"إسرائيل" تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. ما مصير العراقيين العالقين في غزة بعد عزلها عن العالم؟
انفوبلس/تقرير
بعد أن سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الواقع على الحدود مع مصر في جنوب قطاع غزة، ظهرت تقارير تتحدث عن تلقي وزارة الخارجية العراقية ما يقارب 44 بلاغًا من مواطنين يخبرون بمحاصرة ذويهم من حملة الجنسية العراقية في غزة بعد زيارتهم للمدينة قبل الـ7 من أكتوبر 2023، فما مصيرهم؟ ولماذا يوجد بـ"فيتو إسرائيلي" ضدهم؟
* غزة أصبحت معزولة عن العالم
قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 7 مايو/ أيار 2024، إن قوات إسرائيلية سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الواقع على الحدود مع مصر في جنوب قطاع غزة، في وقت أظهرت فيه صور وفيديوهات تواجد آليات الاحتلال داخل المعبر، وذلك في وقت توقفت فيه حركة السفر وإدخال المساعدات.
جاء ذلك بعد أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفاً عنيفاً في محيط المعبر، بينما سُمعت أصوات اشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.
وبعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح بات الغزيون محاصرين من جميع جهات القطاع، بعد أن كان معبر رفح يعتبر الشريان الوحيد لهم للعالم الخارجي، الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية، ومن خلاله تدخل المساعدات لأكثر من مليوني إنسان.
دبابة إسرائيلية تقوم بتخريب معالم المعبر
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية، سيطرة الفرقة 162 مع اللواء 401 وجفعاتي على معبر رفح، ونشرت مشاهد لدبابة إسرائيلية وهي تقوم بتخريب معالم المعبر، فيما أظهرت اللقطات الأعلام الإسرائيلية ترفرف على المعبر الذي يربط مصر بقطاع غزة.
وأكد وائل أبو محسن، مدير الإعلام بمعبر رفح، توقفاً كاملاً لحركة السفر وإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح تزامناً مع توغل آليات إسرائيلية داخله، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
فيما قالت وزارة الخارجية المصرية إن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".
وعلق متابعون على مقاطع دخول الدبابات الإسرائيلية إلى المعبر، بالقول إن غزة أصبحت رسميا مطوقة بإحكام من كافة الجهات بعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح الذي كان يسمح بخروج ودخول بعض المسافرين والمرضى والفرق الطبية، وقد بدأ النزوح من رفح. ولكن النازحين لا يعرفون هذه المرة إلى أين يلجؤون "فالقصف في كل مكان والدمار في كل مكان والحصار من كل مكان ولا حدود لهم إلا السماء".
*مجموعة من الحقائق المهمة
ولفت ناشطون الانتباه إلى أن اقتحام قوات الاحتلال معبر رفح من الناحية الفلسطينية يقرر ويؤكد مجموعة من الحقائق المهمة: أولها أن إسرائيل خرقت وبشكل واضح اتفاقية السلام الموقعة بينها وبين مصر (كامب ديفيد 1979) كما خرقت وبشكل واضح أيضا الملحق الأمني الخاص باتفاقية فيلادلفيا 2005 وأخيرا اتفاقية المعابر 2005.
كما منعت "إسرائيل" الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح في قطاع غزة، وفق ما أفاد به ناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الثلاثاء.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان -اليوم الثلاثاء- إن الاجتياح الإسرائيلي لمعبر رفح جنوبي قطاع غزة يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
وبالنسبة لتحليلات كثيرة، فإن السيطرة على معبر رفح تُشكل مقدمة للسيطرة التدريجية على المدينة بشكل كامل ومحور فيلادلفيا مع مصر، وهو الأمر الذي تقول القاهرة إنه يتعارض مع اتفاقية كامب ديفيد.
*قصف عنيف على مدينة رفح
وسبق هذا التقدم لقوات الاحتلال، استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي محيط معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، فيما شهدت المنطقة سماع أصوات إطلاق نار واشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية، بحسب مراسل الأناضول.
والليلة الماضية، استُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين، جراء قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لعدد من المنازل في قطاع غزة، لاسيما مدينة رفح التي تشهد موجة تصعيد غير مسبوقة رغم التحذيرات الدولية.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الإثنين، بدء عملية عسكرية في رفح والمباشرة في تهجير السكان الفلسطينيين "قسراً" من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.
ويزعم الاحتلال أن مدينة رفح هي "المعقل الأخير لحركة حماس"، وتُصر إسرائيل على اجتياح المدينة، رغم تحذيرات دولية من تداعيات كارثية؛ لوجود نحو 1.5 مليون فلسطيني في المدينة، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح.
فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتفاع حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 34 ألفاً و789 شهيداً، إضافة إلى 78.204 مصابين.
وزارة الصحة الفلسطينية قالت، في بيان مقتضب، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، إن الاحتلال ارتكب 6 مجازر جديدة بغزة، راح ضحيتها 54 شهيداً، و96 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية. كما أشارت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
*مصير العراقيين العالقين في غزة
كشفت تقارير عربية نقلا عن وزارة الخارجية العراقية، عن وجود أكثر من 40 عراقيًا عالقًا في غزة، دون إمكانية لإخراجهم، بالرغم من تمكن العديد من الجنسيات الأخرى الخروج من غزة، فيما تتوقع الخارجية العراقية وجود "فيتو إسرائيلي ضد العراقيين هناك".
وقال المصدر في وزارة الخارجية العراقية الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، إن "الخارجية العراقية تلقت منذ بدء الأحداث في غزة ما يقارب 44 بلاغًا من مواطنين يخبرون بمحاصرة ذويهم من حملة الجنسية العراقية في غزة بعد زيارتهم للمدينة قبل الـ7 من أكتوبر 2023".
وأضاف، إن "دائرة القنصليات العراقية تلقت تلك البلاغات، وكل التفاصيل المتعلقة بالمحاصرين في غزة، سواء أكانوا عراقيين أم فلسطينيين ممن يحملون الجنسية العراقية، وعملت عبر السفارة العراقية في مصر على التواصل معهم في الداخل عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة أماكن تواجدهم وظروفهم".
وبين المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات، إن "السفارة العراقية في مصر أجرت اتصالات مكثفة مع الجانب المصري بهدف تنسيق إخراج العراقيين من غزة عن طريق معبر رفح"، مشيرا الى أن "الجانب العراقي لا يُمكِنه التواصل مع إسرائيل مباشرة، لذا يستعين بالجانب المصري لتنفيذ تلك المهمة".
وتوقع المصدر أن يكون هناك "فيتو" إسرائيلي يحول دون إخراج العراقيين من غزة، مشيرًا إلى أنه "خرج العشرات من حملة الجنسيات العربية والأجنبية وفق كشوفات يومية يصدرها الجانب المصري بعد موافقة الإسرائيليين على الأسماء، إلا أنه حتى اليوم لم يظهر اسم عراقي واحد في تلك الكشوفات".
ويحمل المئات من الفلسطينيين الجنسية العراقية وفق القانون رقم 43 لسنة 1963 والقانون رقم 5 لسنة 1975، لا سيما من الذين وُلدوا في العراق، ما عدا عرب 1948 الذين لم يتم تجنيسهم "لضمان حق العودة".
دخلت عملية "طوفان الأقصى" يومها الـ214، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، في المقابل يواصل الاحتلال حربه المدمرة على قطاع غزة، ويرتكب مزيدا من جرائم الحرب، وسياسة الحصار والتجويع.
"طوفان الأقصى" عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.