مخاوف غربية ومحاولة احتواء.. طهران تمتلك ما يمكنها من صنع 4 قنابل نووية.. فهل تصنعها؟
انفوبلس..
جدّد الغرب مخاوفه من امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية سلاحاً نووياً، حيث قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، إن إيران تقترب من مرحلة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عسكري، ما يستدعي البحث عن سبل مختلفة للتعامل مع الوضع.
جاء ذلك في تصريحات لغروسي الاثنين، خلال مشاركته في مؤتمر السفراء الإيطاليين السابع عشر، الذي نظمته وزارة الخارجية الإيطالية في روما، ويبحث المستجدات على الساحة الدولية.
وقال غروسي عن البرنامج النووي الإيراني: “المسألة الإيرانية في مرحلة غير مسبوقة، لأنها المرة الأولى التي تحدث فيها هجمات مباشرة بين إيران وإسرائيل”.
وأشار غروسي إلى أنه زار طهران مؤخرًا والتقى بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي.
وأوضح، أنّ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لم تعد موجودة حاليا ولم تعد ضرورية.
وقال: “إيران وصلت إلى مستوى متقدم من التطوير النووي وتقوم بتخصيب اليورانيوم تقريبًا إلى مستوى عسكري، ولذلك علينا إيجاد مسار مختلف. آمل أن تلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورًا مهمًا في هذه العملية”.
وفي 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنه إذا واصل الغرب تهديد طهران بإعادة فرض عقوبات عليها فإنها قد تتجه إلى “حيازة أسلحة نووية” مشيرا لقدرة بلاده على إنتاج أسلحة نووية.
وفي 2015، وقّعت إيران ومجموعة (5+1) ـ وهي الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا ـ اتفاقا يقضي بتنظيم ومراقبة الأنشطة النووية لطهران مقابل رفع العقوبات عنها.
وانسحبت واشنطن من الاتفاق أحادياً في عهد دونالد ترامب، في 2018، وبدأت إعادة فرض عقوبات على إيران، وإثر ذلك أوقفت طهران تدريجيا التزاماتها في الاتفاق واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى.
وتمتلك إيران من اليورانيوم العالي التخصيب ما يكفي وحده لصنع 4 قنابل نووية، وذلك يجعلها الدولة الوحيدة غير الحائزة للأسلحة النووية التي تنتج مواد انشطارية تقترب من تصنيع الأسلحة بنسبة 60%، ولن يستغرق الأمر سوى بضعة أيام لتحويل هذا المخزون إلى وقود نووي صالح للاستخدام في صنع الأسلحة.
ولم يتحدث أي مصدر رسمي إيراني عن رغبة الجمهورية بامتلاك سلاح نووي، سوى في بعض المرات التي صرح فيها مسؤولون بأن كل الاحتمالات واردة إذا حدث عدوان غربي على إيران، لكن المخاوف الغربية تتزايد بشكل ملحوظ خصوصاً بعد إجماع دول الغرب على دعم الكيان الصهيوني في حربه على غزة، ووقوف إيران إلى جانب الفلسطينيين.
رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أكد صحة التقارير حول موافقة طهران على زيادة الرقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة جاءت نتيجة لتكثيف ورفع تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة.
وقال إسلامي، السبت الماضي، إنه "بطبيعة الحال، مع تغيير نطاق الأنشطة النووية، يجب أن يتغير مستوى الرقابة، ومِن ثمّ تجب زيادة عدد عمليات التفتيش".
ولم يقدم إسلامي مزيدًا من التفاصيل حول مقدار زيادة عمليات التفتيش من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية الإيرانية.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن تقرير سرّي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران قد وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وتشديد إجراءات الرقابة في منشآت فوردو النووية.
ومن ناحية أخرى، أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء، بأن عدد عمليات التفتيش (وليس عدد المفتشين) هو الذي سيزداد، مشيرة إلى أن السبب هو رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة من قِبل إيران.
وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أنه استنادًا إلى البيان المشترك بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2022، فإن العلاقة بين إيران والوكالة "تتم في إطار الضمانات واتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية".
وأوضح: "سنتعاون مع الوكالة بشأن المواقع المتبقية حتى يتم إغلاق هذه الملفات".
وتابع إسلامي: "بعض الأطراف، وخاصة إسرائيل، تحاول خلق جو من الرعب والخوف ضد برنامجنا النووي".
والجدير بالذكر، أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أصدر قرارًا، مؤخرًا، أكد فيه أن المدير العام للوكالة يشعر بقلق عميق بشأن المواد النووية غير المعلنة في بعض المواقع غير المحددة في إيران، والمكان الحالي لتلك المواد، والتقييم الذي يشير إلى أن إيران لم تعلن عن المواد النووية المستخدمة في إيران، خلافًا للاتفاقات الضامنة.
وتحدث مسؤولو النظام الإيراني، خلال الأسابيع الأخيرة، بصراحة أكبر عن احتمال سعي طهران للحصول على سلاح نووي، وفي الوقت نفسه أشارت تقارير إلى احتمالية شن هجمات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي 6 ديسمبر الجاري، قدّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، التي تمتلكها إيران حاليًا، ستكون كافية لإنتاج أربع قنابل نووية، إذا تم تخصيبها إلى 90 في المائة.