الصحفي اللبناني رامي نعيم يدفع ثمن تحريضاته ويُزج في السجن.. ماذا تعرف عن عضو حزب القوات المسيحي وجيوشه الإلكترونية؟
انفوبلس/ تقارير
بعد تصريحه في مقابلة مصوّرة بأنه سيُطلق النار على دورية للجيش وقوى الأمن إن قررت مداهمته، أوقفت استخبارات الجيش اللبناني الصحفي رامي نعيم في منزله واقتادته إلى فرع التحقيق في المديرية بسبب تحريضه المستمر على القوات الأمنية في العراق ولبنان. فمَن هو نعيم؟ وماذا عن ارتباطه بالجيوش الإلكترونية في العراق. إليك كل ما تريد معرفته عن عضو حزب القوات المسيحي بقيادة سمير جعجع وكيف استغل حادثة قتل "باسكال سليمان" للتحريض وإثارة النعرات الطائفية.
*مَن هو؟
رامي نعيم، هو صحفي لبناني وُلد في بيروت، يدير العديد من المواقع الالكترونية منها خارج لبنان أيضا.
يُعد نعيم عضوا في حزب القوات المسيحي بقيادة سمير جعجع، واشتهر بتحريضه على القوات الأمنية في داخل لبنان وخارجها، وهذا ما قاده الى الاعتقال يوم أمس كما ستفصّل انفوبلس القصة في سياق التقرير.
*اعتقاله بعد تحريضه على القوات الأمنية
يوم أمس، أوقفت استخبارات الجيش اللبناني الصحفي اللبناني رامي نعيم في منزله واقتادته إلى فرع التحقيق في المديرية.
ورفض ضباط المديرية طرح نعيم تسليم نفسه في المركز، مصرّين على اقتياده بسيارة الدورية.
وجاء توقيف نعيم على خلفية تصريحه في مقابلة مصورة بأنه سيُطلق النار على دورية الجيش وقوى الأمن إن قررت مداهمته، مطالباً بتحقيق الأمن الذاتي. وكان نعيم قد استغل حادثة مقتل منسّق القوات اللبنانية في جبيل "باسكال سليمان" للتحريض والفتنة الطائفية.
*تحقيق لتسع ساعات.. وتعهُّد
وخضع نعيم، وهو ناشر موقع "السياسة" الالكتروني، لتحقيق امتدَّ لنحو تسع ساعات في وزارة الدفاع، بناءً على إشارة القضاء اللبناني، إثر تصريح أدلى به وقال فيه إنه سوف "يطلق النار على الجيش والقوى الأمنية".
وذكرت معلومات قضائية، أن نعيم أُطلق سراحه بعد توقيعه على تعهُّد بعدم التعرض مجدداً للقوى الأمنية والجيش، وقال في الاستجواب إنه قال ما قاله في مقابلة تلفزيونية "نتيجة الانفعال"، وإنه "يُكِنُّ كلَّ الاحترام للجيش والقوى الأمنية".
وطلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، من مديرية المخابرات في الجيش، ختم التحقيق الذي أجرته مع نعيم بناءً لإشارته، وذلك مقابل سند إقامة بعد تعهده بعدم تكرار ما قاله.
*ارتباطه بالجيوش الالكترونية في العراق ولبنان
كما أسلفنا، نعيم هو صحفي قديم وهذا ما ساعده على التغلغل في دهاليز مهنته وبسط نفوذه في العديد من الأماكن وتكوين شبكة كبيرة من المدونين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
في عام 2023، اتُهم نعيم وعدد من حاشيته بإثارة النعرات الطائفية وتأسيس جيوش الكترونية لتسقيط جميع من يعارضه سواء كعضو في الحزب المنتمي إليه أو كصحفي، لكن المعنيين لم يتفاعلوا مع ذلك بطريقة جدية في وقتها ليظل نعيم يمارس ابتزازه ونفوذه من خلال عشرات "الصفحات" الوهمية.
اتُهم نعيم باستغلال نفوذه كصحفيّ للحصول على مزايا شخصية كما اتُهم بالتحريض على العنف ضدّ بعض الجهات السياسية في لبنان وحتى خارجها لاسيما العراق.
*المنصات التي يديرها في العراق
وعن الجيوش الالكترونية المنتمي إليها نعيم في العراق، فإنه يدير منصات داخل العراق تستهـدف القوات الامنية مثل "تيلي عراق" و"بغداد دار السلام".
كما يدير رامي نعيم منصات موجهة ضد لبنان وسوريا والعراق لزعزعة الأمن فيها والتحريض على القوات الأمنية في هذه البلدان.
*مثال عن "السياديين" اللبنانيين
وعقب تهديده الجيش، وتحريضه السابق على القوات الأمنية، قال صحفيو لبنان المستقلون، إن "رامي نعيم هو أوضح مثال عن السياديين اللبنانيين الذين لعقوا أقفية الضباط السوريين الفاسدين لسنوات طويلة وحققوا مكاسب مالية وسياسية خلال الوجود السوري في لبنان وفجأة نقلوا البارودة من كتف إلى آخر بعد انسحاب الجيش السوري وتحوّلوا ضد سوريا واخترعوا بطولات وهمية لا أساس لها، ثم بدأوا بمعزوفة اتهام أصدقاء سوريا غير المستفيدين منها بأنهم صنيعتها".
وأضافوا، إن "ولاء نعيم انتقل من آل المر إلى سركيس سركيس فالتيار الوطني فبهاء الحريري فالإمارات .. الخ والحبل على الجرار".
*تحريضه على قوى الأمن الداخلي أيضا
أما المستشار اللبناني قاسم دحرج فقال عن عملية الاعتقال، "أُطالب مخابرات الجيش بعد الانتهاء من تأديب السافل رامي نعيم، وأن تقوم بتسليمه لفرع المعلومات كي تقوم بواجب الاستضافة فهو قد تناول قوى الأمن الداخلي أيضا".
في حين أكد مدونون، أن "نعيم اتُهم ببعض المخالفات المالية خلال عمله في أحد المواقع الإلكترونية حيث كان يتقاضى مبالغ مالية كبيرة مقابل التسقيط بحزب الله والفصائل الأخرى في باقي الدول أبرزها العراق.
*"موقف همجي" .. ردود فعل غاضبة على نعيم
أثارت تصريحات رامي نعيم وتهديده الجيش وما سبقها من تحريضات على القوات الأمنية في العراق ولبنان، سخطا كبيرا في داخل وخارج لبنان، إذ قال أحد المدونين إن "ما أطلقه رامي نعيم من موقف همجي تجاه الجيش اللبناني والقوى الأمنية يستدعي التوقف أمام حقيقة انتمائه إلى الإعلام السيادي".
وأضاف، إن "موقف نعيم كان مقززاً ويتطلب المحاسبة وضبط إيقاع أمثاله ولجمهم عن الكلام لا سيما في اللحظات الحرجة التي يمر بها لبنان".
وقال مدون آخر، "ما أطلقه نعيم ليس مرجله، بل عدوان على كل ابن من أبناء المجتمع اللبناني المنتمين للمؤسسات الأمنية ولا يُليق بأحد تبرير ما اقترفه نعيم مطلقا".
في حين قال آخر، "المش مفهوم، هو استماتة "صحافيينه" يدافعوا عنه من منطلق "الحريات، التحرش حرية؟ السرقة حرية؟ الصحافة الصفراء حرية؟ التحريض على الجيش بالقتل حرية؟ ، يتساءل المدون بغرابة.
*مَن هو باسكال سليمان الذي استغل نعيم مقتله للتحريض؟
في 9 أبريل 2024، قُتل باسكال سليمان، وهو شخصية بارزة في حزب القوات اللبنانية المسيحي، في منطقة جبيل، لبنان. وبعد يوم ونصف تقريبًا، عُثر على جثته في سوريا، مما أثار استياءً بين السكان النصارى في لبنان، الذين أظهروا غضبهم على اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية السورية إلى لبنان لعدة أيام.
وعن تفاصيل مقتله، قام أحد المطلوبين للقضاء اللبناني، الصادرة بحقه مئات مذكرات التوقيف، والمقيم في قرية زيتا الموجودة بين الحدود اللبنانية والسورية، ويدعى أحمد نون، بالتنسيق مع السلطات السورية، وقدم لهم معلومات تفيد بأن العملية نفذت بناءًا على أوامر رئيس عصابة لسرقة السيارات موجود في سوريا ويدعى ز.ق. افادات السجلات الأمنية أن هذا الشخص تم توقيفه عام 2019 بتهمة تكوين عصابة لسرقة سيارات مع أحمد نون.
ويذكر أن أصل أحمد نون التي تقول السلطات اللبنانية إنه يتزعم عصابة لسرقة السيارات يعود لمنطقة الهرمل اللبنانية، التي ذكرها الموقفون خلال اعترافاتهم وقالوا إنهم سلموا فيها السيارة لنقلها إلى سوريا.
كما أن من بين المتهمين أيضا ثلاثة من السوريين كان قد تم توقيفهم بتهم متعلقة بسرقة السيارات عام 2019 و2023.
وتستمر السلطات اللبنانية في التحقيقات لمعرفة ما الدافع وراء مقتل باسكال سليمان ولكن أي كان الدافع لا يمكن إنكار أنه أحدث جدلا كبيرا في المجتمع اللبناني.
وكان الصحفي اللبناني رامي نعيم قد استغل حادثة مقتل منسّق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان للتحريض والفتنة الطائفية.