بالتزامن مع عملية نتنياهو الجراحية.. انفوبلس ترصد أمراض زعماء ديكتاتوريات المنطقة والعالم.. تعرف على تاريخ أمراض قادة الدول
انفوبلس..
السبت الماضي، أجرى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو عملية جراحية لإزالة البروستات بعد إصابتها بتضخم حميد، وبالتزامن مع هذه العملية؛ تجري شبكة "انفوبلس" حصرا لأمراض أبرز زعماء ديكتاتوريات المنطقة.
مكتب نتنياهو قال إنه في حالة جيدة وفي كامل وعيه بعدما خضع لعملية "ناجحة" في البروستات.
وأضاف المكتب في بيان الأحد: "نُقل نتنياهو الآن إلى وحدة رعاية مركزة محمية تحت الأرض. ومن المتوقع أن يظل في المستشفى لمراقبة حالته في الأيام القليلة المقبلة".
وفي مارس/آذار الماضي، خضع نتنياهو لعملية جراحية لرتق فتق، وفي يوليو/تموز العام الماضي زرع الأطباء له جهاز تنظيم لضربات القلب بعد مخاوف طبية.
*تركيا
في عام 2022، كشفت وسائل إعلام عبرية، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعان مؤخرا بخدمات طبيب قلب إسرائيلي كبير، ما يشير إلى مشاكل محتملة لديه في القلب.
وقالت، إن الطبيب المعني هو البروفيسور إسحاق شابيرا، نائب المدير العام لمركز سوراسكي الطبي في تل أبيب والمشرف على السياحة العلاجية في المستشفى.
كما أوضحت أن شابيرا مختص في مجال الأمراض القلبية ويقدم المشورة الطبية لعدد من قادة العالم بشأن المشاكل الطبية والعلاجات.
ويبلغ عمر ديكتاتور تركيا الأكبر رجب طيب اردوغان نحو 70 عاماً، وتظهر عليه علامات الشيخوخة في جميع مقابلاته وفعالياته.
*السعودية
في آيار/مايو الماضي، أعلن الديوان الملكي السعودي أنّ فحوصا طبية أُجريت للملك سلمان بن عبد العزيز (88 عاماً) أظهرت أنّه يعاني التهاباً في الرئة، مشيراً إلى أنّ الأطباء أعدّوا له برنامجاً علاجياً يعتمد على مضاد حيوي.
وقال الديوان في بيان، إنّ الملك "استكمل الأحد الفحوصات الطبية التي أُجريت في العيادات الملكية في قصر السلام بجدة، وقد تبّين وجود التهاب في الرئة".
وأضاف، إن "الفريق الطبي المعالج ارتأى عمل بعض الفحوصات لتشخيص الحالة الصحية وللاطمئنان على صحته"، وتابع أنّ الفريق الطبي قرر أن يخضع الملك "في قصر السلام بجدة لبرنامج علاجي عبارة عن مضادّ حيوي حتى يزول الالتهاب".
وصدر البيان بعد ساعات على بيان أول أفاد بأنّ الملك يعاني "ارتفاعاً في درجة الحرارة وألماً في المفاصل" ما استدعى إجراء فحوص طبية هي الثانية له في أقل من شهر.
وأجرى الملك الفحوص في "العيادات الملكية في قصر السلام بجدة"، المدينة الساحلية الواقعة غربي المملكة على البحر الأحمر.
ومن النادر أن تنشر المملكة بيانات تتعلق بصحة الملك الذي يقود الدولة النفطية الثرية منذ 2015، لكن يبقى نجله ولي العهد الأمير محمد البالغ 38 عاما، الحاكم الفعلي للبلاد ويدير شؤونها العامة واليومية.
ونهاية نيسان/أبريل، أعلن الديوان أنّ العاهل السعودي أُدخل مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة لإجراء "فحوصات روتينية"، وغادر في اليوم عينه، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي.
وسبق أن أُدخل المستشفى في أيار/مايو 2022، حين مكث أكثر من أسبوع بقليل وخضع لفحوص طبية من ضمنها إجراء منظار للقولون و"قد كانت النتيجة سليمة"، على ما أفاد الديوان الملكي حينها. كما دخل الملك المستشفى بالرياض في آذار/مارس 2022 لإجراء "فحوصات طبية" و"تغيير بطارية منظم ضربات القلب"، كذلك، خضع في تموز/يوليو 2020 لعملية استئصال المرارة وأُجريت له عام 2010 جراحة لمعالجة انزلاق غضروفي في العمود الفقري.
وقبل اعتلائه العرش، شغل الملك سلمان منصب حاكم الرياض لعقود وكذلك منصب وزير الدفاع، ثم تسلّم الحكم بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز.
*مصر
في آب/أغسطس من عام 2023، اندلعت موجة من التساؤلات والتكهنات بشأن الحالة الصحية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وما إذا كان مصاباً بمرض «الشلل الرعاش» فيما تساءل آخرون عما إذا كان قد أصيب بالجلطة خلال الفترة الماضية وأن هذه الجلطة قد تكون أثرت على قيامه بمهامه المعتادة.
وانتشرت موجة التكهنات والتساؤلات بشأن صحة السيسي في أعقاب تداول مقطع فيديو يظهر فيه وهو يستمع لأحد المتحدثين بينما يده ترتعش، ثم قام بإنزال يده فيما يبدو أنه أنزلها خشية أن ينتبه أحد للرعشة التي كان يواجهها. ويعود الفيديو المتداول إلى يوم الأربعاء 16 آب/أغسطس من ذلك العام حيث التقى السيسي مع قبائل مطروح في مدينة السلوم وتحدث إليهم كما استمع إلى كلمات عدد منهم في أعقاب تفقد عدد من المشروعات في المنطقة.
وتساءل الإعلامي المصري المعروف أسامة جاويش في مقطع فيديو مصور عن الوضع الصحي للسيسي وما إذا كان مصاباً بمرض الشلل الرعاش، وقال: «لماذا اترعشت إيدين السيسي وهو ماسك المايك ثم أنزلها إلى الأسفل فوراً؟.. أنا أسأل اللواء عباس كامل حتى يُطمئن الرأي العام: هل سيادة المشير القائد عبد الفتاح السيسي مصاب بمرض اسمه الباركنسون الذي يصيب الدماغ ومن أعراضه الشلل الرعاش؟».
وأضاف جاويش: «أنا أريد الاطمئنان على صحة الرئيس، لا أؤكد ولا أنفي، وإنما هو فيديو غريب يظهر فيه الرعشة، والسؤال للسيد عباس كامل والسادة المسؤولين: هل أصيب السيسي بشيء في الدماغ يؤدي إلى الشلل الرعاش؟ أتمنى الاجابة بنعم أو لا.. نريد الاطمئنان على صحته لا أكثر».
ولاحقاً نشر جاويش مقتطفات لأجزاء من مقال «الآلهة لا تمرض» للكاتب إبراهيم عيسى والمنشور في جريدة «الدستور» المصرية سنة 2007 وهو المقال الذي تسبب في حبسه في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وسرعان ما تصدرت كلمة (الشلل الرعاش) قائمة الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في مصر بعد أن توسع الجدل وازدادت الأسئلة بالفعل عن الحالة الصحية للرئيس السيسي، وما إذا كان المسؤولون يخفون شيئاً ما بخصوص حالته الصحية.
ونشر ناشط مصري يُدعى محسن الفيديو الذي يظهر فيه السيسي مرتعشاً، وكتب معلقاً بالقول: «هل أصيب السيسي بمرض باركنسون أو الشلل الرعاش؟.. تفسيري هو أن هذه الحركة نتيجة إصابته بجلطة كما قيل في الفترة الأخيرة، أو انها نتيجة تعرضه لضغوط نفسية شديدة».
وغرد سيف عز قائلاً: «يمهل ولا يهمل.. أعراض لمرض الشلل الرعاش تظهر على السيسي، وهذا مرض يصيب الجهاز العصبي ويسمى مرض باركنسون، وليس له شفاء إنما أدوية تقلل بشكل محدود للأعراض، وتتزايد حدة المرض بمرور الوقت وسببه انخفاض مستويات الدوبامين ويؤدي لحدوث إعاقة في الحركة».
وأعاد ناشط آخر نشر الفيديو الذي يظهر فيه السيسي مرتعشاً وكتب يقول: «مرض باركنسون، الشلل الرعاش، هو اضطراب يتفاقم تدريجياً ويؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب، وتبدأ الأعراض ببطء، وقد يكون أول الأعراض ظهوراً رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط، وقد يسبب الاضطراب أيضاً تيبّساً وبطئاً في الحركة».
وكتب أحد النشطاء قائلاً: «السيسي أصيب بمرض باركنسون أو الشلل الرعاش. محاولة إخفائه للمرض في الفيديو المتداول لن تستمر كثيراً خاصة ان هذا المرض يتطور سريعاً لأنه ناتج عن جلطة قد تنتشر وتتطور».
ونشر ناشط آخر صورة للسيسي وهو يقود دراجة هوائية، وكتب معلقاً على الصورة: «سيسي مين اللي عنده باركنسون (الشلل الرعاش)؟ ده صحته أحسن من الأشباح اللي وراه في الصورة، هو اللي زي ده بيمرض. الشعب هو اللي جاله شلل بسببه».
يشار إلى أن مستشفى «مايو كلينك» يُعرّف مرض باركنسون بأنه «اضطراب يتفاقم تدريجياً يؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب. وتبدأ الأعراض ببطء، وقد يكون أول الأعراض ظهوراً رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط، وحدوث الرُعاش من الأعراض الشائعة، لكن الاضطراب قد يسبب أيضاً تيبّساً وبطئاً في الحركة».
ويقول الأطباء إنه في المراحل المبكرة من الإصابة بمرض باركنسون، قد يظهر على وجه المريض بعض التعبيرات القليلة، أو لا تظهر على الإطلاق، وقد لا تتأرجح ذراعاك أثناء المشي، وقد يصبح النطق ضعيفاً أو غير واضح. وتزداد أعراض داء باركنسون سوءاً بتفاقم الحالة مع مرور الوقت.
وعلى الرغم من أن مرض باركنسون لا شفاء له، إلا أن الأدوية يمكنها تخفيف الأعراض إلى حد كبير، وفي بعض الأحيان، قد يقترح الطبيب على المريض إجراء جراحة لتنظيم عمل مواضع محددة من الدماغ وتحسين الأعراض.
*الاردن
في عام 2022، قال الديوان الملكي الأردني، إن الملك عبد الله الثاني أجرى، عملية جراحية، لمعالجة انزلاق غضروفي في منطقة العمود الفقري الصدري.
ولفت الديوان إلى أن العملية "تكللت بالنجاح"، وسيقضي العاهل الأردني، بناء على نصيحة الأطباء، فترة راحة عقب العملية، في إحدى المستشفيات المتخصصة في مدينة فرانكفورت الألمانية، قبل عودته إلى الأردن.
*تكتم شديد في كل العالم
وعادة يجري التكتم الشديد على صحة الرئيس في الدولة التي تنتقل فيها السلطة بالوراثة، وغالباً ما يتكتم على صحة الملوك في حال لم تنتقل السلطة إلى وريث محدد بعد. في حالات أخرى تبقى صحة الحاكم طي الكتمان ريثما تنتهي الحرب لئلا تؤثر في نتائجها، أو بانتظار اتفاق الأحزاب السياسية على الخليفة في الدول ذات النظم الديمقراطية التوافقية، وقد تبقى صحة الزعيم سرية في الأنظمة الشمولية خوفاً من اهتزاز النظام.
وفي كثير من الحالات يخفي المرشحون إلى مراكز قيادية أو إلى الرئاسة حالتهم الصحية الحقيقية، ويتبارون من أجل الظهور بلياقة تامة كما لو أنهم في سن الشباب، كما يفعل المرشحان إلى الرئاسة الأميركية الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب. فيتهم أحدهما الآخر بأنه رجل عجوز ومسن، ويحاول كل منهما جاهداً إثبات أن عمره المديد لا يخفي شبابه وقدرته على الحكم في فترة رئاسية ثانية لكليهما.
لم يعرف أحد بمرض الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر إلا بعد وفاته فجأة بأزمة قلبية، ويقول طبيبه الشخصي إن أولاده وعائلته لم يكن لديهم علم بهذه الأمراض، على رغم أنها بدأت منذ توليه الحكم واشتدت عليه طوال فترة حكمه. ويقال إن ناصر توفي بعد مفاوضات شاقة أجريت خلال قمة عربية لوقف القتال بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكان عبدالناصر أصيب بمرض السكري في بداية توليه الحكم في مصر، وعانى مضاعفات السكري والتهاب الأعصاب وتصلب الشرايين، وأصيب بجلطة في الشريان التاجي عام 1969، وكانت وفاته نتيجة لجلطة ثانية في عام 1970.
وتوفي الرئيس السوري حافظ الأسد بعد أسابيع من إعلان مرضه، على رغم أنه ظل مواظباً على ظهور بين ضيوفه، إلا أنه عين ثلاثة نواب للرئيس في تلك الفترة قبل أن يختفي عن الأنظار لمدة وجيزة تلاها إعلان مرضه، ومن بعدها بأسابيع وفاته بعدما نقلت قيادات حزب البعث السوري الحاكم السلطة إلى ابنه بشار الأسد بشكل سلس.
ورحل الرئيس الفلسطيني رئيس حركة "فتح" ياسر عرفات في المستشفى الفرنسي بعد أسابيع من مرضه المباشر، وظهر في صوره الأخيرة متعباً ونحيفاً، نتيجة الحصار الذي فرضه عليه الجيش الإسرائيلي لأشهر في الضفة الغربية، وما زال يعتقد كثير من المقربين ومؤيدي الرئيس عرفات بأنه مات مسموماً.
وكان ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال أصيب بسرطان الجهاز البولي، الذي توفي بسببه على رغم استشفائه وحضوره أمام الكاميرات خلال فترة العلاج، إلا أن الملك كان قد أرجأ إعلان مرضه سنوات قليلة قبل أن يضطر إلى استخدام العلاج الكيماوي وتظهر آثار المرض عليه.
وبدأ مرض الملك حسين عام 1992 وقبيل وفاته عاد من مشفاه الأميركي إلى عمان عام 1999 ليصدر قراراً بعزل أخيه الأمير الحسن بن طلال ولي العهد منذ عام 1965 مورثاً الملكية إلى ابنه العاهل الأردني الحالي عبدالله بن حسين، وتوفي الملك حسين بن طلال في السابع من فبراير (شباط) 1999 عن عمر يناهز 64 سنة قضى منها 47 عاماً ملكاً للأردن.
وأثارت إشاعات مرض الرئيس المصري الراحل حسني مبارك عام 2007 غضباً رسمياً، وكذبت الرئاسة المصرية الخبر. وكرد على تلك الإشاعات ظهر مبارك على الهواء مباشرة في التلفزيون المصري لمدة أربع ساعات متفقداً مشاريع بمدينة برج العرب.
وفي الجزائر، أثار كشف مصادر طبية فرنسية في عام 2006 عن حقيقة مرض الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، وهو سرطان الكلى، لغطاً سياسياً وجماهيريا في البلاد، وظل الجزائريون منتظرين تأكيداً أو نفياً رسمياً لهذه الأخبار.
قبل ذلك في الولايات المتحدة أقعدت سكتة دماغية الرئيس وودرو ويلسون في عام 1919 لكن الأميركيون لم يعرفوا بالأمر إلا بعد أشهر عدة، وأجرى الرئيس جروفر كليفلاند جراحة سرية في عام 1893 لإزالة ورم سرطاني في فمه على متن يخت أحد أصدقائه.
في الاتحاد السوفياتي السابق أخفي مرض ليونيد بريجنيف ومعظم الذين حكموا من بعدها من القيادات الشيوعية من كبار السن، وأطلقت ظاهرة "الدولة البريجينيفية" على الدول التي يحكمها سلسلة متتابعة من كبار السن المرضى، إلا أن أمراضهم تبقى من أسرار الدولة إلى أن يحين وقت إعلان وفاتهم فتقام لهم مراسم دفن بينما يشاع أن بعضهم يكون مات قبل تلك المراسم بمدة.
وحين انهارت صحة بريجنيف راح الإعلام السوفياتي ينشر فعاليات مصورة سابقاً يشارك فيها لإخفاء حقيقة وضعه الصحي، واضطر بعض الرؤساء والملوك والمسؤولين إلى الظهور الإعلامي رداً على إشاعات مرضهم أو موتهم كما يحدث في عدد كبير من دول العالم.
وكان العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز اضطر إلى ترك واجباته ليدخل مستشفى الملك فيصل التخصصي في سن 80 سنة، وكانت حاله الصحية بدأت تسوء بعد تعرضه لجلطة قلبية في عام 1995. وأصدر في عام 1992 مرسوماً يقضي بانتقال الحكم إلى أكبر الأعضاء سناً بين أبناء الملك عبدالعزيز بن سعود.
وأصيب رئيس الوزراء التركي بولاند أجاويد بأمراض كثيرة قبل دخوله المستشفى ووفاته، ولم تكن أُعلنت أمام الأتراك على رغم كثرة تردد الرئيس على المستشفى.
وأخفى الرئيس الكوبي وقائد ثورتها فيديل كاسترو إصابته بمرض الباركنسون لسنوات طويلة عن الكوبيين، ثم أخفى أمر الجراحات التي أجريت له قبيل أن يقعده المرض نهائياً ليتوفى عن عمر 81 سنة ليبقى في ذاكرة مؤيديه وكأنه رجل في كامل نشاطه.
وحين غيّبت جلطة دماغية الزعيم الكوري الشمالي كيم ايل سونغ في عام 1994، أُخفي أمر وفاته أسابيع عدة، ريثما يتم تحضير انتقال السلطة إلى ابنه كيم جونغ إيل، وهو والد الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم جونغ أون.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت أخبار عن مرض ملك بريطانيا تشارلز الأول بمرض سرطان البروستات، إلا أن الأمر بقي مجرد إشاعات لأسابيع عدة، قبل أن يعلن القصر إصابة الملك واضطراره للاستشفاء بعيداً من متطلبات عمله، والأمر نفسه طاول زوجة ولي العهد البريطاني كيت ميدلتون إثر اختفائها عن أعين الكاميرات لفترة وجيزة فدارت الإشاعات حولها، إلى أن خرجت لتصدم الجميع بخبر إصابتها بالسرطان، وكان والد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية جورج الرابع توفي بعد صراع طويل مع السرطان نتجت منه إزالة إحدى رئتيه.
ويظهر في الصراع الحالي على الرئاسة الأميركية بين مرشحين كبيرين في السن يحاولان إخفاء ما يصيبهما من أمراض بكل الطرق، على رغم أن كل منهما يستخدم الدعاية لزعزعة رأي الناخبين بالآخر بخصوص أمراضهما، وبحسب تحقيق لـ"نيويورك تايمز" فإن السياسة الانتخابية الرئاسية الأميركية الحالية تكشف عن أن العمر ليس كما كان عليه من قبل.
وبرأي كاتب التحقيق فإن الثقافة الأميركية أعطت تعريفاً مختلفاً للشيخوخة بعدما سمح الطب الحديث للناس بالعيش لفترة أطول مع نشاط مستمر، فهيلاري كلينتون ترشحت للرئاسة الأميركية بعمر 68 سنة، أما دونالد ترمب فكان يبلغ 70 من العمر حين ترشح إلى الرئاسة.
كتب المؤرخ ماثيو ألغيو في كتابه "الرئيس رجل مريض" أن جنون العظمة الذي يصيب الرؤساء يدفعهم إلى الاعتقاد أنهم لا يمكن أن يصابوا بالمرض، ولا يحصلون على أفضل رعاية صحية لهذا السبب.
وقال ألغيو، إن الأميركيين كانوا يعرفون قليلاً عن الحالة البدنية للرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت عندما ترشح للرئاسة في عام 1932، وكان يستخدم كرسياً متحركاً، وبحلول الوقت لترشحه لولاية رابعة في عام 1944 كان يعاني مرضاً في القلب وكان متعباً باستمرار ويعاني صعوبة في التركيز.
وسارع جراح روزفلت حينها فرانك لاهي إلى كتابة مذكرة قال فيها إن روزفلت لن ينجو في فترة أربع سنوات أخرى، ولم يكشف عن هذه المذكرة الطبية إلا في عام 2011، لكن روزفلت توفي بعد أشهر في أبريل 1945 تاركاً ترومان لإنهاء الحرب العالمية الثانية.
وأُخفيت مشكلات الرئيس أيزنهاور الصحية، وبعد تعرضه لأول نوبة قلبية قيل للصحافيين إنه عانى "اضطراباً في الجهاز الهضمي أثناء الليل". وكان على الرئيس جون كينيدي تناول المنشطات والأدوية لدرء أعراض مرض أديسون، لكنه فعل ذلك سراً، وأصدر أطباؤه بياناً بأنه لم يكن مصاباً بمرض أديسون الناجم عن مرض السل، وحجبت هذه الأخبار حول صحة الرئيس إلى ما بعد اغتياله على رغم انهيار كينيدي مرتين بسبب المرض، مرة في نهاية موكب خلال حملة انتخابية ومرة في زيارة إلى بريطانيا.
كان عمر ريغان 69 سنة حين واجه مشكلة خلال محاولته الوصول إلى الرئاسة في عام 1980، وبدا شاباً ونشيطاً عندما تولى منصبه للمرة الأولى، وترشح لإعادة انتخابه في عام 1984، وقال في مناظرة مع منافسه حينها ممازحاً إنه لن يستغل لأغراض سياسية "شباب خصمه وقلة خبرته". وتم تشخيص ريغان بمرض الزهايمر في عام 1994. ويؤكد بعض مقربيه ومنهم ابنه رونالد جونيور بأنه أظهر علامات المرض في فترة ولايته الثانية.
وينص التعديل 25 في دستور الولايات المتحدة على نقل السلطة إلى نائب الرئيس إذا كان الرئيس عاجزاً، وفي مرتين في عامي 2002 و2007 استخدم الرئيس جورج دبليو بوش التعديل 25 لنقل السلطة إلى نائب الرئيس ديك تشيني، بينما خضع بوش لتنظير القولون الروتيني، واستمر التخلي عن السلطة التنفيذية لبضع ساعات فقط في المرتين.