مسلمو أمريكا يطلقون حملة التخلي عن بايدن في ولايات متأرجحة.. هل يستطيعون لعب دور في إسقاط جزّار غزة؟ تعرّف على تفاصيل
انفوبلس/..
تفاجأ الكثير من الأميركيين المسلمين، قبل 3 أعوام، بصورة تجمع المرشح الديمقراطي آنذاك لمنصب الرئاسة، جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، مصحوبة بالآية القرآنية "إن مع العُسر يسرا" مرفقة بترجمة إنجليزية، تتصدر حساباتهما على وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة إكس وفيسبوك.
وجاءت تلك الخطوة في إطار تودد بايدن للناخبين المسلمين قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات التي أُجريت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وفاز بها بفارق ضئيل أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقد مثّل تودد بايدن هدفاً مشروعاً رحّبَ به الناخبون المسلمون بسبب سياسات إدارة ترامب التمييزية ضد المهاجرين والمسافرين من عدة دول إسلامية، إضافة لتبنّيه لصفقة القرن، تلك التي اعترف على إثرها بسيادة إسرائيل على مدينة القدس واعتبارها عاصمة دائمة وموحدة لها، ولم يكترث بأي حقوق للشعب الفلسطيني.
إجماع على عدم التصويت لبايدن
13% فقط من المسلمين يُعتبرون جمهوريين، في حين يرى 20% منهم أنفسهم مستقلين، ويرى 66% من مسلمي أميركا أنفسهم ديمقراطيين
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومع استشهاد أكثر من 8 آلاف من المدنيين الأبرياء وإصابة أكثر من 30 ألفاً آخرين، إضافة للحصار الخانق للقطاع، يرفض بايدن دعوة إسرائيل لوقف إطلاق النار، ويصنف ما تقوم به في إطار حقها في الدفاع عن النفس. موقف بايدن هذا شكل مفاجأة صادمة للمسلمين والعرب الأميركيين.
ونقلت تقارير صحفية، آراء لعدد من الناخبين العرب، الذين أجمعوا على عدم التصويت في انتخابات 2024 لصالح بايدن، حيث كشف الأغلب منهم عن نيّتهم عدم التصويت لبايدن وإبطال أصواتهم بدل التصويت للمرشح الجمهوري.
يذكر أن دراسة لمركز بيو للأبحاث قدّرت أن 13% فقط من المسلمين يُعتبرون جمهوريين، في حين يرى 20% منهم أنفسهم مستقلين، ويرى 66% من مسلمي أميركا أنفسهم ديمقراطيين.
بدء حملة "تخلّوا عن بايدن"
وقال موقع "أكسيوس" إن الأميركيين المسلمين في عدة ولايات "متأرجحة" سيجتمعون في ولاية ميشيغان لبدء حملة يطلقون عليها اسم "تخلَّوا عن بايدن" (#AbandonBiden) تجسيدا لغضبهم من تعامل الرئيس جو بايدن مع حرب إسرائيل على غزة، مما يمكن أن يقلل فرص إعادة انتخابه في معظم الولايات "المتأرجحة" لعام 2024 بعد أن فاز فيها عام 2020.
ومن المتوقع -حسب الموقع- أن يجتمع زعماء أميركيون مسلمون من ولايات ميشيغان ومينيسوتا وأريزونا وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا في ديربورن التابعة لميشيغان من أجل بدء الحملة الجديدة.
وقال هؤلاء الزعماء، إن مؤتمر "تخلَّوا عن بايدن 24" يُعقد لسحب الدعم من الرئيس بسبب "عدم رغبته في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية الأبرياء في فلسطين وإسرائيل". وأضاف البيان، إن "زعماء الولايات المتأرجحة سيعملون معا لضمان خسارة بايدن انتخابات 2024".
ولايات متأرجحة ضد بايدن وترامب
ومن جانبه، ذكر منظّم هذه المجموعة، ويدعى جيلاني حسين، أن الزعماء المسلمين يدركون أن عدم دعم بايدن قد يؤدي لإعادة انتخاب سلفه دونالد ترامب الذي لا يحبه العديد من الأميركيين المسلمين بسبب تغريداته العنصرية عنهم وجهوده لمنع المسلمين من الهجرة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف حسين، "نحن ندرك أن قرارنا قد يجعلنا نواجه في السنوات الأربع المقبلة وقتا أكثر صعوبة، لكننا نعتقد أن هذا سيمنحنا فرصة لإعادة المعايرة، وسيفرض على الديمقراطيين أن يفكروا هل يريدون أصواتنا أم لا؟".
ووفق أكسيوس، فقد التقى البيت الأبيض مؤخرا -حسب مسؤول كبير به- مع القادة العرب الأميركيين للاستماع إلى أفكارهم، ومازالت المحادثات مستمرة. علما بأن هذه الولايات "المتأرجحة" جميعها بها جيوب ملحوظة من العرب والمسلمين، وإن كانت لا توجد إحصائيات موثوقة لعدد الناخبين المسجلين.
وأشار الموقع إلى أن عدد الأميركيين المسلمين، بمن فيهم العرب والسود والآسيويون، يبلغ حوالي 3.45 ملايين نسمة، وفق مركز بيو للأبحاث. ويقدر المعهد العربي الأميركي أن حوالي 59% من الناخبين العرب الأميركيين أَيّدوا بايدن عام 2020، لكنه يقول إن استطلاعاته تشير إلى أن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير الأسابيع الأخيرة.
أصوات مهمة
بايدن وترامب متقاربان بنسبة 50% لكل منهما في 3 ولايات فاز بها بايدن عام 2020، وهي ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن
وطبقاً لتحليل أجرته مؤسسة إيمكيج (Emgage) وهي مجموعة مدنية أميركية مسلمة، فقد أدلى قرابة 1.1 مليون ناخب مسلم بأصواتهم في انتخابات عام 2020، وشاركوا بأعداد كبيرة بما يكفي لتأرجح السباق الرئاسي في الولايات الرئيسية في ساحة المعركة مثل ولايات جورجيا وبنسلفانيا وأريزونا وويسكونسن.
ووجد استطلاع حديث أجرته شركة استطلاعات الرأي الديمقراطية "جرينبيرج كوينلان روزنر للأبحاث" في أواخر سبتمبر/ أيلول على 3 آلاف ناخب، أن بايدن وترامب متقاربان بنسبة 50% لكل منهما في 3 ولايات فاز بها بايدن عام 2020، وهي ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. من هنا سيواجه بايدن انتخابات أكثر صعوبة مما كان عليه الحال عام 2020.
وكان بايدن قد فاز بولاية ويسكونسن بفارق 0.63% أو 21 ألف صوت، وبولاية جورجيا بفارق 0.24% أو 12 ألف صوت، وبولاية بنسلفانيا بفارق 1.16% أو 80 ألف صوت، وبولاية أريزونا بفارق 0.31% أو 10 آلاف صوت.
وحسب التحليل ذاته فإن 71% من الناخبين المسلمين المسجلين في الولايات المتحدة ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وهي نسبة تزيد بـ4 نقاط من مستوى الإقبال على المستوى القومي.
وطبقا للدراسة، فقد صوت أكثر من 61 ألف ناخب مسلم في ولاية جورجيا، وصوت في ولاية بنسلفانيا ما يزيد عن 125 ألف ناخب مسلم.
ويتوقع أن تكون انتخابات 2024 متقاربة بغض النظر عن هوية المرشحين، وإذا كان بايدن غير قادر على الاستجابة لمخاوف الناخبين المسلمين، فإن مرشح الحزب الجمهوري -غالبا ترامب- سيكون لديه فرصة أكبر للظفر بالبيت الأبيض.