الجولاني يسعى لاستعادة السيطرة على سجون قسد.. هل يريد استعمال آلاف التكفيريين ضد العراق؟

الجماعة الكردية ترفض
الجولاني يسعى لاستعادة السيطرة على سجون قسد.. هل يريد استعمال آلاف التكفيريين ضد العراق؟
انفوبلس/..
يسعى أحمد الجولاني (الشرع) بكل قوته السيطرة على السجون الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتي تضم 15 ألف إرهابي من تنظيم داعش الإجرامي، وسط مخاوف من مخططات تستهدف العراق من خلال إخراج هؤلاء السجناء وزجّهم في البلاد وإحداث الفوضى الأمنية.
وتسيطر قوات قسد على مناطق شاسعة شرقي نهر الفرات في سوريا منذ سنوات طويلة، وتضم هذه المناطق عدة سجون بداخلها الآلاف من عناصر داعش، وسط تساؤلات حول إمكانية تسليم هذه السجون للإدارة السورية الجديدة في دمشق، كجزء من حل أوسع نطاقا للملف الكردي في سوريا.
وقال مدير الإعلام بوحدات حماية الشعب، سيامند علي، في تصريح صحافي، إن المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية شمال شرق سوريا تضم 26 سجنا، ويقدر أعداد السجناء فيها بنحو 12 ألف سجين من عناصر تنظيم داعش من جنسيات مختلفة.
*"لا نفكر في تسليم الملف لأي جهة"
وتابع، "الأوضاع الحالية في الشام (دمشق) غير ملائمة وغير واضحة المعالم، حيث لم تجر الانتخابات ولم يتم انتخاب برلمان وتشكيل حكومة جديدة في سوريا كما وأن ملامح الحكومة الجديدة لم تتضح بعد لحد الآن، لذلك فإننا في الوقت الحاضر لا نفكر في تسليم هذا الملف لأي جهة".
ويذكر، أن الإدارة الذاتية للأكراد تمتد في شمال وشرق سوريا، وأُنشئ فيها ما يشبه الحكم الذاتي، وتسيطر على هذه المناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيّاً، وتشمل أجزاء من محافظات الحسكة والرقة وحلب ودير الزور.
وشاركت قسد في الحرب على داعش منذ نحو عقد من الزمان، واستمرت بضم الأراضي التي تخرج عن سيطرة التنظيم إلى إدارتها.
ويقبع في سجون قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكري للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا، آلاف المعتقلين المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، بينهم مئات الأجانب من جنسيات متعددة.
*أعداد المحتجزين
ومنذ إعلان قسد دحر داعش جغرافيّاً من آخر معاقله في عام 2019، تحتجز الإدارة الذاتية قرابة 56 ألف شخص بينهم ثلاثون ألف طفل في 24 منشأة احتجاز ومخيّمَين هما الهول وروج في شمال شرق سوريا.
وفي إحصائية نشرتها قبل نحو 5 أعوام وكالة فرانس برس، يقبع في سجون قسد نحو 12 ألف عنصر من التنظيم، بينهم 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة. والآلاف من هؤلاء اعتُقلوا خلال معركة في بلدة الباغوز بشرق سوريا قبل نحو 6 سنوات.
*التوزيع الجغرافي
ويقع سجن غويران في مدينة الحسكة، وهو من أكبر السجون التي تديرها قسد، واندلعت فيه أعمال شغب قبل نحو 5 سنوات، ويؤوي نحو خمسة آلاف موقوف، بينهم أجانب من جنسيات مختلفة.
وتُدير قسد أيضا سجن جركين في القامشلي، وسجن ديريك (المالكية)، وسجن الشدادي في الحسكة، بالإضافة لمراكز اعتقال في الرقة ودير الزور.
ويذكر أن مخيم الهول يقع في ريف الحسكة، ويضم عائلات مقاتلي داعش الإجرامي، بما في ذلك نساء وأطفال.
وتُعد هذه السجون مصدر قلق أمني إقليمي ودولي، نظراً لخطر إعادة تنظيم وتجنيد مقاتلي داعش من داخلها.
*موقف الإدارة الجديدة
قال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الملقب بأبو محمد الجولاني، الأحد، إن كل الأسلحة في البلاد ستخضع لسيطرة الدولة بما فيها سلاح القوات التي يقودها الأكراد، وذلك أثناء زيارة وزير الخارجية التركي هاكانفيدان.
وقال الجولاني خلال مؤتمر صحفي مع فيدان في دمشق "ستبدأ الفصائل بالإعلان عن حل نفسها والدخول تباعاً" في الجيش.
وأضاف: "لن نسمح على الإطلاق أن يكون هناك سلاح خارج الدولة سواء من الفصائل الثورية أو من الفصائل المتواجدة في منطقة قسد"، مستعملا الاسم المختصر لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.
وأشار إلى أن إدارته ستعلن، خلال أيام، الهيكل الجديد لوزارة الدفاع والجيش السوري، كما أنه يؤكد دائما سعيه للسيطرة على السجون التي تديرها قسد. لكن الأخيرة رفضت مراراً هذه المحاولات.