إيران إحدى أكبر ضحايا الإرهاب عبر تأريخ مؤلم وطويل.. 23 ألف شهيد أغلبهم على يد منظمة خلق
انفوبلس/ تقرير
أعادت الانفجارات التي حصلت بالقرب من قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي إيران، اليوم الأربعاء 3 يناير/ كانون الثاني 2024، أعادت النظر الى تاريخ الهجمات الإرهابية في الجمهورية الإسلامية والتي راح ضحيتها أكثر من 23 ألف شهيد أغلبهم على يد منظمة خلق.
*تفاصيل هجوم محافظة كرمان
ووقعت انفجارات إرهابية، اليوم الأربعاء 3 يناير/ كانون الثاني، بالقرب من قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي إيران راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد و140 جريحاً.
وتشهد محافظة كرمان مراسم وفعاليات إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد سليماني وسط إقبال على هذه الفعاليات من المناطق الإيرانية الأخرى كافة.
وأفاد التلفزيون الإيراني، بوقوع انفجار أول ثم انفجار ثان خلال المراسم قرب مسجد "صاحب الزمان" في محافظة كرمان حيث يرقد الشهيد قاسم سليماني، فيما وكالة الأنباء الإيرانية عن مصدر أمني مطلع قوله، إن "الانفجارَين في كرمان نجما عن تفجير عبوتين ناسفتين عن بُعد".
وفي وقت سابق، قالت وكالة "نور نيوز" شبه الرسمية، إن "عدة عبوات غاز قد انفجرت على الطريق المؤدي إلى المقبرة"، في حين نقل التلفزيون الإيراني عن مسؤول لم يسمّه أن انفجاري كرمان "هجوم إرهابي".
وفي أول رد رسمي، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، إن انفجاري كرمان مؤامرة جديدة سترد قواتنا عليها بشكل ساحق وعاجل. وبين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن "الانتقام ممن يقفون خلف الهجوم الإرهابي في كرمان حتمي وقطعي".
وأظهر التلفزيون الرسمي عمال الإنقاذ التابعين للهلال الأحمر، وهم يعالجون الجرحى في موقع الانفجار.
وقال رئيس الهلال الأحمر في إقليم كرمان، رضا فلاح، للتلفزيون الرسمي "فرق الاستجابة السريعة لدينا تقوم بإجلاء المصابين.. لكن هناك موجات من الحشود تسد الطرق".
وقالت هيئة الطوارئ الإيرانية، إن "حصيلة قتلى الانفجارين الإرهابيين قرب قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي إيران ارتفعت إلى 103 شهداء و141 جريحا".
ويتزامن هذا الانفجار مع الذكرى السنوية الـ4 لاستشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ورفاقهما، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.
* إيران "إحدى أكبر ضحايا الإرهاب"
رأى أمين لجنة حقوق الإنسان ومساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران كاظم غريب آبادي أن بلاده هي "إحدى أكبر ضحايا الإرهاب"، مشيراً الى أن طهران طالبت بغداد تسليمها 38 شخصاً متواجداً في إقليم كردستان.
وعلى هامش الجلسة الرابعة لمحاكمة العناصر والقيادات الرئيسية لمنظمة خلق، اعتبر غريب ابادي، أن "الإرهاب من الجرائم الكبرى التي تُرتكب بدعم من بعض الدول التي تدّعي المطالبة بحقوق الإنسان في العالم".
23 ألف شهيد على مدى سنوات طويلة من بينهم 17 ألفا منهم سقطوا على يد منظمة خلق
وأوضح أمين لجنة حقوق الانسان الايرانية، أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أكبر ضحايا الإرهاب، وقد استُشهد حتى الآن 23 ألف شخص بريء نتيجة الأعمال الإرهابية، و17 ألفا منهم استشهد على يد زمرة خلق الإرهابية".
في إشارة الى انعقاد محاكمة منظمة خلق، نوّه مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران الى أن "الغرض من إنشاء هذه المحكمة هو تحقيق العدالة"، لافتاً الى أنه "يجب اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية للتعامل مع أعمال الجماعات الإرهابية، لأن هذه الجماعات تتظاهر بجرائمها الإرهابية تحت ستار العمل السياسي وكأنها أنشطة حقوقية والتي ينبغي فضحها".
وأضاف غريب ابادي، إنه "من الأهداف المهمة لإقامة المحكمة هو جعل الأدلة والتوثيق عن الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية متاحة للدول والمنظمات الدولية"، مؤكداً على "ضرورة استخدام القدرات القانونية والقضائية لمحاكمة الجماعات الإرهابية، وأهمية متابعة الأحكام الصادرة وتنفيذها".
وأضاف غريب ابادي، إن "ملاحقة ومحاكمة الجماعات الارهابية لا تقتصر فقط على زمرة خلق الإرهابية، إنما ملاحقة الجماعات الإرهابية الانفصالية المتمركزة في إقليم كردستان العراق والتي تنسب نفسها الآن الى الشعب الكردي الشريف"، لافتا الى أنه "تمت مطالبة الحكومة العراقية بتسليم 38 عضواً منهم".
وفي إشارة الى أنه سيكون هناك المزيد من الملفات القضائية فيما يخص هذه الجماعات، ذكر غريب ابادي، أنه "تتم متابعة تحركات مجموعات مثل أنصار الفرقان وجيش الظلم التي ارتكبت أعمالاً إرهابية مؤخراً في مدينة راسك بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوبي شرق إيران على شكل دعوى قضائية".
وبخصوص تنفيذ أحكام المحكمة، صرّح غريب ابادي بأنه "على الرغم من أن هذه المحاكمة انعقدت متأخرة، إلا أنها كانت قراراً صائباً للغاية"، مردفاً أنه "لا يمكن عدم محاكمة شخص ما ارتكب جُرماً ما، وهرب الى الخارج ولذلك فمن الضروري عقد محكمة لمواجهة إفلات الإرهابيين والمجرمين من العقاب".
كما أكد أمين لجنة حقوق الانسان الايرانية على أن "إيران لديها الأدوات اللازمة لتنفيذ الأحكام الصادرة عن المحكمة"، موضحا بأنه "إذا تم إصدار أحكام قضائية ضد الارهابيين الذين تأويهم بعض الدول الآن، حينها لن تكون لهذه الدول الحجة بدعم هؤلاء الإرهابيين وأقلها طردهم من بلدانهم".
في آذار 2023، وبحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وقّع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني اتفاقا أمنيا مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، لتعزيز الأمن على الحدود بين البلدين.
الهدف الأول من الاتفاق هو تعزيز أمن المنطقة الحدودية مع إقليم كوردستان الذي تقول طهران إن المعارضين الكرد يشكلون تهديداً لأمنها.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي، في وقتها، أن الاتفاق الأمني المشترك يتضمن التنسيق في "حماية الحدود المشتركة بين البلدين وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدة".
وتعتبر منظمة "مجاهدي خلق" الموجودة في المنفى والمحظورة منذ عام 1981 في إيران، حيث تصفها السلطات بـ"الإرهابية"، منظمة معارضة منذ فترة طويلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد أُسست المنظمة في الستينيات للنضال ضد نظام الشاه، وواصلت حربها ضد الجمهورية الإيرانية، خصوصاً عبر التحالف مع المقبور صدام حسين في الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988.