أمريكا تسلح قواتها بثلاثة أجهزة ليزر بقوة 50 كيلو/واط مثبتة على مركبات "سترايكر"
خطر مسيرات المقاومة يدفع واشنطن للتحرك
أمريكا تسلح قواتها بثلاثة أجهزة ليزر بقوة 50 كيلو/واط مثبتة على مركبات "سترايكر"
انفوبلس/..
تسعى الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة إلى تجهيز قواتها بثلاثة أجهزة ليزر بقوة 50 كيلو/واط مثبتة على مركبات من طراز سترايكر لمواجهة الطائرات المسيرة؛ وذلك بعد أن تسببت هذه الطائرات بإزعاج شديد للقوات الأمريكية الموجودة في المنطقة جراء استهدافات منوعة طالتها في مختلف المواقع ومن مختلف الحركات المنضوية تحت لواء محور المقاومة وعلى رأسها المقاومة العراقية.
*التفاصيل
في وقت مبكر من الشهر الماضي، أرسل الجيش الأمريكي 4 نماذج أولية لأنظمة ليزر بقوة 50 كيلو واط مثبتة على مركبات Stryker إلى الشرق الأوسط، لإجراء اختبارات على أرض الواقع.
وقال نائب رئيس أركان الجيش الأميركي جيمس مينجوس، إن أسلحة الليزر الجديدة، هي نماذج أولية، لكن تسعى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من خلال تجربتها في بيئة حية، للتأكد من جاهزيتها بنسبة 100%، وإذا ما كانت ستعمل على أكمل وجه، كما نقل عنه موقع Breaking Defense.
ومن جهته، أفاد قائد الجيش الأمريكي راندي جورج، بأن القيادة المركزية (CENTCOM) مستعدة لاستقبال أنظمة جوية جديدة مضادة للطائرات المسيّرة، كجزء من حملة "التحول في الاتصال" الجديدة، إذ يمكن للمطورين والمختبرين أن يجتمعوا ويقدموا ملاحظاتهم.
ويبدو أن جزءاً من هذه المبادرة يتضمن نموذجاً أولياً لنظام الدفاع الجوي قصير المدى لمناورة الطاقة الموجهة، الذي يدمج ليزراً بقدرة 50 كيلو واط مع مركبات Stryker لإسقاط الطائرات المسيّرة والصواريخ والمدفعية، وقذائف الهاون.
وجرى تكليف شركة Kord Technologies بدمج أجهزة ليزر من انتاج RTX في مركبات Stryker القتالية.
ووصلت 4 من هذه النماذج الأولية إلى منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية في أوائل فبراير/ شباط الماضي. وبدأ الجيش الأمريكي في إجراء اختبارات أولية، ولكن لم يبدأ بعد في إطلاق الذخيرة الحية.
وتوقّع مينجوس، أنه بمجرد البدء في استخدام الذخيرة الحية، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر لمعالجة الملاحظات التي ستسهم في تطوير هذه التكنولوجيا.
وأضاف مينجوس، أن أشعة الليزر عالية الطاقة حساسة جداً للطقس، ما يجعل الشرق الأوسط "منطقة اختبار رائعة، لأنه في أي وقت قد تأتي عاصفة ترابية، أو يحدث تغيراً مفاجئاً في الطقس".
وأشار إلى، أن أحد الأسئلة التي يتطلع الجيش الأمريكي إلى الإجابة عنها هي "أي فئة من الليزر هي الأنسب لمجموعة التهديدات المحددة، بدلاً من أن ينجذب الناس ببساطة إلى الفارق في القوة بين الليزر بقدرة 300 كيلو واط مقابل الذي يأتي بقدرة 50 كيلو واط".
وأوضح، أنه إذا أثبتت هذه السلسلة من التجارب أنها مُجدية، فقد تساعد الجيش الأمريكي في تحديد ما إذا كان الليزر من فئة 50 كيلو واط هو الخيار المناسب، أو إذا كان ينبغي النظر في خيار بقدرة 28 كيلو واط.
*مخاوف لوجستية
وفي الوقت نفسه، يراقب قادة الجيش الأمريكي المخاوف اللوجستية المرتبطة بالحفاظ على عمل الأسلحة عالية الطاقة في ساحة المعركة، حيث لا تتوفر قطع الغيار عالية التقنية بكثرة، ولكن نظراً لأن نظام DE M-SHORAD لا يزال نموذجاً أولياً، فإن جولة الاختبار هذه لا تُمثّل بدقة التحديات التي سيواجهها الجنود في ساحة المعركة.
وأدى انتشار الطائرات المسيّرة في ساحات المعارك في أماكن مثل أوكرانيا وفي البحر الأحمر وغيرها من أماكن تواجد القوات الأمريكية، إلى العمل على تعزيز الجهود لتطوير ونشر أسلحة دفاعية جديدة لإسقاطها.
وبشكل خاص، تعاملت CENTCOM في الأشهر الأخيرة مع عشرات الهجمات على منشآت أمريكية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى هجوم على الحدود الأردنية السورية أدى إلى سقوط 3 جنود أمريكيين، بواسطة طائرات مسيّرة، على الرغم من أن هذه الهجمات تراجعت منذ ذلك الوقت.
وبينما يشير قادة "البنتاجون" إلى الحاجة لمثل هذه الأسلحة، فإنهم يواجهون أيضاً التكلفة المرتفعة لكل عملية إطلاق لقذائف يمكن أن تصل إلى ملايين الدولارات. وإذا أثبتت أنظمة الطاقة الموجهة مثل DE M-SHORAD فعاليتها على نطاق واسع، فإنها ستوفر فرصة لخفض التكلفة.
*ميزاته بحسب الشركة المصنعة
تقول "BlueHalo" الشركة المصنّعة لسلاح الليزر، إن "نظام LOCUST يجمع بين الأجهزة البصرية وأجهزة الليزر الدقيقة مع البرمجيات المتقدمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمعالجة، لتمكين وتعزيز سلسلة القتل بالطاقة الموجهة، والتي تشمل تتبُّع مجموعة متنوعة من الأهداف والتعرف عليها والاشتباك معها باستخدام الليزر عالي الطاقة".
وأشار الموقع إلى، أن حضور تقنية الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة أمر مهم، إذ يمكن للأنظمة الجديدة جمع بيانات التهديد وإجراء تحليلات متقدمة لها، واختيار الحل الأمثل للاستجابة لهذا التهديد، أو التوصية به في أجزاء من الثانية.
وفي هذا الإطار، يستطيع النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي استقبال البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار فيما يتعلق بالتهديدات المحتملة، وتحليلها بالاعتماد على قاعدة بيانات لا حدود لها لتحديد نوع التهديد المحتمل، وسرعته، وخطورته المحتملة.
وبمجرد التعرف على نوع التهديد بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن لنظام الاستهداف والتحكم في النيران المدعوم هو الآخر بالذكاء الاصطناعي، أن يوسع نطاق الإجراء المضاد بالليزر، أو يعزز قدرته للتعامل مع التهديد المحتمل بسرعة، وبذلك يصبح بإمكان نظام الليزر المثبت على المركبة في حال دمجه بالذكاء الاصطناعي، أن يقوم بتعطيل أو تحييد أو حرق أهداف العدو تماماً مثل الطائرات المسيرة، والمروحيات، والطائرات ذات الأجنحة الثابتة، وحتى الأهداف الأرضية في حال كان سلاح الليزر موجهاً نحو مسار إطلاق طولي أو أفقي.
كما أن نظام الليزر المتكامل الذي تقدمه شركة "BluaHalo" مزود بنظام رصد ترددات لاسلكية يعرف بـ"SkyView"، وهي تقنية توفر القدرة على تتبع الطائرات المسيَّرة المعادية المدعومة بالذكاء الصناعي بدقة، وهو ما يمنح نظام "MADIS" إمكانية خلق فقاعة واقية حول المركبة في غضون دقائق، لاعتراض أي طائرات مسيَّرة، والسيطرة على تردداتها اللاسلكية، ومن ثم إجبارها على الهبوط أرضاً.