"أسترازينيكا" تُقر بآثار جانبية للقاحها تفوق خطر كورونا.. كم استورد العراق؟ وكم عراقي حصل عليه؟
انفوبلس تتقصى
"أسترازينيكا" تُقر بآثار جانبية للقاحها تفوق خطر كورونا.. كم استورد العراق؟ وكم عراقي حصل عليه؟
*انفوبلس/..
فجّر اعتراف شركة "أسترازينيكا" رسمياً بأن لقاحها ضد فيروس "كورونا" يسبب آثاراً جانبية نادرة، مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، فجر المخاوف من إمكان إحجام الناس عن تلقي اللقاحات بشكل عام.
وكان العراق من بين الدول التي استوردت لقاحات من شركة أسترازينيكا إبّان فترة اجتياح كورونا لجميع دول العالم، بل تحركت بغداد مؤخراً للتعاقد مع الشركة المثيرة للجدل لإدخال علاجات ضد السرطان.
*اعتراف أسترازينيكا
وأقرّت شركة "أسترازينيكا" لأول مرة بأن لقاحها ضد كورونا الذي يحمل العلامة التجارية Covishield، قد يسبب آثارا جانبية نادرة بما فيها جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية.
وتم تطوير Covishield من قبل الشركة البريطانية السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وإنتاج معهد المصل الهندي، وتم توزيعه على نطاق واسع في أكثر من 150 دولة، بما في ذلك العراق.
ووجدت بعض الدراسات التي أُجريت خلال الوباء أن اللقاح كان فعالا بنسبة 60 إلى 80 في المائة في الحماية من فيروس كورونا المتحور. ومع ذلك، وجدت الأبحاث منذ ذلك الحين أن Covishield يمكن أن يتسبب في إصابة بعض الأشخاص بجلطات دموية، والتي قد تكون قاتلة.
وزعمت دعوى قضائية جماعية مرفوعة في المملكة المتحدة أن اللقاح أدى إلى وفيات وإصابات خطيرة وطالبت بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لنحو 50 ضحية.
وزعم أحد المشتكين أن اللقاح سبب له إصابة دائمة في الدماغ بعد أن أُصيب بجلطة دموية تمنعه من العمل.
وفي حين اعترضت شركة "أسترازينيكا" على هذه الادعاءات، فقد اعترفت لأول مرة في إحدى وثائق المحكمة بأن اللقاح يمكن "في حالات نادرة جدا، أن يسبب تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، والتي تتميز بجلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية لدى البشر".
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن Covishield يمكن أن يكون له آثار جانبية تهدد الحياة، مبينة أنه "تم الإبلاغ عن حدث ضار نادر جدا يسمى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، والذي يتضمن إحداث تخثر الدم غير العادية والشديدة المرتبطة بانخفاض عدد الصفائح الدموية، بعد التطعيم بهذا اللقاح".
*كيف يعمل لقاح أسترازينيكا؟
يعمل لقاح أسترازينيكا-أكسفورد الذي تم تطويره بالتعاون بين شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد- بتقنية الناقل الفيروسي، وفي هذا اللقاح الناقل الفيروسي هو فيروس الشمبانزي الغداني قد تم تعديله وراثيا للحد من تكاثره.
ويتم بعد ذلك إدخال جين بروتين "سبايك" لفيروس "سارس كوف-2" في جينوم هذا الناقل الفيروسي، وبمجرد حقنه يدخل الفيروس إلى خلايا العضلات، ثم ينتج بروتين "سبايك" الذي يسمح لجهاز المناعة بالتعرّف على فيروس "سارس كوف-2" ومكافحته.
*خطر أسترازينيكا يفوق ضرر كوفيد
وفي الأشهر التي تلت طرح الدواء، حدد العلماء الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة للقاح وأوصَوا بعد ذلك بإعطاء لقاح بديل لمن هم دون الأربعينيات لأن خطر لقاح أسترازينيكا يفوق الضرر الذي يشكله كوفيد.
ويقول المحامون الذين يمثلون العائلات التي تقاضي شركة الأدوية، إن اللقاح لم يكن آمنًا كما يحق للأفراد أن يتوقعوه. إنهم يقاضون الشركة، ومقرها في كامبريدج، بموجب قانون حماية المستهلك لعام 1987.
وجادل محامو سكوت بأنه عانى من "إصابات شخصية وخسائر لاحقة ناجمة عن إصابته بتجلط الدم المناعي الناجم عن نقص الصفيحات (VITT) نتيجة تلقيحه في 23 أبريل 2021، بلقاح أسترازينيكا".
*نسبة المتضررين
تظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA أن ما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة يشتبه في أنها مرتبطة بالتفاعل السلبي الذي تسبب في تجلط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم أيضًا انخفاض في الصفائح الدموية.
وفي المجمل، توفي ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص عانوا من هذه الحالة نتيجة لذلك، ووفقًا لأرقامMHRA تدير الحكومة خطة تعويض اللقاح الخاصة بها، لكن الضحايا يزعمون أن 120 ألف جنيه إسترليني غير كافية.
وتظهر الأرقام التي تم الحصول عليها بموجب طلب حرية المعلومات أنه من بين 163 دفعة قدمتها الحكومة بحلول فبراير من هذا العام، ذهب ما لا يقل عن 158 إلى متلقي لقاح أسترازينيكا.
ويمنح نظام دفع أضرار اللقاحات تعويضات لأولئك الذين أُصيبوا بسبب اللقاحات أو لأقاربهم. وسبق أن أشارت شركة أسترازينيكا في أوراق المحكمة إلى أن الدعاوى المرفوعة ضد الشركة "مشوشة" و"خاطئة في القانون". وفي ملف الدفاع، قالت شركة الأدوية واللقاحات إن ملف الفوائد والمخاطر للقاح كان ولا يزال إيجابيًا.
وأسترازينيكا هي ثاني أكبر شركة مدرجة في المملكة المتحدة، حيث تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 170 مليار جنيه إسترليني. رئيسها التنفيذي، السير باسكال سوريوت، هو المدير الأعلى أجرًا بين الشركات المدرجة على مؤشر FTSE 100، حيث تبلغ أرباحه ما يقرب من 19 مليون جنيه إسترليني.
*تحذير سابق
وفي 2021، حذر فلاح الساعدي، الخبير السابق في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر، الحكومة العراقية من مضاعفات لقاح "أسترازينيكا".
وقال الساعدي: "لا يجوز إجبار المواطنين على أخذ اللقاحات، خاصة لقاح (استرازينيكا) الذي أوقفت وكالة الأدوية الأوروبية التطعيم به في مختلف دول أوروبا بسبب تأثيراته الجانبية الخطيرة، إلا إذا ثبتت فعاليته وخلوه من ذلك".
وأضاف: "في حال ثبوت خلو اللقاح من التأثيرات الجانبية، يصبح لزاماً على المواطنين أخذه، كما على السلطات الصحية مراجعة مقرراتها الأخيرة بشأن التطعيم الإجباري على المواطنين، لأن ذلك يتم في حال إقرار قانون الطوارئ الطبية، لا بهذه الطريقة".
*ماذا عن العراق؟
في الـ29 من شهر مارس/ آذار من العام 2021، تلقى عراقيون جرعات من لقاح شركة أسترازينيكا المضاد لمرض كوفيد - 19 بعد أن حصلت البلاد على 336 ألف جرعة، وهي أول شحنة من برنامج كوفاكس العالمي لتوفير اللقاحات للدول ذات الدخول المنخفضة.
وقال وزير الصحة حسن التميمي وقتها، إن الدفعة الأولى من اللقاح ستوزع على جميع المحافظات، بما فيها منطقة كردستان (شمالي البلاد)، وهي جزء من برنامج لتوريد 16 مليون جرعة لشعب العراق.
بعدها ارتفع العدد الإجمالي للجرعات والتي تم تسليمها الى العراق من خلال مبادرة "كوفاكس" العالمية إلى أكثر من مليون جرعة.
*اتفاق جديد
وبعيداً عن كورونا تحرك العراق نحو شركة استرازينيكا، وقام بتوقيع مذكرة تفاهم خاصة بعلاجات السرطان.
ووقّع مجلس السرطان في وزارة الصحة، 11 آذار 2024، مذكرة تفاهم خاصة بعلاجات السرطان مع شركة استرازينيكا العالمية.
وجرى التوقيع بحضور وزير الصحة صالح الحسناوي والسفير البريطاني ستيفن هيتشن، وتختص المذكرة بإدخال العلاجات المبتكرة والحديثة والفحوصات التشخيصية للأمراض السرطانية في المراحل الأولى للمرض.
وقال وزير الصحة صالح الحسناوي، إن "مجلس السرطان في وزارة الصحة وقّع مذكرة تفاهم خاصة بعلاجات السرطان مع شركة استرازينيكا العالمية؛ بهدف تبادل الخبرات وتدريب الأطباء العراقيين وتوفير العلاجات، بالإضافة الى تحديث منظومة علاج السرطان في العراق".
وأضاف، إن "الشراكة بين وزارة الصحة والقطاع الخاص الأجنبي ستنعكس إيجاباً على الخدمات المقدمة لمرضى الأورام في العراق".
بدوره، أكد مدير شركة استرازينيكا في العراق أيمن رحال، "إننا سعداء بتوقيع هذه المذكرة مع وزارة الصحة العراقية ممثلةً بمجلس السرطان والهدف منها زيادة الوعي والتثقيف بمرض السرطان كونه مرضاً خطيرا جدا".
وأضاف، إن "زيادة التوعية والتثقيف على مستوى المريض واستخدام التشخيص المبكر لمرض السرطان وزيادة التعليم والتدريب المباشر للكوادر الطبية في العراق واستخدام العلاجات المطلوبة بصورة أسرع ستُسهم بتقليل تأثير المرض".
وتابع، إن "التركيز سيكون على أدوية أمراض السرطان كسرطان الرئة والثدي وسرطان المبيض والبروستات".