ملف ترحيل اللاجئين العراقيين من أوروبا.. هل وافق العراق على إعادتهم قسراً؟
انفوبلس/..
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، رفض إجراءات إعادة بعض اللاجئين العراقيين في دول المهجر، ووصفتها بـ "الظالمة".
وكيل الوزارة كريم النوري قال في بيان، إنّ الوزارة "تواصل مساعيها الحثيثة منذ سنوات لإيجاد حلول لمشاكل أهلنا العراقيين المتواجدين في دول المهجر"، داعيا إلى التعامل مع اللاجئين العراقيين بـ "إنسانية" وعدم المساس بحقوقهم.
وأضاف النوري، "نستغرب من وجود محاولات لاتخاذ إجراءات ظالمة بحق العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم ومنها العودة القسرية"، مشددًا أنّ "على الجميع احترام حقوق العراقيين المسجَّلين كطالبي لجوء والتعامل معهم بكل إنسانية، فهؤلاء بالنسبة لنا مواطنون عراقيون نرفض المساس بحقوقهم خلال تواجدهم في أي مكان من العالم".
وأكّد النوري، "الرفض القاطع لأي إجراءات تُجبر العوائل، التي تحمّلت الكثير من المصاعب ومخاطر السفر، على العودة قسراً من دون توفير البرامج والخطط التي تساعد على توفير البيئة المناسبة لعودتهم".
ودعا وكيل الوزارة، إلى "عدم اتخاذ مثل هكذا خطوات تتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان"، مطالباً المنظمات الدولية والجهات ذات العلاقة بالتعاون مع الوزارة "لتوفير حياة كريمة لتلك العوائل وتقديم المساعدة لهم وتسهيل الإجراءات المتعلقة بطلبات لجوئهم وإعادة توطينهم".
إجراءات لإعادة عراقيين قسرياً
يأتي هذا بعد مغادرة نحو 30 لاجئاً عراقياً من إحدى الكنائس في وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وانتقالهم إلى كنيسة أخرى في أحد أحياء العاصمة الشعبية، الذي يشهد كثافة من اللاجئين العراقيين، وذلك احتجاجا على اتفاق أُعلن الخميس الماضي بين الدانمارك والعراق حول إعادتهم بالقوة إلى بلادهم.
وسبق أن أشارت تقارير إلى إجراءات اتخذتها بعض الدول الأوروبية لإعادة لاجئين عراقيين بـ "القوة"، بعد رفض طلبات لجوئهم.
وكانت اللجنة الوطنية لمتابعة العراقيين في الخارج قد دعت العام الماضي، إلى فتح حوار شامل مع الدول الأوروبية التي تتخذ إجراءات إعادة قسرية للمهاجرين العراقيين.
60 ألف عراقي في أوروبا مهدَّدين بالترحيل
وطلبت الحكومة العراقية على لسان وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، مؤخرًا، ألمانيا بمساعدة العراقيين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلادهم.
وجاء الرفض الرسمي العراقي لإعادة اللاجئين العراقيين في أوروبا قسراً إلى بلدهم، على خلفية ورود معلومات عن خطة لإعادة نحو 60 ألف عراقي في أوروبا إلى بلاده.
ووفقاً لمسؤول في وزارة الهجرة، فإن معلومات وردت عن نيّة دول أوروبية، إعادة نحو 60 ألف لاجئ عراقي، إلى بلاده بشكل قسري، وهو ما تُكرِّر الحكومات العراقية المتعاقبة رفضه.
النمسا: لدينا تعاونا وثيقا مع العراق
وأكد جيرهارد كارنر وزير داخلية النمسا أن هناك تعاونا وثيقا مع العراق في مجال ترحيل اللاجئين العراقيين المتورطين في جرائم داخل البلاد، كما أن هناك تنسيقا واسعا مع المفوضية الأوروبية في هذا المجال.
وقال وزير الداخلية في النمسا، إنه لم يتم بعد اللجوء إلى ترحيل مرفوضي اللجوء بالقوة إلا في ظروف محددة وهناك جهود مكثفة ومشتركة من قبل وزارتي الخارجية والداخلية لتسهيل عمليات الترحيل وفق الحالات التي حددها القانون.
وأشار الوزير إلى وجود تعاون مستمر مع السفارة العراقية في فيينا من أجل إصدار الوثائق المناسبة مما سيسمح بمزيد من قرارات الترحيل إلى العراق.
ترحيل عراقي متهم بالإرهاب
ومن جانب آخر، تم تنفيذ قرار ترحيل عراقي يبلغ من العمر 28 عاما إلى بغداد، وذلك بعد تنفيذ حكم بالسجن لمدة عامين صدر في عام 2020 بتهمة "المشاركة في تنظيم إرهابي" و"التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية والتغاضي عن الجرائم الإرهابية"، كما تم ترحيل ابن عمّه أيضا والبالغ من العمر 30 عامًا.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية النمساوية أن المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء قام بترحيل العراقيين قسرا إلى وطنهم.
وأضاف البيان أن العراقي البالغ من العمر 28 عامًا جاء إلى النمسا في سبتمبر عام 2015 ضمن أزمة الهجرة التي حدثت في هذا العام وتم رفض طلب لجوئه في 2018 ثم استأنف ضد هذا القرار.
ونوه البيان إلى أنه بعد صدور الحكم في قضايا إرهاب ضده في عام 2020 اختبأ العراقي، لكن تم القبض عليه بعد ذلك بوقت قصير واقتيد إلى السجن، حيث قضى عقوبته وحاول الحصول على اللجوء في فترة قضائه العقوبة، وتم رفضه مجددا.
ملف اللاجئين ضمن جعبة السوداني في ألمانيا
ملف اللاجئين العراقيين في أوروبا، لا يزال يشكل نسبة كبيرة من اهتمامات الحكومات المتعاقبة في العراق بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي تسبب في ازدياد أعداد المهاجرين وخاصة باتجاه ألمانيا، حيث يُعد هذا الملف مشتركا بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي خلال المباحثات التي يجريها الطرفان، وكان آخرها بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالعاصمة الألمانية برلين، في 13 كانون الثاني الماضي، حول أوضاع المهاجرين العراقيين في ألمانيا، وتشكيل لجنة مشتركة تمهّد الطريق لعودتهم الطوعية إلى بلدهم.
وتسابق الحكومة الألمانية الزمن لأجل إقناع الكثير من اللاجئين العراقيين بالعودة إلى بلادهم، معلنةً في هذا السياق عن مجموعة من التسهيلات للراغبين في العودة الطوعية.. آخر التصريحات جاءت من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي صرّح بوجود أساس أوّلي للعودة خلال زيارته الأخيرة للعراق، وهو ما يتطابق مع مناشداتٍ من الحكومة العراقية التي وصفت الوضع الأمني بـ"الممتاز"، غير أن ماس بدوره يعترف أن "تحسّن" الوضع الأمني لا ينطبق على كلّ أجزاء العراق.
كما أن مناشدات العودة تواجه تحدّيا كبيرا في إقناع لاجئين مقتنعين بتفوّق جودة الحياة في ألمانيا على نظيرتها في العراق، فضلا عن أن التسهيلات التي أعلنتها ألمانيا لإقناع اللاجئين بالعودة قد لا تظهر بالبَريق المطلوب لدفعهم نحو مثل هذا القرار، وفقا لموقع “دويتشه فيله” الألماني.