قيادي أمريكي بـ"داعش" يحاكَم في بلاده.. "مسراد كاندك" أمير إعلام التنظيم ومسؤولية جذب الأعضاء عبر الإنترنت
انفوبلس/ تقرير
أصدرت محكمة أميركية في نيويورك مؤخراً، حكما بالسجن مدى الحياة على مسلح أجنبي في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي من أصول ألبانية ويقيم في نيويورك وذلك لمساعدته في تجنيد آلاف المسلحين للعمل في العراق وسوريا من بينهم تجنيد مسلح أسترالي نفذ عملية تفجير انتحاري في الرمادي عام 2015 راح ضحيتها 30 جندياً عراقياً.
مسراد كاندك متهم بتجنيد الشاب الأسترالي جيك بيلاردي لتنفيذ عملية انتحارية في مدينة الرمادي العراقية وذلك في آذار عام 2015.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها، أن "محكمة بروكلاين كورت في نيويورك أصدرت يوم السبت 15 تموز/ يوليو 2023 حكما بالسجن مدى الحياة ضد المسلح مسراد كاندك 40 عاماً، من مواليد جمهورية كوسوفو والمقيم في الولايات المتحدة في مدينة نيويورك".
وتابع التقرير، أن "تلك التهم تتعلق بالإرهاب ودوره بالتسبب في مقتل الشاب الأسترالي، جيك بيلاردي، الذي تم تجنيده من قبله لتنفيذ عملية انتحارية في مدنية الرمادي العراقية وذلك في آذار عام 2015".
كاندك كان من قياديي تنظيم "داعش" الإرهابي للفترة ما بين 2013 و2017
وأشار، إلى أن "وزارة العدل الأميركية ذكرت في بيان لها بأن المُدان، كاندك، كان من قياديي تنظيم داعش الإرهابي للفترة ما بين 2013 و2017"، لافتا إلى أن "كاندك غادر الولايات المتحدة في العام 2013 متوجها الى سوريا حيث التحق بصفوف التنظيم الإرهابي في منطقة هاريتان خارج حلب". ونوه، إلى أن "المُدان انتقل بعد ذلك الى تركيا وساعد بتهريب مسلحين أجانب وأسلحة للتنظيم في العراق وسوريا".
تم إلقاء القبض عليه في تموز عام 2017 في سراييفو وتم إرساله الى الولايات المتحدة بعد ذلك بثلاثة أشهر
وأكد التقرير، "قيام كاندك خلال الفترة التي بقي فيها مع داعش الارهابي من كانون الأول 2013 الى حزيران/ يونيو 2017 قبل إلقاء القبض عليه بتجنيد المئات من المسلحين الأجانب في صفوف التنظيم". وأردف، أن "كاندك كان مختبئاً في البوسنة أوائل العام 2017 تحت اسم مستعار، وتم إلقاء القبض عليه في تموز/ يوليو عام 2017 في سراييفو (عاصمة البوسنة والهرسك) وتم إرساله الى الولايات المتحدة بعد ذلك بثلاثة أشهر".
وأفاد، بأن "كاندك تمت إدانته من قبل محلفين في مايو/ أيار عام 2022 بجريمة التآمر مع خمسة تُهم أخرى بتوفير دعم لتنظيم داعش". ويواصل التقرير، أن "أستراليا كانت قد صُدِمت في حينها عند سماع خبر قيام أحد مواطنيها وهو جيك بيلاردي 18 عاماً، من سكنة مدينة ميلبورن في أستراليا ـ والذي جنّده كاندك ـ بتنفيذ تفجير انتحاري في الرمادي غربي العراق وذلك في آذار 2015".
المُدان كاندك كان يشغل منصب أمير الذراع الإعلامي للتنظيم بنشره الدعاية الإعلامية لـ"داعش" من خلال بثّه رسائل تجنيد عبر الإنترنت
وزاد التقرير، أن "بيلاردي بعد وفاة والدته بالسرطان عاش فراغاً وسقط بعدها ضحية ماكنة إعلام التنظيم الدعائية على الإنترنت التي كان يديرها كاندك وأصبح متطرفا بعد رسائل تواصل جرت بينهما عبر الشبكة العنكبوتية". ويسترسل التقرير، أن "المُدان كاندك، كان يشغل منصب أمير الذراع الإعلامي للتنظيم بنشره الدعاية الإعلامية لداعش من خلال بثّه رسائل تجنيد عبر الإنترنت والتي كانت تمر من خلال أكثر من 120 موقع حساب على تويتر".
كاندك أرسل آلاف المتطوعين من إرهابيي داعش من مختلف البلدان الغربية الى العراق وسوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط
وتابع، أن "كاندك أرسل آلاف المتطوعين من إرهابيي داعش من مختلف البلدان الغربية الى المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في العراق وسوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط". وبحسب التقرير، فإن "المُدان كاندك قال أمام قاضي محكمة بروكلاين في نيويورك: أنا لست شخصاً عدوانياً ولم أؤذِ أحداً، أنا أدعو للمغفرة عما فعلت."
واستطرد التقرير، أن "قاضي المحكمة، نيكولاس غاروفس، وجه استنكاره للمُدان بقوله: تحويل شخص مراهق بريء الى شخص متطرف هو عمل شيطاني وتحويل أفكاره الى أفكار سادية، لقد حولت أفكاره الى أفكار كراهية وقتل، ولن نسمح بذلك أن يتكرر مرة أخرى".
القاضي غارفوس أضاف معنّفاً المُدان كاندك: لم يكن المراهق، جيك بيلاردي، مستحقا للموت ولا لقتل أي شخص آخر، كان يستحق المراهق البالغ من العمر 18 عاماً أن يعيش حياته وأن يكبر ويصبح بالغاً ويتعامل مع مشاكله بحكمة وأن يصبح عضواً نافعاً في مجتمعه"، وفقا للتقرير.
وأضاف التقرير، أن "التحقيقات أظهرت كيفية سقوط المراهق الأسترالي بيلاردي كضحية في شباك كاندك، وكيف أنه هرب المراهق الى الشرق الأوسط وقبل التخطيط لتهريبه بوصفه بيلاردي على أنه متعاون كبير ليكون في مهمة انتحارية".
وأفاد، بأن "مساعد الادعاء العام الأميركي، ماثيو هاغانز بيّن كيف أن المُدان كاندك لم يبدِ ندماً عند قراءة قرار المحكمة وما تسبب عمله في تحويل بيلاردي الى متطرف قام بعدها بتنفيذ تفجير انتحاري في الرمادي، وأن إلقاء القبض عليه شكّل ضربة قوية لذراع تنظيم داعش الدعائي". ولفت التقرير، إلى أن "بيلاردي كان قد كتب على صفحته في تويتر بأن رحلته ستكون من ميلبورن الى الرمادي".
وتابع، أن "مسؤول إعلام داعش المدان كاندك تواصل مع بيلاردي وقال له بأنه سيساعده في الوصول الى سوريا من خلال الطيران الى إسطنبول كسائح مع قائمة من توجيهات لإعداده للمهمة منها تعلم اللغة العربية والقيام بتمارين قتالية".
ويسترسل التقرير، أن "بيلاردي كان قد دفع ضعف الأجور للتعجيل بإصدار جوازه قبل الحجز لرحلة الى إسطنبول في 25 آب عام 2014". وتحدث، عن "إعطاء بيلاردي، بعد فترة وجيزة من انضمامه لصفوف داعش الارهابي، أوامر للالتحاق بمجموعة من سبعة انتحاريين لمهمة في مدينة بيجي شمالي العراق".
ومضى التقرير، إلى "إلغاء مشاركة بيلاردي في هذه المهمة، لحين آذار عام 2015 عندما طلب منه في أوامر جديدة تنفيذ تفجير انتحاري في الرمادي". وأوضح التقرير البريطاني، أن "بيلاردي (18 سنة) تحول من طفل خجول الى انتحاري تمزق أشلاءً على بعد 1300 كيلومتر عن وطنه".
يشار إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي نشر في 11 آذار 2023، صورة قال إنها لـ"أبو عبدالله الأسترالي" قبل أن ينفذ هجوما انتحارياً في مدينة الرمادي العراقية.
وأبو عبد الله الأسترالي هو الاسم الحركي للمراهق الأسترالي جيك بيلاردي (18 عاماً)، المعروف بـ"الداعشي الأبيض البريطاني".
من جهتها، أعلنت وزيرة خارجية أستراليا، جولي بيشوب حينها، أن أستراليا تحاول التأكد من صحة مزاعم التنظيم عن مقتل شاب أسترالي مجنّد لدى التنظيم في عملية انتحارية بالعراق. وقالت بيشوب للصحافيين في بيرث، "بوسعي تأكيد أن الحكومة الأسترالية تسعى حالياً للتأكد بشكل مستقل من تقارير بأن المراهق جيك بيلاردي من ملبورن وعمره 18 عاماً قُتِل في هجوم انتحاري في الشرق الأوسط".
وذكر مسؤولون عراقيون آنذاك أن 13 عربة هاجمت مواقع للجيش العراقي في الرمادي بمحافظة الأنبار.
كما ذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية، أن بيلاردي ترك وراءه أجهزة تفجير بدائية في منزله قبل أن يسافر إلى سوريا، فيما وقالت بيشوب إن أجهزة الأمن الأسترالية تقدر أن 90 مواطناً أسترالياً يحاربون في صفوف التنظيم الارهابي، وأن20 يُعتقد أنهم لاقوا حتفهم.