واشنطن تُحشِّد ميليشيات "سُنية سورية" على المثلث الحدودي.. ما هدفها؟ وما قصة تحركات "التنف"؟
انفوبلس/ تقارير
بعد إعلان إيران اليوم عن تشكيل تحالف بحري في الخليج لتقويض الوجود الأميركي وتحركاته المريبة، كشفت مصادر عن تحشيد واشنطن لميليشيات سُنية سورية بالتنسيق مع "قسد" لممارسة نشاطات مشبوهة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
*قوات "الصناديد"
وفقا لوكالة الأناضول التركية، فقد عمل الجيش الأمريكي على تنفيذ خطوات لضمان التنسيق بين "قوات الصناديد" العاملة تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية"، على طول الحدود العراقية الأردنية، وفصيل "جيش سوريا الحرة".
وأشارت الوكالة إلى أن وفداً رفيعاً من الجيش الأمريكي، التقى الجمعة 2 يونيو/ حزيران 2023، مع بندر حميدي الدهام، قائد "قوات الصناديد"، والتي تعمل غطاءً لـ"قوات سوريا الديمقراطية". مضيفةً، أن اللقاء جرى في منطقة اليعربية بمحافظة الحسكة شرقي سوريا، واستمر نحو ساعة ونصف الساعة.
*تحركات مشبوهة في التنف
ولفتت الوكالة أيضاً إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين طلبوا من "قوات الصناديد" أن يتحركوا بالتنسيق مع "جيش سوريا الحرة"، في منطقة التنف الواقعة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن. في خطوة عدّها خبراء بأنها تهدف إلى ممارسة نشاطات مشبوهة في المنطقة المذكورة.
*ما هي "قوات الصناديد"؟
في العام 2021 شكّلت القوات الأمريكية، قوة حدودية مكونة من آلاف العناصر العربية تحت اسم "قوات الصناديد"، ونشرتها على خط الحسكة، في حين تعمل فصائل من "الجيش السوري الحر" المعارِضة لنظام الأسد، بدعم من الولايات المتحدة في منطقة التنف الحدودية مع الأردن، وتتلقى هذه الفصائل دعماً بالأسلحة والتدريب من القوات الأمريكية.
القوات الأمريكية كانت قد عزَّزت أيضاً قواعدها القريبة من آبار النفط في دير الزور والواقعة تحت سيطرة "واي بي جي" (وحدات حماية الشعب الكردية).
*تحالف بحري
بدوره، قال قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال شهرام إيراني إن بلاده والسعودية وثلاث دول خليجية أخرى تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم أيضا الهند وباكستان، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية اليوم السبت، وهو ما سيُشكل ضربة قوية لتوجهات واشنطن من خلال تعزيز التواجد العسكري في مياه الخليج وتحول تام في التحالفات الاستراتيجية في منطقة شهدت تكتلا دوليا وإقليميا لمواجهة تهديدات طهران للملاحة البحرية.
ونُقل عن إيراني قوله، إن "دول المنطقة أدركت اليوم أن التعاون فيما بينها هو فقط الذي يحقق الأمن للمنطقة" في إشارة إلى أن جهود واشنطن لعزلها من خلال تعزيز حضورها خاصة العسكري في منطقة الخليج أدى لنتائج عكسية فيما يتعلق بأمن المنطقة.
وقال إيراني إن التحالف البحري الجديد يشمل أيضا دول الإمارات والبحرين وقطر والعراق وباكستان والهند.
ولم يذكر تفاصيل عن التحالف الذي قال إنه "سيتم تشكيله قريبا فيما لم تؤكد أو تنفي الدول المعنية المعطيات المطروحة من الجانب الإيراني رغم الخلافات التي تعرفها العلاقات الخليجية الاميركية مقابل تحسّن العلاقات مع طهران".
*انسحاب الإمارات من تحالف تقوده واشنطن
لكن هذا الحديث يأتي في خضم إعلان الإمارات ـ وهي إحدى الدول المعنية بالتحالف الجديد ـ انسحابها قبل شهرين من تحالف أمني بحري تقوده الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد تقييم للتعاون في هذا المجال، رافضة توصيفات خاطئة وردت في تقارير صحفية غربية حول محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن الأمن البحري.
وكان تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال كشف الأسبوع الماضي نقلا عن مصادر أميركية وخليجية أن الإمارات كانت محبطة من عدم رد الولايات المتحدة على احتجاز ناقلات النفط مؤخرا.
وتضم المنطقة بعض أهم طرق الشحن في العالم والتي شهدت منذ 2019 سلسلة من الهجمات على السفن تزامنا مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران وقرار البحرية الأميركية تعزيز وجودها في مياه الخليج من خلال مخطط لنشر 100 من الزوارق البحرية المسيّرة وكذلك نقل غواصة نووية إلى المنطقة.
ويأتي حديث إيران عن تحالف بحري جديد يضم البحرين رغم حجم التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية، ما أدى الى قطع العلاقات بعد اتهام المنامة لطهران بالوقوف وراء دعم مجموعات شيعية في عام 2011 لتنفيذ هجمات إرهابية.
لكن في الفترة الأخيرة أشارت بعض المصادر إلى وجود جهود لتحسين العلاقات من خلال قيام وفدين إيرانيين بزيارة إلى المنامة.