قراءة تحليلية: ماذا عن الملف النووي والعلاقات الخارجية وحرب غزة بعد وفاة رئيسي و"عبد اللهيان"؟
التقصي في المواقف الإيرانية والغربية
قراءة تحليلية: ماذا عن الملف النووي والعلاقات الخارجية وحرب غزة بعد وفاة رئيسي و"عبد اللهيان"؟
انفوبلس/ تقرير
الرحيل المفاجئ لأربع شخصيات إيرانية "هامة" وذات مناصب حساسة وأبرزها الرئيس الإيراني نفسه سيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان، خلف موجة من الجدل حول القضايا "المصيرية" التي تواجه المنطقة عموما والجهورية الاسلامية الايرانية خصوصا.
الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان لعبا دوراً محورياً في ملفات إيران الخارجية، من الملف النووي إلى العلاقات مع الدول العربية والحرب على غزة، ومن المتوقع أن يكون لغيابهما المفاجئ تأثير على تلك الملفات لكن ليس بشكل كبير.
أعلنت إيران وفاة رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان في تحطم المروحية، الإثنين 20 مايو/ أيار 2024.
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت عن عقد اجتماع استثنائي في أعقاب تأكد وفاة رئيسي ومرافقيه، وبخاصة عبد اللهيان. وحضر الاجتماع محمد مخبر، النائب الأول لرئيسي، ممثلاً للسلطة التنفيذية، حيث تولى منصب الرئيس مؤقتاً، بحسب الدستور الإيراني.
كما أعلنت وزارة الخارجية عن تولي علي باقري، أحد مساعدي عبد اللهيان، منصب وزير الخارجية أيضاً بشكل مؤقت. وتترقب إيران الآن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال 50 يوماً بحد أقصى، بحسب المادة 131 من الدستور.
منذ الإعلان عن انقطاع الاتصال مع المروحية التي كانت تقل رئيسي ومرافقيه في منطقة وعرة ووسط ظروف طقس سيئ، منذ ظهر الأحد 19 مايو/ أيار، سارعت وسائل الإعلام العالمية عموماً، والغربية خصوصاً، إلى تغطية الحدث، مع التركيز على التأثير المتوقع على ملفات طهران الخارجية بعد وفاة رئيسي وعبد اللهيان.
إيران في عهدة رئيسي.. علاقات أفضل مع العرب
منذ تولى رئيسي المنصب عام 2021، شهدت ملفات السياسة الخارجية في إيران تحولات لافتة في التناول والنتائج أيضاً. فقد أعطت طهران أولوية لإصلاح علاقاتها مع الدول العربية، وركزت على التموضع على رأس ما يوصف بأنه محور المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال السنوات الثلاث التي قضاها رئيسي في المنصب، وقّعت ايران والسعودية اتفاقاً لتطبيع العلاقات الثنائية بوساطة صينية، إذ أعلنت طهران والرياض، في مارس/ آذار 2023، عن استئناف العلاقات بينهما بعد قطيعة استمرت 6 سنوات. وجاء الإعلان عن الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بعد محادثات سرية استضافتها بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين.
وبشكل عام شهدت فترة حكم رئيسي، الذي تبنى سياسة "تطوير العلاقات مع دول الجوار"، سلسلة من الأحداث والتطورات داخلياً وخارجياً. وجاءت الانتخابات التشريعية في مارس/ آذار الماضي، والتي حقق فيها تيار رئيسي المحافظ فوزاً لافتاً في أول انتخابات وطنية منذ احتجاجات "النقاب" عام 2022، لتعزز كثيراً من موقفه وتضعه على خطى الفوز بفترة رئاسية ثانية، لكن حادث تحطم المروحية أنهى حياته قبل أن يكمل فترته الأولى بعام واحد.
وكان التقارب مع السعودية توجهاً معلناً من جانب إبراهيم رئيسي، حيث اعتبر في أغسطس/آب 2022 أن مسألة إعادة بناء وتعزيز علاقات بلاده مع الرياض "تخدم أمن المنطقة". وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقد الرئيس الإيراني الراحل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اجتماعاً ثنائياً على هامش قمة مشتركة لقادة دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض.
في الوقت نفسه، شهدت العلاقات الإيرانية المصرية تقارباً في الفترة الأخيرة، حيث التقى رئيسي، في الرياض أيضاً، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. وفي ديسمبر/كانون الثاني الماضي، بحث الرئيسان في اتصال هاتفي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن متابعة النقاش بشأن مسار تناول القضايا العالقة بين البلدين.
وعلى هامش فعاليات الدورة الـ15 لمؤتمر القمة الإسلامي في جامبيا، بحث وزيرا خارجية البلدين مسار العلاقات الثنائية بين مصر وإيران، على ضوء الاتصالات واللقاءات السابقة بين الوزيرين وتوجيهات قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية، حيث اتفقا على مواصلة التشاور بهدف معالجة كافة الموضوعات والمسائل العالقة.
*التوجه نحو الشرق
شهدت إيران أيضاً خلال السنوات الثلاث الماضية تحولاً لافتاً نحو الشرق، حيث تم التوسع في العلاقات الثنائية مع كل من الصين وروسيا. ووقَّعت طهران مع موسكو اتفاقيات ثنائية متعددة ليرتفع التبادل التجاري بينهما إلى مستويات غير مسبوقة. وتتهم تقارير غربية إيران بتزويد روسيا بالمسيرات والصواريخ الباليستية لتوظيفها في الحرب الأوكرانية، لكن رئيسي نفسه كان قد نفى تلك التقارير.
كما شهدت الفترة ذاتها تصعيداً غير مسبوق في العداء مع إسرائيل، حيث أطلقت إيران للمرة الأولى ضربات جوية مباشرة إلى عمق الأراضي الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت مبنى تابعاً للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وراح ضحيتها عدداً من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني.
فعلى الرغم من "حرب الظل" المشتعلة بين تل أبيب وطهران على مدى العقود الماضية، إلا أن استهداف القنصلية الإيرانية والرد بضربات جوية في العمق الإسرائيلي كان تصعيداً غير مسبوق في العداء بين الطرفين، بحسب توصيف تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، جاء فيه أن قرار الضربة الجوية نحو إسرائيل اتخذه "رئيسي والمرشد علي خامنئي"، بينما وصف عبد اللهيان الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني بأنه "ألعاب أطفال"، إشارة إلى عدم وقوع ضحايا أو خسائر مادية ملموسة في إيران.
الملف النووي
عندما تولى رئيسي منصب الرئاسة في إيران، كانت المفاوضات النووية متوقفة تماماً والعلاقات بين طهران وواشنطن في خانة "مستوى الحرب"، خصوصاً بعد استشهاد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بضربة صاروخية أمريكية في بغداد أمر بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
بعد تولي جو بايدن المسؤولية، استؤنفت المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية بمشاركة أمريكية، وإن بشكل غير مباشر. عقدت جولات متعددة في بروكسيل لم تؤدّ إلى إعادة إحياء الاتفاق الأصلي (الموقع عام 2015) والذي كان ترامب قد انسحب منه، ولا إلى توقيع اتفاق آخر أكثر شمولاً كما كانت تريد واشنطن.
لكن إيران، في عهد رئيسي ووزير خارجيته عبد اللهيان، عادت لتنشيط برنامجها النووي بوتيرة أسرع، وتقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهي نسبة قريبة من النسبة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية، وهي 90%، حسبما تفيد التقارير الغربية. وعطلت إيران كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بموجب بنود الاتفاق النووي لعام 2015.
أجريت عشرات الجولات من المفاوضات النووية لكنها لم تؤدّ إلى نتيجة ملموسة حتى الآن، وتقول إيران إنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، على عكس التقارير الغربية التي تتهمها بذلك منذ عام 2003.
إذ اتخذ رئيسي موقفاً متشدداً في المفاوضات النووية، انطلاقاً من رؤيته لأن طهران قادرة على تحمل العقوبات الأمريكية من جهة، وأنه لا يمكن الوثوق مرة أخرى بواشنطن بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 والذي فرض قيوداً كاسحة على البرنامج النووي الإيراني.
لكن طهران وواشنطن توصلتا إلى بعض الصفقات الجانبية، أبرزها صفقة تبادل السجناء والإفراج عن أكثر من 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة بسبب العقوبات الأمريكية.
*كيف سينعكس الغياب على سياسات ايران والمنطقة
على الرغم من تعيين خليفة لرئيسي وعبداللهيان بمجرد التأكد من وفاتهما في حادث المروحية، وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية الإيرانية يرسم خطوطها العريضة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، الامام الخامنئي، وعلى الرغم من أن محمد مخبر (خليفة رئيسي) مقرب هو الآخر من المرشد، إلا أنه لا يمكن الجزم بما إذا كانت وفاة رئيسي وعبد اللهيان لن يكون لها أي انعكاس على أي من تلك الملفات، فالسمات الشخصية لرئيسي وعبداللهيان كان لها دور كبير في طريقة تنفيذ السياسات المتفق عليها مع المرشد الأعلى.
*المواقف الامريكية والاسرائيلية والايرانية
أجمعت التعليقات الأميركية أنه وعلى الرغم من كون رئيسي صاحب أعلى منصب منتخب في النظام الإيراني، فإن سلطاته تتضاءل أمام سلطات المرشد الأعلى الامام الخامنئي، الذي يعتبر بمثابة الحكم النهائي للشؤون الداخلية والخارجية في إيران.
ولم يتوقع الخبراء الأميركيون بصورة عامة حدوث أي تغيرات جذرية لسياسات إيران على الساحة العالمية، بما في ذلك القضية النووية، والحرب على قطاع غزة، وعلاقة طهران بواشنطن.
كما استبعد خبراء إسرائيليون أي تصعيد فوري بين الجانبين على خلفية تحطم المروحية، وقدّروا أن مسار التوتر ستحسمه نتائج التحقيق بالحادث، وأجمعوا على أن الاستراتيجية الإيرانية تجاه إسرائيل لن تتغير بسبب وفاة رئيسي.
ورأوا أن وفاة رئيسي لا يعني أن إيران لن تبقى بلا قيادة، أو أنها ستشهد حالة من الارتباك والفوضى، أو أنه سيكون هناك تغيير مفاجئ في سياساتها العالمية والإقليمية
وعزت التقديرات الإسرائيلية عدم حدوث أي تغييرات في سياسات طهران وعلاقاتها الخارجية، لكون الكلمة النهائية والحاسمة تبقى بيد المرشد الأعلى الامام الخامنئي، الذي يبقى صاحب القول الفصل، في حين الرئيس المنتخب هو في موقع الرؤساء المسؤولين عن تنفيذ قرارات خامنئي.
وفي محاولة لإبعاد الشبهات والشكوك عنها بمسألة تحطم المروحية الإيرانية، ذهبت كافة السيناريوهات الإسرائيلية إلى أن التحطم نجم عن تضاريس صعبة وسوء الأحوال الجوية أو خطأ بشري.
بدوره، يقول المختص بالشؤون الإيرانية الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، راز تسيمت، إن الإجراءات التي اتخذها المرشد الأعلى تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية جاهزة للتعامل من ناحية قانونية وتنظيمية مع رحيل رئيسي المفاجئ.
ويعتقد أن رحيل رئيسي يضع إيران وسط تطورات مهمة داخليا وإقليميا ودوليا. وقال إن الرئيس الإيراني الراحل كان المرشح الأقوى حظا لخلافة خامنئي، وهو من دفع إلى التصالح وتعزيز العلاقات مع الدول العربية، كما أنه وضع حجر الأساس للحلف الاستراتيجي مع روسيا والصين، وكان "العدو اللدود لإسرائيل".
وقال الباحث بهنام بن طالبو، وهو الخبير بالشأن الإيراني، إن الآثار السياسية لوفاة رئيسي كبيرة محليا، ولكنها أقل من ذلك من حيث السياسة الخارجية، التي "كانت ولا تزال وستبقى ثورية، ومناهضة للوضع الراهن، وتستهدف أميركا وإسرائيل وجميع قوى الوضع الراهن في المنطقة".
كما أشار بن طالبو إلى أنه -وعلى الصعيد المحلي- تعني وفاة رئيسي أن "القائمة القصيرة لخلافة المرشد الأعلى أصبحت أقصر"، حيث إن رئيسي كان مرشحا بارزا كخليفة للمرشد الأعلى الامام الخامنئي، باعتبار أنه الأكثر تأهيلا بحكم الخبرة البيروقراطية التي كان يمتلكها، كما أنه كان الأقرب أيديولوجيا لخامنئي.
وفي أول تعليق له على الحادث أكد المرشد الأعلى الإيراني الامام الخامنئي أن "شؤون الدولة لن تتأثر"، ودعا الإيرانيين إلى عدم القلق.
وفي الختام، يؤكد مراقبون أن إيران في الدرجة الأولى دولة مؤسسات، ولن يؤثر فيها هذا الحدث إلا من ناحية تتعلق بالإجراءات الدستورية والترتيبات السياسية والإدارية، لكنهم في الوقت نفسه يشددون على أن هذه الضربة مثلت صدمة كبيرة في البلاد.
وترسم مؤسسات الحكم في إيران السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية، ولا تجعل من رئيس الحكومة صاحب السلطة المطلقة، مثل مؤسسة المرشد ومجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء والبرلمان.
*إبراهيم رئيسي في سطور
الرئيس الإيراني الراحل حقوقي ورجل دين وُلد في 14 ديسمبر/كانون الأول عام 1960 بمدينة مشهد الإيرانية. وفي عام 1981، تولى منصب النائب العام لمدينة كرج بمحافظة البرز وتدرج في المناصب ليتولى منصب وكيل النائب العام للعاصمة طهران وهو في سن 25 عاماً.
وفي عام 1988 عُيّن من قِبَل الإمام الخميني عضواً في لجنة من 4 أشخاص للبت بأحكام الإعدام بحق المعارضين في السجون. وبعد وفاة الخميني تدرج رئيسي بسرعة في مناصب الدولة خلال فترة المرشد الإيراني علي خامنئي وتولى منصب المدعي العام لطهران بين عامي 1989 و1994. وفي عام 1994 عين رئيساً لهيئة الرقابة الحكومية وبقي 10 سنوات في هذا المنصب.
وتم تعيين رئيسي نائباً أول لرئيس السلطة القضائية في عام 2004. وفي 2014 عيّن رئيسي مدعياً عاماً لإيران، وتم تعيينه من قِبَل خامنئي عام 2016 رئيساً لمؤسسة "مرقد الإمام الرضا ومجمعه".
خسر رئيسي الانتخابات الرئاسية كمرشح لحزب المحافظين، أمام الرئيس الأسبق حسن روحاني في انتخابات 19 مايو/أيار عام 2017. وتم تعيينه في منصب رئاسة السلطة القضائية الشاغرة في مارس/آذار 2019، بعد إقالة رئيس السلطة القضائية صادق أمولي لاريجاني من قبل خامنئي وتعيينه رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام.
وفي الانتخابات التي أجريت في إيران في 18 يونيو/حزيران 2021، فاز رئيسي بفارق كبير، حيث حصل على 62 بالمئة من الأصوات، وأصبح الرئيس الثامن للبلاد.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رئيسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لعضويته في اللجنة التي كانت تبت بأحكام الإعدام للمعارضين 1988 ولادعاءات أمريكية بدور رئيسي في قمع المتظاهرين عام 2009.
*أمير عبد اللهيان في سطور
دبلوماسي إيراني محافظ، من مواليد عام 1964، رشحه الرئيس إبراهيم رئيسي عقب فوزه في انتخابات 2021 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان المحافظ، ويُعرف بقربه من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي وحركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، ومن بينها حزب الله اللبناني. توفي بحادث سقوط مروحية في مايو/أيار 2024.
واصل المفاوضات التي كانت قد بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة "4+1" (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تُحسم أكثر من مرة.
ولم يمنعه ذلك من المضي قُدُماً في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، التي خلُصت يوم العاشر من أغسطس/ آب 2023 إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة التوجه شرقاً، التي تُوجت بتوقيع اتفاقيات استراتيجية بعيدة المدى بين طهران وكل من الصين وروسيا، وتمكنت دبلوماسيته في مارس/آذار 2023 من ردم الهوّة في علاقات بلاده مع الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات.
المعروف عن عبد اللهيان علاقاته الوثيقة بالحرس الثوري وقادته، وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي استُشهد في غارة أميركية على موكبه على طريق مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
ويُعد عبد اللهيان أيضا على ارتباط قوي مع حركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، وذلك بسبب المناصب الدبلوماسية التي أُوكلت إليه في الشؤون العربية والشرق الأوسط، مما أدى إلى تكوين علاقات شخصية وطيدة مع قادة حركات المقاومة المناهضة لإسرائيل وبينها حزب الله، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله زعيم الحزب.
وعقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، قام عبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل "محور المقاومة لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة".