العراق يعزز موقفه الثابت في دعم فلسطين ويرفض محاولات تهجير الشعب الفلسطيني
رفض عراقي لخطة ترامب

رفض عراقي لخطة ترامب
انفوبلس/..
في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي اقترح فيها نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، أعربت الحكومة العراقية عن رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين موقف بلاده الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية توحيد الجهود لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.
هذا الموقف يتماشى مع رفض واسع من قبل الدول العربية والإسلامية لمخططات تهجير الفلسطينيين، حيث أكدت مصر والأردن رفضهما القاطع لهذه المحاولات، مشددتين على ضرورة دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
يأتي هذا الرفض في وقت حساس، حيث يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية صعبة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، مما يستدعي تكاتف المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية اللازمة له.
وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، اليوم الأربعاء، أن العراق يرفض أي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني.
موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشدّدًا على رفض أي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وأهمية توحيد الجهود لتعزيز صموده على أرضه
وذكر بيان لوزارة الخارجية أن "وزير الخارجية، فؤاد حسين، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين بعد وقف إطلاق النار، وسبل تعزيز التنسيق المشترك لدعم الشعب الفلسطيني".
وأكد حسين "موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشدّدًا على رفض أي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وأهمية توحيد الجهود لتعزيز صموده على أرضه".
وأشار إلى أن العراق سيواصل بذل أقصى الجهود لضمان أن يكون الملف الفلسطيني ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولويات جدول أعمال القمة العربية التي ستستضيفها بغداد هذا العام".
من جانبه، أعرب محمد مصطفى عن "تقديره العميق لمواقف العراق الداعمة لفلسطين، مشيدًا بالعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، ومؤكدًا على أهمية استمرار التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات".
العراق يواصل موقفه الثابت
ومنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، التي شهدت تصعيدًا كبيرًا في المنطقة، اتخذت الحكومة العراقية سلسلة من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدةً التزامها الثابت بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وشهدت مناطق مختلفة في العاصمة بغداد خروج مسيرات جماهيرية مؤيدة لعملية "طوفان الأقصى"، وأظهرت مقاطع مرئية وصور المواطنين العراقيين وهم ينظمون المسيرات داخل المدن العراقية رافعين الأعلام الفلسطينية، معبرين عن استعدادهم لمؤازرة المقاتلين الفلسطينيين، وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد لهم في حربهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعدّت الحكومة العراقية العمليات العسكرية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، منذ عهود مضت على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان، إن العراق شعبًا وحكومةً، يؤكد موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، مؤكدًا أن الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلامًا مستدامًا.
في التاسع عشر من يناير 2025، أكد العراق على موقفه الثابت تجاه حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، معتبراً قرار وقف إطلاق النار في غزة بداية لترسيخ السلام والأمن والاستقرار.
في التاسع والعشرين من يناير 2025، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين رفض بلاده أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدًا أهمية توحيد الجهود لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.
تجسد هذه المواقف التزام العراق الثابت بالقضية الفلسطينية، وتأكيده المستمر على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المستمرة.
الجامعة العربية والبرلمان العربي
من جانبها، حذرت جامعة الدول العربية من "محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه"، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان.
وجاء التحذير بعد أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة "لتطهير" قطاع غزة ونقل سكانه إلى مصر والأردن.
وفي بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ذكرت أنه "لا يُمكن أن يُسمى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسراً سوى بالتطهير العرقي".
وقالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إن السبيل الحقيقي والوحيد إلى تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط هو من خلال تسوية القضية الفلسطينية.
وشددت الجامعة على أن الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة والمحددات المستقرة، التي حظيت بإجماع عربي ودولي "لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الصراع وجعل السلام أبعد منالًا"، بما يُزيد من معاناة شعوب المنطقة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أكد البرلمان العربي الأحد "رفضه" مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
وقال رئيس البرلمان محمد بن أحمد اليماحي في بيان صحفي إن "هذه المبادرات، انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
وأضاف أن "التهجير القسري، جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، وعلى المجتمع الدولي رفض مثل هذه المبادرات بشكل واضح وصريح، واتخاذ مواقف تعزز السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية".
وشدد على ضرورة إنهاء كل أشكال "الاحتلال" وإنهاء كل صور "حرب الإبادة الجماعية" في قطاع غزة والضفة الغربية، والعمل من أجل إحلال السلام والأمن في المنطقة.
تصريح ترامب يعكس خلفيته
وبعد ساعات فقط من موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رفع الحظر الذي فرضه سلفه جو بايدن على شحن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام لإسرائيل، قال ترامب إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودولًا عربية أخرى تستقبل مزيدًا من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة بحجة "تطهير المنطقة التي مزقتها الحرب".
واعتبر غريغوري أفتانديليان، خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأمريكية في واشنطن، أن تصريح ترامب يعكس خلفيته العقارية من جهة، وصداقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة أخرى.
ويوضح أن ترامب يرى من الناحية العقارية أن إعادة إعمار غزة ستكون أسهل بكثير إذا كان هناك عدد أقل من النازحين في القطاع، أما من ناحية علاقته بنتنياهو، فهو يريد إقناعه بأن هذه الخطة تهدف إلى إبقاء العديد من الفلسطينيين لاجئين إلى الأبد خارج قطاع غزة، لإفساح المجال للمستوطنين الإسرائيليين.
وكان ترامب قد أثنى على الأردن لقبوله اللاجئين الفلسطينيين سابقًا، وقال إنه أخبر الملك عبد الله الثاني "أود أن تستقبل المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بالكامل الآن أنه في حالة فوضى حقيقية"، وقال إن "هذه الحركة الجماعية للفلسطينيين قد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد".
وقال ترامب، خلال لقاء سريع مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة مساء السبت، إنه ناقش رؤيته في مكالمة في وقت سابق مع ملك الأردن، وأضاف أنه سيتحدث الأحد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معلقًا على ذلك "أود من مصر أن تأخذ الناس، أنت تتحدث عن 1.5 مليون شخص على الأرجح".
وحتى انقضاء منتصف يوم الاثنين بتوقيت واشنطن، لم يصدر أي بيان من البيت الأبيض عن مهاتفة ترامب للسيسي، رغم صدور عدة بيانات عن مكالمات أجراها ترامب خلال اليوم، لكنها لم تتضمن واحدة مع نظيره المصري كما كان متوقعًا.
خلاف على "قطعة أرض"
جاءت طلبات ترامب بتهجير سكان غزة خارج القطاع متسقة مع اختياره لصديقه وزميله في قطاع العقارات في نيويورك ستيفن ويتكوف، مبعوثًا خاصًا للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، وهو ما يعكس فهم ترامب لطبيعة الصراع على أنه "خلاف على قطعة أرض".
ورغم أن ويتكوف لم يتلق أي تدريب دبلوماسي، وليس له أي خبرات سياسية، فإن أصدقاءه يشيرون إلى عمق علاقاته التجارية والاستثمارية التي بناها في المنطقة، خاصة في الإمارات وقطر وإسرائيل، كما أن له علاقات جيدة مع جاريد كوشنر صهر ترامب والمطور العقاري، الذي لعب دورًا أساسيًا في تمهيد توقيع "اتفاقيات أبراهام" قبل 5 سنوات.