10 سنوات والغموض يلف الرحلة الماليزية 370.. انفو بلس تستعرض الفرضيات المتاحة
هل انتحر الطيار أم تغير المسار؟
10 سنوات والغموض يلف الرحلة الماليزية 370.. انفو بلس تستعرض الفرضيات المتاحة
انفوبلس/..
في اليوم الثامن من آذار عام 2014، اختفت طائرة الخطوط الجوية الماليزية بالرحلة 370 والتي كانت من نوع "بوينغ 777-200 إي أر" في رحلة دولية مُجَدولة بين كوالالمبور (ماليزيا) وبكين (الصين)، فيما كان على متنها 227 راكباً و12 من طاقم الطائرة.
*تفاصيل الانطلاق
الرحلة 370 انطلقت من كوالالمبور في الساعة 00:41 بتوقيت ماليزيا (UTC+8) في يوم 8 مارس/ آذار 2014، وكان من المقرر لها أن تصل إلى العاصمة الصينية في الساعة 06:30 من نفس اليوم، وجاء في تقرير مركز سوبانغ لمراقبة الحركة الجوية أنه فُقد الاتصال مع الطائرة في تمام الساعة 02:40، وقد أكد سلاح البحرية الفيتنامية أن الطائرة تحطمت في خليج تايلاند.
وبلغ حجم القِطَع التي رصدها القمر الاصطناعي الصيني، 13 مترا على 18 مترا، و14 مترا على 19 مترا، و22 مترا على 24 مترا، وكانت منتشرة على شعاع 20 كيلومترا. والمنطقة المراقبة تعتبر خطا بحريا رئيسيا، وفيها العديد من الحطام، مما يعقد عمليات البحث.
كما تبين أن آثار المحروقات التي عثرت عليها طائرات فيتنامية يوم الحادث لا علاقة لها بالطائرة. وتوسع نطاق عمليات البحث لتشمل بحر أندامان على الساحل الغربي لـماليزيا بعيدا عن مسار الطائرة المفترض. ويحد بحر أندامان من الجنوب الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة الإندونيسية، ومن الشرق والشمال تايلاند وبورما. وشاركت في عمليات البحث 42 سفينة، و39 طائرة من 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين واليابان. وقد شملت منطقة البحث قرابة 27 ألف ميل بحري (90 ألف كلم مربع أي مساحة البرتغال تقريبا).
*جنسيات الطاقم والركاب
حسب الخطوط الجوية الماليزية فإن طاقم الطائرة كان يتكون من قائد الطائرة زاهري أحمد شاه البالغ من العمر 53 عاماً ماليزي الجنسية، وبخبرة 18,365 ساعة طيران والذي انضم للشركة في عام 1981. ومساعد الكابتن فريق عبد الحميد هو الآخر ماليزي الجنسية ويبلغ من العمر 27 سنة بخبرة 2,763 ساعة طيران، وانضم للشركة الماليزية في عام 2007.
الخطوط الجوية الماليزية أصدرت لائحة جنسيات الركاب الـ227 الذين كانوا على متن الطائرة، أما جنسيات طاقم الطائرة فهم 12 كلهم من الماليزيين.
وجاءت الجنسيات: " 6 من أستراليا، 1 من هونغ كونغ، 2 من كندا، 152 من الصين، 4 من فرنسا، 5 من الهند، 7 من إندونيسيا، 2 من إيران، 38 من ماليزيا (مع 12 من طاقم الطائرة)، 1 من هولندا، 2 من نيوزيلندا، 1 من روسيا، 1 من تايوان، 2 من أوكرانيا، 3 من الولايات المتحدة الأمريكية".
*تعليق
في يوم الجمعة 22 يوليو/ تموز 2016 تَلقى أقارب ضحايا الرِحلة بياناً رسمياً اطَّلعت عليه رويترز يُفيد بتعليق البحث عن الطائرة المفقودة، إذا لم يتم العثور على أي أثر لها ضمن نطاق البحث الحالي، حيث جاء في البيان أن الوزراء اتفقوا على أن عملية البحث "لن تنتهي لكن ستُعلَّق" إذا لم يُعثر على الطائرة ضمن نطاق البحث الحالي، في غياب دليل جديد قوي على موقعها المحتمل.
*تأويلات كثيرة.. هل انتحر الطيار؟
وتكثر التأويلات حول اختفاء الطائرة المفاجئ من على شاشات الرادار: انفجار أو مشاكل تقنية كبيرة أو التفاف في المسار أو صاروخ أو انتحار الطيار. وأعلنت ماليزيا، سحب الرمز "إم إتش 370" من قائمة الرحلات "احتراما" لركاب وطاقم الرحلة.
وُضِعت نظريات عدة لمجرى الأحداث، تراوحت ما بين اختطاف الطائرة واستنفاد الأوكسجين في المقصورة إلى انقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، لم ترسل الطائرة أي نداء استغاثة ولم يكن هناك أي مطالبات بفدية ولا الأحوال الجوية كانت سيئة كما أنه لم يظهر أي دليل على وقوع مشكلات تقنية. من ناحية أخرى، برَّأَ محققو السلامة الماليزيون كل الركاب في تقرير أصدروه في عام 2018، دون أن يستبعدوا احتمال "تدخل متعمِّد غير قانوني"، "ربما تسببت أو أسهمت في اختفاء الطائرة وهذا يشمل أنشطة مثل الاختطاف أو التخريب".
في المقابل، صرَّحت الحكومة الماليزية أن شخصاً قد قطع الاتصالات مع الأرض عمداً وحوَّل مسار الطائرة.
*البحث
قادت أستراليا، إلى جانب ماليزيا والصين، أكبر عملية بحث تحت الماء على الإطلاق، وأكثرها كلفةً، غطَّت مساحة تبلغ نحو 120 ألف كيلومتر مربع (46 ألف ميل مربع) من قاع البحر قبالة سواحل غرب أستراليا باستخدام الطائرات والسفن المجهَّزة لالتقاط إشارات السونار والغواصات الآلية.
التقطت سفن البحث إشارات بالموجات فوق الصوتية ربما كانت صادرة عن الصندوق الأسود للطائرة وحطام سفن يُعتقد أنها سفن تجارية من القرن الـ19، لكنها لم تعثر أبداً على الطائرة نفسها. في يوليو (تموز) 2015، وُجِدت قطعة تأكد لاحقاً أنها جزء من جناح طائرة الرحلة 370 على سواحل جزيرة ريونيون الفرنسية غرب المحيط الهندي. وشكلت القطعة أول دليل دامغ على انتهاء الرحلة الماليزية 370 في المحيط الهندي.
بعد ذلك، عُثر على عدة قطع من الحطام، جرفتها المياه نحو شاطئ الساحل الشرقي لأفريقيا، ثم عُلِّقت عملية البحث في يناير (كانون الثاني) 2017.
استأنفت شركة الروبوتات البحرية الأميركية "أوشن إنفينيتي" أعمال البحث في يناير 2018 بموجب عقد وقعته مع ماليزيا يشترط تسديد مبلغ نقدي للشركة في حال إيجاد الطائرة فقط. وركز البحث على منطقة تقع شمال موقع البحث السابق، حددتها دراسة لشكل انجراف الحطام، لكن العملية انتهت بعد أشهر عدة دون أن تتوصل إلى نتيجة.
*لماذا يصعب البحث إلى هذه الدرجة؟
أحد أسباب فشل هذا النوع من البحث الموسَّع في العثور على أدلة هو أنه لا أحد يعرف بالضبط أين يجب أن يبحث. فالمحيط الهندي ثالث أكبر محيطات العالم، وقد جرى البحث في منطقة صعبة واجه فيها الباحثون ظروفاً جوية سيئة، إضافة إلى متوسط عمق المياه يبلغ 4 كيلومترات تقريباً (2.5 ميل).
ليس من الشائع أن تختفي الطائرات في أعماق البحار، لكن عندما يحدث ذلك، قد يكون من الصعب جداً العثور على حطامها. في غضون الـ50 عاماً الماضية، اختفت عشرات الطائرات بحسب شبكة سلامة الطيران.
*أحدث الفرضيات
يعتقد طيار متقاعد أن رحلة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة "إم إتش 370" قد انحرفت عمدا عن مسارها ومات الركاب في المقصورة، مؤكدا أنه من غير الممكن تحطمها عن طريق الخطأ.
ويعمل الطيار المتقاعد في الخطوط الجوية الفرنسية باتريك بليلي منذ سنوات لمحاولة حل لغز ما أصبحت عليه الطائرة الماليزية المفقودة قبل عشر سنوات.
وقال: "نظريتي هي أن الطائرة إم إتش 370 كانت منخفضة الضغط، ومن السهل جدا على الطيار أن يخفض ضغط الطائرة.. كل ما عليه فعله هو تحويل صمامات الضغط إلى الوضع اليدوي".
وأوضح: "إذا قام الطيار بالفعل بتجاوز النظام الآلي للقيام بذلك، فإن أقنعة الأوكسجين الطارئة ستسمح للركاب بالبقاء على قيد الحياة لمدة 20 دقيقة فقط، مما يعني أنهم سرعان ما سيفقدون وعيهم، لكن المعدات الموجودة في قمرة القيادة ستمنح الطيار إمكانية الوصول إلى أكثر من 20 ساعة من الأكسجين".
وعمل خبير إدارة الحركة الجوية جان لوك مارشان مع باتريك لمدة أربع سنوات لمحاولة فهم ما حدث على متن الرحلة، وذلك باستخدام جهاز محاكاة الطيران من شركة بوينغ لإعادة محاكاة لحظاتها الأخيرة.
وتحدث كلاهما إلى شبكة "بي بي سي" لإعداد فيلم وثائقي قبل الذكرى السنوية العاشرة لفقدان الرحلة من كوالالمبور في 8 مارس/ آذار 2014.
وبينما أوقفت الحكومات بحثها الرسمي في عام 2017، واصل الخبراء في صناعة الطيران البحث عن إجابات لما حدث. وقد أصبح مراقب الحركة الجوية السابق والطيار المتقاعد "مقتنعَين" بأن الطائرة، قد تم توجيهها بواسطة طيار خارج المسار لعدة ساعات قبل أن تصطدم بالمحيط الهندي.
*بحث جديد
قبل نحو 10 أيام، قال وزير النقل الماليزي أنتوني لوك إن بلاده تسعى إلى البحث مجددا عن رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم إم إتش 370 مع اقتراب الذكرى العاشرة لاختفاء الطائرة في أحد أكبر ألغاز الطيران في العالم.
وقال وزير النقل الماليزي، إن الحكومة دعت شركة «أوشن إنفينيتي» الأميركية المتخصصة في استكشاف قاع البحر لمناقشة أحدث مقترحات الشركة فيما يتعلق بجهود البحث بعد محاولتين فاشلتين سابقتين.
وأضاف في فعالية بمناسبة ذكرى اختفاء الطائرة، "الحكومة الماليزية ملتزمة بالبحث عن الطائرة، ويتعين استئناف البحث".
وسبق أن تعاونت ماليزيا مع «أوشن إنفينيتي» في عام 2018 للبحث في جنوب المحيط الهندي، وعرضت دفع ما يصل إلى 70 مليون دولار إذا عثرت على الطائرة.
وأوضح وزير النقل، أن ماليزيا ستجري محادثات مع أستراليا بشأن التعاون في استئناف عمليات البحث بمجرد موافقة مجلس الوزراء الماليزي على اقتراح "أوشن إنفينيتي".
وقبل أيام، تجمَّع نحو 500 شخص في ضواحي كوالالمبور لإحياء ذكرى ضحايا طائرة الخطوط الجوية الماليزية "ام اتش 370"، والمطالبة بتجديد أعمال البحث.
وتجمع أهالي الضحايا ومؤيدون لقضيتهم في مركز للتسوق بالقرب من العاصمة الماليزية.
ويتهم العديد من أقارب الضحايا الخطوط الجوية الماليزية والحكومة الماليزية بإخفاء معلومات، لكن الجهتين تنفيان ذلك.
*بماذا أسهمت
أسهمت الكارثة من ناحية أخرى في تعزيز سلامة الطيران. ابتداءً من عام 2025، ستلزم منظمة الطيران المدني الدولي، الطائرات، بوضع جهاز يبثُّ موقعها كل دقيقة في حال تعرضها لمشكلات، يسمح للسلطات بتحديد موقع الطائرة في حال وقوع كارثة. وتعمل هذه الأجهزة تلقائياً ولا يمكن إطفاؤها يدوياً، لكن القاعدة تنطبق على الطائرات الجديدة فقط، وليس على آلاف الطائرات الأقدم التي ما زالت في الخدمة.