24 مليار دولار "مجمّد" في طريقها للعودة إلى إيران.. كيف نجحت طهران بإرضاخ أميركا واستعادة أموالها؟
انفوبلس/ تقارير
بعد أقل من أسبوع على الإفراج عن أكثر من ملياري دولار من الأرصدة الإيرانية المجمّدة في الخارج، نجحت إيران في إخضاع الولايات المتحدة مرة ثانية بعد إعلان وسائل إعلامها عن قرب إطلاق سراح 24 مليار دولار مستحقة لطهران من العراق وكوريا الجنوبية والنقد الدولي.
*24 مليار دولار
معلومات الأموال والأرصدة المجمّدة أعلنتها وکالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" شبه الرسمية، إذ أفادت بأنه سیتم الإفراج عن 24 ملیار دولار من الأرصدة الإيرانية المجمّدة في العراق وکوریا الجنوبیة عبر الموارد المُتاحة لإيران في صندوق النقد الدولي.
ووفقا للوكالة، فإنه من إجمالي هذا الرقم، تتضمن 7 ملیارات دولار من المستحقات المالیة الإيرانية المجمّدة في کوریا الجنوبیة ویرجع أکثر من 10 ملیارات دولار منها إلی الموارد الإيرانية المجمّدة في العراق یعود معظمها إلی تصدیر الطاقة إلی هذا البلد الجار.
*سبب إطلاق سراح الأموال
وذكرت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية، أنه عقب زیارة السلطان العماني هيثم بن طارق إلی إيران وزیارة مستشار الرئیس الأمریکي جو بایدن إلی سلطنة عمان تقرّر أن یتم الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمّدة ضمن اتفاق مع إيران.
کما تقرر عقب لقاء محافظ المصرف المرکزي الإيراني محمد رضا فرزین مع كريستينا جورجينا الرئيسة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، أن تتمكن إيران من الحصول على أكثر من 6.7 مليارات دولار من حقوق السحب الخاصة بها، بحسب الوكالة.
*الإفراج عن ملياري دولار
بدوره، كشف عضو غرفة التجارة الإيرانية، علي شريعتي عن موافقة وخضوع الولايات المتحدة الأميركية بالإفراج عن ملياري دولار من الأرصدة الإيرانية المجمّدة في الخارج، فيما تأمل السلطات الإيرانية الحصول على أكثر من 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، في ظروف يعاني فيها الاقتصاد من شحٍّ حاد بالنقد الأجنبي على خلفية العقوبات الأميركية.
وقال شريعتي، في تغريدة على "تويتر" إنه "خلال الأسبوع المقبل (يوم الاثنين) سيُدفع مليارا دولار من بقية الأرصدة الإيرانية المجمّدة لأجل شراء السلع الأساسية"، مشيراً إلى أن "الأموال التي جرى الإفراج عنها حتى اليوم لم تكن من الأرصدة المجمّدة في كوريا الجنوبية".
*مصادر الأموال الإيرانية المجمّدة
وختم شريعتي تغريدته بالقول، "نقترب من الخطوة الرئيسية"، من دون تسميتها والكشف عنها، لكن يُرجح إما التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لإحياء الاتفاق النووي في ظل ارتفاع منسوب التفاؤل أخيراً، إثر زيارة السلطان العماني هيثم بن طارق، إلى طهران، الأحد والاثنين الماضيين، والذي تُعد بلاده وسيطاً رئيسياً بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. أو يقصد احتمال التوصل إلى صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن قريباً على ضوء ظهور جملة معطيات بشأن ذلك، أخيراً، والتي سيفرّج بموجبها عن أكثر من 7 مليارات دولارات، حجم الأرصدة الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية، وهي عوائد صادرات إيران النفطية إليها قبل فرض واشنطن العقوبات الصارمة على طهران اعتباراً من مايو/ أيار 2018.
وكان شريعتي، قد تحدث قبل أيام أيضاً عن أن الحكومة الإيرانية قد سدّدت أخيراً مستحقات تركمانستان من تصدير الغاز إلى إيران، من خلال جزء من أرصدتها المجمّدة لدى مصرف "تي بي أي" العراقي.
*تسديد مستحقات تركمنستان
وأضاف، أن إيران سدّدت لتركمانستان 1.6 مليار دولار من تلك الأموال لدى البنك العراقي، مشيراً إلى أنها أيضاً سدّدت 600 مليون دولار إلى السعودية تكاليف حجيجها من تلك الأرصدة.
يُشار إلى أن إيران أعلنت في أبريل/ نيسان من العام الماضي الإفراج عن جزء كبير من الأرصدة الإيرانية المجمّدة بعد التوصل إلى اتفاق جديد مستقل عن الاتفاق النووي.
*تقرير صندوق النقد الدولي
وفي مايو/ أيار الماضي، نشر صندوق النقد الدولي تقريرًا يشير إلى زيادة قدرها 141 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لإيران في عام 2022، ما جعل البلاد تحتل المرتبة 22 بين أكبر الاقتصادات في العالم.
وتخضع إيران للعقوبات الأمريكية منذ عدة سنوات بسبب تطوير برنامجها النووي، حيث تقيد العقوبات صادراتها النفطية وتوقف حساباتها في الخارج، وكذلك كبار المسؤولين والكيانات القانونية.
*تسهيلات من صندوق النقد
في الأثناء، تسعى الحكومة الإيرانية، إلى الحصول على موارد لها لدى صندوق النقد الدولي لتقليل حدة أزمة النقد الأجنبي التي تواجهها والتي ساهمت في رفع التضخم الشهري إلى معدلات قياسية قبل شهرين بعد اقترابه من 70%.
وكانت الحكومة الإيرانية السابقة، قد سعت خلال تفشي جائحة كورونا، إلى الحصول على تسهيلات من صندوق النقد، لكن جهودها باءت بالفشل في ضوء رفض أميركي لذلك حينها.
وساهمت زيارة السلطان العماني، والأنباء عن الإفراج عن أرصدة إيرانية في الخارج، فضلاً عن إمكانية الحصول على تسهيلات من صندوق النقد الدولي، في تحسين الريال الإيراني بشكل طفيف أمام الدولار .
ولا تعلن طهران حجم أرصدتها في الخارج، والتي جمّدتها الدول التي تربطها علاقات تجارية مع إيران بفعل العقوبات والضغوط الأميركية. وهذه الأموال هي بالأساس عوائد صادراتها من النفط خلال السنوات الماضية، بعد التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015.
*حجم الأموال الإيرانية في الخارج
وهناك أرقام متضاربة حول حجم هذه الأموال، من 40 إلى أكثر من 100 مليار دولار، منها نحو 18 مليار دولار في العراق، و3 مليارات دولار في اليابان، و7 مليارات دولار في كوريا الجنوبية.