إيران تدخل الصمت الانتخابي وعدد المرشحين يتقلص إلى أربعة.. 7 مفاتيح لفهم سير عملية الانتخابات الرئاسية
انفوبلس/ تقارير
دخلت إيران اليوم الصمت الانتخابي، وتوقفت جميع الدعايات للمرشحين الذي تقلص عددهم إلى 4 بعد انسحاب اثنين منهم، وسط ترقب لفتح صناديق الاقتراع يوم غد أمام أكثر من 60 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم. انفوبلس سلّطت الضوء على 7 مفاتيح لفهم سير عملية الانتخابات الرئاسية وكذلك فصلت أسباب الانسحابات وأبرز المتنافسين المتبقين وأوفرهم حظاً لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، مع ذكر أهم وعود وشعارات المرشحين واتجاهات التصويت بحال فشل أي من المرشحين في تحقيق الفوز بأكثر من 50% من أصوات الناخبين خلال الجولة الأولى.
صمت انتخابي وتوقف الدعاية
مع حلول الساعة الثامنة من صباح اليوم الخميس، انتهت فترة الدعاية للانتخابات الرئاسية الإيرانية بدورتها الـ14 ودخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي، على أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها بعد 24 ساعة.
ودعت المفوضية الوطنية للانتخابات، المرشحين والأحزاب والأوساط السياسية والشعب الإيراني، إلى وقف جميع الأنشطة الترويجية لصالح أو ضد أي من المرشحين، وحثت الناخبين على عدم حمل أي مواد ترويجية خلال يوم التصويت.
ويحق لحوالي 61 مليون مواطن التصويت غدا لاختيار رئيس جديد لإيران عن طريق التصويت المباشر للشعب، خلفاً للراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي في حادث تحطم مروحية يوم 19 مايو/ أيار الماضي.
وكانت الدعاية الانتخابية قد انطلقت في 12 من يونيو/ حزيران الجاري واستمرت 16 يوما، وقضاها المرشحون الستة - الذين اعتمدهم مجلس صيانة الدستور- في عرض برامجهم الانتخابية على شتى الصعد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لاسيما السياسة الخارجية.
انسحابات متعددة
مع بداية الصمت الانتخابي اليوم الخميس، انسحب المرشحان المحافظان أمير حسين قاضي زاده هاشمي وعلي رضا زاكاني، من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها غدا الجمعة في إيران، بينما دعا الرئيس السابق حسن روحاني إلى التصويت لصالح المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي أظهر استطلاع للرأي تقدمه في السباق نحو الرئاسة.
وأعلن هاشمي قرار الانسحاب عبر تغريدة في حسابه بمنصة "إكس" وبرر موقفه بدعم حظوظ المرشحين المحافظين في الانتخابات، وقال "حفاظاً على وحدة قوى الثورة واستجابةً لطلب المجلس الأعلى لإجماع قوى الثورة وبعض العلماء والحريصين، فقد انسحبت من مواصلة المسار. أرجو أن يتفق إخوتي الثلاثة الآخرون أيضا في الوقت المتبقي حتى تتقوى جبهة الثورة".
وبعد ساعات من قرار هاشمي، أعلن علي رضا زاكاني انسحابه من المنافسة أيضا.
وبانسحاب هاشمي وزاكاني تبقّى 4 مرشحين في سباق الرئاسة، ويتوقع مراقبون أن تقتصر المنافسة على 3 أسماء وهم المحافظان سعيد جليلي المفاوض النووي السابق، ومحمد باقر قاليباف الرئيس الحالي للبرلمان، إضافة إلى بزشكيان.
أبرز المتنافسين بعد الانسحابات
باتت القائمة النهائية التي أجازها مجلس صيانة الدستور لرئاسة البلاد تضم 3 مرشحين من التيار المحافظ هم: رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، ووزير الداخلية السابق مصطفى بورمحمدي، ، إضافة إلى مرشح وحيد للتيار الإصلاحي هو وزير الصحة السابق مسعود بزشكيان.
ويتوقع مراقبون أن تقتصر المنافسة على 3 أسماء وهم المحافظان جليلي المفاوض النووي السابق، وقاليباف، إضافة إلى الإصلاحي بزشكيان.
وعود وشعارات المرشحين
لطالما شكّل الاقتصاد والسياسة الخارجية أبرز هموم الناخب الإيراني ويتصدر الملفان وعود مرشحي الرئاسة بمعالجتهما.
ومن خلال متابعة الحملات الدعائية في إيران قبل الصمت الانتخابي، يتضح أن العقوبات الأميركية المفروضة على طهران حظيت باهتمام جميع المرشحين الذين وعدوا بالعمل على إلغائها أو إبطال مفعولها.
وفي السياق، أكد كل من المرشحين؛ المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، ونائبه الإصلاحي مسعود بزشكيان، وعالم الدين المحافظ المحسوب على التيار المعتدل مصطفى بور محمدي، إعطاء الأولوية لرفع العقوبات. بينما قلل المرشحون المحافظون الآخرون من أهمية تأثير العقوبات على الاقتصاد الوطني، مؤكدين "أن ثروات البلاد وطاقاتها أكبر من أن تتأثر بالعقوبات الغربية".
كما اختلف المرشحون الستة، للانتخابات المقررة يوم 28 يونيو/ حزيران الجاري، بشأن المفاوضات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، حيث يفضل قاليباف المناورة في المنطقة الرمادية، ويؤكد أنه يؤمن بالتفاوض مع القوى الغربية وفق الشروط الإيرانية.
بينما يُعد كل من بزشكيان وبور محمدي بالعمل على تعزيز علاقة بلادهما مع كل دول العالم ما عدا "الكيان الصهيوني" الذي لا تعترف به الجمهورية الإسلامية، ويبدو المرشح جليلي غير متحمس للعلاقة مع الدول الغربية، في حين يؤمن زاكاني بالعلاقة غير المتوازنة بين القوى الشرقية والغربية.
ما اتجاهات التصويت في الانتخابات؟
في حالة فشل أي من المرشحين في الفوز بأكثر من 50% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى (يوم الجمعة 28 يونيو/ حزيران)، تجري جولة الإعادة الجمعة التالية 5 يوليو/ تموز بين المرشحين الأعلى حصولاً على الأصوات في الجولة الأولى.
ويمثل الإقبال على التصويت أحد المعطيات التي ستكون تحت منظار المراقبة، في ظل الحديث عن انقسام في الرأي. إذ نشرت رويترز تقريراً يرصد وجود معسكرين؛ الأول شارك في الاحتجاجات الغاضبة المناوئة لحكام إيران في عام 2022، أما الثاني فهو مؤيد للحكومة المحافظة.
7 مفاتيح لفهم سير عملية الانتخابات الرئاسية
في النهاية، تنشر شبكة انفوبلس، سبعة مفاتيح رئيسية لفهم سير عملية الانتخابات الرئاسية في إيران وكما يأتي:
ـ وافق مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة تدقيق من رجال الدين ورجال القانون، على خمسة مرشحين من غلاة المحافظين ومرشح معتدل واحد.
ـ المجلس، الذي يفحص المرشحين حسب مؤهلاتهم السياسية والإسلامية، عبارة عن لجنة مكونة من 12 رجل دين عيّنهم الإمام الخامنئي، ورشحتهم السلطة القضائية ووافق عليهم البرلمان.
ـ للترشح لمنصب الرئاسة، يجب أن يكون المرشح من أصل إيراني ومواطن إيراني وشخصية سياسية أو دينية بارزة مع سجل لا تشوبه شائبة من التقوى والإخلاص للجمهورية الإسلامية.
ـ يمنع مجلس صيانة الدستور النساء من الترشح للرئاسة.
ـ يحق لجميع المواطنين الإيرانيين البالغين من العمر 18 عاما فما فوق التصويت في الانتخابات، مما يعني أن أكثر من 61 مليونا من سكان إيران البالغ عددهم أكثر من 85 مليونا مؤهلين للإدلاء بأصواتهم.
ـ سيتم فرز جميع الأصوات يدويا، لذلك لن يتم الإعلان عن النتيجة النهائية قبل يومين على الأقل لكن ربما تظهر النتائج الأولية قبل ذلك.
ـ إذا لم يحصل أي مرشح على 50 بالمئة من الأصوات بالإضافة إلى صوت واحد من جميع الأصوات التي تم الإدلاء بها، بما يشمل البطاقات التي لم يختر أصحابها أيا من المرشحين، فسيتم إجراء جولة ثانية بين المرشحَين اللذَين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.