحتلال، تلتها مظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان القمع أقوى حيث استشهد خلالها مواطن وجرح العشرات.
وأدى انتشار خبر استشهاد المواطن إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق الفلسطينية اليوم التالي. وتركزت المواجهات في منطقتي الجليل، والمثلث لاسيما قرى وبلدات عرابة ودير حنا وسخنين، وكذلك صحراء النقب.
وأفضت هذه المواجهات إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات. ورفض الاحتلال تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف استشهاد هؤلاء الفلسطينيين، على الرغم من أنهم كانوا يحملون الهوية الإسرائيلية.
مصادرة الأراضي
ومع استمرار السياسات الإسرائيلية في مصادرة الأراضي وسرقتها، فإن الفلسطينيين يعتبرون معركة الأرض مستمرة حتّى هذا الوقت.
وتسيطر "إسرائيل" بحسب تقرير "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية على 42% من مجمل أراضي الضفة المحتلة، و68.7% من مجمل المناطق المصنفة (ج) وهي تخضع للحكم العسكري الاحتلالي وتبلغ مساحتها ما مجموعه 61% من مجمل مساحة الضفة الفلسطينية.
وتبلغ مساحة المناطق المصنفة (أ) ما نسبته 17.6% من مساحة الضفة. بينما بلغت نسبة المناطق المصنفة (ب) 18.4% من المساحة الإجمالية للضفة.
ومنذ احتلال الكيان الإسرائيلي الضفة والقطاع عام 1967 بلغ مجموع مساحات الأراضي الفلسطينية التي أعلنت أراضي دولة حوالي 1700 كيلومتر مربع أي ما نسبته 29% من مجمل أراضي الضفة حيث تم تخصيص أجزاء منها لإقامة المستوطنات، أو وضعت تحت تصرف المستوطنين أو تركت كاحتياطي للاحتياجات المتزايدة للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
وبلغ عدد المستوطنين في الضفة 740 ألف مستوطن، يتمركزون في 184 مستوطنة، و194 بؤرة استيطانية، منها 90 بؤرة زراعية رعوية تمنع وصول المواطنين الفلسطينيين إلى أكثر من 410 ألف دونم معظمها في الأغوار والسفوح الشرقية، بما يعادل 4 أضعاف مساحة المستوطنات القائمة.
وعام 2023 وحده أقيمت 18 بؤرة جديدة، وبلغ عدد المواقع الاستيطانية الخدماتية والصناعية وغيرها 52 موقعاً، إلى جانب 94 موقعاً عسكرياً و40 كلية عسكرية.
وتبحث سلطات الاحتلال تبحث إقامة أكثر من 18 ألف وحدة استيطانية جديدة، منها 8 آلاف وحدة جرت عملية المصادقة عليها بالإضافة إلى 10 آلاف وحدة أخرى جرت عملية إيداعها للمصادقة اللاحقة.
هدم وتهجير
وبين التقرير أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي يزرعها المستوطنون بلغت 120 ألف دونم، واستولت سلطات الاحتلال في عام 2023 وحده على أكثر من 48 ألف دونم من أراضي المواطنين تحت مسميات مختلفة منها إعلانات المحميات طبيعية وإعلانات أراضي الدولة وغيرها.
وبلغ مجموع إخطارات الهدم التي تم توزيعها في العام 2023 ما مجموعه 1330 إخطار شملت (إخطارات هدم، وقف بناء) ، وقد تركز 60% من هذه الإخطارات في محافظات الخليل، بيت لحم ورام الله،.
وهدمت "إسرائيل" 659 منشأة معظمها في محافظات القدس والخليل وأريحا، وأصدرت قوات الاحتلال 32 أمراً عسكرياً تقضي بوضع جيش الاحتلال الإسرائيلي يده على مساحة 619 دونما.
وأدت إجراءات الاحتلال إلى تهجير 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً تتكون من 266 عائلة تشمل 1517 فرداً من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، منها 22 تجمعاً بدوياً جرى تهجيرها بعيد السابع من أكتوبر، بحسب البيان.
وأوضح البيان أن إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين منعت وصول المواطنين إلى أكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية.
ورصدت الهيئة عمليات اعتداء على أكثر من 21ألف شجرة فلسطينية بالتحطيم والاقتلاع والتسميم، منها أكثر من 18 ألف شجرة زيتون في العام 2023 وحده.
وتشير هيئة مقاومة الاستيطان إلى أن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة، من بوابات وحواجز عسكرية أو ترابية تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع بلغت 700 حاجزا عسكريا وبوابة، منها أكثر من 140 بوابة جرت عملية وضعها بعد 7 أكتوبر الماضي،
وأخيرا، تذكر الهيئة بأن جدار الفصل العنصري المقام في عام 2002 لا يزال يعزل أكثر من 295 كيلومترا مربعا من أراضي المواطنين الفلسطينيين.