الفطرة السليمة تنحاز لممثل مصري مركون على الرّف.. سامح حسين في "قطايف" يتصدر الترند ويُسقط خزعبلات تركي آل الشيخ

نموذج للمقاومة الفنية
الفطرة السليمة تنحاز لممثل مصري مركون على الرّف.. سامح حسين في "قطايف" يتصدر الترند ويُسقط خزعبلات تركي آل الشيخ
انفوبلس/..
في ظل التحولات التي يشهدها المشهد الفني المصري، برز برنامج “قطايف”، الذي يقدمه الفنان سامح حسين، على مواقع التواصل الاجتماعي كنافذة إبداعية مستقلة، تعكس قدرة الفنان المصري على تقديم محتوى هادف بعيدًا عن هيمنة بعض الجهات الخارجية وبالتحديد السعودية.
يُقدم سامح حسين من خلال برنامجه “قطايف” حلقات تتناول القيم الإنسانية والمفاهيم الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي، في إطار بسيط وسلس يسهل على الجمهور التفاعل معه. هذا المحتوى الهادف لاقى استحسانًا واسعًا.
يقوم البرنامج على فكرة تقديم محتوى هادف يمزج بين القيم الاجتماعية والدينية بأسلوب جذاب وبسيط، يخاطب من خلاله شرائح عمرية وثقافية مختلفة من الجمهور.
لا يُعرض البرنامج على قناة عامة كبرى ولم يحظَ بأي دعاية، ويقدم على منصة "يوتيوب" فقط، لكن لغته سلسة وأداءه هادئ وكلماته قوية ومعبرة.
وأعرب سامح حسين عن سعادته الكبيرة، قائلا: "اللَّهُم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أشعر بأن ما يحدث معي معجزة".
*إشادات وتكريم
كرّم أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري، والكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الفنان سامح حسين، تقديرًا لنجاح برنامجه الرمضاني "قطايف"، الذي قدّمه عبر قناته الخاصة على "يوتيوب"، ونال البرنامج إشادة واسعة وتفاعلا جماهيريا.
وأكد وزير الأوقاف أن البرنامج قدّم محتوى راقيًا جذب الجمهور المصري.
من جانبه، عبّر سامح حسين عن فخره بالتكريم داخل مبنى ماسبيرو، مؤكّدًا أهمية هذا الصرح الإعلامي العريق، وأعرب عن أمله في استعادة ماسبيرو مكانته بقوة كما كان دائمًا.
*"معجزة"
وأطلّ الفنان المصري سامح حسين، الذي اشتهر خلال السنوات الأخيرة بالعديد من الأدوار الكوميدية، على صفحاته الشخصية على مواقع التواصل، ببرنامج بسيط أطلق عليه "قطايف"، يقدم حلقاته خلال دقائق معدودة، وحظي بملايين المشاهدات على الرغم من افتقاره لأي دعاية عبر المنصات الشهيرة.
وقد فوجئ الفنان سامح حسين بالتفاعل الواسع الذي شهده برنامجه على غير ما توقع، ووصف ما حدث بأنه "معجزة"، لدرجة أنه يخشى أن يكون مجرد حلم.
وقد لاقى البرنامج إشادة وتفاعلاً من بعض نجوم الفن في مصر، من بينهم الممثل مصطفى شعبان، الذي كتب منشوراً على صفحته على فيسبوك، مشيداً بالبرنامج الذي وصفه بأنه "جرعة يومية من القيم الإنسانية والرسائل الهادفة التي تصلح لكل أفراد الأسرة".
الفنان مصطفى شعبان أعرب عن إعجابه الشديد بهذه التجربة، كاتباً عبر حسابه على إكس "برنامج (قطايف) للفنان والصديق الغالي سامح حسين عمل يستحق المتابعة والإشادة.. برنامج يخطف العين والقلب من أول ثانية بلغته السلسة وأدائه الهادئ وكلماته القوية والمعبرة. البرنامج عبارة عن جرعة يومية من القيم الإنسانية والرسائل الهادفة التي تصلح لكل أفراد الأسرة، والحقيقة أن كل ذلك ليس غريباً على فنان عظيم مثل سامح حسين".
أما الفنانة نشوى مصطفى فوصفت نجاح البرنامج بأنه "رسالة إلهية"، كاتبةً "اللي عايز يعرف معنى إرادة الله وسر محبته لعبد من عباده، يشوف النجاح الكبير المذهل لبرنامج قطايف. تكلفة بسيطة، دعاية صفر، لكن التأثير ضخم.. الله يرحم اللي ربوك يا سامح".
وكتب الفنان تامر عبدالمنعم عبر حسابه على فيسبوك "الحقيقة الفنان سامح حسين يستحق التحية والاحترام لما يقدمه من محتوى راقٍ وهادف.. نجاحه رغم عدم عرضه على شاشة أو منصة، وبدون دعاية مكثفة، يثبت أن المحتوى الهادف ينجح رغماً عن أنف الجميع. مبروك يا سامح ومليون برافو".
ووصف الإعلامي ومقدم البرامج المصري عمرو الليثي البرنامج بأنه "قيّم وهادف" و"يحمل بين جنباته رسائل أخلاقية وإنسانية عظيمة".
وأشار بعض مشاهير صانعي المحتوى إلى قوة "السوشيال ميديا" التي جعلت البرنامج الذي وُصف بأنه "كبسولة راحة نفسية"، يتصدر المشهد على صفحات التواصل رغم عدم وجود أي دعاية له.
*السيسي على الخط
من جهته، أشاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ببرنامج قطايف الذي يقدمه الفنان سامح حسين.
وخلال حفل إفطار القوات المسلحة تبادل السيسي الحديث مع الفنان سامح حسين، مشيدًا ببرنامجه ومؤكدا على ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة.
ومازح السيسي الفنان قائلا: أين القطايف؟ في إشارة لبرنامجه الذي يقدمه ويحمل اسم "قطايف".
*كواليس النجاح
في هذا السياق وبعد النجاح الباهر، كشف الفنان سامح حسين عن تجربة تقديمه لبرنامج "قطايف"، الذي تصدر محركات البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وأصبح البرنامج الأشهر والأنجح بين الجمهور.
وقال الفنان المصري في تصريحات، إنه كان متخوفاً بشكل كبير من تقديم هذا البرنامج، خاصة أنه برنامج اجتماعي بلمحة دينية، كما أنه ليس داعية إسلاميا، ولا يعلم مدى تقبل الجمهور له في هذا الشكل المختلف كلياً عما قدمه من قبل.
وأضاف سامح أنه بعد قراءة بعض الحلقات أعجب كثيراً بها، وقرر تقديم البرنامج، إلا أنه لم يتوقع كل هذا النجاح، مضيفا أن البرنامج لم يتم عمل دعاية له، وقال وقتها لمخرجة العمل "خليها على الله وبالله التوفيق".
وتابع الفنان المصري أنه لم يتوقع أن يحدث البرنامج كل هذه الضجة، خاصة أن مدة كل حلقة لا تتجاوز الست دقائق، موضحا أن البرنامج في النهاية بات عملاً يعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي، لكن المفاجأة فيه كان النجاح الذي اعتبره منحة إلهية قد من الله عليَ بها.
وأوضح سامح حسين أن ما أسعده كثيرا هو احتفاء الجمهور به، وإعجابهم بما أقدمه في البرنامج، لذلك كان لابد من أن يؤكد أن الفضل بعد الله يعود لكل من شارك في البرنامج، وعلى رأسهم كاتبه ومخرجه ومدير التصوير وباقي فريق العمل.
وقال إن إشادة بعض زملائه النجوم أثلجت صدره وأشعرته بمذاق جديد ومختلف للنجاح.
أما عن تكريمه من أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري، فأكد سامح حسين أنه من أفضل الأشياء التي حدثت له مؤخراً، ويشعر أنه يعيش حلماً جميلاً وليس واقعاً حقيقياً وملموساً، مضيفا بالقول لو كان هناك من أخبره قبل أسبوع أنه سوف يكرم من وزير الأوقاف لن يصدق ويعتبر ذلك كلاماً بعيداً عن الواقع.
وأوضح سامح أنه لا يعلم ما هي خطوته القادمة، وهل من الممكن أن يقدم موسماً جديداً من هذا البرنامج أم أنه سيكتفي بموسم واحد فقط، لكنه في كل الحالات يتمنى أن يكون التوفيق حليفه في كل ما هو قادم.
*تركي آل الشيخ ومحاولات السيطرة على الفن المصري
في المقابل، تشهد الساحة الفنية المصرية محاولات من قبل تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، للسيطرة على المشهد الفني المصري. فقد أشار نقاد ومخرجون إلى أن هناك صراعا بين السعودية ومصر في مجال الفن، في ظل محاولات آل الشيخ للسيطرة على الفن المصري من خلال تكريم النجوم والفنانين المصريين ضمن المهرجانات المقامة في السعودية.
*“قطايف”.. نموذج للمقاومة الفنية المستقلة
يُعتبر برنامج “قطايف” مثالًا حيًا على قدرة الفنان المصري على تقديم محتوى مستقل وهادف بعيدًا عن أي هيمنة خارجية. فهو يُبرز الإبداع المصري ويؤكد أن الفن المصري قادر على الاستمرار والتألق بجهود أبنائه بعيدا عن التدخلات الخارجية.
في الختام، يُثبت “قطايف” أن الفن المصري لا يزال ينبض بالحياة والإبداع، وأنه قادر على مواجهة أي محاولات للسيطرة أو التهميش من الأطراف الخارجية وعلى رأسها السعودية.