بعد عام من اندلاع أعمال الشغب.. إحباط عمليات داخل إيران مصدرها كردستان تهدف الى زعزعة الأمن وشيطنة الدولة
انفوبلس/..
قبل عام، نجحت إيران، في احتواء مخطط غربي لضرب أمنها واستقرارها من خلال أعمال الشغب التي اجتاحت البلاد، وذلك ضمن استراتيجية داخلية، وأخرى خارجية، لم تنتهِ مع انتهاء الاضطرابات، بل ما زالت مستمرة.
بعد التحشد المستمر من قبل وسائل الإعلام المناهضة للثورة الإسلامية والمعادية للنظام الإيراني، التي ركزت كل أخبارها على ذكرى أعمال الشغب في العام الماضي، وطالبت الناس بالنزول إلى الشوارع، بحجة ذكرى وفاة المواطنة "مهسا أميني"، إلا أن شوارع طهران كانت هادئة تماما يوم أمس.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، أن "أعمال الشغب والأزمة الأمنية في إيران بدأت في أيلول العام الماضي بعد بث خبر وفاة مهسا أميني، لكن ما حدث في الشارع كان نتيجة سنوات عديدة من الجهود المتواصلة من قبل الأعداء، جهود ظهرت بشكل رئيسي في الفضاء الإعلامي، حول مفهوم الحرية وتركز على موضوع الحجاب، وسبب لأعمال الشغب في الشوارع، والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف".
وبعد وفاة أميني، بادرت حركة المعارضة التي رأت أن هذه الظروف الخاصة هيأت فرصة لها لتنفيذ برامجها المعدَّة مسبقا، من خلال ضخ ونشر أخبار كاذبة والتلاعب بمشاعر وعواطف الناس وجرح ضمائر المجتمع، ومن ثم المناورة على ادعاء عنف قوات إنفاذ القانون في البلاد، فبدأوا في إدارة أعمال الشغب وتوجيهها لزيادة حجم تأثيرها المدمر.
اعتقال إرهابيين خططوا لأنشطة مسلحة
وألقى الأمن الإيراني القبض يوم أمس، على 6 عناصر على صلة بجماعة "خلق" الإرهابية في مدينة بوئين زهراء التابعة لمحافظة قزوين شمال غرب طهران.
وتم إلقاء القبض على هؤلاء العناصر من قبل كوادر الأمن في محافظة قزوين يوم أمس السبت في عملية سريعة وذكية.
وكان هؤلاء العناصر قد خططوا للقيام بأنشطة لزعزعة الأمن خلال الأيام الأخيرة إلا أنه تم إلقاء القبض عليهم قبل قيامهم بأي عمل.
محاولة اغتيال والد مهسا أميني
وأعلنت القوات الأمنية الإيرانية أنها اعتقلت عدة أشخاص ينتمون لجماعةٍ إرهابية، كانوا يسعون لاغتيال والد مهسا أميني على طريق المقبرة التي دُفنت فيها الشابة العام الماضي.
وقال نائب محافظ كردستان للشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية: إن يقظة القوات الأمنية قادت الى إلقاء القبض على عدد من أعضاء الجماعات الإرهابية الذين أرادوا اغتيال أمجد أميني والد مهسا أميني في الطريق إلى مقبرة آيتشي، وتم إحباط هذه المؤامرة.
وذكر مهدي رمضاني نائب محافظ كردستان في تصريح صحفي، أن "محاولة اغتيال والد مهسا أميني خططت لها إحدى المجموعات الإرهابية الكردية في الطريق إلى مقبرة سقز، وأحبطتها قوات الأمن قبل ارتكابها."
وبحسب قوله فقد حوصر عدد من أفراد القوات الإرهابية في هذا الصدد.
وقال العميد أمان إله كشتاسبي، قائد حرس الثورة في محافظة كردستان، في وقت سابق: إن استخبارات حرس الثورة تمكنت خلال الـ 24 ساعة الماضية من اعتقال 14 شخصاً من النواة التنظيمية للجماعات الإرهابية الانفصالية في مدن سنندج وديواندره وبانه ومريوان.
شحنة أسلحة للفوضى والشغب
من جانبه، أعلن رئيس النيابة العامة في محافظة هرمزكان جنوب إيران، عن ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة والأدوات الأميركية الخاصة بأعمال الفوضى والشغب من لنش حين دخوله الحدود المائية جنوب البلاد.
وقال مجتبى قهرماني، في تصريح صحفي، اليوم الأحد، إنه "بالتنسيق مع رئيس الدائرة القضائية في ميناء خمير ونتيجة للرصد الاستخباراتي من قبل كوادر الأمن فقد تم ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة والأدوات الأميركية الخاصة بأعمال الشغب والفوضى عند دخولها الحدود المائية جنوب البلاد".
وأشار إلى أن الشحنة المذكورة كانت معبّأة في لنش، وأوضح: أن كوادر الأمن وبعد اطلاعهم على نقل هذه الشحنة الكبيرة من الأسلحة التي تضم أكثر من 6000 جهاز صعق كهربائي أميركي الصنع ويمكن أن تُستخدم في أعمال الفوضى والشغب، فقد خططوا ونفذوا عملية لضبط هذه الشحنة.
وأضاف رئيس النيابة العامة في هرمزكان: نتيجة عمل استخباراتي دقيق، تم رصد وتتبع الشحنة المعنية منذ وقت تحميلها خارج حدود البلاد، وبمجرد دخولها المياه الإيرانية تم توقيفها وضبطها في محيط ميناء خمير.
القبض على عملاء مرتبطين بالشبكة
وأوضح قهرماني، تم في هذا الصدد إلقاء القبض على شخصين ضالعين. كما أن عملاء آخرين مرتبطين بالشبكة يخضعون لرصد استخباراتي كامل.
وأضاف قهرماني: نتيجة التحقيقات الأولية وبناءً على تقرير الضباط المحققين تبين أنه تم تجهيز هذه الشحنة من الأسلحة ونقلها إلى البلاد لاستخدامها في إثارة أعمال الشغب والفوضى في الأيام المقبلة.
وحذر رئيس النيابة العامة في هرمزكان المُخلِّين بالنظام والأمن العام، وقال: على مَن يخططون لمثل هذه الجرائم أن يعلموا أن النظام القضائي لا يجامل أحدا في الحفاظ على سلامة وأمن المواطنين، وسيكون عقاب مثل هؤلاء الأفراد حازما وبدون تسامح.
هجوم إرهابي على أفراد من التعبئة
مساعد محافظ فارس للشؤون السياسية والأمنية جنوب إيران، أعلن استشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين، إثر إطلاق نار من قبل شخصين مجهولين باتجاه قوات التعبئة الشعبية (البسيج) في مدينة نورآباد ممسني.
وقال إسماعيل قزل سفلي في تصريح صحفي: في حوالي الساعة الثامنة من أمس السبت، بدأ شخصان يستقلان دراجة نارية إطلاق النار بشكل عشوائي من بنادق الصيد (الشوزن) على قوات التعبئة المتمركزة في الجانب الجنوبي من ساحة معلم في مدينة نور آباد ممسني.
وأشار أمين مجلس أمن محافظة فارس والمتحدث الرسمي باسمه، إلى "خُبث ودناءة أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وقال: إن "هذه التصرفات العمياء واليائسة تظهر ضعف وخوف الأعداء من مواجهة القوات الأمنية والقوات المسلحة وأفراد التعبئة الأعزاء وجهاً لوجه، وعلى الفور لاذ المهاجمون بالفرار من المكان بعد هذا الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى إصابة 4 من أعضاء التعبئة في منطقة الصدر والرأس، وتحاول الأجهزة الأمنية القبض عليهم".
وأضاف: للأسف استُشهد في هذا الحادث أحد أفراد التعبئة الأعزاء بسبب الإصابة البالغة، وتم إرسال أحد المصابين الى إحدى مستشفيات شيراز، كما فيما يخضع اثنان من هؤلاء الأعزاء للعلاج في مستشفى المدينة.
محاولة تفجير لتأجيج الأوضاع
وأعلن قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة آذربايجان الشرقية، علي محمدي، إلقاء القبض على انتحاري كان ينوي القيام بعملية قتل جماعي لملبّي دعوة المناوئين للثورة الاسلامية للتجمع يوم أمس في مدينة تبريز في الذكرى السنوية لأحداث الشغب التي اندلعت العام الماضي وذلك بهدف تأجيج الأوضاع من جديد في إيران.
وقال علي محمدي، في تصريح صحفي، اليوم الأحد، إن "شخصا كان ينوي القيام بعملية تفجيرية في إحدى الساحات العامة في مدينة تبريز قد اعتُقل عند الساعة السابعة من مساء أمس، موضحا أن المهاجم كان ينوي استخدام عدد من اسطوانات الغاز في هذه العملية لكن يقظة القوى الامنية حالت دون ذلك".
وقال قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة آذربايجان الشرقية، إن "تفاصيل هذه العملية ستُعلن لاحقا".
عمليات إرهابية عبر إقليم كردستان
وتزامنا مع ذكرى بداية أعمال الشغب في إيران، تم اعتقال أعضاء خلية تابعة للجماعات الإرهابية دخلوا البلاد من إقليم كردستان العراق وكانوا يخططون لإطلاق النار على تجمع محتمل في مدينة سقز بمحافظة كردستان أمس السبت.
وعثرت قوى الأمن بحوزة هذه الخلية المكونة من 4 أشخاص على 3 بنادق كلاشينكوف ومسدس وبندقية صيد و2 زيّ عسكري وعدد من الأسلحة الباردة.
ويُظهر وجود زيّ القوات العسكرية الإيرانية، سيناريو إطلاق النار على المتجمعين وإلصاق تهمة العمل الإجرامي بقوى الأمن، ويجري التحقيق مع الإرهابيين المعتقلين.
الإقليم يُبدي تعاوناً أمنياً
وتؤكد مصادر مطلعة، على أن حكومة إقليم كردستان، متمثلة بكلا الحزبين الحاكمين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، قدمت تعاوناً أمنياً مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بعد تصاعد التحشيد العسكري للأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة على الحدود بين إيران وإقليم كردستان.
وأكدت المصادر، أن "إقليم كردستان قام بتسليم تفاصيل ومعلومات عن تمويل ودعم أمريكي للأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني، هدفها زعزعة الأمن الإيراني في الداخل وعلى الحدود المشتركة.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، قد أكد في وقت سابق أن "إقليم كردستان ملتزم بالاتفاق الأمني بين العراق وإيران"، مشيراً الى أنه "لن يسمح بظهور أي تهديد أمني لإيران ينطلق من الإقليم".
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، أنه "خلال لقاء سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق محمد كاظم آل صادق، ناقش الجانبان خلال اجتماع سبل تعزيز علاقات إيران مع العراق وإقليم كردستان، والاتفاق الأمني بين العراق وإيران، وعلاقات أربيل – بغداد والحوار من أجل حل المشاكل العالقة بينهما".
وأشار رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى "أهمية العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية بوصفها جارة مهمة لإقليم كردستان"، مشدداً على أن "إقليم كردستان ملتزم بالاتفاق الأمني بين العراق وإيران"، ومُطمئِناً إلى أنه لن يسمح بظهور أي تهديد أمني لجمهورية إيران الإسلامية ينطلق من إقليم كردستان.
فيما أكد وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقاء جمعه مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، أن "وجود الإرهابيين في إقليم كردستان العراق وتحركاتهم ضد أمن إيران يتعارض مع الدستور العراقي وعلاقات الصداقة بين الجانبين، مشددا على أنه يجب ألا يمس أي طرف بأمن جيران العراق".
وشكر أمير عبد اللهيان في اللقاء، حكومة وشعب العراق ومسؤولي منطقة كردستان على استضافة زوار الأربعين الحسيني، مشيرا خلال اللقاء، الى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد عراقا مستقلا ومزدهرا وعامرا.