الأقوى منذ قرن وتوقعات هوغربيتس "غريبة".. زلزال "مدمر" يضرب المغرب ويخلف مئات الضحايا
انفوبلس/..
لا تزال الزلازل والهزات الأرضية تهدد العديد من البلدان لاسيما تلك القريبة من البحار أو المناطق الساحلية، وبالفعل ما حدث مع تركيا وسوريا في السابق تكرَّرَ هذه المرة مع دولة عربية.
دولة المغرب، والتي تقع في أقصى شمال أفريقيا، ومتمركزة في أقصى الشمال الغربي لأفريقيا على أبواب أوروبا، وخلال وقت متأخر من أمس الجمعة، ضربها زلزال بقوة 7 درجات هزَّ عدة محافظات وتسبب بوفاة وإصابة قرابة 550 شخصاً.
بدوره، أكد مركز رصد الزلازل الأورومتوسطي، أن زلزالاً بقوة 7 درجات هزَّ المغرب.
وذكر المركز أن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات، وعلى بعد 77 كم جنوب غرب مراكش و60 كم غرب أوكايمدن.
فيما أشارت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن الزلزال وقع على عمق 18.5 كيلومتر.
الأقوى منذ قرن
رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب ناصر جابور، أكد اليوم السبت، أنها المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب.
المسؤول المغربي قال إن الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز تكون أقل قوة وقد لا يشعر بها السكان.
وأوضح، أن الهزة التي حدد مركزها بجماعة إيغيل (80 كلم جنوب غرب مدينة مراكش)، تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم.
وأضاف إن "الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها حول 6 درجات"، مشيرا إلى أن "الهزات الارتدادية تكون عموما أقل قوة من الهزة الرئيسية".
وبحسب المسؤول، فإن: "الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال".
عدّاد الموت يحصد أرواح المغاربة
وزارة الداخلية المغربية، أعلنت، في بادئ الأمر، مصرع 296 شخصا على الأقل وإصابة 153 جراء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب غرب مراكش.
وذكر المعهد الوطني للجيوفيزياء، في بيان مقتضب أن قوة الزلازل بلغت 7 درجات وأنه وقع حوالي الساعة الحادية عشرة مساء الجمعة، وقال إن مركز الزلزال كان في إقليم الحوز جنوب غرب مراكش، على عمق 8 كيلومترات.
وأضاف، أن هذا الزلزال مختلف عن غيره، إذ إن الزلازل التي وقعت سابقا كانت لا تزيد قوتها على 3 أو 4 درجات، ويكون مركزها عادة في عمق البحر ولا يشعر بها سوى سكان المناطق الساحلية.
إلا أن أعداد الضحايا ارتفعت بصورة كبيرة، حيث أعلنت وزارة الداخلية المغربية، مقتل 632 شخصاً وإصابة و329 آخرين، جراء الزلزال.
وذكرت الوزارة في بيان نقتله وكالة الأنباء الفرنسية، إن حصيلة أولية أسفرت عن وفاة 296 شخصاً بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش و ورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت"، مضيفة أن أكثر من 150 مصاباً "تم نقلهم إلى المستشفيات"، مشيرة إلى أن السلطات "سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار".
وأظهرت مقاطع مصورة بُثَّت على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، المعروفة سابقا باسم تويتر أشخاصا يهرولون إلى الشوارع وأبنية تهتز.
من جانبها، أفادت القناة الأولى المغربية (حكومية)، بأن الزلزال خلّف خسائر مادية بعدد من مدن المملكة.
وتسبب الزلزال في انهيار أبنية سكنية في مدينة مراكش (جنوب)، بينها صومعة أحد مساجد المدينة.
وفي 24 شباط/ فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن 628 قتيلا وأضرار مادية جسيمة.
مبانٍ تاريخية دمرها الزلزال
فيما حُدِّد مركز الزلزال جنوب غربي مدينة مراكش السياحية، على بعد 320 كلم جنوب العاصمة الرباط. ووقع بعيد الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي (22,11 ت غ).
وأفاد مسؤول بالمنطقة أن معظم الوفيات وقعت في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها. كما أدى الزلزال إلى تدمير عدد من المباني، ودفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم في حالة من الذعر.
وذكر سكان في مراكش ـ أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال ـ أن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وعرض التلفزيون المحلي صوراً لسقوط مئذنة مسجد، وتناثر الأنقاض على سيارات مهشّمة.
هلع المواطنين جراء الزلزال
فيما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم، إن الناس في العاصمة الرباط، على بعد حوالي 350 كيلومتراً شمالي إيغيل، حيث وقع الزلزال، وفي بلدة إمسوان الساحلية على بعد حوالي 180 كيلومتراً إلى الغرب، فرّوا من منازلهم خوفاً من حدوث زلزال أقوى.
قال عبد الحق العمراني (33 عاماً)، وهو من سكان مراكش، لوكالة الأنباء الفرنسية: "حوالي الساعة 23,00 شعرنا بهزة عنيفة جداً، وأدركتُ أنه زلزال، رأيت مباني تتحرك، ثم خرجتُ ورأيت أشخاصاً كثيرين في الخارج، كان الناس جميعاً في حال صدمة وذعر، كان الأطفال يبكون والأهل في ذهول".
وأضاف: "انقطعت الكهرباء عشر دقائق، وكذلك شبكة (الهاتف) لكنها عادت، الجميع قرر البقاء خارجاً".
وأظهرت صور نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي إصابة شخصين جراء انهيار جزء من مئذنة ساحة جامع الفنا الشهيرة في مراكش.
وقال فيصل بدور (58 عاماً)، وهو من سكان المدينة "كنتُ في طريقي إلى المنزل عندما وقع الزلزال. راحت سيارتي تتمايل لكني لم أتخيل أبداً أنه زلزال"، وتابع "توقفت وأدركت الكارثة، كان ما حدث خطيراً جداً، شعرت بأنه نهر يفيض بعنف، كان الصراخ والبكاء لا يطاقان".
بدوره قال أحد سكان الصويرة، الواقعة على بعد 200 كلم غرب مراكش، لوكالة الصحافة الفرنسية "سمعنا صرخات في وقت الزلزال. الناس في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجاً. ثمة أجزاء سقطت من الواجهات".
وشعر بالزلزال أيضاً سكان مناطق عدة في غرب الجزائر المجاورة، لكن الدفاع المدني الجزائري قال إنه لم يتسبب في أي أضرار أو إصابات.
وفي 24 فبراير/ شباط 2004، ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 درجة على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كلم شمال شرق الرباط، وأسفر عن 628 قتيلاً وعن أضرار مادية جسيمة.
وفي 29 فبراير/شباط 1960، دمر زلزال مدينة أكادير، الواقعة على الساحل الغربي للبلاد مخلفاً أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.
تحذير
بدورها، قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الزلازل بهذا الحجم في المنطقة غير شائعة ولكنها ليست غير متوقعة والعديد من المساكن في منطقة زلزال المغرب معرّضة للاهتزاز.
وأضافت الهيئة: "من المعروف أن الزلازل الكبيرة في جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط تنتج الكثير من التسونامي الكبيرة والمدمرة، وأحد الزلازل التاريخية الأكثر بروزا داخل المنطقة هو زلزال لشبونة في 1 نوفمبر 1755، الذي قُدِّر حجمه من البيانات غير الآلية بنحو 8.0".
وتابعت: "يعتقد أن زلزال لشبونة عام 1755 قد وقع داخل أو بالقرب من صدع تحويل جزر الأزور وجبل طارق، الذي يحدد الحدود بين الصفائح الإفريقية والأوراسية قبالة الساحل الغربي للمغرب والبرتغال".
توقعات عالم الزلازل "الشهير"
بالتزامن مع حدوث أية هزة أرضية في أي مكان من الأرض، يعاود اسم عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس في الظهور مجددا، خاصة إذا كان قد تنبأ بتلك الهزة التي حدثت قبلها بأيام.
وكالعادة يتردد اسمه الآن بالتزامن مع الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب فجر اليوم السبت.
فمنذ أيام قليلة، غرّد العالم الهولندي المثير للجدل على حسابه في "إكس" (تويتر سابقا) قائلا: "اليوم يتقارب اقترانان كوكبيان مع عطارد والزهرة مع اقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس. وفي 6 سبتمبر، حدث تقارب آخر مع عطارد والزهرة. أتوقع مجموعة من الهزات القوية قريبًا. 5 إلى 7 سبتمبر".
ومنذ نحو أسبوعين، كان عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس عاد لتحذيراته المرعبة، حيث حذّر من زلزال قد تتخطى قوته الـ8 درجات على مقياس رختر، وذلك بسبب الاصطفاف بين الأرض وكل من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين.
وحذر هوغربيتس من أن الأرض تتحرك ببطء بين المريخ ونبتون، مؤكداً أنه كان قد أشار إلى هذه الهندسة منذ نوفمبر الماضي. وتوقع نشاطا زلزاليا ضخما وفرصة لحدوث هزة أرضية عنيفة قد تتخطى الـ8 درجات، بحسب مستويات الضغط التكتوني.
وأضاف في إحدى النشرات التي يقدمها بانتظام وينشرها على موقع الهيئة الجيولوجية التي يتبعها SSGEOS، قال إنه يمكن أن تؤدي الهندسة القمرية مع المريخ ونبتون إلى زلزال قوي في الأيام القليلة المقبلة. ومن المحتمل أن تؤدي الهندسة القمرية في حوالي 29 من الشهر الحالي (أغسطس) إلى زيادة النشاط الزلزالي، مشيراً إلى أن "هندسة القمر تتسبب عادة بحدث زلزالي كبير.. ومن الصعب تحديد المنطقة التي ستتعرض للنشاط الزلزالي".
وأضاف بالقول: "إذا حدث ذلك خلال الـ24 ساعة القادمة أو الأسابيع القليلة المقبلة، فسيكون الخامس من حيث الحجم خلال 20 عامًا.. لذلك فهو ليس مجرد حدث زلزالي".
وقد تسببت تحذيرات هوغربيتس المتكررة في حالة من الهلع حول العالم، خاصة بعد أن تنبأ عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل على مدار الأسابيع القليلة الماضية، وربط بين تنبؤاته وبين تحركات الكواكب واصطفافها، أهمها كان توقعه بالزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي التركية في 6 فبراير الماضي والذي تسبب في سقوط أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين. وقد توقع هوغربيتس وقوع ذلك الزلزال قبلها بثلاثة أيام.
ويؤكد العلماء أنه لا يمكن بأي طريقة التنبؤ بوقوع الزلازل والهزات الأرضية.