"إسرائيل" في قمة بغداد.. دعم فلسطين يناقضه تناغم مع رغبات الكيان المحتل في قمة "الهجوم على المقاومة"

انفوبلس..
بين حديث ودعوات رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، ورغبات ومطالبات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وجد الكيان الصهيوني ضالته في القمة العربية المنعقدة في بغداد حيث اتسمت بدعوات "روتينية" لدعم فلسطين، فيما احتوت مطالبات بالقضاء على المقاومة في اليمن وغزة.
عباس يجدد تبعيته للكيان
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والمعروف بانحياز مواقفه للاحتلال وعدائه الصريح لقوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، قال في حديثه خلال القمة العربية إن عمليات القتل والتهجير الإسرائيلية جزء من مشروع لتقويض حل الدولتين، فيما بين أن القضية الفلسطينية تتعرض لمخاطر وجودية ودعا إلى تبني خطة عربية لتحقيق السلام.
وتابع، إن "خطتنا لوقف الحرب تقوم على وقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل للاحتلال والإفراج عن المختطفين وإدخال المساعدات الإنسانية وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها في قطاع غزة وتخلّي حركة حماس عن سيطرتها وتسليمها وجميع الفصائل السلاح للسلطة الفلسطينية وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بغزة بإشراف عربي ودولي".
وأضاف، إنه "مَن يريد أن يكون جزءاً من الجسم الفلسطيني ككل لا بد من أن يعترف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني على أساس برنامجها السياسي والاعتراف وقبول الشرعية الدولية ونظام وسلاح شرعي واحد وغير ذلك لن نقبل أحداً داخل منظمة التحرير لا يلتزم بهذه الالتزامات".
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وإلى تمويل برامج الإصلاح والنهوض في الضفة الغربية والقدس في مواجهة احتجاز أموالنا"، مبينا، "رؤيتنا تستند أيضا إلى هدنة شاملة ووقف الإجراءات الأحادية من استيطان وتهجير، وندعو إلى إطلاق عملية سياسية في مدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين".
بيان حماس
في المقابل، دعت المقاومة الإسلامية حركة حماس، القمة العربية والعالم الحُر لوقف الإبادة في غزة وفرض عقوبات عاجلة على الاحتلال الفاشي.
وذكرت الحركة في بيان، "بينما تنعقد القمة العربية الرابعة والثلاثون اليوم في بغداد، يتعرض قطاع غزة لإحدى أبشع الهجمات الدموية، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين، مستهدفاً الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء والجرحى، وسط حصار خانق وانقطاع كامل للمساعدات".
ويشهد شمال غزة تحديداً حملة إبادة ممنهجة، مع تصعيد القصف الجوي والمدفعي، ما أجبر مئات العائلات على النزوح القسري من أماكن سكناها هرباً من الموت والقذائف، بحسب البيان.
وأضافت، إن "ما يجري هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان تُرتكب أمام أعين العالم الذي يقف عاجزاً، بينما يُذبح أكثر من مليونين ونصف المليون إنسان في القطاع المحاصر، وندعو القمة العربية لتحمل مسؤولياتها التاريخية، واتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان ورفع الحصار، وتنفيذ قرارات قمة الرياض القاضية بكسر الحصار وضمان إدخال المساعدات".
كما طالبت الحركة، بـ"فرض عقوبات عربية ودولية عاجلة على الاحتلال الفاشي ومحاسبة قادته كمجرمي حرب"، داعية "شعوب العالم وقواه الحرة إلى تصعيد حملة تضامن عالمية عاجلة لكشف جرائم الاحتلال وفضح سياسة الإبادة والتجويع".
اليمن بلا تمثيل حقيقي
على الجانب الآخر، رأى رئيس مجلس القيادة الرئاسي "غير الشرعي" في اليمن، والمقيم في السعودية، رشاد محمد العليمي، أنه يجب اتخاذ موقف عربي حازم لإنهاء تهديد الملاحة البحرية في المنطقة العربية.
وقال العليمي، خلال كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد اليوم السبت، إنه يجب على جماعة أنصار الله (الحوثيين) التخلي عن نهجها العنصري، ودعا إلى تنفيذ قرار الجامعة العربية بتصنيف جماعة الحوثي منظمة أجنبية إرهابية، وفق تعبيره.
وأضاف، إن "الشعب اليمني يخوض معركة وجودية ضد الحوثيين، معربًا عن تطلعه إلى قرارات حازمة لردعهم".
كما أشاد العليمي، بمصر بقيادة السيسي على ما وصفه بـ"التسهيلات الممنوحة لليمنيين الفارين من بطش الحوثيين والباحثين عن العلاج في البلد الشقيق".
فيما هنّأ سوريا على قرار رفع العقوبات الأمريكية، مشيدًا بجهود السعودية في هذا الصدد.
وختم العليمي حديثه بجملة تناقض جميع ما جاء فيه حيث أكد أن اليمن سيظل عمقا وسندا مخلصا لقضايا الأمة وشريكا في صون الأمن القومي العربي.
قمة الغياب
وشهدت القمة العربية في بغداد اليوم غياب أكثر من نصف قادة الدول العربية، وكان أبرز الغائبين: ملك السعودية وولي عهده ورئيس الإمارات وأمير الكويت ورئيس تونس ورئيس الجزائر وملوك (الأردن والبحرين والمغرب).
القمة عُقدت على وقع الصواريخ والطائرات والقنابل التي لم تتوقف على غزة وأبنائها، وجاءت كلمات أصحاب الجلالة والفخامة والسمو باهتة لم تزد المشهد إلا بؤساً.
إسبانيا تهاجم والعرب يدافعون
اللافت أنه في الوقت الذي صبّ فيه رئيس وزراء إسبانيا جامّ غضبه على إسرائيل وممارساتها الإجرامية في غزة، مؤكدا إعداد مشروع قرار بالجمعية العامة للأمم يطالب إسرائيل بوقف هجماتها والسماح بإدخال المساعدات لغزة، هاجم أمين عام جامعة الدول العربية جماعة أنصار الله بسبب انفرادها بالقرار في اليمن.
رئيس وزراء إسبانيا قالها صراحة: "فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يجري في غزة والضفة لا يمكن غض الطرف عنه في أوروبا والعالم".
أبو الغيط يكرر دوره المعتاد
أمين عام جامعة الدول العربية لم ينسَ أن يشيد بتاريخ الجامعة العربية العريق (8 عقود).
أبو الغيط كرر المكرر وقال إن متطرفي اليمين "الإسرائيلي" يمارسون إبادة جماعية ضد فلسطين، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة في الجامعة العربية.
وكالعادة امتلأت كلمة الأمين العام للجامعة العربية بالأخطاء اللغوية الفادحة.
كما هاجم أبو الغيط، أنصار الله، وقال خلال كلمته إن "جماعة الحوثي لا تزال تصرّ على مواصلة مسارها الذي جرّ على الشعب اليمني مواجهات وأهوال"، محذراً من أن الأوضاع الإنسانية والمعيشية في اليمن بلغت مستوى من المعاناة لا يمكن تصوره"، على حد قوله.
وأضاف أن "اليمن لن يشهد أي استقرار حقيقي ما لم تدرك جماعة الحوثي أن استمرار هذا النهج القائم على العنف والانقلاب أمر مستحيل".
مصر ورأيها العام
الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أمام قمة بغداد إنها تنعقد في ظرف تاريخي حيث تواجه المنطقة تحديات معقدة وظروفا غير مسبوقة، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمر بأشد مراحلها خطورة ودقة.
وقال إن الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية تهدف لإنهاء وجوده في قطاع غزة، لافتا إلى أنه تعرض لعملية تدمير واسعة بهدف تهجير أهله قسرًا.
وقال إن آلة الحرب الإسرائيلية لم تترك حجرًا على حجر ولم تترك طفلًا ولا شيخًا إلا واستهدفته.
وثمّن السيسي جهود ترامب الذي نجح في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار لم يصمد أمام العدوان المتجدد حسب قوله، مطالبا ترامب بالتدخل لوقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب أشهر المنصات الإعلامية المصرية، فإن ما خلصت إليه قمة بغداد وما جاء على ألسنة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو يؤكد مقولة سعد زغلول الشهيرة ( صفر+ صفر+صفر= صفر) في إشارة منه إلى أن العرب مجموعة أصفار.
أستاذ الفلسفة د.نصار عبد الله قال إنه لم يعول مطلقا على أي قمة عربية ، مذكّرا بقول الشاعر القديم: لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي.
وفي سياق المأساة الفلسطينية قال المستشار المصري حسن أحمد عمر الخبير في القانون الدولي إن التوقيت مناسب الآن ليوجه الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي عالمي إنذارا لحكومة نتنياهو بضرورة وقف حرب الإبادة على غزة والضفة خلال 24 مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، فإن لم تنفذ ذلك فيتم تكليف الجيش المصري بإدخال المساعدات الإنسانية بحماية الجيش المصري ويكلف الجيش بتوزيعها على سكان غزة.
وأضاف قائلا: "ولوقف هجمات أنصار الله على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والتي تؤثر سلبا على حركة السفن في قناة السويس ..فإن مصر تعلن تعليق حكم المادة الخامسة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومن ثم تمنع السفن والبضائع الإسرائيلية من المرور عبر قناة السويس ومضيق تيران وخليج العقبة حتى توقف إسرائيل جريمة الابادة الجماعية في فلسطين".