30 سنة في زعامة الكرملين.. بوتين يعيد لروسيا قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية.. تعرف على سيرة حكمه الفريدة
انفوبلس/..
يتجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيق نصر تاريخي في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت على مدار 3 أيام وانتهى الاقتراع فيها أمس الأحد.
وكالات أنباء روسية، أشارت الى أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية تشير إلى حصول بوتين على 87.3% بعد فرز 99.7% من الأصوات، وهذه هي أعلى نسبة أصوات يحصل عليها بوتين في الانتخابات الرئاسية التي خاضها للمرة الخامسة في تاريخه.
وحصل بوتين في انتخابات 2018 على 76.7%، فيما نجح في انتخابات 2012 بنسبة 63%، وعام 2004 حصل على 71% من أصوات الناخبين، فيما كانت أولى فتراته الرئاسية قد تحققت بعد حصوله على 53%.
وينظر بوتين للاقتراع الحالي باعتباره استفتاءً على شرعية قرار إطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا والتي تسببت في استقطاب غربي في مواجهة موسكو.
ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم حسب لجنة الانتخابات المركزية في الانتخابات 112 مليون ناخب، وهناك نحو مليوني ناخب يعيشون في الخارج.
وبهذه النتيجة يزيح بوتين رسميا جوزيف ستالين من عرش أطول حكم في روسيا حيث ظل في الحكم على مدار 29 عاما، وتؤمن الانتخابات هذه المرة 6 سنوات ما يرفع مدة حكم القيصر إلى 30 عاما.
وحكم ستالين روسيا من عام 1922 وحتى 1953، فيما بات بوتين الذي تولى الحكم في 2000 مرشح للبقاء في السلطة حتى 2030.
أعاد لروسيا قوتها الدولية
الزعيم السياسي الروسي فلاديمير بوتين، اشتغل عميلاً لجهاز المخابرات الروسية، وتولى رئاسة بلاده لولايتين متتاليتين، ثم منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس ديميتري مدفيديف، قبل أن يعود مرة ثالثة لسدّة الرئاسة، ويفوز بولاية رابعة عام 2018، وقد أعاد لبلاده الكثير من قوتها الدولية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
دخلت القوات الروسية في عهده إلى إقليم كوسوفو عام 1999 لكنها خرجت سريعا، ثم غزت روسيا الشيشان في العام نفسه وسيطرت عليها وضمتها للاتحاد الفدرالي الروسي، واحتلت أجزاءً من جورجيا عام 2008، وفي عهده أيضا ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.
فيما أعلنت روسيا مؤخرا، إتمام السيطرة على مقاطعة لوغانسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وذلك بعد دخول القوات الروسية إلى ليسيتشانسك آخر مدن المقاطعة خلال الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا التي تحصل على دعم من التحالف الغربي والناتو.
وصف مسؤولون كبار سابقون، بوتين، بأنه شخصية خجولة ولديه شكوك في كل المحيطين به، حتى من كبار مساعديه ممن عملوا معه لسنوات طويلة، في حين ذهب آخرون إلى القول إن نشأة بوتين منذ مولده عام 1952 جعلته يؤمن بقوة بالاتحاد السوفياتي ويعتبره فكرة وقيمة ومكانة فقدتها روسيا بعد انهياره عام 1990.
التجربة السياسية
انضم بوتين إلى لجنة أمن الدولة وتدرب في لينينغراد عام 1975، وبعد التدريب، عمل في المديرية الثانية (مكافحة التجسس)، قبل أن يتم نقله إلى المديرية الأولى، حيث عمل في مراقبة الأجانب والمسؤولين القنصليين في لينينغراد.
تم إرسال بوتين إلى موسكو لمزيد من التدريب في معهد يوري أندروبوف ريد بانر في سبتمبر/ أيلول 1984، وعام 1985 عمل عضوا في الاستخبارات السوفياتية " كيه جي بي" (KGB) في درسدن بألمانيا الشرقية مستخدماً هوية مترجم.
عام 1990 عاد بوتين إلى بلاده وشغل منصب مساعد رئيس جامعة سان بطرسبرغ للشؤون الخارجية، وفي بداية عام 1991 ترأس لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبرغ، وأصبح فيما بعد نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية عام 1996.
واصل التدرج في المناصب الإدارية في أجهزة الدولة الروسية، حيث عُيّن نائبا لمدير ديوان الرئيس عام 1997، ثم مديرا لجهاز الأمن الفدرالي عام 1998، فأميناً لمجلس الأمن في روسيا عام 1999، وهو العام الذي تقلّد فيه أيضا منصب رئيس الوزراء.
بوتين رئيساً
وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول 1999، تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة بعد تنحي الرئيس السابق بوريس يلتسن، ثم فاز بانتخابات الرئاسة عام 2000، وأُعيد انتخابه 2004 لولاية رئاسية جديدة.
شهدت فترة ولاية بوتين الأولى -التي استمرت 4 سنوات- إجراء تعديلات في النظام السياسي أحكم بفضلها سيطرته على القرار السياسي والاقتصادي في روسيا.
أمر في 2001 بانسحاب الجيش الروسي جزئيا من الشيشان -التي دخلها الجيش عام 1991 بأمر من يلتسين- مقابل منح صلاحيات واسعة لأجهزة الاستخبارات السرية التي كُلفت بتصفية المعارضين، بعد أن شكلت موسكو إدارة تابعة لها لتحكم الشيشان بقيادة ستانيسلاف إلياسوف.
عام 2004 أُعيد انتخابه لولاية رئاسية جديدة، وفي عام 2008 انتُخب ديمتري ميدفيديف رئيسا لروسيا لفترة واحدة، وعُيّن بوتين رئيسا للوزراء وأُجريت في عهده تعديلات دستورية تقرر بموجبها تمديد فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات.
وعرفت الحرب في الشيشان نهاية رسمية عام 2009، بتصفية جلّ المعارضين وتنصيب موسكو حاكما ذا صلاحيات واسعة على الشيشان وإنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان.
انقضت فترة الولاية الرئاسية الثانية، وهي الحد الأقصى لتولي الرئاسة على التوالي دستوريا، وتبادل بوتين الأدوار مع مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة، وعلى الفور عُيّن بوتين في منصب رئيس للوزراء، ومن ثم استمر قابضا على السلطة إلى أن عاد إلى الرئاسة مرة أخرى.
فاز بوتين في 4 مايو/ أيار 2012 بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 63.6% من أصوات الناخبين، وسط احتجاج من المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية التي رأت أن الانتخابات شابتها خروقات.
وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 مارس/ آذار 2018 فاز بوتين بولاية رابعة مدتها ست سنوات، حيث حصل على أكثر من 70% من الأصوات، وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي حصل عليها في انتخابات 2012.
عام 2020 أُجري استفتاء مثير للجدل على إصلاحات دستورية منحت الرئيس بوتين فرصة البقاء في منصبه بعد انتهاء فترة رئاسته الرابعة في عام 2024، ما يعني أنه قد يمكث في الكرملين حتى عام 2036.
وفاز أيضا بولاية خامسة يوم 18 مارس/ آذار 2024 بنسبة 87% من الأصوات، تمتد لـ6 سنوات حتى عام 2030، وتعتبر النسبة التي فاز بها هي الأعلى في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.