الكيان في أضعف حالاته.. حزب الله دخل حدود فلسطين المحتلة وفرقه الخاصة تتجول على مقربة من مستوطنات العدو
انفوبلس/..
الزِّي العسكري وبشكل مكشوف وواضح، مجموعة من مقاتلي حزب الله يتجولون على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، وهو أمر يُعد غير مسبوق، وتم تصويرهم قرب الأراضي المحتلة وبحوزتهم معدات عسكرية متطورة، بحسب مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام عبرية، في جولة يبدو فيها أفراد حزب الله وصلوا للمكان لدراسة المنطقة وجمع المعلومات الاستخباراتية ولم تكن مجرد جولة عادية.
موقع "ماكو" العبري، ذكر في تعليقه على الأشرطة المصورة، إن "البنية الجسدية للعناصر الذين ظهروا في مقطع الفيديو قوية، وتختلف عن البنية الجسدية لعناصر حزب الله الآخرين، وهذا يزيد من الشكوك بأنهم ينتمون لإحدى الوحدات الماهرة في حزب الله وقد يكونون من وحدة الرضوان الخاصة التي انتشرت على طول الحدود".
ونقل الموقع عن مصادر في المكان، بأن عناصر حزب الله وصلوا للمكان لدراسة المنطقة وجمع المعلومات الاستخباراتية ولم تكن مجرد جولة عادية، وأضافت المصادر أن عناصر حزب الله اجتازوا الخط الأزرق في 3 نقاط مختلفة، بينما كانت التعليمات لدى جنود الاحتلال بإظهار تواجدهم بالمكان وانتظار عناصر حزب الله حتى يغادرون المنطقة".
استعداد حزب الله للمواجهة
وسائل الإعلام العبرية: ما جرى يؤكد أنّ حزب الله لا يراقب إنّما يستعد للمواجهة.
وقال مسؤول أمني في منطقة الجليل الشرقي، "نحن لسنا متفاجئين من رؤيتهم يتجولون على الحدود كما قبل حرب لبنان، إذ نلاحظ أن مقاتلي حزب الله يتحدَّون منذ أشهر ومن دون نهاية من أجل إزعاج واستدعاء قوات "الجيش" الإسرائيلي".
ولفتت وسائل الإعلام العبرية إلى أن مقاتلي حزب الله قاموا بجولة على الحدود قرب مستوطنة "دوفيف" في الجليل الأعلى، مشيرة إلى أن ما جرى يؤكد أنّ حزب الله لا يراقب إنّما يستعد للمواجهة.
ونشرت وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، فيديو قالت فيه إنّه لمقاومين ملثّمين من حزب الله وهم يتجولون على الحدود مع فلسطين المحتلة قرب مستوطنة "دوفيف" في الجليل الأعلى.
وذكر موقع "القناة 12" الإسرائيلية، أنّه "في التصوير الذي التقط من الجانب الإسرائيلي، يمكن رؤية ما لا يقل عن 8 من عناصر حزب الله"، وبحسب المعلومات، فإنّهم "يخفون الأسلحة".
وتابع الموقع، أنّ "جميع العناصر يرتدون بزّات مماثلة وعتاداً يبدو نوعياً، غير أنّ بنية أجسامهم، المختلفة كثيراً عن معظم ناشطي حزب الله الذين يعملون على الحدود، تزيد الشكوك في أنّه يجري الحديث عن قوة عسكرية مدرّبة، وحتى يحتمل من وحدة النخبة رضوان، المنتشرة على طول الحدود".
وأشار إلى أنّ "جميع العناصر ملثمون، ويمكن رؤية أنّ بعضهم يحمل كاميرات Go-Pro التي تسجّل الجولة".
وأوضح الموقع، أنّه "لوحظ وصول وحدة حزب الله من قبل مراقبات الجيش الإسرائيلي، لتستدعي قوات إلى مكان الحادث، وبقيت هناك حتى غادر العناصر المنطقة الحدودية".
اجتازوا الخط الأزرق والتصقوا بالسياج
وزعمت مصادر، بأنّ "العناصر اجتازوا الخط الأزرق عندما التصقوا بالسياج في 3 نقاط مختلفة، لكن التعليمات الموجهة إلى القوات كانت إظهار وجود أمامهم والسماح لهم بمغادرة المكان".
لكن الإعلام الإسرائيلي نقل عن مصادر في جيش الاحتلال أنّ "مقاتلي حزب الله لم يجتازوا الخط الأزرق، بينما يجري الحديث عن خرق للقرار 1701، الذي يحدد أنّه ممنوع على حزب الله العمل على الحدود".
وقال مسؤول أمني في "منطقة الجليل الشرقي": "نحن لسنا متفاجئين من رؤيتهم يتجولون على الحدود كما قبل حرب لبنان الثانية".
وأضاف المسؤول الأمني: "نلاحظ أنّ مقاتلي حزب الله يتحدَّون منذ أشهر من أجل إزعاج واستدعاء قوات الجيش الاسرائيلي".
بدوره، قال مراسل عسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنّ "الفيديو هذا أصبح روتينياً مؤخراً"، مضيفاً: "بدأنا نتذكر الفترة التي سبقت صيف 2006".
أمّا الخبير في الشؤون الاستراتيجية يوني بن مناحيم فقال عبر "تويتر"، تعليقاً على الفيديو، إنّ "الوضع عند الحدود مع لبنان تخطى مجدداً ومجدداً الخطوط الحمر، وإسرائيل ببساطة لا ترد".
من جانبه، قال المراسل العسكري نوعام أمير عبر "تويتر": "إنّ حزب الله لا يراقب هنا، بل إنّه يستعد".
المقاومة جاهزة بشكل دائم
القيادات العسكرية في إسرائيل ليست موحدة في موقفها بشأن استعدادها لمواجهة حزب الل
وفي السياق، قال المحلل السياسي المختصّ بالشأن الإسرائيلي أليف صباغ، إنّ "التوقيت لإظهار الفيديو مرتبط بالصراع السياسي القائم في إسرائيل، وهي رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي".
وتابع صباغ أنّ ذلك يأتي أيضاً فيما "القيادات العسكرية في إسرائيل ليست موحدة في موقفها بشأن استعدادها لمواجهة حزب الله".
الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط قال إنّه "عندما ينشر الاحتلال هذا الفيديو، فهو يستهدف أيضاً المجتمع الإسرائيلي. وبذلك، يخوض حرباً نفسية معاكسة".
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إلياس فرحات، أنّ "المقاومة اللبنانية موجودة وجاهزة بشكل دائم لمنع أي تحرك إسرائيلي داخل لبنان، وهي جاهزة بمختلف إمكاناتها للرد على الاعتداءات الإسرائيلي".
وأكّد فرحات أنّ "هناك تراكما لقوة المقاومة وبداية إحباط لدى الجانب الإسرائيلي وسط أزمة داخلية يعاني منها"، مشيراً إلى أنّ "قواعد الاشتباك التي تثبتت بعد 2006 ما زال معمول بها حتى الآن، والجيش الإسرائيلي لم يستطع تغييرها".