هاريس تنتصر بالمناظرة الحاسمة.. 7 أخطاء لترامب توقعه في كمائن كاميلا
انفوبلس/ تقارير
جرت المناظرة في مركز الدستور الوطني بفيلادلفيا، وحاول كلا المرشحين تقديم خططهما وكسب أصوات الناخبين، لكن ترامب لجأ إلى استخدام ادعاءات وأخطاء ومبالغات سرعان ما أوقعته في الكمائن التي أعدَّتها له هاريس لتخرج بذلك الأخيرة منتصرةً في المناظرة ويعترف أنصار ترامب بأنها "سحقته" وأن الرئيس السابق تراجع في استطلاعات الرأي، فكيف أخطأ ترامب؟ وكيف أعدَّت له كاميلا الفخاخ والكمائن؟
المناظرة الأولى بين هاريس وترامب
فجر اليوم الأربعاء، اتجهت العيون إلى شاشات شبكة "إن بي سي"، لمشاهدة أول مناظرة تلفزيونية انتخابية بين الرئيس السابق دونالد ترامب وكامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن.
وجاءت المناظرة في إطار سعي ترامب وهاريس الظفر بالبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ويخضع تقييم أداء المرشحين لاعتبارات عديدة.
ومن خلال رصد ردود الأفعال كما ظهرت في تحليلات كبريات شبكات الأخبار الأميركية، من الواضح أن هاريس تفوقت على ترامب من حيث الهدوء وعرض سياساتها بصورة واضحة، فكيف حدث ذلك؟ هذا ما ستسعرضه انفوبلس في سياق التقرير الآتي.
استطلاع الرأي: هاريس تفوقت على ترامب
بعد انتهاء المناظرة، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن نحو ثلثي الناخبين قالوا إن المرشحة الديمقراطية هاريس تفوقت على غريمها الجمهوري ترامب.
وكشف الاستطلاع الفوري أن 63% من متابعي المناظرة قالوا إن هاريس فازت، مقابل 37% فقط يعتقدون أن ترامب قد فاز.
وقال ديفيد تشاليان، المدير السياسي لـ"سي إن إن": "هذا انقلاب كامل عما رأيناه في يونيو، كانت النسبة 67% مقابل 33%، إذ اعتقد ثلثا المشاركين أن ترامب فاز، بينما اعتقد ثلثهم فقط أن بايدن فاز".
وأضاف تشاليان، إنه لا يختلف كثيرًا عن الناخبين بشكل عام، مُفضلًا هاريس بشكل أكبر بعد المناظرة، إذ أظهرت "سي إن إن" أن نسبة تأييد المرشحة الديمقراطية بلغت 45% مقابل 39% لترامب.
وتابع تشاليان: "ارتفعت نسبة تأييدها بست نقاط، في حين انخفض معدل تأييد دونالد ترامب بنقطتين فقط من قبل متابعي المناظرة".
وأوضح تشاليان، إن ارتفاع شعبية هاريس كان مدفوعًا إلى حد كبير بالناخبين المستقلين، مشيرًا إلى أنه قبل المناظرة، كان الناخبون المستقلون (-17) لصالح هاريس، لكن بعد المناظرة أصبحوا (+9) لصالحها، في حركة تغيير كبيرة لصالحها بين المستقلين.
فخاخ وكمائن هاريس التي أوقعت ترامب
وفي حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أكد غريغوري كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية، والأستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة ميامي، أن "الفائز الواضح في هذه المناظرة هو نائبة الرئيس كامالا هاريس. لقد قامت بعمل ممتاز في شرح خططها بشأن السياسة الاقتصادية والخارجية".
وأضاف كوجر، أن هاريس "كانت فعّالة بشكل خاص في إثارة غضب الرئيس السابق ترامب ودفعه لعدم ضبط النفس. لقد كان يكافح أحيانا للتحدث ليكمل جملته، ولاحظ مقدما المناظرة عدة مرات أنه كان يكذب ببساطة".
بدوره، قال مستشار جمهوري، إن ترامب "وقع في كل الفخاخ التي دفعته إليها هاريس، ولم يستطع المقاومة، ولم يركز على كونها جزءاً من الإدارة الحالية والسياسات الفظيعة التي تبنتها. لقد كانت استراتيجية بسيطة لم ينفذها. مجموع الفرص الضائعة والفشل حتى الآن من ترامب كبير".
وقال خبير جمهوري آخر، "لقد سحقته في ساحة المناظرة"، وأضاف "ترامب لم يكن مستعدا وبدا مشوشا. لقد عاد إلى نفس نقاط الحديث القديمة وعندما هاجمته، نجحت في استفزازه".
هكذا نجحت هاريس في استفزاز ترامب
ونجحت هاريس في استفزاز ترامب عدة مرات عندما أشارت إلى أن كثيرين يغادرون تجمعاته الانتخابية قبل انتهائها بوقت طويل، لأنهم يشعرون بالملل.
وذكّرت كذلك بـ"السيناتور جون ماكين" الذي لم يحترم ترامب طوال حياته، وأشارت إلى تأييد نائب الرئيس السابق ديك تشيني لها، وأكثر من 200 مسؤول جمهوري سابق ممن لا يثقون بترامب.
كما سخرت هاريس من خطط ترامب الاقتصادية، وقالت إن كثيرا من الاقتصاديين في كلية وارتون، وهي الجامعة التي درس وتخرج فيها ترامب، قد سخروا من خطته الاقتصادية.
ولجأت هاريس معتمدة على استراتيجية مناظرة واضحة ونفذتها بشكل جيد. تحدثت عن تفاصيل السياسة المتعلقة بتسهيلات ضريبية للشركات الصغيرة بطريقة لم يستطع ترامب القيام بها، وكذلك فيما يتعلق بالرعاية الصحية.
وكانت أفضل لحظات هاريس عندما تعلق الأمر بقضية الإجهاض والحريات الإنجابية والسياسة الخارجية، إذ بثت أكبر قدر من المشاعر في ردودها، وكانت أكثر تماسكا وإقناعا من ترامب.
كما نجحت هاريس في السيطرة على نفسها، ولم تتصرف بشكل عدواني، واحتفظت بتعبير مرتبك على وجهها عندما كان ترامب يصرخ. من ناحية أخرى، بدا ترامب غاضبا وغير مركز.
انقسام جمهوري
في المقابل، انقسم الجمهوريون حول تقييم أداء ترامب في المناظرة أمام هاريس، وفق ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقالت الصحيفة، إنه في حين قلة من الجمهوريين أعطت ترامب درجة "أيه بلس"، كان مستشارو الرئيس السابق يأملون ألا يبتلع طعم هاريس، ولكن في كل مرة ألقت فيها بطعم في الماء، كان المرشح الجمهوري يأخذ قضمة.
وقال أحد الاستراتيجيين الجمهوريين في ساحة المعركة: "إنه يستغل كامالا بالكامل ولا يركز على كونها جزءًا من الإدارة الحالية والسياسات الرهيبة، إنها استراتيجية بسيطة لا ينفذها. فرصة ضائعة تمامًا وفشل حتى الآن من جانب ترامب".
ويعترف بعض المشرعين الجمهوريين في مجلس النواب بشكل خاص، بأن هذه مناظرة مختلفة تمامًا عن المرة الأخيرة، إذ يكافح ترامب للرد على هاريس.
وقال نائب جمهوري: "إنها تتحدث إلينا مثل الأطفال الصغار، لكنها تقوم بعمل جيد في استفزازه".
أخطاء ترامب في المناظرة
جرت المناظرة في مركز الدستور الوطني بفيلادلفيا، واستمرت لمدة 90 دقيقة، حيث حاول كلا المرشحين تقديم خططهما للشعب الأمريكي وكسب أصوات الناخبين، لكن ترامب لجأ إلى استخدام ادعاءات وأخطاء ومبالغات، فيما كشفت وسائل إعلام أمريكية مدى صحة هذه الادعاءات عبر وسائل التحقق"Fact Checking" في كل من شبكة "CNN"، موقع "أكسيوس"، شبكة "CBS" و"ABC News" وكما يأتي:
ـ ترامب: "الملايين يتدفقون إلى البلاد شهريًا"
التحقق: زعم ترامب أن "الملايين والملايين من الناس يتدفقون إلى أمريكا شهريًا، وأن العدد يفوق 21 مليون شخص"، لكن الأرقام الفعلية تشير إلى أن المواجهات بين المهاجرين وحرس الحدود بلغت أكثر من 8 ملايين منذ تولي بايدن الرئاسة، لكن لم يصل أي شهر إلى "الملايين".
ـ ترامب: "شهدنا أعلى معدل تضخم في تاريخ البلاد"
التحقق: وصل معدل التضخم في عهد بايدن إلى 9.1% في يونيو 2022، وهو أعلى مستوى منذ 40 عامًا، لكنه ليس الأعلى في التاريخ، إذ شهدت السبعينيات وأوائل الثمانينيات معدلات أعلى تراوحت بين 12% و14%.
ـ ترامب: "المهاجرون يأكلون الكلاب والقطط"
التحقق: زعم ترامب أن المهاجرين في سبرينجفيلد بولاية أوهايو، يأكلون الحيوانات الأليفة، ولكن لم تتوفر تقارير موثوقة تدعم هذا الادعاء، كما نفت السلطات المحلية وقوع مثل هذه الحوادث.
ـ ترامب: "هاريس ستنهي التكسير الهيدروليكي"
التحقق: دعمت هاريس سابقًا حظر التكسير الهيدروليكي، لكنها غيّرت موقفها مؤخرًا، مؤكدة أنها لن تحظره إذا أصبحت رئيسة.
ـ ترامب: "هاريس تدفع أموالًا للحاضرين في تجمعاتها"
التحقق: تداولت وسائل التواصل الاجتماعي منشورًا زائفًا يزعم أن حملة هاريس تدفع أموالًا للمشاركين في تجمعاتها، لكن هذا الادعاء مُلفّق ولم تُقدَّم أي أدلة على صحته.
ـ ترامب: "لا علاقة لي بمشروع 2025"
التحقق: نفى ترامب علاقته بمشروع 2025، وهو مخطط تفصيلي للسياسات التنفيذية المستقبلية للحزب الجمهوري، ورغم نفيه، فقد ساهم عدد من المسؤولين السابقين في إدارته بالمشروع.
ـ ترامب: "والز يدعم إعدام الأطفال بعد الولادة"
التحقق: لم يقل تيم والز، مرشح هاريس لمنصب نائب الرئيس، إن إعدام الأطفال بعد الولادة أمر "مقبول"، ولكنه يدعم تشريعات تعزز الرعاية الطبية للأطفال المولودين نتيجة للإجهاض.