مناورة "اقتدار" الإيرانية.. لماذا منشأة "نطنز" بالتحديد؟ وما هي أنظمة الدفاع الجوي المستعملة؟
انفوبلس/تقرير
بدأ الجيش الإيراني والحرس الثوري صباح أمس الثلاثاء، مناورات مشتركة "اقتدار" لاختبار أنظمة دفاع جديدة لحماية منشأة "نطنز" النووية الواقعة في محافظة أصفهان وسط البلاد، بأمر من قائد قاعدة الدفاع الجوي الإيرانية العميد أمير رحيم زاده، بالتزامن مع التهديدات الأمريكية و"الإسرائيلية" مشتركة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فلماذا تم اختيار منشأة نطنز بالتحديد؟ وماذا عن الأنظمة المستعملة؟
وتتزامن هذه التدريبات مع تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن عرض مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، خيارات على الرئيس جو بايدن لتوجيه ضربة محتملة للمنشآت النووية الإيرانية، في حال سعت طهران لتطوير سلاح نووي قبل 20 كانون الثاني/يناير 2025.
وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن التهديدات الموجهة ضد المنشآت النووية الإيرانية تشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني يقتصر على الأغراض المدنية.
مناورة "اقتدار" الإيرانية
بدأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مناورات عسكرية واسعة النطاق تحمل اسم "اقتدار القوات المسلحة"، تشمل تدريبات بحرية وجوية وبرية، في استعراض كبير للقوة العسكرية استعداداً لأي مواجهات مستقبلية.
وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الطلبة "إسنا"، تستمر هذه المناورات لمدة شهرين وتغطي مواقع استراتيجية في أنحاء البلاد، بهدف رفع جاهزية القوات المسلحة الإيرانية لمواجهة "التهديدات الجديدة".
وأمس الثلاثاء، بدأت المرحلة الأولى من المناورة المشتركة "اقتدار" للدفاع الجوي الإيراني، حول مركز "نطنز" النووي بأمر من قائد قاعدة الدفاع الجوي الإيرانية العميد أمير رحيم زاده.
اختبار أنظمة دفاعية متطورة
في اليوم الأول من المناورات، أعلنت القوات الإيرانية، نجاح منظومة "9 دي" التابعة للقوة الجوفضائية للحرس الثوري في اعتراض وتدمير قنبلة خارقة للتحصينات أُطلقت من مقاتلة على مسافة 17 كيلومتراً بالقرب من منشأة نطنز النووية.
كما اشتبكت أنظمة الدفاع الصاروخي مع 30 هدفاً متحركاً، مستعرضة قدرتها على التصدي للطائرات دون طيار وصواريخ كروز باستخدام منظومتي "درفول" و"Tor M1".
وبحسب الوكالة الإيرانية، تقوم وحدات النخبة من الجيش الإيراني والحرس الثوري في إطار المناورات، بعمليات مكافحة الإرهاب في المناطق الغربية والشرقية من البلاد، إضافة إلى حماية المواقع الحيوية، مثل المنشآت النووية ومضيق هرمز.
وأكد الجنرال علي شادماني، قائد مقر المناورات، أن هذه التدريبات تستهدف رفع كفاءة القوات البرية والجوية والبحرية بما يتناسب مع السيناريوهات المحتملة لأي اعتداءات.
*برّاً وبحراً وجواً
أوضح الجنرال شادماني أن المناورات تغطي مناطق عملياتية متعددة، إذ تشارك وحدات النخبة من القوة البرية للجيش في المناطق الغربية والشرقية من البلاد، إلى جانب الوحدات الخاصة التابعة للقوة البرية للحرس الثوري في الغرب والجنوب الغربي والجنوب. كما يشارك عشرات الآلاف من قوات التعبئة في مختلف فروع الحرس الثوري بالمحافظات في تنفيذ مهام مكافحة الإرهاب.
وفي الجانب الجوي، أشار إلى أن القوة الجوية وقوة الدفاع الجوي للجيش، بالتعاون مع القوة الجوفضائية للحرس الثوري، ستنفذ تمرينات للدفاع الجوي عن المواقع الإستراتيجية في البلاد. تُجرى هذه التدريبات في مقر مشترك باستخدام أنظمة ومعدات متطورة.
أما على الصعيد البحري، فستقوم القوة البحرية للجيش بإجراء المناورات في منطقة شمال المحيط الهندي وبحر عمان، بينما تركز القوة البحرية للحرس الثوري عملياتها في الخليج الفارسي، مع إيلاء أهمية خاصة للجزر الإيرانية الثلاث ومضيق هرمز.
مفاجآت تحت الأرض
أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري، الجنرال علي محمد نائيني، أن المناورات هذا العام أكبر من حيث الحجم والجودة، مؤكداً أن "خلط أوراق العدو وتغيير إدراكه" هما الهدفان الرئيسان.
وأضاف، إنها تتضمن الكشف عن مدن صاروخية وسفن حربية تحت الأرض في جنوب إيران، فضلاً عن إزاحة الستار عن أسلحة جديدة ومنظومات دفاعية متقدمة، مشيرا إلى أن المناورات تأتي كردّ عملي على التهديدات الإسرائيلية، مضيفاً أن "العدو الذي يمتلك أحدث المنظومات الدفاعية عاجز عن التصدي لصواريخ أو طائرات مسيرة بسيطة".
وأكد أن القوات الإيرانية مستعدة لأي مواجهة، وأن المناورات الحالية تمثل رسالة واضحة للخصوم بأن إيران لن تتردد في الدفاع عن أراضيها.
كما أعلن قائد مقر الدفاع الجوي المشترك في إيران، قادر رحيم زاده، عن استعداد القوات المسلحة لاختبار أنظمة دفاع جوي جديدة وغير معروفة خلال الأيام المقبلة. واوضح قائد مقر الدفاع الجوي المشترك في إيران في تصريح له أن وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش والحرس الثوري قد تم نشرها بالقرب من المواقع الحساسة، مجهزة بأنظمة حديثة لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وأضاف، ستجري هذه الوحدات تدريبات دفاعية متكاملة تحت قيادة شبكة الدفاع الجوي الموحدة، وذلك ضمن مناورات "اقتدار القوات المسلحة"، بهدف تعزيز جاهزيتها لحماية أجواء البلاد بشكل حازم. وأشار إلى أن المناورات ستكون واسعة النطاق، إلا أن التفاصيل الكاملة لن تُعلن لأسباب تتعلق بالحفاظ على السرية والمفاجأة الاستراتيجية ضد الأعداء، حيث سيتم الكشف عن جزء بسيط فقط منها عبر وسائل الإعلام.
وجاءت هذه التدريبات العسكرية الإيرانية مع وجود تهديدات أمريكية و"إسرائيلية" مشتركة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
*رسالة إيران
أكد الخبير العسكري العميد أبي رعد أن رسالة إيران في المناورة "اقتدار" للدفاع الجوي موجهة إلى الغرب وتحديدا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى الى ضرب المشروع النووي الإيراني ككل.
ولفت العميد أبي رعد إلى الإدارة جديدة التي سيستلمها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الـ 20 من هذا الشهر وهو المشهور بأنه العدو الأول لهذا المشروع النووي الإيراني، وهو من أعلنها في العلن أكثر من مرة في أنه يريد إيقاف هذا البرنامج، وهو الذي خرج من المعاهدة.
ونوه أبي رعد إلى أن الرسالة الإيرانية هي للخارج أننا على استعداد في حال فكرتم بضرب المنشآت النووية، للخارج المزدوج الإسرائيلي والامريكي، والاسرائيلي لا يمكنه حتى ضرب اليمن، ليس إيران فقط إلا بمساعدة امريكية بالطائرات التي لديها.
وتُعد محطة نطنز منشأة نووية لتخصيب اليورانيوم، تقع على بُعد 260 كيلومترا جنوب طهران، وفي 2020 أصبحت واحدة من البنى التحتية النووية السبعة التي تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذهبت التقديرات عام 2006 إلى أن مفاعل نطنز -الذي يقع جزء كبير منه تحت الأرض- قد يضم حوالي 50 ألفا من أنابيب نقل الغاز المتطورة، مما يسمح له بإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لتطوير ما يزيد على 20 رأسا نوويا كل عام.
ودأبت إيران خلال السنوات الأخيرة على تنظيم مناورات عسكرية من حين لآخر، سواء على اليابسة أو في مياه الخليج، وذلك من أجل ما تصفه بتعزيز أمنها واستقرارها، وتعزيز القدرة على التصدي للاعتداءات المحتملة ضدها.
وكان حرس الثورة الإيراني، بدأ السبت الماضي، مناورات "الرسول الأعظم 19" للقوات البرية غربي إيران، وهذه المناورات بدأت بنقل اللواء الخاص "ميرزا كوجك خان" من مطار رشت إلى مطار كرمان شاه، وفق "تسنيم".
وتابعت الوكالة، أنه "في هذه المناورات، التي تُنفذ بمشاركة الأقسام والوحدات المتخصصة التابعة للقوات البرية لحرس الثورة، يتم تطبيق سيناريوهات لعمليات الرد السريع"، ويشمل ذلك النقل السريع للقوات والمعدات إلى منطقة المناورات، حيث قام لواء "ميرزا كوجك خان" بتنفيذ المرحلة الأولى من هذه العمليات".