انقطاع كهربائي واسع يشلّ إسبانيا والبرتغال وأجزاء من أوروبا والتحقيقات مستمرة لمعرفة الأسباب

الغموض يلف سبب الانقطاع
انفوبلس..
شهدت عدة دول أوروبية، من بينها إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، انقطاعاً واسعاً للتيار الكهربائي ظهر اليوم الإثنين، ما تسبب في شلل واسع بوسائل النقل العام وتأثر خدمات الكهرباء والاتصالات.
وأعلنت السلطات الإسبانية والبرتغالية، إلى جانب شركات تشغيل شبكات الكهرباء، عن فتح تحقيقات عاجلة لتحديد أسباب الانقطاع المفاجئ الذي لا يزال غامضاً بعد ساعات من وقوعه.
وأكدت شركة "ريد إلكتريكا" الإسبانية عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أنها فعّلت خطط الطوارئ لمواجهة الأزمة، فيما أوضحت شركة "رين" المشغلة للشبكة الكهربائية في البرتغال أن التحقيقات جارية، مع الإشارة إلى تأثر بعض المناطق في فرنسا أيضاً.
واعتبر مراقبون أن انقطاع التيار على هذا النطاق يُعد حدثاً نادراً في أوروبا، إذ لم تسجل إسبانيا حادثة مماثلة منذ سنوات، في حين تعود آخر أزمة مشابهة إلى عام 2003 عندما غرقت إيطاليا في ظلام دامس بسبب عطل كهربائي ضخم.
وفي ظل غياب تفسير واضح للواقعة حتى اللحظة، شكّلت السلطات الإسبانية لجنة أزمة خاصة لإدارة الموقف، دون استبعاد فرضية الهجوم الإلكتروني، بينما تتواصل التحقيقات لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء هذا الانقطاع المفاجئ.
شلل بالمطارات وخدمات الاتصالات
علق العديد من الركاب داخل محطات مترو الأنفاق في مدريد ولشبونة بعد أن توقفت القطارات في الأنفاق بين المحطات بسبب انقطاع الكهرباء الواسع، الذي ضرب إسبانيا والبرتغال
وتسبب انقطاع الكهرباء الواسع، الذي ضرب إسبانيا والبرتغال ظهر اليوم، في حرمان ملايين المواطنين من الطاقة، في ظل تقارير تتحدث عن مشكلات أوسع في الشبكة الكهربائية الأوروبية. وأكدت مصادر رسمية في البرتغال لوسائل الإعلام المحلية أن الانقطاع شمل البلاد بأكملها، بينما تعرضت معظم مناطق إسبانيا للأمر ذاته.
وأثرت الأزمة بشكل مباشر على البنية التحتية الحيوية، حيث أدى انقطاع التيار إلى توقف العمل مؤقتاً في مطار باراخاس الدولي بالعاصمة مدريد، وتوقفت حركة الملاحة الجوية في مطارات أخرى بالمنطقة. كما طال التأثير شبكات الاتصالات، مع تسجيل شكاوى واسعة من انقطاع خدمات الهواتف المحمولة في عدد من المدن الكبرى.
وفي مشهد فوضوي، علق العديد من الركاب داخل محطات مترو الأنفاق في مدريد ولشبونة بعد أن توقفت القطارات في الأنفاق بين المحطات. كما واجهت بعض المستشفيات صعوبات تشغيلية، أبرزها مستشفى "لا باز" في مدريد، الذي اضطر إلى تفعيل خطط الطوارئ لضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية للمرضى.
وتواصل السلطات في كلا البلدين تقييم حجم الأضرار، وسط تحذيرات من احتمال تكرار الانقطاع ما لم يتم تحديد ومعالجة السبب الجذري للأزمة.
اجتماع طارئ بالأزمة الإسبانية
وسائل إعلام اوربية: الخلل قد يكون ناجماً عن مشكلات أوسع نطاقاً في الشبكة الكهربائية الأوروبية
وفي تطور متسارع للأحداث، عقدت الحكومة الإسبانية اجتماعاً طارئاً في قصر مونكلوا بالعاصمة مدريد، لبحث تداعيات انقطاع الكهرباء وإدارة الأزمة المتصاعدة. وناشدت السلطات المواطنين ضرورة الاقتصار على الاتصال برقم الطوارئ 112 في الحالات الحرجة فقط، لتجنب زيادة الضغط على الشبكات الحيوية.
وامتد تأثير الانقطاع خارج حدود إسبانيا والبرتغال، ليصل إلى إمارة أندورا وبعض المناطق الفرنسية القريبة من الحدود الإسبانية، وسط تقارير إضافية أفادت بتأثر أجزاء من بلجيكا أيضاً.
وفي ظل استمرار الغموض، أعلنت شركتا "إنديسا" و"إيبردرولا"، وهما من أكبر مزودي الكهرباء في إسبانيا، بدء تحقيقات داخلية موسعة لكشف ملابسات الحادث.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن الخلل قد يكون ناجماً عن مشكلات أوسع نطاقاً في الشبكة الكهربائية الأوروبية.
وفي السياق ذاته، رجحت الشركة الوطنية للكهرباء في البرتغال (REN) أن يكون حريق اندلع في جبل ألاريك جنوب غرب فرنسا قد ألحق أضراراً بخط كهرباء عالي الجهد بين مدينتي بيربينيان وناربون، ما ساهم في تفاقم الأزمة وانقطاع التيار على نطاق واسع.
استعادتها يستغرق 10 ساعات
وفي تطورات لاحقة، أعلنت شركة "ريد إلكتريكا"، المشغلة لشبكة الكهرباء في إسبانيا، أن استعادة التيار الكهربائي بشكل كامل قد يستغرق ما بين ست إلى عشر ساعات، وفقاً للتقديرات الأولية. وأوضحت الشركة في بيان رسمي اليوم الإثنين أن مدة عملية الترميم تعتمد على عدة عوامل تقنية ولوجستية، مؤكدة أنها تواصل العمل على إعادة التيار تدريجياً إلى المناطق المتضررة. وشددت "ريد إلكتريكا" على أنها لن تتكهن حالياً بشأن الأسباب الدقيقة للحادث، بانتظار استكمال التحقيقات.
من جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية أنها على تواصل مستمر مع السلطات الوطنية في إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى هيئة شبكة الكهرباء الأوروبية (ENTSO-e)، حيث تجري مشاورات لفهم ملابسات الانقطاع وآثاره على البنية التحتية الحيوية في المنطقة.
وقد غرقت العاصمة الإسبانية مدريد في ظلام شبه كامل عقب الانقطاع المفاجئ، ما أدى إلى حالة من الفوضى في المطارات، ومحطات السكك الحديدية، والشوارع التجارية. وتوقفت حركة مترو الأنفاق بالكامل، مع عمليات إخلاء احترازية لعدد من المحطات. كما تأثرت حركة الملاحة الجوية بشدة، خاصة في مطارات إسبانيا والبرتغال، وسط حالة من الارتباك بين المسافرين.
فوضى مرورية وإخلاء مترو
شهدت عدة مدن إسبانية، بينها مدريد وإشبيلية وبرشلونة وفالنسيا، حالة من الفوضى العارمة إثر انقطاع واسع للتيار الكهربائي، مما أدى إلى تعطيل شبه كامل لمختلف الخدمات الحيوية.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الانقطاع المفاجئ تسبب في شلل بحركة السفر داخل المطارات، واضطرت السلطات إلى إخلاء أجزاء من مترو مدريد بعد توقف القطارات، فيما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي خروج الآلاف من الركاب من محطات المترو وسط ظلام دامس.
كما أدى العطل إلى توقف إشارات المرور، مما تسبب في اختناقات مرورية كبيرة في شوارع العاصمة. وحتى الآن، لم تصدر السلطات أي تفسير رسمي لأسباب الانقطاع الذي طال إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، بينما تستمر التحقيقات لتحديد مصدر الخلل ومعالجة تداعياته.
ظاهرة جوية نادرة
وفي سياق المتابعة الأوروبية للأزمة، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أنه على تواصل مباشر مع رئيسي الوزراء في كل من إسبانيا والبرتغال لمناقشة تداعيات الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي. وأكد ميشيل أن مشغلي شبكات الكهرباء في البلدين يعملون بشكل مكثف لتحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا الخلل الطارئ.
وأوضح رئيس المجلس الأوروبي أنه حتى الآن، لا توجد أي مؤشرات تدل على وقوع هجوم سيبراني مرتبط بالانقطاع، مما يوجه التحقيقات نحو أسباب تقنية أو طبيعية.
من جهتها، أفادت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية في البرتغال بأن الخلل يعود إلى مشكلة في الشبكة الإسبانية، نتجت عن ظاهرة جوية نادرة، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة الظاهرة.
وأشارت الشركة إلى أن عودة شبكة الكهرباء إلى حالتها الطبيعية قد تستغرق نحو أسبوع، في ظل استمرار أعمال الصيانة والتقييم الفني للأضرار. ويأتي هذا في وقت تواصل فيه السلطات الإسبانية والبرتغالية، بالتعاون مع هيئات أوروبية متخصصة، العمل على احتواء تداعيات الأزمة وضمان استقرار إمدادات الطاقة في المنطقة.