9 أعوام من جرائم السعودية في اليمن.. القائد الحوثي يفصّل إحصاءات العدوان بشكل "دقيق"
انفوبلس/ تقرير
بعد 9 أعوام من التدخل العسكري السعودي غير الشرعي في اليمن، فصّل القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي إحصاءات العدوان المشترك بشكل "دقيق" والحرب العبثية التي شبّهها مراقبون بالغزو العراقي للكويت خلال فترة حكم النظام البائد، حيث تتشابه الحربان بعدة نقاط أبرزها غموض الأهداف والخسارات المتلاحقة وعدم الشرعية.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على كلمة القائد الحوثي بمناسبة اليوم الوطني للصمود والإحصائيات التي ذُكرت
*كلمة الحوثي
قال الحوثي في كلمة بمناسبة اليوم الوطني للصمود تابعتها شبكة "انفوبلس"، إن هذه المناسبةٌ مهمةٌ لشعبنا اليمني المسلم العزيز. تسع سنواتٍ مضت منذ بداية العدوان على شعبنا، والصمود هو عنوان الموقف الحق لشعبنا، وتجلَّى للجميع في كل هذه السنوات التسع التي قد مضت نصر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتأييده، ورعايته، ومعونته لشعبنا العزيز.
وأضاف، إنه وفي إطار ذلك التحرك الواسع، الشامل، للتصدي للعدوان على بلدنا، ارتقى الآلاف شهداء، بعد أن سطَّروا البطولات، وملاحم التضحية والفداء، التي ستبقى للتاريخ، وتبقى مدرسةً للأجيال اللاحقة، وجُرِح أيضاً عشرات الآلاف، وأُسِر الآلاف أيضاً، وهم يعانون معاناة كبيرة جداً في ظل الأسر، لدى تحالف العدوان، وكم كان هناك من معاناة، وكم كان هناك من تضحيات، ففي طليعة هذا العنوان (عنوان الصمود) يأتي هؤلاء الذين تحركوا، والذين يرابطون اليوم في كل جبهات القتال، وهم في اهتمامٍ مستمر، وصبرٍ دائم على كل المعاناة، يرابطون ليل نهار، ويبذلون جهدهم لمنع أي اختراقٍ أو تقدمٍ للأعداء، في مساعيهم للسيطرة على بلدنا.
وبين، إن العدوان على بلدنا منذ لحظته الأولى كان غادراً، بلا سابقة، بلا مبررات، بلا مقدمات، ووحشياً، وإجرامياً، ولأهدافٍ خطيرة، وبإشرافٍ أمريكي، وفي إطار خطةٍ أمريكيةٍ إسرائيليةٍ بريطانيةٍ، وتنفيذٍ من جانب التحالف، مشيرا الى ان العدوان على بلدنا أتى في إطار خطةٍ شاملة، للتحرك في المنطقة لإعادة ترتيب وضعها تحت قيادة العدو الإسرائيلي، وتصفية القضية الفلسطينية، والتخلص من أي جهاتٍ مساندةٍ للقضية الفلسطينية، والهدف- كما قلنا- هو: تمكين العدو الإسرائيلي من قيادة المنطقة، وإعادة ترتيب وضعها بناءً على ذلك، وظهر ذلك جلياً بشكلٍ واضح في السنوات الماضية، سواءً فيما يتعلق ببرنامج التطبيع، أو صفقة القرن.
*إحصائيات دقيقة عن العدوان السعودي
وكشف الحوثي، إنه منذ البداية سعى تحالف العدوان بإشرافٍ أمريكي إلى تدمير بلدنا، واحتلاله، ومصادرة حق شعبنا في الحريَّة والاستقلال، ومن الغارات الأولى استهدف المدنيين، وارتكب الجرائم، وكان الاستهداف شاملاً لكل معالم الحياة، التركيز كان واضحاً على قتل الشعب اليمني في كل مكان، الغارات الجوية التي يشنها التحالف كانت تقتل الناس في بيوتهم، سواءً في المدن، أو في القرى، بل والاستهداف حتى لمخيمات البدو، وكانت تقتل الناس في كل تجمعاتهم، في تجمعات الأفراح، تجمعات الأعراس، تجمعات الأحزان أيضاً، ومناسبات العزاء، في مختلف المناسبات التي يتجمع فيها الناس كانت غارات العدوان تستهدفهم، وحصلت الكثير من المآسي، التي وُثِّقت ونُشِرت في وسائل الإعلام.
كان هناك تركيز على قتل الشعب اليمني في الأسواق، في المستشفيات، في المساجد، في المدارس، في كل مكان، في الطرقات أيضاً، وكذلك استهداف- كما قلنا- لكل معالم الحياة: للمنازل، للمساجد، للمدارس، للمستشفيات، للمعالم الأثرية، للمقابر، للطرقات، للجسور، للمنشآت الخدمية بكل أشكالها وأنواعها، مثل: خزانات المياه، شبكات الصرف الصحي… وغير ذلك؛ فكان الاستهداف واضحاً أنه عدوانٌ شامل، والهدف منه: تدمير هذا البلد، والاستهداف لشعبنا العزيز، حتى الاستهداف لمركز إيواء المكفوفين، واستُهدف أيضاً الشعب اليمني بالحصار والتجويع، والمؤامرات على العملة الوطنية، والبنك، وغير ذلك، وفق الحوثي.
وتابع الحوثي، بلغ عدد الغارات الجوية– وليس حصراً دقيقا؛ لأنه أتى من مرحلة معينة وقد فات الكثير- بلغ فيما تم إحصاؤه فقط: (مائتين وأربعة وسبعين ألفاً وثلاثمائة وغارتين)، فمئتا ألف غارة جوية ليست بسيطة، كم أُلقي فيها من القنابل والصواريخ على مَن؟ على الشعب اليمني، لقتل الشعب اليمني، لتدمير منشآته، (مائتان وأربعة وسبعون ألفا وثلاثمائة وغارتان)، وهذا ليس إحصاءً كاملاً.
وذكر، عندما نلاحظ حجم ما استهدفه تحالف العدوان في بلدنا، يتضح للجميع طبيعة هذا العدوان، وأنها إجرامية، ووحشية، ولأهداف سيئة: فعلى مستوى المنازل: بلغت حسب الحصر (ستمائة وثلاثة عشر ألفا- هذا على مستوى المنازل- وتسعمائة واثنين وتسعين منزلاً)، أكثر من نصف مليون منزل، عدد كبير جداً من المنازل دُمِّرت.
أما المنشآت الجامعية: (مائة وستّاً وثمانين) التي استهدفها العدوان، ودمَّر الكثير منها تدميراً كلياً، بحسب الحوثي الذي قال، فالعدوان الذي يستهدف منازل المواطنين بأكثر من نصف مليون منزل، بهذا العدد الهائل، هل هو حرب لمصلحة الشعب اليمنى؟ أو لاستهداف فئة معينة من أبناء الشعب اليمنى؟! هذه المنازل دُمِّرت في المدن والقرى في مختلف المحافظات اليمنية، وليست لفئة معينة، أو في جهة محددة فقط.
وصرح، استهداف الجامعات في أي سياقٍ يأتي؟ هل يمكن أن يُعَبَّر عنه أنه لمصلحة الشعب اليمنى؟ أو لخدمة الشعب اليمنى؟ أو من أجل الشعب اليمنى؟ استهداف للتعليم. استهداف المساجد، وبلغت المساجد التي دمَّرها تحالف العدوان: (ألفاً وثمانمائة وثلاثة وأربعين مسجداً) عدد كبير جداً. وبالرغم من قدسية المساجد، وهي بيوت الله، ومن المعروف لنا جميعاً قدسيتها في الإسلام، لكن تحالف العدوان كان يستهدفها، سواءً في عمق المدن والقرى، أو في مختلف المناطق والمحافظات، كانت تستهدف بالغارات الجوية، كانت تستهدف بالغارات الجوية.
المنشآت السياحية: بلغت (ثلاثمائة وثلاثاً وتسعين). والمستشفيات والمرافق الصحية: (أربعمائة وسبعاً وعشرين).
وأشار الحوثي الى ان مما يركز تحالف العدوان على الاستهداف له (المستشفيات)، وهي قليلة في بلدنا من الأساس، الخدمة الصحية كانت ولا تزال ضعيفة في بلدنا ومحدودة، ومع ذلك استهدفها تحالف العدوان، وقتل فيها الكادر الصحي، والمرضى، ودمَّرها.
وأوضح، على مستوى المدارس والمراكز التعليمية: (ألفا وثلاثمائة وواحدا وثلاثين) مدرسة ومركزاً تعليمياً. وهذا في أي سياقٍ يأتي؟ كل العناوين التي يرفعها تحالف العدوان عناوين سخيفة، في مقابل ما فعله، في مقابل حقيقة أفعاله وبرنامجه، برنامج تدمير للبلد، تدمير لكل المقدرات، لكل الإمكانات، لكل المنشآت، لكل الخدمات، ونهج عدواني، وسلوك إجرامي بكل ما تعنيه الكلمة.
وكشف، على مستوى المنشآت الرياضية: لم تسلم هي كذلك، المنشآت الرياضية: (مائة وستاً وأربعين منشأة رياضية). وعلى مستوى المواقع الأثرية: (مائتين وتسعة وستين موقعاً أثرياً). وكنا نستغرب من الاستهداف حتى للمواقع والمعالم الأثرية، والسعي لتدميرها بالغارات الجوية، لماذا؟!.
ولفت الى، أن على مستوى المنشآت الإعلامية: (ثلاثة وستين). أما على مستوى الحقول الزراعية: أكثر من اثني عشر ألفا (اثني عشر ألفا وسبعمائة وخمسة وسبعين حقلاً زراعياً). وتحالف العدوان كان يستهدف المزارع بالقنابل؛ لتدميرها، وتدمير الزراعة، في سياق الاستهداف لكل معالم ومقومات الحياة، بما في ذلك القطاع الزراعي.
القائد الحوثي أردف، فيما يتعلق بالبنية التحتية: تم الاستهداف للمطارات: فقد بلغ (خمسة عشر مطاراً). بالرغم أن البنية التحتية كانت لا تزال ضعيفة في بلدنا، ومع ذلك استُهدِف الحاصل (خمسة عشر مطاراً)، في مقدمتها مطار صنعاء الذي كان يتعرض باستمرار للغارات الجوية.
الموانئ كذلك: (ستة عشر) منها استهدف. كذلك محطات ومولدات الكهرباء: وهي بالنسبة لبلدنا كانت لا تزال محدودة أيضاً، ومع ذلك استهدفت: (ثلاثمائة وأربعاً وخمسين) منها. أما الطرق والجسور: (سبعة آلاف وتسعمائة وأربعين) من الطرق والجسور التي استهدفها تحالف العدوان، وقتل فيها أعداداً كبيرة من المواطنين، كان يستهدف فيها أيضاً الشاحنات، وسائل النقل، ويستهدف الناس فيها، يقول الحوثي، ويضيف ان شبكات ومحطات الاتصال: (ستمائة وسبعا وأربعين). والخزانات وشبكات المياه: (ثلاثة آلاف وثلاثمائة واثنتين وثلاثين). وهذا مما يجلي أيضاً بوضوح عدوانية تحالف العدوان وأهدافه السيئة، لماذا يستهدف شبكات المياه وخزانات المياه؟ يستهدفها لإلحاق المعاناة بالمواطنين، حتى في شرب المياه، حتى في توفير المياه.
وقال، إن المنشآت الحكومية: وهي بنية لصالح البلد واستهدفها بشكل كبير: (ألفين ومائة وخمس وخمسين منشأة حكومية).
كذلك فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي: المصانع: حاول استهدافها بشكل كبير؛ ولذلك دُمِّر واستهدف منها (أربعَمائة وسبعة عشر مصنعاً). وناقلات الوقود: (ثلاثمائة وسبعاً وتسعين). والمنشآت التجارية: أكثر من اثني عشر ألف منشأة تجارية (اثني عشر ألفا وخمسمائة وأربعا وثلاثين). ومزارع الدجاج والمواشي: (أربعمائة وأربعا وثمانين). ووسائل النقل: (أكثر من عشرة آلاف). وشاحنات الغذاء: (أكثر من ألف). والأسواق: (سبعمائة واثني عشر) من الأسواق التي استهدفها، وكان الاستهداف للأسواق فيه مجازر جماعية، وقتل للناس، وفي نفس الوقت استهداف للناس في معيشتهم، واستهدافٌ للاقتصاد.
أما الاستهداف لقوارب الصيد: (أربعمائة وثلاثة وتسعين)، ومن أكثر الناس معاناة هم الصيادون، وكم استُشهد منهم في البحر، حسبما سرد الحوثي.
فيما يتعلق بمخازن الأغذية: أكثر من ألف منها (ألف وثلاثة وأربعون)، كذلك في سياق مضايقة الشعب اليمني، وتجويعه، واستهدافه في اقتصاده وغذائه. ومحطات الوقود: (أربعمائة وأربعة وثلاثين).
وأكد، نجد أن الاستهداف شمل كل معالم ومقومات الحياة، ومثل هذا لا يمكن أن يقال عنه إلَّا عدوان، ليس له أي تفسير آخر، ولا ينطبق عليه أي عنوان من العناوين التي رفعها التحالف؛ ليبرر أو يسوِّغ بها عدوانه، فهو كان يقتل الشعب اليمني، ويدمِّر كل هذا: يدمِّر الجامعات، يدمِّر المساجد، يدمِّر المدارس، يدمِّر المستشفيات، ويقتل الناس في كل مكان، ويقدِّم عناوين يريد أن يخادع بها الشعب اليمني، هل يمكن أن تنطلي الخدعة على الشعب اليمني؟.
وكشف الحوثي ان هذا أسفر عن استشهاد وإصابة (أكثر من خمسين ألفاً من المدنيين)، من غير شهداء الميدان في الجبهات، هؤلاء من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، وهناك جرائم وحشية كثيرة تم الحديث عنها في وقتها، ونشرتها وسائل الإعلام من حينها، وعرف بها العالم، وانتشرت أخبارها في مختلف البلدان، في تلك المراحل، في كل المراحل الماضية كان هناك الكثير والكثير من تلك الجرائم البشعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، في قتل الأطفال والنساء، والقتل الجماعي لأبناء الشعب اليمني، في مناسباتهم وأماكن تجمعهم.
إضافة إلى المعاناة الكبيرة من الحصار والتجويع، فهو عدوان موازٍ إلى جانب العدوان العسكري، كان هناك تجويع، كان هناك حصار، ومعاناة كبيرة جداً، واستهداف مُنَظَّم للاقتصاد: استهداف لقيمة العملة الوطنية، واستهداف للبنك، وسيطرة على الثروة الوطنية فيما يتعلق بالنفط والغاز، وسيطرة كذلك على المنافذ، وإعاقة لحركة الناس وتنقلهم، ومُنِع الناس أيضاً من السفر في المطارات، وأغلقت المطارات، وحصار كبير وشامل عانى منه الشعب اليمني معاناة كبيرة جداً.
*صمود الشعب اليمني
وقال، إنه في مقابل تلك الهجمة العدوانية، الإجرامية، الوحشية، تحرك شعبنا العزيز بصمود، وصبر، وثبات، وتماسك، وكان التماسك على مستوى الجانب الرسمي، والجانب الشعبي، والجبهة الداخلية مشرفاً، وعاملاً مهماً في فشل تحالف العدوان، فهو بالرغم من حجم العدوان، والجرائم، والتدمير الشامل، لم يكسر إرادة هذا الشعب، وهذه نعمة كبيرة وتوفيق إلهي كبير لشعبنا العزيز، أنه بقي صابراً، صامداً، ثابتاً، بالرغم من التجويع والمعاناة، ولا يزال شعبنا يعاني جداً نتيجةً لهذا العدوان.
*خسائر العدوان السعودي
وبين الحوثي، إنه على مدى الوقت- عاماً بعد عام- اتضح الفشل الحتمي للعدوان، في تحقيق أهدافه في الاحتلال التام لبلدنا، والسيطرة الكاملة على شعبنا، وكان تحالف العدوان يعوِّل على أنه سيحسم المعركة في البداية خلال أسبوعين، ومن بعدها خلال شهرين، ولكن خابت آماله، وآمال الذين خططوا لهذا العدوان، والذين كان لهم الدور الأساس في هذا العدوان بكل ما فيه من جرائم، وفي كل ما فيه أيضاً من معاناة لشعبنا العزيز، فهم على مدى سنوات طويلة وصلوا إلى شبه يأس من الوصول إلى تحقيق أهدافهم، وأصبحت المسألة الآن واضحة تماماً، وتكبَّدوا خلال هذا العدوان خسائر كبيرة:
فعلى مستوى إجمالي الخسائر البشرية للعدو: بلغ عدد القتلى والجرحى من كل تشكيلاتهم العسكرية؛ لأنها تشكيلات واسعة: منها جيوشهم التي اشتركت بشكلٍ مباشر، ومنها المرتزقة، الذين جَنَّدوهم من مختلف الأصقاع والأقطار والبلدان، جزءٌ كبيرٌ منهم من بلدنا للأسف الشديد، ممن خانوا وطنهم، وقاتلوا شعبهم، وبذلوا كل جهدهم لتمكين المحتل الأجنبي من احتلال بلدهم؛ فبلغت خسائرهم على المستوى البشري: (مائتان واثنان وثمانون ألفا وثمانمائة وتسعة وسبعون) قتيلا ومصابا، يعني: خسائر كبيرة تكبدوها في مختلف تشكيلاتهم المقاتلة.
خسائرهم في الآليات والمعدات: بلغت (ثمانية عشر ألفا وثلاثمائة وسبعة وتسعون)، وهي أيضاً خسائر كبيرة في الآليات والمعدات العسكرية.
على مستوى عمليات الدفاع الجوي: وكان تحالف العدوان معتمداً بشكلٍ كبير على سلاح الجو، والغارات الجوية، والعدوان على الشعب اليمني بالقصف الجوي، فبلغت عمليات الدفاع الجوي: (أربعة آلاف وخمسمائة وخمس وثمانون)، تمكن خلالها من إسقاط (مائة وخمسا وستين) طائرة حربية واستطلاع.
عمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي: كانت (ثماني وثلاثين عملية)، وكانت ذات أهمية كبيرة جداً في ردع العدو، وكان أبرزها استهداف: (فرقاطة المدينة، والسفينة الحربية سويفت، وضبط سفينة روابي).
فيما يتعلق بالصاروخية وسلاح الجو: كان للعمليات الصاروخية حضور كبير في التصدي للعدوان، سواءً في الجبهات، والجزء الأكبر كان في الجبهات؛ لاستهداف التجمعات العسكرية المعادية، والمعسكرات، وجزءٌ منها كذلك عمليات خارج الحدود، فبلغت العمليات الصاروخية: (ألفا وثمانمائة وثماني وعشرين)، منها في الاستهداف في العمليات العسكرية والقتالية: (ألفا ومائتين وسبعة وثلاثين)، ومنها في خارج الحدود: (خمسمائة وتسعة وثمانين).
فيما يتعلق بعمليات سلاح الجو المسيّر: بلغت (اثنا عشر ألفا وتسع عمليات) هجومية واستطلاعية، معظمها كان أيضاً في إطار المهام القتالية (الدفاعية، والهجومية)، ومنها (تسعمائة وسبع وتسعون) عملية خارج الحدود.
فيما يتعلق بعمليات الإسناد العملياتية للقوات البرية: بلغت أيضاً (مائتين وأحد عشر ألفاً ومائة وستاً وثلاثين عملية)، من قناصة، واستهداف بالمدفعية، وضد الدروع، وهندسة.
وكشف ان هذا التحرك الواسع جداً، كان ذو أهمية كبيرة جداً في فشل وإخفاق تحالف العدوان، من تنفيذ الهدف الخطير جداً في الاحتلال التام لبلدنا، والسيطرة الكاملة على شعبنا، ومصادرة حقه في الحرية والاستقلال.
وذكر، أيضاً كان من الواضح جداً فشل العدو في تدمير القدرات العسكرية، بل كانت النتيجة معاكسة تماماً، فمنذ بداية العدوان اتَّجه الإخوة الأعزاء في القوات المسلحة إلى تطوير القدرات الصاروخية، وسلاح المسيّر، وكذلك في الدفاع الجوي، وفي البحرية كذلك، مسارات في مختلف المجالات، التي نحتاج إليها لتصنيع السلاح؛ لأن الأعداء منذ البداية حرصوا على حرمان بلدنا من الحصول على السلاح، وكان من ضمن الحصار: الحصار لشعبنا العزيز في الاستيراد لما يحتاجه من السلاح، بل اعتبار ذلك جريمة كبيرة جداً، إذا حصلوا على شحنة أسلحة، حتى الأسلحة العادية، حتى أسلحة الكلاشنكوف، إذا سيطروا على شحنةٍ منها، اعتبروا ذلك إنجازاً مهماً، واعتبروه شاهداً على أنَّ شعبنا العزيز ارتكب أبشع وأفظع الجرائم؛ لأنه يريد أن يحصل على السلاح، ليدافع عن نفسه، وعن أرضه، وعن استقلاله، وعن حريَّته، فيما كانت كل أنواع السلاح، ومنها الأسلحة المحرمة دولياً، تصل إلى تحالف العدوان، ويشتريها، ويمكَّن منها، بل كان من ضمن الأسباب للعدوان هو: الاستفادة من
بعض الدول الإقليمية (كالسعودي، والإماراتي) لشراء المنتجات العسكرية، والأسلحة العسكرية الأمريكية، ليحصل الأمريكي أيضاً- من ضمن أهدافه في العدوان- على مبالغ مالية هائلة جداً؛ فكانت أكبر صفقات العصر، وكانت صفقة القرن، مثلما كان هناك في الاتجاه الآخر صفقة القرن، التي يروِّجون لها لمصادرة فلسطين، كان هناك صفقات أسلحة- تستحق أن يطلق عليها كذلك صفقة القرن- بمبالغ هائلة جداً من السلاح، الذي هو بهدف قتل الشعب اليمني، وتدمير اليمن، قنابل، وصواريخ، وأطنان ضخمة جداً من المتفجرات؛ لتدمير اليمن، وقتل الشعب اليمني، والاستهداف للشعب اليمني.
وأكمل، فالمسار في تصنيع الأسلحة، من الصواريخ، ومختلف القدرات العسكرية الأخرى، بدأ من نقطة الصفر، ومن مراحل بسيطة جداً، وبحمد الله، وبتوفيق الله تطوَّر المسار في كل أنواع السلاح، التي اتَّجه الإخوة في القوات المسلحة إلى التصنيع فيها: على مستوى المدفعية، على مستوى القناصات، على مستوى قذائف المدفعية، على مستوى الصواريخ والطائرات المسيَّرة، كذلك بعض المنتجات المتعلقة بالسلاح والعتاد الحربي التابع للبحرية، وفي الدفاع الجوي… وهكذا في مختلف المجالات، وكان مساراً تصاعدياً ناجحاً، بالرغم من الحصار، والظروف الاقتصادية الصعبة جداً، ولكن- بحمد الله تحققت نجاحات كبيرة، أُعلِن عنها، عُرِضَ البعض منها أيضاً في معارض خاصة بها، وشاهده الشعب، وأيضاً حضرت في ميدان القتال، في ميدان الجهاد، في الواقع فعلاً وتنكيلاً بالعدو، والحمد لله رب العالمين.
وتابع، نحن في كل المراحل الماضية كنا نؤكِّد بوضوح أنَّ استحقاقات السلام واضحة، وهي هذه: الإنهاء للحصار والإنهاء للعدوان والإنهاء للاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار، هي استحقاقات واضحة، واستحقاقات بيِّنة، ومطالب مشروعة لشعبنا العزيز، ومطالب منصفة؛ وبالتالي نحن ننصح تحالف العدوان بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد، إلى اتفاقٍ واضحٍ، وكانت قد جرت- كما قلنا- مباحثات كثيرة، ومفاوضات مباشرة، من أجل ذلك، والخروج من هذه الحالة.
في ختام الكلمة قال: نحن قادمون في العام العاشر، بالقدرات العسكرية المتطوِّرة لحماية شعبنا، ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، والتصدي لمؤامرات الأعداء، قادمون بجيشٍ منظَّم، مؤمن، مجاهد، جمع بين التجربة الفعلية والبناء، قادمون بالتعبئة العامة، قادمون بوعيٍ شعبيٍ غير مسبوق، قادمون بتماسكٍ تام لجبهتنا الداخلية.
في ختام الكلمة أيضاً نتوجه بالشكر والتقدير لكل الذين وقفوا مع بلدنا خلال كل هذه السنوات، وفي المقدِّمة: الجمهورية الإسلامية في إيران، التي تضامنت مع بلدنا بشكلٍ واضحٍ وصريح، والإخوة في حزب الله في لبنان، الذين كان لهم موقفٌ مساندٌ ومتضامنٌ ومتعاونٌ، وواجهوا المشاكل الكثيرة نتيجةً لذلك، ولإخوتنا في العراق… ولكل الأحرار في كل العالم من أبناء أمتنا، وفي كل العالم، الذين وقفوا مع شعبنا في مظلوميته ومحنته بكل أشكال التضامن.
في العام 2015، بدأت السعودية عدوانها على الأراضي اليمنية، ووعدت بحسم المعركة خلال أشهر، لكن بعد 6 سنوات من العدوان، وجدت المملكة نفسها غارقة في المستنقع اليمني، مع تكبدها خسائر عسكرية واقتصادية هائلة قُدِّرت بمليارات الدولارات، إلا أنها تعمل على التكتم عليها.
اليوم، بعد ثماني سنوات، تدرك الرياض عواقب سوء التقدير، وكيف أن أميركا أدارت لها ظهرها، وعجزت عن حمايتها، وترى كيف تحوّل اليمن من قوة محلية، ومن اللادولة، واللاجيش واللامؤسسات، إلى قوة إقليمية، بدولة قوية وجيش قوي قادر ومقتدر على فرض المعادلات داخل اليمن وخارجه، ومن أبرز تلك المعادلات ما فرض عقب الهدنة من معادلة حماية الثروة ومنع سرقة النفط والغاز اليمنيين ونهبهما، بل باتت اليمن بما كشفته من قدرات صاروخية، وقوات جوية، وسلاح جوي، وقوات بحرية قادرة على استهداف أي نقطة في العمق الاستراتيجي لدول العدوان، بل أصبحت قادرة على استهداف أي نقطة في البحر وصولاً إلى ميناء إيلات، وباتت السعودية وأميركا و"إسرائيل" تخشى صنعاء التي دخلت مرحلة مرعبة لكل أطراف التحالف المعلنة وغير المعلنة.