اعتقال نتنياهو أقرب من أي وقت مضى.. إليك فرص الإطاحة بالحكومة الإسرائيلية بالتفصيل
انفوبلس/ تقارير
اتصالات مكثفة وتحركات من داخل الكيان وخارجه متمثلة بأميركا وذلك لمنع إصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان حكومته على خلفية الإبادة في غزة وارتكابهم جرائم حرب، في حين كشفت وسائل إعلام عبرية عن حالة من الخوف والتخبط في تل أبيب. فما هي فرص تطبيق هذه الأوامر وهل سيكون مصير نتنياهو مشابهاً لمصير "جزار البلقان" سلوبودان ميلوسيفيتش؟
*مذكرات دولية تُقلق نتنياهو
يواجه رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمة حقيقية على أكثر من صعيد، فاحتمال صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية يسبب له "توتراً غير طبيعي"، فيما تدفع معارضة الوزيرَين إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش، نتنياهو إلى تعطيل فرصة إتمام صفقة تبادل تلوح بالأفق.
وتحدثت القناة "12" الإسرائيلية الخاصة، أمس الأحد، عن استعدادات ومخاوف جدية في إسرائيل من احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال هذا الأسبوع، بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي.
من جانبها، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن نتنياهو خائف ومتوتر بشكل غير عادي من احتمال صدور مذكرة اعتقال في حقه من المحكمة الجنائية الدولية.
*أوامر اعتقال نتنياهو باتت مسألة وقت
يؤكد الإعلام العبري نفسه، أن نتنياهو يحاول الضغط بكل الطرق الممكنة، إذ أصبح صدور مذكرة الاعتقال مسألة وقت فقط.
وأوضح، أن نتنياهو أجرى اتصالات مكثفة، في محاولة للضغط على جميع الجهات المعنية، مع التركيز على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
على الصعيد ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تغريدة نتنياهو بشأن لاهاي أثارت غضب كبار المسؤولين في إسرائيل، الذين أوضحوا أن "أي بيان قد يؤدي إلى تعقيد الوضع المعقد أصلا".
وأضافت الهيئة، إن المسؤولين الإسرائيليين "اعتبروا تغريدة نتنياهو يمكن أن تفسر على أنها تهديد".
من جانبها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الحكومة والجيش يستعدان لقرار إصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت وهاليفي.
وأشارت إلى أن مذكرات الاعتقال قد تصدر في غضون أسبوع وفق التوقعات.
ووفقا لصحيفة معاريف، فثمة اعتقاد بأن صدور مذكرة الاعتقال مسألة وقت وقد تشمل مع نتنياهو وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان العامة هرتسي هاليفي.
*فرص تطبيق أوامر الاعتقال
وعن فرص تطبيق أوامر اعتقال نتنياهو وأركان حكومته، رجّحت القناة "12" العبرية، أن "يتحقق هذا السيناريو الذي جرى اجتماع بشأنه في مكتب رئيس الوزراء خلال الأسبوع المقبل، عندما سيتم إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت وهاليفي، في ظل الحرب في غزة".
وتابعت، "في اجتماع عاجل عُقد قبل نحو أسبوعين في مكتب رئيس الوزراء، أُثيرت مخاوف جدّية بشأن احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحق قادة أمنيين وسياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى".
وبحسب القناة "من المرجح إصدار مذكرات الاعتقال المتوقعة على خلفية الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، إضافة إلى تصريحات دولية بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، بالإشارة إلى الحرب المدمرة على غزة وانتهاكات اتفاقية جنيف الرابعة (بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب والموقَّعة في 1949)".
وأشارت إلى أن "المختصين ورجال القانون الذين حضروا الاجتماع الطارئ المحدود بمشاركة وزراء: الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والعدل ياريف ليفين، والخارجية إسرائيل كاتس، حاولوا عرقلة القرار عبر بعض الإجراءات العاجلة في اللحظة الأخيرة أمام المحكمة نفسها وأمام جهات سياسية نافذة، لكن يبدو أن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها".
*القضية تختلف عن قضية العدل الدولية
يذكر أن القضية الماثلة أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في غزة منفصلة عن قضية الإبادة الجماعية المقامة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي أيضا.
ومحكمة العدل الدولية تابعة للأمم المتحدة وتعالج النزاعات بين الدول بينما تركز الجنائية الدولية على المسؤولية الجنائية الفردية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي سقط أكثر من 112 ألفا بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، كما خلف العدوان دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ومنذ 17 عاما، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.
*استنجاد إسرائيلي عاجل بأميركا
عقب ذلك، دعا مسؤول إسرائيلي الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق مسؤولين إسرائيليين؛ بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" بحق الفلسطينيين، حسب إعلام عبري، الاثنين.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، توفر إدارة بايدن دعما قويا لتل أبيب على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، الاثنين، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِّه قوله، إنه "لا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية (مقرها بمدينة لاهاي في هولندا) التحرك ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار ضباط الجيش دون دعم علني أو تكتيكي من الولايات المتحدة".
ودعا المسؤول الإسرائيلي الرئيس الأمريكي إلى التحرك، تساءل المسؤول الإسرائيلي: "أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من المحتمل إلقاء إسرائيل تحت الحافلة؟"، في إشارة إلى احتمال إصدار مذكرات الاعتقال.
بينما قال موقع "والا" الإخباري العبري، في وقت سابق، إن الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، ليست من بين الـ124 دولة الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكنها تشارك في جهود لعرقلة إصدار مذكرات الاعتقال.
*هل تتكرر تجربة سلوبودان ميلوسفتيش؟
سلوبودان ميلوسوفيتش ويلقب بـ"جزار البلقان" هو زعيم صربي وًلد يوم 20 أغسطس/آب 1941، تولى السلطة لسنوات وقاد حملات تطهير عِرقي واسعة في دول البلقان، انتهت بالإطاحة به وتسليمه إلى المحكمة الخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة (مقرها لاهاي)، وفي 11 مارس/آذار 2006 عُثر عليه ميتا في زنزانته.
وفي كلمة سابقة له، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفه بأنه “سفاح غزة”، كما توعده بملاقاة مصير الرئيس الصربي السابق، سلوبودان ميلوسيفيتش.
وقال: "سيأتي اليوم الذي يحاكم فيه سفاح غزة نتنياهو، مثلما تمت محاكمة الرئيس الصربي السابق، سلوبودان ميلوسيفيتش، لارتكابه جرائم حرب” خلال النزاع البوسني في تسعينيات القرن الماضي".
من جانبه، قال المحامي والأكاديمي الأمريكي البارز في مجال حقوق الإنسان فرانسيس بويل إن هناك احتمالا كبيرا بأن تكسب جنوب إفريقيا دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل لدى العدل الدولية.
وأكد فرانسيس بويل خلال مقابلة مع "الأناضول" حول جدوى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة لاهاي، إمكانية أن يكون لذلك "عواقب وخيمة" على تل أبيب.
الجدير بالذكر أن بويل ساهم في إعداد لائحة الاتهام ضد الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش المتهم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، ما دفع العديد من المراقبين العالميين إلى التنبؤ بأن قضية ميلوسيفيتش ستتكرر على نتنياهو قريبا.