باراتشينار الباكستانية في مرمى العنف الطائفي.. حصار وهجمات وتفجيرات منذ أسبوع
الجيش والحكومة لم يتدخلا
باراتشينار الباكستانية في مرمى العنف الطائفي.. حصار وهجمات وتفجيرات منذ أسبوع
انفوبلس/..
يعيش الشيعة في منطقة باراتشينار بدولة باكستان، عنفاً مفرطاً إذ تطالهم عمليات تفجير وهجمات واعتداءات، ناهيك عن حصار يمارس ضدهم ليس لسبب معين سوى أنهم شيعة.
وتتواصل الموجة الجديدة من الهجمات على الشيعة في منطقة “باراتشانار” الباكستانية. ووفقًا لتقرير المكتب الإقليمي التابع لوكالة أنباء تسنيم فقد أبلغت مصادر مقربة من شيعة باكستان أن منطقة “باراتشانار” تعرضت لهجمات كثيفة وإطلاق نار من قبل العناصر التكفيرية في الأيام الخمسة الماضية، وأن الوضع الأمني وحياة العديد من المدنيين العزل مهددة بشدة.
وتقع مدينة باراتشينار في منطقة “كورام” بإقليم خيبر بختونخوا وتقع بالقرب من حدود باكستان ـ أفغانستان، والتي شهدت أعمال عنف طائفية في السنوات الأخيرة، كما ونتيجة لذلك تكبدت الطائفة الشيعية العديد من الضحايا.
وأعلنت قاعدة المعلومات لحزب تجمع الوحدة الإسلامي الباكستاني أن هجمات بقذائف الهاون وإطلاق الصواريخ استهدفت المناطق السكنية الشيعية وتكثفت على مزارعهم في مناطق مختلفة من مدينة باراشينار وضواحيها، وذلك من قبل جماعات تكفيرية بالتواطؤ مع إرهابيي حركة طالبان.
في هذا السياق، أعرب العلامة ناصر عباس جعفري، عضو مجلس الشيوخ الباكستاني ورئيس حزب مجلس وحدة المسلمين، عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في باراتشينار، وطالب الجيش ووكالات إنفاذ القانون في البلاد بالتدخل.
وحذر من أن الأعداء وداعميهم الإرهابيون يتعرضون لمؤامرة مخطط لها مسبقا لتدمير الوضع في باراتشينار. وأضاف الجعفري، أنه إذا لم تتخذ الحكومة والجيش إجراءات في الوقت المناسب لمعاقبة الإرهابيين، فإن الناس من جميع أنحاء باكستان سوف يسيرون نحو هذه المنطقة للدفاع عن المضطهدين في باراتشينار.
*قطع خدمة الهواتف
كذلك، كشفت مصادر باكستانية، عن أن "المسؤولين الأمنيين في باراتشينار قرروا قطع خدمة الهاتف المحمول والإنترنت في هذه المنطقة خوفا من تصعيد الوضع الحالي.
تسببت الحوادث الإرهابية التي ارتكبتها العناصر التكفيرية والطائفية والتي راح ضحيتها مدنيون عزل في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة في فرض قيود صارمة في باراشينار.
*مسلسل الاجرام بحق الشيعة يستمر
في السياق، كتب الامين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، ما نصه: "مازال مسلسل جرائم زمر التكفير والإرهاب يخرق كل القيم السماوية والإنسانية، فها هي مدينة "بارتشينار" الباكستانية، تشهد مجازر متجددة، ترتكبها هذه الزُمر الظلامية، ضد أتباع أهل البيت "عليهم السلام"، وهم يواصلون إحياء شعائر الله، في ذكرى عاشوراء الحسين "عليه السلام" .
واضاف: "في الوقت الذي نتقدم به التعازي الخالصة لأُسر الشهداء المظلومين، ونرفع أيدينا بالدعاء لشفاء الجرحى والمصابين، فإنّنا ندعو الجميع لنصرة شيعة أمير المومنين"عليه السلام"، الذين يتعرضون لحملات إبادة وحشية، ونطالب المنظمات الأممية والإسلامية خصوصاً بإدانة هذه المجازر والتصدي لمرتكبيها ومحاسبتهم، والضغط على حكومة باكستان لاتخاذ الإجراءات الكفيلة، بحماية مواطنيها المدنيين الأبرياء الذين لاذنب لهم، سوى موالاتهم لأهل بيت النُبوة، والتزامهم بتأدية شعائر الله".
*الحكيم يعلق
أدان رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم بأشد عبارات الاستنكار والشجب الجريمة البشعة التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية التكفيرية ضد المسلمين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في مدينة باراتشينار الباكستانية والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء من الرجال والنساء والأطفال.
وقال السيد الحكيم في بيان "إننا إذ نعبر عن عظيم مواساتنا لأسر الشهداء الأبرياء ونبتهل إلى العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، نطالب الحكومة والجيش الباكستاني بتحمل مسؤولياته تجاه مواطنيه وتوفير الحماية اللازمة لهم، كما نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي إلى التصدي لمواجهة الإرهاب والتطرف".
جاء ذلك بعد إطلاق نار كثيف وصواريخ أُطلقت من قبل العصابات التكفيرية على منطقة باراتشينار الباكستانية التي يقطنها أغلبية المسلمين الشيعة، ناهيك عن أن المدينة في حصار منذ ما يقارب الأسبوع وتتعرض لهجمات مستمرة دون تدخل من قبل الجيش الباكستاني.
*اشتباكات قبلية
على الجانب الآخر، أفادت مصادر في الشرطة الباكستانية، يوم أمس الاثنين، بارتفاع ضحايا المعارك القبلية التي اندلعت الأسبوع الماضي شمال غرب البلاد إلى 225 قتيلا وجريحا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول محلي قوله، إن المعارك "اندلعت بين سُنة ماداغي، وشيعة مالي خيل" الأربعاء الماضي عندما أطلق شخص النار خلال مجلس قبلي انعقد لحل عقود من النزاع حول الأراضي، الأمر الذي أشعل التوترات القائمة منذ زمن بين العشيرتين اللتين تتعايشان في منطقة كُرَّم قرب الحدود الأفغانية.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية الإقليمية -رفض ذكر اسمه- إن الطرفين توصلا الليلة قبل الماضية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حينما كانت الحصيلة عند 35 قتيلاً.
وأوضح، إن الاتفاق "تم بفضل جهود الحكومة" لكن إطلاق النار تجدد في وقت متأخر من الليل مما تسبب في سقوط 7 قتلى جدد" مضيفا أن الشرطة أحصت 42 قتيلا و183 جريحاً منذ الأربعاء الماضي.
وأفاد مسؤول آخر بأن عدداً من النساء من ضمن الجرحى، إلا أن عملية التعرف على القتلى لا تزال مستمرة.
وقد أعربت المفوضية الباكستانية لحقوق الانسان عن قلق بالغ من هذه الحصيلة الكبيرة للمدنيين الذين باتت حرية حركتهم وحصولهم على الغذاء والعلاج مقيدة.
ووفقاً لصحيفة "دون" الباكستانية فقد ظّلت جميع المؤسسات التعليمية والأسواق مُغلقة طوال عطلة نهاية الأسبوع، بينما ظلّت حركة المرور على الطرق الرئيسية مُعلّقة، ونقلت الصحيفة عن سكان محليين قولهم إنّ "إغلاق الطرق أدّى إلى نقص في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة".
يُذكر أن هذا النوع من النزاعات شائع في باكستان خصوصا في إقليم خيبر بختونخوا الجبلي الحدودي مع أفغانستان حيث تسود التقاليد والمبادئ القبلية، وينتشر السلاح. وتجد قوات الأمن صعوبة في الحفاظ على النظام، وقد تستمر هذه النزاعات فترات طويلة وتصبح عنيفة.
وتقع منطقة كورام القبلية على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان في إقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان، وقد شهدت المنطقة في السابق صراعاتٍ بين القبائل والجماعات الدينية والهجمات المسلحة بين الفينة والأخرى.
وقد نشب صراع كبير في عام 2007 في تلك المنطقة استمر حتى عام 2011، حيث عملت "الجيرجا" وهي جمعية تقليدية لشيوخ القبائل، على حل الصراع بعد 4 سنوات من اندلاعه.