الناشط "علي هاشم" يشغل الميديا إقليميا بعد تمزيقه الجنسية السعودية وإعلان مبايعته لـ"عبد الملك الحوثي".. استقبال كبير في اليمن
انفوبلس/ تقرير
أثار إعلان وصول المعارض السعودي "علي هاشم الحاجي"، إلى العاصمة اليمنية صنعاء بعد انشقاقه عن نظام محمد بن سلمان وإعلان مبايعته لزعيم الحوثيين القائد "عبد الملك الحوثي"، أثار الرأي العام الإقليمي، حيث لقي ترحيبا كبيرا من قبل اليمنيين وقيادات صنعاء.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته الذاتية والأحداث التي سبقت وصوله إلى اليمن.
أفادت صفحات وحسابات يمنية تابعتها "انفوبلس" أن المعارض السعودي "علي هاشم الحاجي"، وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء بعد انشقاقه عن نظام محمد بن سلمان وإعلان مبايعته لزعيم جماعة الحوثيين القائد "عبد الملك الحوثي".
وظهر “علي هاشم الحاجي” في مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي من داخل منزل وهو يحمل جواز سفره السعودي. ثم قام برميه في سلة مهملات، وتابع أن اليمنيين أعطوه الجنسية اليمنية.
وفي تغريدة على حسابه في موقع "إكس" (تويتر سابقاً) قال هاشم بنبرة تهكم من السلطات السعودية: المرتزقة لهم 9 سنوات (قادمون يا صنعاء) أنا وصلت صنعاء وهم ما بعد يوصلون".
وهاشم من أبرز المعارضين للنظام السعودي وينتمي للطائفة الشيعية في المملكة وكان يسكن في الضاحية الجنوبية في لبنان منذ سنوات عقب هروبه من السعودية.
وظهر في تسجيل صوتي في أغسطس آب 2022 تضمن تهديداً ووعيداً لسفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بـ"إبادة كل من فيها" احتجاجاً على وضع عائلته في الأحساء قيد الإقامة الجبرية.
وقال علي هاشم في تصريحات صحفية آنذاك، إن عدة تهديدات وصلته من قبل الاستخبارات السعودية بقتل أبنائه في حادث سيارة مفتعل إذا لم يكفَّ عن نشاطه، والجميع سمع جوابه في التسجيل.
وفي الثالث من أغسطس ثبّت الحاجي تغريدة جاء فيها “بسبب معارضتي لحرب اليمن ومطالبتي بحقوق الشيعة في السعودية، تم وضع أطفالي قيد الإقامة الجبرية وإيقاف جميع خدماتهم والتضييق عليهم".
وأضاف، النظام السعودي يظن بأن أفعاله سوف تردعني عن نشاطي، لا والله إني اليوم أقوى وأكثر إصراراً للسعي في إسقاط نظام آل سعود".
وينحدر الحاجي من محافظة الأحساء، وقد صدر بحقه ظلماً حكمٌ بجرائم الإرهاب وتمويله في العام 2017، وذلك بعد عام من مغادرته المملكة العربية السعودية، حيث يبدو أنه تسرّب من هناك إلى العراق ومنها إلى سوريا قبل أن يستقر في الضاحية الجنوبية للبنان.
من هو علي هاشم؟
هو ناشط سياسي وحقوقي سعودي من الطائفة الشيعية في المملكة، اشتهر بمعارضته للنظام السعودي، ظهر مؤخرًا في مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي من داخل منزله وهو يحمل جواز سفره السعودي وذلك احتجاجا على موقف للرياض اتجاه ما يحدث في قطاع غزة، ثم قام برميه في سلة مهملات، وتابع أن اليمنيين أعطوه الجنسية اليمنية.
*شيعة السعودية نحو اليمن
وسبق علي هاشم بالوصول إلى منطق الحوثي في اليمن، المعارض السعودي المدعو "لؤي بن اسكندر بن متعب القحطاني"، وهو مدرب أكاديمي في مجال الطيران، والذي دخل مناطق الحوثيين قبل سنوات وأعلن وقوفه ضد السعودية.
تلاه المعارض "هادي محمد اليامي" الذي وصل مطلع العام 2015، مناطق الحوثيين، وهو أحد مشايخ ومراجع قبيلة "يام" الدينية، حيث تم تنصيبه من قبل الحوثيين شيخ ضمان عن محافظة نجران (في إشارة منهم للرياض بأن نجران أراضٍ يمنية).
كما وصل مناطق الحوثي المعارض السعودي الرائد دخيل بن ناصر القحطاني، الذي شغل منصب القائد السابق لعمليات سلاح الجو في قاعدة الملك عبد العزيز في الظهران، حيث انشق عن النظام السعودي ليصل الى صنعاء في نوفمبر 2018 ويمارس نشاطه المعارض من صنعاء بصفته رئيس حركة تحرير الجزيرة المعارضة.
وتؤكد مصادر مطلعة في صنعاء، وجود عدد من المعارضين السعوديين مع عائلاتهم في مناطق الحوثيين، فروا خلال السنوات الماضية، ولم يتم الإعلان عنهم خوفًا من انتقام الأجهزة الاستخباراتية السعودية.
ولا تقف انتهاكات السلطات السعودية لحقوق المعارضين السياسيين عند الاعتقال والتعذيب الممنهج، بل تعداه إلى التعرّض لزوجاتهم وأبنائهم وأيضاً ابتزاز الزوجات للطلاق مقابل الحصول على بعض الحقوق من السلطات السعودية.
*تمرد "مرتقب" في السعودية
وكان المعارض والناشط الحقوقي السعودي والخبير في الشأن الخليجي علي آل أحمد توقع بأن "الأشهر القادمة تحمل إشارات تمرد واسع في الداخل السعودي بما فيها المؤسسة العسكرية".
وقال في مقابلة مع موقع "المسيرة"، إن “الأشهر القادمة ستكون مهمة في تاريخ الجزيرة العربية؛ لأنها تحمل إشارات تمرد واسع في الداخل وحتى من داخل المؤسسة العسكرية بعد فشل غزو اليمن وقهر إرادة شعبه رغم الدعم الأمريكي البريطاني المستمر لحد اليوم عسكرياً وسياسياً".
وأضاف: "ربما نرى هزيمة داخلية كبيرة للنظام وتقلص سيطرته على البلاد. معرباً عن اعتقاده بأن النظام السعودي لن ينهار حالياً، لكن هناك تراجع كبير في شرعيته وقبوله محلياً".
في العام 2015، بدأت السعودية عدوانها على الأراضي اليمنية، ووعدت بحسم المعركة خلال أشهر، لكن بعد 6 سنوات من العدوان، وجدت المملكة نفسها غارقة في المستنقع اليمني، مع تكبدها خسائر عسكرية واقتصادية هائلة قُدِّرت بمليارات الدولارات، إلا أنها تعمل على التكتم عليها.
اليوم، بعد تسع سنوات، تدرك الرياض عواقب سوء التقدير، وكيف أن أميركا أدارت لها ظهرها، وعجزت عن حمايتها، وترى كيف تحوّل اليمن من قوة محلية، ومن اللادولة، واللاجيش واللامؤسسات، إلى قوة إقليمية، بدولة قوية وجيش قوي قادر ومقتدر على فرض المعادلات داخل اليمن وخارجه، ومن أبرز تلك المعادلات ما فرض عقب الهدنة من معادلة حماية الثروة ومنع سرقة النفط والغاز اليمنيين ونهبهما، بل باتت اليمن بما كشفته من قدرات صاروخية، وقوات جوية، وسلاح جوي، وقوات بحرية قادرة على استهداف أي نقطة في العمق الاستراتيجي لدول العدوان، بل أصبحت قادرة على استهداف أي نقطة في البحر وصولاً إلى ميناء إيلات، وباتت السعودية وأميركا و"إسرائيل" تخشى صنعاء التي دخلت مرحلة مرعبة لكل أطراف التحالف المعلنة وغير المعلنة.