انتخابات تركيا الرئاسية.. اصطفاف طائفي وراء أردوغان بالضد من أوغلو العلوي
انفوبلس/..
"أنا علوي".. بهذه الكلمة كسر مرشح تحالف المعارضة التركي للانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو المحرّمات الرئيسية في تركيا، حينما أعلن للمرة الأولى انتماءه إلى الأقلية العلوية التي هاجمها الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في الماضي متهماً أفرادها بـ"الهيمنة" على القضاة في تركيا وبابتكار "ديانة جديدة".
ورغم أن كلشدار أوغلو وهو المرشح الرئاسي الذي سيُنافس الرئيس رجب طيب أردوغان اعتاد منذ أشهر على الظهور من خلال حسابه في "تويتر"، إلا أن رسالة "أنا علوي" كان لها الكثير من الأصداء، سواء في الضفة المعارضة أو ضمن أوساط الحزب الحاكم.
ووجه زعيم "حزب الشعب الجمهوري" رسالته بشكل أساسي إلى فئة الشباب، وخاطبهم بعبارة: "أنا علوي.. هل أنتم مستعدون لتدمير هذا النظام الذي يقول لا يوجد علويون؟".
وأضاف: "أنا مسلم مخلص نشأ على عقيدة حق محمد وعلي. هويتنا هي كياننا الذي يجعلنا ما نحن عليه، وبالطبع علينا المطالبة بها بكرامة".
كما دعا في التسجيل المصوَّر الناخبين لأول مرة إلى تنحية خلافاتهم جانبا و"إخراج البلاد من الجدل الطائفي الضار". مضيفا: "لن نتحدث عن الهويات بعد الآن. هل ستخبر المؤسسة التي ترفض الاعتراف بعلوي؟ إن علويّا أمينا وأخلاقيّا ومحترما يمكن أن يكون رئيسا؟".
*اصطفاف طائفي
وينطلق سباق الانتخابات التركية رسميا، اليوم الخميس، مع بدء تصويت الأتراك المقيمين في الخارج، خلال الفترة الممتدة من 27 أبريل/ نيسان حتى 9 مايو/ أيار المقبل، وفق الجدول الزمني المُعلن من المجلس الأعلى للانتخابات، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح "حزب البلد" محرم إنجه، ومرشح تحالف الأجداد "أتا" سنان أوجان، بينما تتقدم قوائم تحالف الشعب وتحالف الأمة وتحالف العمل والحرية القوائم البرلمانية.
وبالتزامن مع الانتخابات التركية، فإن هناك اصطفافا طائفيا وراء أردوغان بالضد من أوغلو "العلوي".
كان العلويون ضحايا لتمييز ومذابح في تركيا في الماضي، وما زال بعض السُنّة المتشددين يتبنّون موقفاً مُعادياً لهم.
ووعد كليتشدار أوغلو الذي يمكن أن يصبح أول رئيس تركي علوي، في حال انتخابه بوضع حد للتمييز و"الخلافات الطائفية التي تسبّب آلاماً" في تركيا ذات الأغلبية المسلمة والدستور العلماني.
وقال مراقبون إن كليتشدار أوغلو المولود في منطقة ديرسم ويشكل الأكراد والعلويون أغلبية سكانها، سيجد صعوبة في إقناع الناخبين السُنّة المحافظين في اقتراع أيار/ مايو المقبل.
في المقابل، وزير الداخلية سليمان صويلو اتهم مرشح المعارضة بمحاولة تقديم نفسه "كضحية". وقال "لسنا نحن من نقول إنه لا يمكن انتخاب علوي.. إنها ليست مشكلة بالنسبة لنا. تغلّبنا على كل ذلك".
وكان أردوغان قد هاجم في الماضي الأقلية العلوية متهما أفرادها بـ"الهيمنة" على القضاء في تركيا وبابتكار "ديانة جديدة".
خلال الحملة الانتخابية الحالية لم يهاجم رئيس الدولة علناً خصمه بشأن هويته الدينية. لكنه ألمح مع ذلك في أوائل نيسان/ أبريل إلى هذه النقطة بعد أن داسَ كليتشدار أوغلو عن طريق الخطأ على سجادة صلاة بدون أن يخلع حذاءه.
وقال في اجتماع في إسطنبول إن "الذين لا يعرفون اتجاه الصلاة يمشون بأحذيتهم على سجادة الصلاة. سيظهر لهم الاتجاه الصحيح يوم 14 أيار/ مايو".
وردّ بعض أنصار حزب "العدالة والتنمية" الحاكم على مقطع الفيديو، من بينهم إحسان أكتاش بقوله: "يمكن للعلويين أن يقولوا إنهم علويون بفضل أردوغان، لكنهم لم يتمكنوا من قول ذلك قبل حزب العدالة والتنمية"، وفق قوله.
وأضاف الكاتب التركي، زكي باهتشلي: "انتهت مناقشات الهويات التركية والكردية والعلوية والسُنّية واللازية والشركسية والرومانية والتترية والبوسنية والألبانية والعديد من النقاشات حول الهوية مع فترة أردوغان".
واعتبر أنه "لم يتم استبعاد أي شخص بسبب هويته أو معتقده. لا أحد يجب أن يحاول فصلنا".
*خطاب تأريخي
في المقابل وصف موقع "دوفار" الإخباري المعارض رسالة كلشدار أوغلو بأنها "خطاب تاريخي".
وقال زعيم "حزب الديمقراطية والتقدم"، علي باباجان مؤيدا لرسالة حليفه ضمن "تحالف الأمة": "نحن نرفض العقلية التي تفرّقهم على الهويات. التركية-الكردية-اللازية-الشركسية لا فرق. سيكون الجميع مواطنين متساوين ومشرّعين في هذا البلد. كلشدار أوغلو سيكون رئيسا".
وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس المشارك السابق لـ"حزب الشعوب"، المسجون، صلاح الدين دميرتاش، إذ كتب عبر "تويتر": " يجب على الجميع أن يراقبوا بقلوبهم وأن يستمعوا بقلوبهم. من الممكن العيش على هذه الأراضي دون تمييز، على قدم المساواة، في أُخوّة وسلام".
وأضاف: "أُهنِّئ السيد كلشدار أوغلو وأؤيّد هذه الرسائل الجميلة بإخلاص".
*المشهد التركي
ويتصدر المشهد السياسي تحالفان رئيسيان، أولهما "تحالف الجمهور" الحاكم بقيادة أردوغان، ويضم بجانب حزب العدالة والتنمية، أحزاب: الحركة القومية، وانضم حديثا حزب "هدى بار" الكردي، وحزب "الرفاه الجديد" بزعامة فاتح أربكان نجل الزعيم التاريخي نجم الدين أربكان، وحزب الاتحاد الكبير.
أما التحالف الثاني، فهو "تحالف الأمة" المعروف بـ"الطاولة السداسية" بقيادة كليجدار أوغلو، ويضم بجانب حزب الشعب الجمهوري، أحزاب: الجيد والسعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي.
ويُنتخَب رئيس تركيا، الذي يتولى رئاسة الدولة والحكومة، مباشرة من خلال نظام الدورتين، الذي يتعين بموجبه على المرشح أن يحصل على أغلبية مطلقة من الأصوات لكي يُنتخب.
وإذا لم يؤمن أي مرشح الأغلبية الشاملة بشكل قاطع، تُجرى جولة الإعادة بين أكثر المرشحَيْن اللذَين تم التصويت عليهما من الجولة الأولى، ثم يتم إعلان انتخاب الفائز بها.
وتم إدخال هذا النظام الانتخابي لأول مرة للانتخابات الرئاسية لعام 2014، عندما حلّ محل نظام الانتخابات غير المباشرة الذي تم بموجبه انتخاب الرئيس من قبل البرلمان.
ويخضع الرئيس لحدود زمنية للخدمة، وقد يقضي فترتين متتاليتين على الأكثر خمس سنوات.