الانتخابات الإيرانية في سطور.. أكثر من 24 مليون مشارك ومرشحان بالنهائي وجولة ثانية للحسم
انفوبلس/ تقارير
بعد إغلاق صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية الإيرانية الـ14 أمس الأول، واللجوء إلى جولة ثانية تُعقد يوم الجمعة المقبل، سلّطت انفوبلس الضوء على المجريات التي انتهت بها هذه الجولة، حيث شهدت مشاركة أكثر من 24 مليون ناخب بنسبة بلغت 40% نتج عنها تصدر المرشحَين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي النتائج، فضلا عن تفاصيل أخرى سيتم تناولها في سياق التقرير أبرزها قراءة تفصيلية للجولة الثانية والمرشح الأقرب للظفر بالرئاسة.
صمت انتخابي
صباح الخميس الماضي، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في إيران، عن انتهاء فترة الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، على أن تتوقف كافة النشاطات ذات الصلة، وذلك استعداداً لخوض الاستحقاق الانتخابي المقرر الجمعة 28 يونيو.
وأهابت اللجنة الانتخابية، بجميع المرشحين وأنصارهم، والأحزاب والتيارات السياسية وعامة المواطنين، بالتوقف عن كافة النشاطات الدعائية مع بدء فترة الصمت الانتخابي حيز التنفيذ.
بدء الانتخابات
صباح يوم الجمعة، أعلن وزير الداخلية الايراني أحمد وحيدي، عن انطلاق عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الـ14، عند الساعة الثامنة صباحا حسب التوقيت المحلي (الرابعة والنصف فجرا بتوقيت غرينتش) في مراكز الاقتراع على صعيد البلاد وخارجها.
وقال أمين لجنة الانتخابات الوطنية والمتحدث باسمها محسن إسلامي، إن عدد مراكز الاقتراع داخل الجمهورية الإسلامية، تبلغ 58 ألفا و 640 مركزا، منها 34 ألفا و 522 في المدن، و 24 ألفا و 118 في القرى والأرياف، بينما يبلغ عدد مراكز الاقتراع في الخارج 345 مركزا لدى أكثر من 95 دولة.
وأضاف إسلامي، أن عدد مراكز الاقتراع الثابتة تبلغ 43 ألفا و 425، فيما يبلغ عدد المراكز المتنقلة 15 ألفا و 215 مركزا.
تمديد التصويت وإغلاق مراكز الاقتراع
سارت الانتخابات الإيرانية بانسيابية عالية، حتى أُغلقت الجمعة عند منتصف الليل مراكز الاقتراع بعد أن مُدّدت عمليّات التصويت نتيجة الإقبال الكبير من قبل الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الـ 14.
ومدّدت وزارة الداخليّة الإيرانية عمليّات التصويت التي كان مقرّرا أن تنتهي عند الساعة السادسة مساء الجمعة ثلاث مرّات، لمدّة ساعتين في كلّ مرّة. ولم تُدلِ السلطات بأيّ معلومات في البداية حول نسبة المشاركة.
جولة إعادة
بعد التمديد ثم الإغلاق، قالت وزارة الداخلية الإيرانية إن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ سعيد جليلي سيخوضان جولة الإعادة، بعد حصولهما على أعلى عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وقال محسن إسلامي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، "لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة من الأصوات، وبالتالي فإن المتنافسين الأول والثاني اللذَين حصلا على أكبر عدد من الأصوات سيُحالان إلى مجلس صيانة الدستور" للجولة الثانية المقرر إجراؤها في الخامس من يوليو/ تموز.
يذكر أنه من بين الانتخابات الرئاسية الـ13 السابقة التي شهدتها إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، لم تشهد الانتخابات سوى جولة إعادة واحدة في عام 2005.
مَن تصدر بالأرقام؟
لم يحصل أي من المرشحين على 50 في المئة من الأصوات بعد فرز أكثر من 24 مليون بطاقة اقتراع، بحسب وزارة الداخلية.
وقد تقدم مسعود بزشكيان بأكثر من 10 ملايين صوت، على منافسه جليلي الذي حصد أكثر من 9.4 مليون صوت، وفقا للنتائج الأولية التي أصدرتها الوزارة.
وقد جاء في المركز الثالث رئيس مجلس الشورى المحافظ محمد باقر قاليباف، بحصوله على أكثر من مليوني صوت، فيما حصل رابع المرشحين، مصطفى بور محمدي، رجل الدين المحافظ، على أقل من 200 ألف صوت.
نسبة المشاركة
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية نحو 40 في المئة، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية التي نشرتها السبت.
وكتبت صحيفة سازاندغي الإصلاحية الإيرانية اليومية على صفحتها الأولى "عاش الأمل"، فيما أشادت صحيفة إيران اليومية التي تديرها الدولة بالإقبال القوي.
وبحسب لجنة الانتخابات الإيرانية، فقد بلغ عدد المشاركين في التصويت أكثر من 24 مليوناً.
وكانت نتائج أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "ملت" التابعة لمركز البحوث البرلماني الإيراني، ونُشرت الأربعاء الماضي، أشارت إلى أن نسبة من قرروا المشاركة القطعية في الانتخابات تبلغ 45.7%، فيما نسبة المترددين تصل إلى 31.6%، و22.6% أكدوا عدم مشاركتهم فيها.
قراءة تحليلية للجولة الثانية
كما أسلفنا، سيخوض المرشحان للرئاسة الإيرانية، المحافظ سعيد جليلي، والإصلاحي مسعود بازشكيان، جولة انتخابات ثانية، الجمعة، بعدما لم يتمكن أي منهما من حصد أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
ورأى محللون سياسيون، أن الطرف الذي سيجذب المزيد من الأصوات التي لم تشارك في الجولة الأولى من الانتخابات، سيمتلك الفرصة الأكبر لتحقيق الانتصار.
وبهذا الصدد قال المحلل السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، "لو التفَّ المحافظون منذ البداية حول مرشح واحد، لتمكنوا من الفوز بالانتخابات بكل سهولة وتحقيق نسبة أكثر من 50 بالمئة، ويمكن التأكد من ذلك بجمع أصوات جليلي وقاليباف".
وأضاف، إن "هناك نسبة من الإيرانيين لم يشاركوا في الانتخابات، وهذه الأصوات الرمادية يمكن أن تشارك في الجولة الثانية، موضحا: "هؤلاء إما سيختارون التصويت لجليلي أو بازشكيان، ومن كان أنجح في جذب هذه النسبة له، فسيكون الرئيس المقبل".
لكنه أوضح: "لو استمرت نسبة المشاركة كما هي (حوالي 40 بالمئة)، فسينتصر جليلي بحكم أنه سيحصد أصوات أنصار قاليباف"، مضيفًا: "ستكون الأيام المقبلة مصيرية للإصلاحيين والمحافظين، وستكون المنافسة قوية ومحتدمة".
مَن الأقرب؟
وفي هذا الصدد، واصل المحلل الإيراني، شاوردي، حديثه قائلا: "حتى الآن لا أعتقد بأن هناك من يمكنه التكهن بشكل دقيق بالفائز. سيكون الدافع قويا للإصلاحيين، وسيشاركون بقوة لدعم بازشكيان".
واستطرد: "لو كانت لديهم شكوك جعلتهم لا يشاركون في جولة الانتخابات الأولى، فهذه الشكوك زالت وباتوا يشعرون بأنهم على بعد خطوات قليلة من الفوز، وهذا دافع قوي سيتسبب في تصويتهم بشكل كبير".
من جانبه، قال المحلل السياسي جعفر الهاشمي، إن الجولة الثانية ستجعل التنافس "أكثر احتداما، ليس بين المتنافسين كأفراد، بل بين التيارين، مما يدفع كل التيار الإصلاحي لتوحيد صفوفه"، في إشارة إلى الانقسام الذي شهدته الجولة الأولى.
وفي السياق ذاته، أكد شارودي أن هناك نسبة كبيرة من المحافظين كانت قد امتنعت عن التصويت في الجولة الأولى، مشيرًا إلى أن الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي كان قد حصل على نحو 19 مليون صوت وفاز بالانتخابات من أول جولة، من بين إجمالي أصوات وصل نحو 23 مليون ناخب.
وتابع: "حصد جليلي وقاليباف حوالي 14 مليون صوت فقط، وبالتالي هناك نسبة كبيرة لم تشارك، وحال أقنعهم التيار المحافظ بالتصويت، فستكون هناك فرصة كبيرة لحصد الرئاسة".
ويشترط القانون الإيراني أن يحصل الفائز على أكثر من 50 في المائة من مجموع الأصوات المدلى بها.. وإذا لم يحدث ذلك، يخوض أكثر مرشحَين اثنين فوزا بالأصوات في السباق جولة إعادة بعد أسبوع. وهذا ما سيحدث بعد أن انحصرت المنافسة بن جليلي وبزشكيان فقط نتيجة تصدرهما نتائج الانتخابات.