في مثل هذا اليوم.. صحراء طَبَس الإيرانية تبتلع الأمريكان في هزيمة من صُنع إلهي
انفوبلس/..
يصادف اليوم الثلاثاء 25 نيسان ذكرى فشل الهجوم العسكري الأميركي في صحراء طَبَس عام 1980 في إيران، حيث تسلّلت طائرات أميركية إلى داخل الأراضي الإيرانية، بأمر من الرئيس الأميركي جيمي كارتر، لمهاجمة السفارة وتهريب الجواسيس الأميركيين الذين أصبحوا رهائن بيد طلبة الإمام الخميني (قدس سره).
وكانت الرياح العاتية بفضل البارئ تعالى قد أدت إلى اصطدام الطائرات بعضها ببعض، بسبب انعدام الرؤية، حيث إنه كان من المقرر أن تغير الطائرات على طهران قبل طلوع الفجر، ليتم قصف بيت الإمام الخميني والتوجه إلى وكر التجسّس وتتم عملية إنزال يجري خلالها الإفراج عن موظفي السفارة الجواسيس الذين احتجزهم الطلبة ومن ثم تهريبهم إلى خارج إيران.
يوم ثورة أكبر من الثورة الإسلامية، لأنها كشفت عن الوجه الحقيقي للكثير من العملاء الذين حددتهم أميركا لاستلام زمام الأمور في إيران بعد انتصار الثورة
ووصف الإمام الخميني، ذلك اليوم الذي سيطر فيه الطلبة على وكر التجسّس الأميركي، بأنه يوم ثورة أكبر من الثورة الإسلامية، لأنها كشفت عن الوجه الحقيقي للكثير من العملاء الذين حددتهم أميركا لاستلام زمام الأمور في إيران بعد انتصار الثورة، والإبقاء على مصالحها بعدما طرد الشعب الإيراني عميلهم الشاه المقبور.
تفاصيل الحادثة
في الساعة 11 من مساء ليلة 24 نيسان 1980، حلّقت أربع مروحيات أميركية من نوع (سيكورسكي) من حاملة الطائرات (نيمتز)، وبعدها حلّقت ست طائرات أمیرکیة "سي ۱۳۰" من عمان ودخلت الأجواء الإيرانية، هذه الطائرات دخلت من طرف الحدود الجنوبية. إحدى النقاط الحدودية شاهدت هذه الطائرات وبعثت تقريرا بذلك، ولكن حتى الآن لم تتم معرفة السبب وراء عدم الاهتمام بهذا التقرير.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الجيش الإيراني كان على أهبة الاستعداد وقت الهجوم المذكور، ثم انطلقت الطائرات العملاقة التي كانت مستقرة في مصر وعمان وقطعت مسافة أكثر من 1000 كيلومتر ودخلت الأجواء الإيرانية دون أي مانع وهبطت في مطار مهجور بالقرب من رباط خان في صحراء طَبَس وسط إيران من أجل التزوّد بالوقود والتنسيق للعمليات، هذا المطار تم تشييده منذ الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الحلفاء.
كان الأميركيون مزوّدين بالأجهزة كافة، وكان وقت الهبوط عند منتصف الليل. وفي هذا الأثناء مرّت إحدى حافلات الركاب بالقرب من المكان وخشي الأمیرکان كشف أمرهم، لذلك قاموا باحتجاز الركاب جميعهم وأخذهم كرهائن.
وعندما حاول هؤلاء الإقلاع بالطائرة، استنادا لأقوال شهود العيان (ركاب الحافلة المذكورة)، احترقت طائرتان وحدث انفجار هائل إثر ذلك، كما وقعت حوادث أخرى للمروحيات الأمیرکیة.
أدى ذلك إلى إصدار أمر من قيادة الأركان في الجيش الولايات المتحدة بوقف العمليات. كما تعرّضت عدد من المروحيات إلى عواصف رملية بحيث لم تتمكن من التحليق، وقد قُتِل 9 أو أكثر من ركاب الطائرتين اللتين انفجرتا، وعند الساعة الرابعة و30 دقيقة فجرا، غادر المهاجمون الأراضي الايرانية، وتركوا ركاب الحافلة خلفهم.
رسالة إلى " كارتر"
وبعد هذه الحادثة اعتبر الإمام الراحل هذه الرياح بأنها رسالة إلى المستكبر الأميركي " كارتر، ونصحه بأن لا يفكر بالرئاسة لولاية ثانية وليلجأ إلى عمل آخر وكان كما تفضل.
وقد شاهد الوفد الذي أرسله الرئيس الأميركي إلى إيران برئاسة القس "كابوجي" لاستلام الجثث المحترقة للطيارين الأميركيين التي انتشرت في الأرض وحمل تلك الجثث وكأنها كانت تُحفة الشعب الإيراني إلى "كارتر" الذي تصور أنه في قمّة الذكاء.
الفشل والتفكك مصير عمل المُسيئين
نهاية كل عمل المُسيئين ضد تقدّم الشعب الإيراني ووحدة أراضيهم ووحدتهم سيكون الفشل والتفكك
وأحيا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية لهزيمة الهجوم العسكري الأمريكي في صحراء طَبَس وسط إيران، مؤكدا أن نهاية كل عمل المُسيئين ضد تقدّم الشعب الإيراني ووحدة أراضيهم ووحدتهم سيكون الفشل والتفكك.
وكتب علي بهادري جهرمي، في تغريدة له عبر صفحته الشخصية على تويتر: "اليوم هو ذكرى هزيمة الهجوم العسكري الأمريكي على طبس".
وأضاف: "التاريخ يشهد، سواء كان استعدادا عسكريا جديا أم ائتلافا سياسيا سخيفا، سيفشل كل عمل المسيئين ضد تقدم الشعب الإيراني ووحدة أراضيهم ووحدتهم وستزداد إيران الإسلامية قوة يومًا بعد يوم".