انفجار ضخم يهز ميناء بندر عباس ويثير تساؤلات عن خلفياته وتوقيته الحرج

تحقيقات عاجلة في الانفجار
انفوبلس..
في حادثة أشعلت موجة من التساؤلات، شهد ميناء بندر عباس في جنوبي إيران، اليوم السبت، انفجاراً عنيفاً أسفر عن إصابة أكثر من 560 شخصاً وتدمير مبانٍ ومركبات بفعل موجة الانفجار، وبينما أعلنت السلطات حالة الطوارئ وأرسلت فرق الإغاثة لاحتواء الوضع، تواصلت التحقيقات لتحديد الأسباب وسط تضارب الروايات الأولية.
وتزامن الانفجار مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، ما دفع مراقبين إلى التساؤل عما إذا كانت الحادثة مجرد صدفة، أم أن هناك أطرافاً خفية تسعى لتقويض استقرار إيران في لحظة سياسية حرجة.
ووقع الانفجار الضخم، في ميناء بندر عباس في جنوبي إيران، اليوم السبت، قيل في البداية إنه ناجم عن مخزن للوقود فيما أشارت التحقيقات اللاحقة أنه ناجم عن انفجار حاوية في الميناء، ما أسفر عن وقوع 561 إصابة حتى الآن.
وأفادت مصادر رسمية إيرانية، من ميناء بندر عباس، أن الانفجار كان شديدا وأنه دمّر مبنى إدارياً بالكامل، كما دُمِّرت العديد من المركبات في المنطقة بسبب موجة الانفجار.
وفيما ترتفع حصيلة المصابين المعلنة شيئا فشيئا قال متحدث باسم خدمة الطوارئ الطبية في أحدث تصريح إن 561 إصابة تم نقلها حتى الآن الى المستشفيات كما قيل في البداية إن الانفجار ناجم عن مخزن للوقود فيما أشارت التحقيقات اللاحقة أنه ناجم عن انفجار حاوية في الميناء.
وتوجهت على الفور فرق الإطفاء والإنقاذ السريع إلى المنطقة، وقد توقفت أنشطة الميناء حاليًا لوضع المنطقة تحت سيطرة القوات الأمنية والإغاثية في أسرع وقت ممكن.
وكانت شدة الانفجار عالية لدرجة أنها تسببت في أضرار جسيمة، وتدمير مبنى إداري بفعل موجة الانفجار.
وقد أفادت وسائل الاعلام الإيرانية المتواجدة في الميناء، إن قوة موجة الانفجار كانت شديدة لدرجة أنها دمرت بالكامل مبنىً إدارياً بالقرب من موقع الانفجار وسحقت العديد من السيارات في المنطقة.
من المستفيد من الحادث؟
وفيما أعلن جهاز إدارة الأزمات فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الدقيقة، تأتي هذه الحادثة في ظل حالة طوارئ قصوى في الميناء، حيث تواصل فرق الإنقاذ إخماد الحرائق ورفع أنقاض الانفجار.
ويتزامن الحادث مع انطلاق جولة ثالثة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان، ما يجعل توقيته موضعَ تساؤل لدى المراقبين، ومما يعقّد المشهد أن طهران سبق وأن اتهمت أعداءً إقليميين، وعلى رأسهم الكيان الإسرائيلي، بالوقوف وراء هجمات مماثلة على منشآتها الحيوية.
في خضم هذه الأجواء المتوترة، تواصل السلطات الإيرانية بحثَ ملابسات الحادث بدقة، محذّرةً من القفز إلى استنتاجات قبل انتهاء التحقيقات. ومع أن كل الاحتمالات تظل مفتوحة ريثما تنتهي التحقيقات، تظل علامة الاستفهام قائمة: من المستفيد من زعزعة الاستقرار في هذه المرحلة الحساسة؟
إصابة موظفين في الميناء
وتفيد مصادر إخبارية بإصابة عدد من موظفي ميناء الشهيد رجائي، غير أن أي مصدر رسمي لم يؤكد هذه الأنباء حتى اللحظة.
وفيما تم إرسال فرق الاستجابة السريعة فوراً إلى المنطقة ، توقفت جميع الأنشطة في الميناء حالياً لضمان السيطرة السريعة على الوضع من قبل القوات الأمنية وفرق الإغاثة.
إعلان حالة الطوارئ
وعقب الانفجار العنيف الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي، أعلنت لجنة إدارة الأزمات حالة الطوارئ في جميع مستشفيات بندر عباس بشكل فوري.
ووفقًا لوسائل الاعلام الإيرانية، فإن جميع فرق الإغاثة والاستجابة السريعة متواجدة حالياً في المنطقة وتعمل على نقل المصابين.
كما أعلن المدير العام لإدارة الأزمات بمحافظة هرمزغان أنه يتم حالياً التحقيق في موقع الحادث لمعرفة سبب الانفجار، مؤكداً أن الجهود جارية للكشف السريع عن الأسباب وإطلاع المواطنين عليها فوراً.
الميناء في وضع مضطرب
على الرغم من وصول قوات الإغاثة والأمن وفرق الاستجابة السريعة إلى موقع الانفجار في ميناء شهيد رجائي، وسعيهم للسيطرة على الموقف، إلا أن الميناء لا يزال يعيش وضعًا مضطربًا.
وكانت قوة الانفجار هائلة لدرجة أنها تسببت بأضرار بالغة في معظم مباني الميناء، كما تعرضت جميع السيارات لأضرار جسيمة.
ولا يزال عدد العاملين المتواجدين في موقع الانفجار وقت وقوع الحادث مجهولاً، ولكن وفقًا لبعض موظفي الميناء، من المحتمل أن يكون عدد كبير من الأشخاص قد أصيبوا أو حتى لقوا مصرعهم في هذا الحادث.
وما يمكن ملاحظته حالياً في هذا الميناء هو محاولة من الجميع استعادة السيطرة على الموقف، ولكن نظرًا لشدة موجة الانفجار، لا يزال العديد من عمال الميناء في حالة صدمة.
وفي وقت لاحق أعلن محافظ هرمزغان الايرانية "محمد آشوري" أن وحدات القوات البحرية للجيش والحرس الثوري المتواجدة بالقرب من من المنطقة قد تحركت من اجل السيطرة على الاوضاع ايضا.
كما صرّح مدير خلية الازمة في محافظة هرمزغان الايرانية "مهرداد حسن زادة" ان العمل جار الان من اجل السيطرة على الحريق الذي نجم على الانفجار بانتظار بدء التحقيقات الميدانية.
عدد المصابين في تزايد
على الرغم من مرور حوالي ساعات على وقوع الانفجار، إلا أن الدخان الناجم عنه لا يزال مستمراً، وجميع فرق الإغاثة والاستجابة السريعة في هرمزغان تبذل جهوداً حثيثة لاحتواء الموقف في أسرع وقت ممكن.
عدد المصابين في هذا الانفجار مرتفع، أما عدد الضحايا فلا يزال غير محدد، حيث تواصل فرق الإطفاء البحث عن جثث محتملة بين الأنقاض.
وتم تداول روايات متناقضة حول هذا الانفجار، حيث أكد مسؤولون أمنيون ومكتب محافظ هرمزغان لوكالات أنباء إيرانية، أن أي تكهنات حول أسباب الانفجار لا قيمة لها، وسيتم إعلان المعلومات الدقيقة للجمهور فور توفرها.
استهداف سابق
وكان ميناء رجائي الإيراني قد تعرّض لهجوم سيبراني خلال سبتمبر/ أيلول 2020، ما أدى إلى توقف الحركة في الممرات المائية والطرق المؤدية إليه، بحسب التقرير.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد حذر الأربعاء الماضي من محاولات إسرائيلية لإفشال المفاوضات الإيرانية الأميركية، قائلاً في تغريدة، إن "محاولات الكيان الصهيوني وجماعات منتفعة خاصة لحرف الدبلوماسية عبر تكتيكات مختلفة واضحة بالكامل للجميع".
وأضاف عراقجي، إن "قواتنا الاستخباراتية والأمنية، بالنظر إلى حالات سابقة، على يقظة كاملة للتصدي لأي تخريب وعمليات اغتيال بهدف إجبارنا على الرد المشروع".