ملامح اتفاق تلوح في الأفق.. صفقة وقف إطلاق النار في غزة على مرمى حجر
وسط تعقيدات سياسية وميدانية
ملامح اتفاق تلوح في الأفق.. صفقة وقف إطلاق النار في غزة على مرمى حجر
انفوبلس/..
تتواصل المفاوضات الإقليمية والدولية المكثفة لوقف الحرب المستمرة في غزة، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية وتفاقم الأوضاع الميدانية. وبينما تسعى أطراف عربية ودولية للوصول إلى هدنة تضع حداً للدمار، تواجه هذه الجهود تحديات كبرى تتعلق بتباين المواقف بين الأطراف المتصارعة وشروط وقف إطلاق النار، خاصة الجانب الصهيوني الذي يسعى دائما لوضع العراقيل.
*تقدم كبير
وأفادت تقارير صهيونية أن هناك “تقدما كبيرا” في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة، حيث يتم حاليا إبقاء النقاط الرئيسية منها تحت الرادار من أجل منع التدخل السياسي الذي من شأنه إحباطها، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، أن “رئيس الموساد ورئيس الشاباك أبلغا مجلس الوزراء بأن حماس تبدي استعدادها للتوصل إلى اتفاق لم يكن موجوداً من قبل، والتقدير هو أن الاتفاق يمكن التوصل إليه خلال بضعة أسابيع”.
وبحسب ما ورد، من المتوقع تنفيذ الاتفاق على مراحل، بدءًا من إدارة بايدنواستمرارًا في إدارة ترامب، حيث ستكون المرحلة الأولى إنسانية وستشمل إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة سبعة أسابيع.
وأوضح المسؤول أن الطرفين يتحدثان حاليًا عن صفقة إنسانية “لعدد غير معروف من النساء والأطفال والبالغين المختطفين، حيث يحتفظ كل جانب بخيار العودة إلى القتال”.
وفي يوم السبت، احتج عدد من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة على هذا الأمر، زاعمين أن مثل هذه “الصفقة الجزئية” تعني حكم الإعدام على أولئك الذين سيبقون وراءهم. حتى إن إيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، ادعت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كذب عليها في محادثتهما الأسبوع الماضي، وأنها بعد التحدث مع أعضاء فريق التفاوض، أدركت أنه “ليس لديه نية لإعادة ماتان، ولكن فقط عدد قليل من الرهائن”.
وتمهد مثل هذه الصفقة، الطريق لصفقة من شأنها أن تنهي الحرب. ومع ذلك، في هذه المرحلة، ليس من الواضح بعد ما إذا كانت حماس ستوافق على صفقة محدودة دون إنهاء الحرب، وهناك عدة تقارير متضاربة حول هذا الأمر.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، هناك تقارير عن مرونة حماس واستعدادها لوجود محدود للجيش الإسرائيلي في غزة، فيما تفيد تقارير أخرى بأن إسرائيل وافقت على انسحاب مؤقت من ممر فيلادلفيا، لكن لم يتم تأكيدها.
في الكيان الصهيوني، قدروا الأسبوع الماضي أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين.
في هذه الأثناء، من المتوقع أن يزور مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن والمفقودين، آدم بوهلر، الكيانَ هذا الأسبوع. وقال مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة، إنها زيارة خاصة لبوهلر، وهو يهودي، إلى إسرائيل، لكن موقع Ynet علم أنه سيعقد أيضا اجتماعات ومشاورات بشأن صفقة الرهائن في قطاع غزة.
*مؤشرات على قرب الاتفاق
قالت أستاذة العلاقات الدولية، تمارا حداد، إنّ هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى قرب تحقيق الصفقة بين الكيان وحماس، موضحة أنّ حركة حماس أبدت الكثير من المرونة وتحديداً في البندَين المتعلقين بوقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من أرض قطاع غزة.
*هل توجه نتنياهو إلى القاهرة؟
من جهتها، قالت مصادر مطلعة، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوجه إلى القاهرة.
وأضافت المصادر، إن من المتوقع توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة.
*شرط حماس
في الوقت ذاته، أكدت حركة حماس "أنه في ظل ما تشهده الدوحة الثلاثاء من مباحثات جادة وإيجابية برعاية قطر ومصر، فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".
وفي سياق متصل، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، الثلاثاء، بأن هناك جهودًا مصرية قطرية مُكثفة مع الأطراف كافة؛ للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.
وزار وفد "إسرائيلي" رفيع المستوى، القاهرة، في 10 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات ومتابعة تدهور الأوضاع بالمنطقة.
لكن سرعان ما نفى مصدر مصري مطلع، اليوم الثلاثاء، التقارير الإعلامية عن زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى القاهرة.
وقال المصدر، إنه "ينفي ما زعمته تقارير إعلامية عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القاهرة".
في سياق متصل، أعلن سفير فلسطين في مصر، دياب نوح، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتوجه إلى القاهرة بدعوة من الجانب المصري للمشاركة في قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، الزيارة تأتي في وقت حرج حيث يسعى عباس إلى التنسيق مع الدول الأعضاء بغية تحقيق دعم أكبر للجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة، ويُعول على هذه القمة مناقشة التحركات الفلسطينية المشتركة مع الأشقاء والأصدقاء بهدف إعادة الإعمار وتحقيق السلام.
تمثل التحركات الدبلوماسية الحالية أملًا جديدًا للمنطقة، حيث أنّ التوترات المستمرة قد أثرت بشكل كبير على حياة المدنيين في غزة، ما يتطلب تحقيق السلام جهودًا مشتركة من جميع الأطراف، بما في ذلك الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية.
وأعرب السفير دياب اللوح، عن أهمية مشاركة الرئيس محمود عباس في القمة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية ممنهجة تستهدف وجوده على أرضه وتدمير مقدساته وكذلك للتباحث حول التحرك الفلسطيني المصري المشترك مع الأشقاء و الأصدقاء لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و حمايته و إغاثته وإعادة إعمار ما دمرته الحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني، وحشد الجهود كافة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة المتصلة جغرافيا والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.