"الضّفةُ دِرْعُ القُدْس".. عام استثنائي لفعاليات يوم القدس العالمي.. دعوات لإحيائه بشكل يُليق بـ"أولى القبلتين"
انفوبلس..
تنطلق يوم غد الجمعة فعاليات يوم القدس العالمي، في عشرات الدول الإسلامية أبرزها فلسطين والعراق وإيران ولبنان، وهو الحدث الذي يتم الاحتفاء به كل عام في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، والذي يهدف إلى تعريف العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على الجرائم الصهوينية في الأراضي المحتلة.
الهيئة الدولية لإحياء يوم القدس العالمي في فلسطين المحتلة، أطلقت شعارًا موحّدًا لإحياء هذه المناسبة الخالدة هذا العام (2023) تحت عنوان "الضّفةُ دِرْعُ القُدْس".
وقالت الهيئة في بيان: "ها هي الضفة الغربية تطلق انتفاضتها من جديد، وها هم شبابها المقاوم يرسمون معادلةً جديدة تبشّر بقرب النصر والتحرير، وتقلب حسابات العدو.. وتفضح جيشه الذي ينكسر في شوارع مخيمات الضفة ومُدنها على يدِ مقاوميها وكتائبها المسلّحة، كما انهزم من قبل على حدود غزة".
وأضافت الهيئة: "هنا وهناك نرى القدس في قلب المقاومة والشعب الفلسطيني، القدس التي تتعرّض لأخطر التهديدات من العدو المجرم ومستوطنيه الغاصبين.. الذين لا يتوانون عن محاولة تدنيس المسجد الأقصى، القدس التي هي قِبلة المقاومين ومحور هذه المعركة، بأبعادها الثقافية والحضارية والعسكرية أيضاً".
وأردفت: "تقديراً لبسالة أبطال الضفة وما قدّموه خلال الأشهر الماضية من تضحيات ومقاومة شكّلت حدثاً استثنائياً في مسار معركتنا المتواصلة مع العدو لأجل تحرير القدس الشريف، واستبشاراً بما يعدّون بتقديمه من عمليات بطولية تجعلنا من تحرير القدس أقرب، وتفرض حول القدس درعاً حصينًا يحفظ هويتها ومستقبلها، ولأن الدرع في الحرب يعبّر عن الاستعداد للمواجهة والجاهزيّة لصدِّ العدوان، تطلق الهيئة الدولية لإحياء يوم القدس العالمي (في فلسطين)، الشعار الموحّد ليوم القدس العالمي هذا العام 2023م 1444 هـ، تحت عنوان "الضّفةُ دِرْعُ القُدْس".
في العراق، دعت اللجنة العليا ليوم القدس العالمي، إلى وقفة جماهيرية في العاصمة بغداد لنصرة الشعب الفلسطيني.
وقالت اللجنة، في بيان: "تحت شعار [الضفةُ دِرْعُ القُدس] ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم ندعو الأمة الإسلامية وجماهير بغداد الحبيبة للمشاركة الفعّالة لإحياء يوم القدس العالمي في الوقفة التضامنية الجماهيرية للقدس الشريف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك".
وأكملت: "مشاركتكم صرخة في وجه الكيان الإسرائيلي الغاصب".
وتابعت: "الزمان – يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك الساعة الـ ٣ عصراً، المكان- شارع فلسطين – شارع شركة الضلال (مقابل وزارة النفط)، والدعوة عامة للجميع".
أما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد أصدرت وزارة الخارجية بياناً بمناسبة يوم القدس العالمي، مؤكدةً خلاله على أهمية المشاركة بهذا اليوم، وأن القضية الفلسطينية من أبرز الأمثلة على نقض القوانين الدولية وحقوق الإنسان من قبل الكيان الصهيوني الزائل.
وأفادت وكالة "مهر" للأنباء، أن نصّ البيان جاء على الشكل التالي:
"بعد مرور أكثر من أربعة عقود على تسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بـ"يوم القدس العالمي" من قبل قائد الثورة العظيم، ومؤسِّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإمام الخميني (ره)، باتت فلسطين اليوم والقدس الشريف رمزًا لوحدة العالم الإسلامي ورمزًا للسعي وراء الحق لجميع المظلومين والباحثين عن الحرية في العالم من كل عِرق ومذهب ودين".
صرخةُ ظُلمِ الشعب الفلسطيني وحقيقة ما يجري في أرض فلسطين ستُسمع في يوم القدس هذا العام، من أفواه مئات الملايين من المحبّين للعدالة والحرية في كل مكان من أماكن العالم أكثر من أي وقت مضى، وتحرير فلسطين لن يكون قضية العالم الإسلامي الأولى فحسب، إنما هي ستكون أبرز مثال على الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان والقوانين والأنظمة الدولية.
وكما قال قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد آية الله علي خامنئي (ده)، فإن سياسة قوى الاستكبار والصهيونية الأساسية، ترتكز على تبديد القضية الفلسطينية في أذهان المجتمعات الإسلامية ودفعها إلى النسيان.
في حين أن الإرهابيين الصهاينة قتلوا حوالي مائة فلسطيني بينهم أطفال ونساء في الأشهر الثلاث الأولى من العام الجديد وحده، فإن المدَّعين الغربيين لحقوق الإنسان وأنصار كيان الاحتلال الصهيوني، بما في ذلك الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، تحوّلوا إلى أكبر الداعمين للإرهاب بصمتهم المُخزي على هذه الجرائم.
كما دعا المرجع الديني البحريني الشيخ عيسى قاسم، إلى "المشاركة الكثيفة" في فعاليات يوم القدس العالمي (غداً الجمعة).. مؤكدا أن هذه المناسبة العظيمة تعكس للعالم مدى اهتمام الأمة الإسلامية وجدّيتها في القضية الفلسطينية والقدس والأقصى.
وقال الشيخ قاسم في بيان له، اليوم الخميس: "على أعتاب ذكرى يوم القدس العالمي الذي أطلقه مفجِّر الثورة الإسلامية في إيران "الإمام الخميني" (رض) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك سنويا، ليشكل دعّامة بمشاركة جموع الشعوب في العالم لقضية فلسطين ونضال شعبها المظلوم من أجل الحرية وتحرير أرضه من براثن الكيان الصهيوني قاتل الأطفال".
وأضاف البيان: إن "يوم القدس العالمي يعكس للعالم مدى اهتمامكم وجدّيتكم في القضية الفلسطينية والقدس والأقصى، فإمّا انحسارٌ يُطْمِع العدو بالاستمرار والتوسّع في عدوانه، أو أن تغصّ الساحات بأبناء الأمة رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، وتدوّي صرخات الجهاد ليعرف العدو من يواجه وأي شيء ينتظر".
وفي لبنان، دعا حزب الله اللبناني اللبنانيين لأوسع مشاركة في يوم القدس العالمي، يوم غد الجمعة.
وقال الحزب في بيان الدعوة: "إحياءً ليوم القدس، يوم فلسطين، الذي أعلنه الإمام الخميني (قدس) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، ندعوكم لتجديد العهد والوعد بتحرير القدس الشريفة والمشاركة في مهرجان "الضفة درع القدس" الذي يتحدث فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".
وأوضح: المهرجان سيكون يوم الجمعة 14/4/2023 في مجمع سيد الشهداء، الضاحية الجنوبية لبيروت.
أما في اليمن، فقد دعت اللجنة المنظِّمة للفعاليات الشعب اليمني للمشاركة الواسعة في مسيرات يوم القدس العالمي في المحافظات عصر غدٍ الجمعة.
وحددت اللجنة المنظِّمة أكثر من 20 ساحة لمسيرات "يوم القدس العالمي" في محافظات: صنعاء، صعدة، ذمار، إب، تعز، المحويت، الجوف، مأرب، البيضاء، والضالع.
وفي هذا الصدد أجرى رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع الدكتور "عبد الملك سكريّة"، حوارا صحفيا للحديث عن يوم القدس العالمي، وأتى نصّ الحوار على الشكل التالي:
** مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام روح الله الموسوي الخميني (ره) راهن كثيرا على الوحدة بين المسلمين.. وعملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجد ودأب لتعزيز الوحدة الاسلامية وعقد المؤتمرات لأجلها.. فهل ترون أن هناك صلة بين الدعوة للوحدة الإسلامية والدعوة لإحياء يوم القدس العالمي؟ وهل الوحدة الإسلامية ضرورة لتحرير المقدسات وطرد الاحتلال؟
يوم القدس العالمي هو فرصة لاستقطاب المسلمين ضمن مشاريع وحدوية توظّف القواسم المشتركة، وتضع جانبا مواضع الاختلاف والتفرقة، وتشكل عاملا للنهوض وبناء القوة، أي قوة المسلمين في وجه أعدائهم.. حتى أبعد من ذلك، الإمام الخميني تطلّع إلى أن يكون يوم القدس العالمي هو يوم كل الشعوب المستضعفة في وجه المستكبرين كأميركا والصهيونية وحلفائهما وأدواتهما، لقد كان يوم القدس العالمي يوما إسلاميا، وآمل أن يصبح يوم القدس العالمي محطّة ومناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم...
يوم القدس العالمي هو يوم التعبئة العامة للمسلمين...
إنه يوم عالمي على علاقة مباشرة بالصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الظلم والعدل، لذا هو يوم عالمي بامتياز، يوم القدس العالمي هو يوم الإسلام بحيث يجب أن تنشر فيه الجمهورية الإسلامية اللواء في كل أنحاء العالم.. الإمام الخميني وبنظرته الثاقبة اختار أقدس يوم، يوم الجمعة من أقدس شهر، شهر رمضان لأقدس قضية، قضية القدس وفلسطين، لذا يوم القدس العالمي هو يوم التعبئة العامة للمسلمين.
** في الظروف الراهنة والأمة تعاني ما تعانيه من ضعف وتشرذم وحروب جانبية، ما أهمية العودة إلى القدس والقضية الفلسطينية لإعادة رصّ الصفوف وإيجاد القواسم المشتركة لإنهاض الأمة وإعادة تصويب بوصلتها؟
القدس والمقدسات هما عنصرا التحفيز نحو المسؤوليات الكبرى، وهي التي توجه المسلمين نحو المخاطر المُحدِقة بمستقبلهم، وهي التي تعبّر عن مستوى الوعي واليقظة لدى شعوب الأمة، هو يوم يجب أن تُعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها وثباتها، يوم يؤسِّس لحركة عالمية قادرة على مواجهة الاستكبار والظلم.
الإمام قال أيضا: إن المسألة ليست شخصية ولا وطنية ولا قومية، هي مسألة الإسلام والخير والحق في هذا العالم، كلما استطلع المسلمون أن يحرروا فلسطين والقدس، كانوا قادرين على تلبية الحق وعلى نشره في هذا العالم، الحق الذي يمثله الإسلام.. من هنا جاءت أهمية إحياء هذا اليوم وتطبيقه بالتظاهرات والمسيرات والأصوات والهتافات والأقلام والكتابات.
نتذكر أيضا قول الإمام الخميني: "إن شاء الله سيأتي اليوم الذي يكون فيه كل المسلمين إخوة وتُقتلع كل جذور الفساد من كل بلاد المسلمين، وتُجتث جذور "إسرائيل" الفاسدة من المسجد الأقصى ومن بلدنا الإسلامي، وإن شاء الله نذهب معا ونقيم صلاة الوحدة في القدس، إن شاء الله".
ولا يسعنا في يوم القدس العالمي إلا أن نوجِّه تحية صادقة من القلب للشعب الفلسطيني البطل الصابر الصامد الشجاع المُضحّي، الذي يواجه وأكثر من مئة عام أشرس عدوانا استعماريا صهيونيا، يحلم باقتلاعه وشطبه من الخارطة والوجود.
ونؤكد لشعبنا الفلسطيني أنّ صمودكم الأسطوري هذا من جهة، وتعاظم قوة حركات المقاومة من جهة أخرى، هذا الكيان الأوهن من بيت العنكبوت إلى زوال، وأن بشائر النصر المؤزَّر باتت أقرب من أي وقت مضى، يرونه بعيدا ونراه قريبا، وقريبا جدا بإذن الله.