"الأسد الصاعد" يسقط... وإيران تغيّر معادلات الأمن الإسرائيلي

إيران تحكم المعركة
انفوبلس..
أطلق رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية العسكرية ضد إيران اسم "الأسد الصاعد"، مستنداً في ذلك إلى آية توراتية تقول: "ينهض كشبل، ويتشامخ كأسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة". لكن سرعان ما تبيّن أن هذا "الأسد" لم يكن سوى وهم، بعد أن ردّت طهران بسيل من الصواريخ الدقيقة التي وصلت إلى عمق المدن الإسرائيلية.
الضربات الإيرانية التي استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية داخل الأراضي المحتلة، شكّلت نقطة تحوّل في قواعد الاشتباك، وأسقطت مبدأي العقيدة الأمنية الإسرائيلية: الحرب الاستباقية ونقل المعركة إلى أرض الخصم، بحسب محللين عسكريين.
وبحسب هؤلاء، فإن العملية الإسرائيلية التي هدفت إلى شلّ قدرات إيران وفرض معادلة ردع مسبق، فشلت في تحقيق أهدافها، ودفعت طهران إلى تنفيذ ردّ مباشر ومنسق أظهر قدرتها على امتصاص الضربة الأولى والمبادرة بضربة مؤلمة، أوجعت الداخل الإسرائيلي عسكرياً ونفسياً.
لم تعد إسرائيل الطرف الوحيد القادر على إلحاق الضرر بخصومه، بل باتت مدنها – مثل تل أبيب وحيفا وبات يام – مكشوفة ومهددة، ما أدى إلى تآكل ثقة المستوطنين بالأمن الداخلي، وتصدّع الأساس النفسي لشرعية الدولة أمام جمهورها.
وبرغم تفوّق سلاح الجو الإسرائيلي تقنياً، إلا أن هذا التفوّق لم يحمِ الجبهة الداخلية، ولم يحقق "ردعاً شاملاً"، خاصة في ظل تنامي قدرات الرد الإيراني.
هكذا، دخلت إيران مرحلة "الردع المؤلم المتبادل"، وأرغمت تل أبيب على القبول بحرب لم تعد فيها قادرة على ضمان أمنها، بعدما باتت تدفع ثمناً حقيقياً على الأرض، في الأرواح والمنشآت والمواقع الحيوية.