العراق يطالب الفيفا بـ"قرعة نظيفة".. "الكيان المدلّل" يتسبب بتجريد إندونيسيا من حق استضافة مونديال الشباب
انفوبلس..
بعد تأهل منتخب شباب العراق إلى بطولة كأس العالم التي كان من المقرر إقامتها في إندونيسيا خلال شهر آيار/ مايو من العام الجاري، برز تحدٍّ أخلاقي يواجه منتخبنا الشبابي يتمثل باحتمالية وضع منتخب العراق مع منتخب الكيان الإسرائيلي في مجموعة واحدة ضمن البطولة العالمية.
وبسبب اختلاف التصنيف بين المنتخبين، فهنالك احتمالية بوضعهما في مجموعة واحدة، الأمر الذي أثار ضجّة في الداخل العراقي نتجت عنها مطالبات شعبية بالامتناع عن اللعب في حال تحققت تلك الاحتمالات.
الاتحاد العراقي لكرة القدم قدّم طلبا إلى الاتحاد الدولي (فيفا) لعدم وضع المنتخبين في مجموعة واحدة، ولم ترد الفيفا على الطلب العراقي حتى اليوم، لكنها -وبسبب حدث مشابه- بطله مسؤول إندونيسي (المستضيف للبطولة)، فقد قررت تجريد إندونيسيا من حقها في استضافة بطولة كأس العالم للشباب تحت سن 20 عاما بعد أن اعترض الاتحاد الإندونيسي على مشاركة منتخب الكان الإسرائيلي، ما أثار ضجة كبيرة على مستوى العالم على المستويين الرياضي والسياسي.
بيان للفيفا ذكر فيه أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وبسبب الظروف الحالية قرر استبعاد إندونيسيا من استضافة كأس العالم تحت 20 سنة 2023، دون تقديم مزيد من الإيضاحات، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عن مضيّف جديد في أقرب وقت ممكن، مع بقاء مواعيد البطولة حاليًا دون تغيير.
وقالت آريا سينولينغا، عضوة اللجنة التنفيذية بالاتحاد الإندونيسي لكرة القدم، أن قرار الفيفا جاء بسبب رفض زعيم إقليمي إندونيسي استضافة المباريات إذا شارك منتخب الكيان الإسرائيلي. مضيفة، إن وايان كوستر، حاكم جزيرة بالي، بعث برسالة إلى وزارة الرياضة الإندونيسية يطلب فيها منع الكيان الإسرائيلي من المنافسة في الإقليم.
وتابعت، إن حاكم بالي ذكر أيضًا في الرسالة، أن حكومة مقاطعة بالي رفضت (السماح) لفريق الكيان الإسرائيلي بالمنافسة في بالي.
عقوبات محتملة
الخبير القانوني الدولي بالشأن الرياضي المُقيم في أمريكا نزار أحمد، تحدث عن موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إزاء انسحاب المنتخب العراقي "المتوقّع" في حال أوقعته القرعة مع فريق الكيان الاسرائيلي، وقال "إذا أوقعتنا القرعة مع الكيان الإسرائيلي وانسحبنا، فإن الفيفا سوف يعاقبنا عقوبة قاسية"، مؤكداً أن "الاتحاد الدولي سوف يعتبر الانسحاب العراقي فعلا من أفعال إقحام السياسة بالرياضة والذي يُعد مخالفة للنظام الأساسي للفيفا الذي يمنع منعا باتا زجّ الدّين والسياسة برياضة كرة القدم".
ونصح أحمد، الاتحاد العراقي ضرورة "التحرك نحو الاتحاد الآسيوي والفيفا لضمان تحاشي وضع العراق والكيان الإسرائيلي في مجموعة واحدة"، لافتاً إلى أن "هكذا إجراء أخذ به الفيفا عندما ضمن عدم وقوع روسيا وجورجيا في مجموعة واحدة".
وخلال السنوات السابقة شهدت بطولات دولية عدة في مختلف المجالات الرياضية رفض فرق رياضية عراقية ورياضيين عراقيين وعرب مواجهة فرق أو لاعبين إسرائيليين في البطولات الدولية، وذلك رفضًا للتطبيع مع إسرائيل بأشكاله كافة، وتأكيدًا لدعم القضية الفلسطينية.
مراقبون للوضع الرياضي العالمي انتقدوا بشكل لاذع السياسيات المتّبعة من قبل الفيفا، والازدواجية في التعامل مع القضايا العالمية، فهي من جانب تعتمد لوائح وقوانين تمنع إقحام السياسة والدين وغيرها في الرياضة، ومن جانب آخر تحابي أطرافاً بعينها وتعاقب أطرافاً أخرى.
الأمر الذي يتضح جلياً بحرمان المنتخب الروسي من المشاركة في البطولات الدولية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهو إقحام واضح للسياسة في الرياضة، بالإضافة إلى محاباة أنصار "المثلية الجنسية" ودعمهم في ملاعب الكرة العالمية وخصوصاً الأوروبية وعقوبة الرياضيين غير الممتثلين لهذه السياسات بالرغم من أن هذه القضية بعيدة كل البعد عن الرياضة.