اليمن تمنح مهلة 3 أيام.. تكهنات وتحليلات لتغريدة يحيى سريع.. هل ستدخل المقاومة الإسلامية مرحلة جديدة من التصعيد؟
انفوبلس..
في الدقائق الأخيرة من مساء يوم أمس، نشر المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تغريدة غامضة على حسابه في منصة "إكس" تضمنت كلمتين فقط وهي: "3 أيام"، الأمر الذي فتح باباً واسعاً للتحليلات والتكهنات حيث اعتبرها البعض مهلة للسعودية التي تعتدي على اليمن منذ 9 سنوات، فيما رأت الغالبية بأنها بداية المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي.
وقد أثارت هذه التغريدة موجة من التكهنات والتفسيرات على الصعيدين المحلي والدولي، حيث تساءل الكثيرون عن معنى هذه التغريدة المكونة من كلمتين فقط.
كما نشر عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، تغريدة غامضة أخرى كتب فيها "1 1 1″، مما قد يشير إلى أن "1" تعني يوم واحد، وبالتالي "3 أيام".
ووفقاً لمصادر مطلعة، قد تشير تغريدة العميد سريع إلى تطورات مهمة ستحدث خلال الساعات الـ 72 المقبلة. وقد أكد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع بحكومة صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، على هذا المعنى حيث قال في تغريدة له: "72 ساعة. يبدو أن هناك عدة تطورات مهمة، وبعد 72 ساعة سيحدث التطور الأكثر أهمية".
وأضاف ابن عامر في تغريدة أخرى لاحقاً، أن "اليمن إن قال كلمة (3 أيام) فلْيحسب الجميع له ألف حساب".
وفي الوقت نفسه، أثارت تغريدة العميد سريع اهتماماً واسعاً في وسائل الإعلام العبرية والغربية، حيث ربط البعض بين هذه التغريدة والتصعيد الأخير لقوات صنعاء ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد صرح خبراء عسكريون بأن "صنعاء تحضر عسكرياً لمفاجآت غير مسبوقة ضد إسرائيل".
ومن الجدير بالذكر أن قوات صنعاء قد أعلنت في مايو الماضي عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما يشير إلى احتمال إعلان المرحلة الخامسة خلال الأيام القليلة القادمة. وقد أكد العميد سريع في تصريح سابق قائلاً: "غزة عندنا خط أحمر… إذا واصل العدوان على غزة، ستكون هناك مرحلة خامسة وسادسة، وسنستهدف أشياء ما قد تخيلها العدو ولا الصديق ولا الشعب اليمني ولا العالم".
وفي تفسير آخر لتغريدة العميد سريع، أشار مسؤول ملف الأسرى المفاوض عن حكومة صنعاء، عبد القادر المرتضى، إلى أنها قد تكون تحذيراً للسعودية من قوات صنعاء. حيث أعاد المرتضى نشر تغريدة العميد سريع معلقاً: "العبد يقرع بالعصى والحر تكفيه الإشارة".
وقد فسر البعض هذه التغريدة على أنها تحذير من صنعاء للسعودية، وتأتي هذه المهلة على ما يبدو في ظل تعثر المفاوضات في مسقط وعرقلة تنفيذ الاتفاقيات الإنسانية التي تم التوصل إليها سابقاً مع الرياض، وسط أنباء عن عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر مع قصرها على ملف الأسرى وشخصنة القضية بشخص القيادي في حزب الإصلاح، محمد قحطان، والذي أشارت تقارير سابقة إلى مقتله في غارة للتحالف.
ويرى البعض في مهلة العميد سريع رسالة ضغط على السعودية، التي تقود الحرب على اليمن منذ نحو 9 سنوات ولها نفوذ على طرف "الحكومة اليمنية" في المفاوضات الجارية مع وفد حكومة صنعاء في مسقط.
وفي خضم التكهنات والتفسيرات المتعددة، تشير أغلب التحليلات من قبل الخبراء والمحللين إلى أن تغريدة العميد يحيى سريع “3 أيام” قد تكون إعلاناً عن المرحلة الخامسة من التصعيد ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي. ويؤكد هؤلاء الخبراء أن قوات صنعاء تستعد لتنفيذ عمليات غير مسبوقة وموجعة في عمق الأراضي المحتلة، مما قد يشكل تطوراً مهماً لإجبار الاحتلال على إنهاء العدوان والحصار على غزة.
وتأتي هذه التغريدة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، حيث تستمر قوات صنعاء في تصعيد وتوسيع عملياتها العسكرية دعماً للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، بالإضافة إلى استعداداتها العسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة.
يُشار إلى أن هذه التغريدة تأتي بعد ساعة من إعلان المتحدث باسم قوات صنعاء مساء الثلاثاء عن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع المقاومة العراقية، حيث استهدفت هدفاً حيوياً مهماً في حيفا بشمال فلسطين المحتلة.
وقال العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، إن “القوات المسلحة اليمنية نفذت بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية العراقية عملية عسكرية مشتركة استهدفت هدفاً حيوياً في حيفا بعدد من الصواريخ المجنحة، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح بفضل الله”.
وأكد العميد سريع أن هذه العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورداً على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف أن “القوات المسلحة اليمنية ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية المشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية إسناداً وانتصاراً للشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وعقب بيان سريع، أكدت المقاومة الإسلامية في العراق، في بيان آخر، تنفيذ العملية.
كما نشر إعلامها الحربي مشاهد عنها.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، بدأ تحالف "حارس الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا بشكل رئيسي، باستهداف معاقل جماعة أنصار الله في اليمن، مما أدى لتوسيع نطاق عمليات الجماعة لتشمل السفن المرتبطة بواشنطن ولندن أيضًا.
شكل هذا التصعيد محل اهتمام وقلقا لأغلب الجهات الفاعلة في المنطقة والعالم، من دول ومنظمات وشركات نقل، فمضيق باب المندب والبحر الأحمر يُعدان عقدة رئيسية في طرق الشحن البحرية العالمية، ويؤدي استمرار هذه الهجمات إلى تحويل حركة المرور البحرية عن البحر الأحمر إلى أفريقيا.
وتباينت وجهات النظر الأميركية تجاه سبل ردع أنصار الله، فتحالف "حارس الازدهار" يضم 24 دولة بقيادة القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، لكن بريطانيا وحدها هي التي شاركت أميركا في استهداف مواقع أنصار الله في اليمن، حيث شنتا ضربات أبرزها في يومي 11 و22 (يناير/ كانون الثاني) 2024، ويومي 3 و24 (فبراير/ شباط) 2024.
ومن خلال ذلك، تسعى واشنطن، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس، لتجنب مزيد من التورط المباشر في اليمن خشية اتساع نطاق الصراع في المنطقة، وتحرص على الحفاظ على الهدنة في اليمن وتعزيز جهود السلام التي تدعمها الأمم المتحدة، واستعادة الأمن البحري في المنطقة.
لكن في المقابل، فأمام هذه المخاطر المتزايدة، تبرز في أروقة واشنطن دعوات لتوجيه ضربات أكبر ضد أنصار الله واستئصالهم، ما حدا بلجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لعقد اجتماع في 14 فبراير/ شباط 2024 لمناقشة هذه القضية.
خلال الاجتماع، قدم مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان طرحا مغايرا، مشيرا إلى أن التصعيد العسكري ضد الحوثيين قد يعزز الأهداف الإيرانية وينعكس سلبًا على الاستقرار اليمني، والذي "قد يدفع العديد من الحلفاء إلى التشكيك في قيمة الدعم الأميركي".
وأشار ألترمان إلى أن سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تنجح، وأن الردع المطلوب لن يتحقق ما لم يشعر قادة أنصار الله ومن ورائهم إيران أن لديهم خيارا مريحا في مقابل خيارات التصعيد المؤلمة، "وليس مجرد السعي إلى هزيمتهم في ساحة المعركة".